مدينة الاسم
(توريت: Torit)
في توريت، تَمَّ تتوير الإنسان، وتَشَكَّلَت من ذلك مُجَرَّدَاتِ رموزٍ كبيرة في ابتناء الكينونة، ونظامنا بكامله.
فتوريت هي تعاشُر العناصر التالية مع أجزائها تفاضلاً، وتكاملاً، توريت:
(1) (ت: T) تُــراب.
(2) (و: o) وَقــود.
(3) (ر: r) روح.
(4) (إ: i) إنسان. والحرف في شموله يحتوي على عالم الدقائق الحي كلّه، حتى يبلغ الإنسان. فالإنسان إذن هو الدالّة الأكبر فيه، من خلال هذا المستوى الذي نتناوله، من مدن الأسماء. أي إذا سبقت لام الخفض هذا الحرف كما رأينا في مدينة الاسم مولي، فهذا يعني أنَّ المقصود هو العالم الذي دون الإنسان من دقائق ومخلوقات.
(5) (ت: t) تأنيث، أنثى.
مراقبتنا، للحرف (ت: T) الكبير، الكبيتل، من تُراب، والحرف (ت: t) الصغير من تا المؤنَّث، تكشف كما أسلفت في مدينة الاسم (مولي: Moli) عن الفعل الإلهي. "أو" الشأن الكبير من بُعدنا الذي نزل به التوجيه الإلهي، وهو هنا التراب، لأجل تمييز طبيعته عن الطبائع التي يمكن أن تشابهه بداخل الاسم الواحد نفسه. كأن يحمل حرفٌ آخر ملامح صوتية أو صورية منه بداخل الاسم المعني، مثل (ت: T) تراب، و(ت: t) تأنيث، من اسم توريت. فالتأنيث حرفه أصغر لأنَّه مشتقة من حرف التراب الأكبر منه، والتراب أصل التأنيث ومردُّه، الذي منه خُلق.
جرى في توريت تعاشر الرموز المذكورة أعلاه، ويقال على لسان السودان (مَلَجَ: Malaja) لما تجمّع وتعاضد وانبثق، واصفين تعاشر العناصر "في واحدٍ". وحافظة المفهوم أنَّهم يقولون لأسواق الخضار وكل مختلط (مَلَجَة).
عند الكوشي مايان (مُلِج: Mulij).
عند العرب (مَرَجَ: Maraga)، ومثلهم السريان (Mrag).
وقالتِ اللاتينُ لما تعاضد ونشأ وانبثق Emerge.
وبتحقّق الحدِّ الكافي من مدن الأسماء، سنفهم، لماذا كان كلُّ لسانٍ كما كان.
يقول السودان، تَوَّرَتِ الأرضُ الزرعَ، وتوَّرَت الزرّيعة بوازغها، وتَوَّرَت الحصباء بثورها على الجلد. وكما أسلفت في الصيغة (3)، فإنَّ "تور" التي تملأ الإرث الإنساني، والمستعمر لحرف (أ: A) من أبجديات التاريخ القريب كلّه، ((كما يتوهَّم الوثنيون))، ما هو إلا تحريف لفهم مدخل توريت (تور: Tor). ولكن متابعة اللغات نفسها، يُرينا أنَّ المعنى يعود إلى هنا، لمدينة اسمه توريت.
وإبليس قد بدأ متفاضلاً على آدم، كما يلي (أنا خيرٌ منه، خلقتني من نار وخلقته من طين)! علماً بأنَّ آدم لم يظهر إلى الآن، وإبليس كان من الجن. وهو مخلوق قبل آدم. وقصدي التنبيه لكون الظهور هنا في مدينة الاسم توريت للإنسان وليس لآدم. فالمؤنّث قد ظهر قبل آدم إذن، وإبليس كان من الجن. آدم يظهر، بحرف إلهي مدخل وأساس سنعرفه حين مدينة اسمه، ويظهر بعد ظهور روحين، ونحن لم نبلغ مدينة الاسم الخاصَّة به بعد.
ومن هنا تلمح الأفكار المبعثرة في الثقافة السودانية، والبشرية عموماً، حول عدد الأرواح التي يمتاز بها المخلوق.
لماذا مثلاً يقال إنَّ (القطة) لها سبع أرواح؟
لأنَّها أوضح المؤنّثات قرباً من الماء. الماء هو الروح الأولى لكل حي، والأنثى الأوضح التي تلت روحُهَا روحَ الماء هي هذه (الكديسة: Kadisa، وفي الإنجليزية Cat). ومنها جاءت (كا: الروح). ولذلك فقد كانت الكديسة في الوثنيات المُبَكّرة إلهةً معتبرة، الإلهة Bast أو بِسَّة، المرتبطة برمزية وثنية الأسد.
في لغة السودان يقال (قَطَّت البئر) أي نضب ماؤها وغيض. وحتى "القطا" اسمه مشتق من هنا ففي المثل العربي، حافظة المفهوم {إنَّه لا أدلُّ من قطاة، لأنَّها ترد الماء ليلاً من الفلاة البعيدة}، ابن منظور.
{القَطْو: مقاربة الخطو مع النشاط}، ابن منظور. أي تشبيهٌ بمشية القطة الخفيفة والرشيقة رُغم خطاها القصيرة لصغر حجمها، وحجم رجولها.
{تَقَطّت الدلو: خرجت من البئر قليلاً قليلاً}، ابن منظور.
{والقِطْقِط، بالكسر: المطر الصغار الذي كأنَّه شذر}، ابن منظور.
الذي يهمّني منها حالياً، لأنني لا أودُّ أن أستبق أوان التطبيقات، فقط أعطي بعض الأمثلة لأجل تماسك المادة، بمراعاة لعدم التشويش، أنَّ هذه الروح تُرَدُّ إليها الآثام، ولذلك نجد هذا الرمز مرتبطاً في القديم جداً برمز الأسد. وأدلّتي تندُّ عن الحصر، ولكنّي أكتفي منها بقوله تعالى {وقالوا ربّنا عجّل لنا قِطَّنَا قبل يوم الحساب}، ص: 16.
فكأنّما النص هنا يرد الآثام إلى تلك الروح المتنمّرة، الوثّابة. الآية أربكت المفسّرين، ولكنّهم فهموها على أنّ القِط هنا النصيب. نعم النصيب، ولكن أي نصيب؟ هو نصيب الروح القطة، ولم يتابع أحدهم بالطبع الرموز ليعرف ما وراء النص.
ولكي تتمتّن هذه النقطة في حُجّيتها تماماً، لنقرأ من ابن منظور {القِطَّةُ السِّنَّوْرُ، نعتٌ لها دون الذَّكَر ... والجمعُ قِطاط وقِططة، والأنثى قِطّة، وقال كراع لا يقال قطة، وقال ابن دُريد لا أحسبها عربية}.
ولو مَرَّ الشخص مسرعاً فلن ينتبه لمسألة "نعتٌ لها من دون الذكر"، أي ما يربط هذه القطة على نحو خاص بتا التأنيث من توريت السابقة لآدم. وكذلك لن ينتبه لكتابة هذه المفردة "السِّنَّوْر" بالحرف اللاتيني، وحينها سينكشف كل شيء.
سِنَّوْر تُكتب هكذا Sinnor لتقودنا مُباشرةً إلى Sinnar ومن هنا مُباشرةً إلى Sins بمعنى الآثام والذنوب، كما ربطتُ مفردة الخطيئة بسنّار سابقاً، وبـSince المتعلّقة بالماضي التاريخي، "منذ" كذا وكذا من الدهور. ولك أن تفكك مفردة Sinnor نفسها حسب ما مرَّ بنا من أحرفها، وتضعيف حرف النون فتحاً للصوت، وهي (نَ: N) المفتوحة، وهي غيرُ الساكنة، الساكنة تعني (شمال: North). أمَّا المفتوحة هذه فتعني (نَفْس)، وتضعيفها يعني "ضدها"، كما سبق ونوّهت في تضعيف اللام المرتبطة بلفظ الجلالة.
والشاهد الرياضي المتين، على مسألة عدد الأرواح وأنواعها هذه، كما سيأتي في التطبيقات الرياضية هو أنَّنا في الرياضيات نقول مصطلحي "تـربيع" و"تـكـعيب".
ونجد "التا" مدخل الكلمتين، بينما الأولى تليها "ر" الروح، والثانية "ك" الروح إلى أن يحين أوان شرحهما وفرقهما عن بعض بدقة، وبتمييز بين اللغتين العربية والإنجليزية.
فالروح هي قوَّة الرفع، العليا، الناقلة. ولذلك فكلمة (كار: Car) موجودة في لغات الدينكا، أمَّا كلمة كارّو التي جاءت منها ولو بمعنى آخر لتضعيف الراء، ولكنها في النهاية جاءت من الفكرة ذاتها، وهي موجودة في عموم دارجة السودان. وكذلك مفردة "عربة"، فالكلمتان مرتبطتان بكاف الروح المتعلّقة بالماء، وراء الروح الأرقى من روح الماء قليلاً.
وفي معادلة البرت إنشتاين التي أنزلتُها سابقاً، المتعلّقة بحساب الطاقة من خلال كتلة الجسم وسرعته، التي تقول:
فتربيع السرعة هنا، إمَّا يعني عدد الأرواح المتحرّكة، المتحرّكة "فقط" غيرُ الحيَّة، وهي تختلف عن الأرواح الحيَّة الأخرى المتعلّقة بالماء مثل "كا"، أو المتعلّقة بالهيلاء، أو المرتبطة عموماً بحرف (a)، الخاص بآدم على مناحيه الثلاثة.
وإمّا أن يعني الأبعاد الداخلية بين تلك المتحرّكات، أو الأرواح، عن اللُّب.
فالكون كلّه كما درسنا في الفيزياء متحرّك، دقائقه النوائية.. الكواركية، وكذلك ضخائمه الكوكبية والنجمية.. المجرية.
ولذلك جاء تقسيم هذه السرعات ذاتها إلى أنواع، ابتدائية، ونهائية ((حسب زعمهم)). وهذه الوصفات نجدها في الأحياء بالنسبة لسرعة الإنزيمات، وبالنسبة للإشعاع، وكل شيء. وهي ترتبط بأنواع الروح ومستوياتها.
وأكتفي بهذا القدر حالياً، لحين تقديم مقترحاتٍ رياضية شاملة أُلْهِمْتُها "بعونٍ"، من خلال العلاقة الرياضية الشاملة، والكبرى enes=sobc.
ودعنا نعد الآن إلى تعاشر تلك العناصر المرقونة أعلاه، من مُبتنى حروف مدينة اسم توريت. (ت: T) تُــراب. (و: o) وَقــود. (ر: r) روح. (إ: i) إنسان. (ت: t) تأنيث، أنثى.
لأسأل عَن ما هو علم التفاضل والتكامل!؟ علماؤه إلى اليوم يختلفون أيهم كان أوَّلاً، التفاضل أم التكامل؟ فلو أنَّهم أدركوا ماهيّة التفاضل والتكامل، وجذوره التي نبع منها، لما أشقتهم الإجابة. وهو العلم من الرياضيات الذي يستوعب كافّة علومها الفرعية المتحدّرة عن عملية الخلق، كما سأفصّل مستقبلاً. ولَتَيَسَّرَ لهم إدراكُ أنَّ التفاضل كان سابقاً على التكامل، لأنَّه يتبع للمادّة التي خُلقت منها المتكاملات، إذن فاللاحق هو التكامل بأنواعه المختلفة، تكامل التجازؤ، تكامل التعويض... إلخ.
فالتفاضل كان قابعاً في جوهر المواد بالنسبة لرؤية إبليس، التي قد تطابقها أحياناً رؤية الرموز لعامل الخلط الذي وقع عليها من خلال الاستخدام. أمَّا حقيقة هذه المواد ذاتها، وأفضالها، فلا يدركها إلا الله الذي أوجدها.
وعلم التفاضل والتكامل، هو العلم الجامع لعلوم الرياضيات كلّها من ناحية أنَّه المُعَمِّم لها عبر (الغاية) Limit، مطلع الفراشة ليميريا، التي ترسم لنا الفم البشري مرتين بجسدها. الفم الذي أكل الفاكهة وأصبح من النادمين، ولذلك فالقطة تعني المؤخّرة، وقطُّ تدلُّ على الأبد الماضي، ويستخدم معها فعل الماضي.
مما قدّمتُه سابقاً، في مدينة الاسم (مولي: Moli) حول الفرز بين الأحرف الكبيرة والصغيرة، وانطلاق ذلك من الفرز بين "الدلالات" و"الطبائع" في القديم، استناداً عليه، أقول، إنَّ الفرز هنا بين التائين، الكُبرى، والصغرى، يُلحق الدلالة بطبيعة المعني ذاتها على نحو جزئي. فــ(ت: T) الكبيرة، الكبيتل، من (تراب)، هي التي كان منها الحاضر، الحاضر لكل البُعد، الذي تُشَكِّلُ الأرضُ بتمامها جزءاً من هذا البُعد Dimension.
بعكس (ت: t) الصغيرة، من المؤنّث فهي التي كانت الماضي من خليقة آدم. وهي التي حَوّلت بعدها الجنّةَ العليا، إلى ماضٍ ثانٍ في معظم رموز الثقافات المتضاربة، بموجب اعتقاد تلك الثقافات أنَّ الأكل من الشجرة المَنهي عنها، بدأت به حواء، وأنَّ إغواء إبليس وقع بها هي أوّلاً فأغوت آدم. في المستقبل سنعرف، أنَّ المفهوم الأقرب إلى الصواب، هو أنَّ دلالة الرمز أعمق من ذلك ومتعلّقة بطبائع (العقول) أو (الأرواح) أو (الأنفس) التي يمتلكها الكائن الواحد، بناء على طبائع مكوّناتها.
الـ(ت: T) الكبيرة هنا، تا التراب، متعلّقة بالحاضر، الأرضي، من البعُد بكامله.
وسيُصبح بوسعنا بعد اكتمال الحد المطلوب من مدن الأسماء، أن نفهم صيغ الحاضر كلّها، وعبر لغات الإنسانية في تمامها. فأحرف المضارع، ولاحظ ترابط النظام، من كونها حروف البُعد بالأساس، بُعد عالمنا هذا عن العالم الأعلى، وتجمعها لنا، بخصوص اللغة العربية، مفردة (نأيتُ) بَعُدْتُ.
وتوريتُ تُمثِّلُ من هذا الحاضر، النائي، جزئية الصوت (تُ: To) "الصوت، وليس تاء المتكلّم وحدها، انتبه لما قلناه سابقاً عن الرمز".
فتوريتُ تُمَثِّل (1) فعل الحاضر. (2) فعل الحاضر المرتبط بتاء مؤنّث الماضي، من مجموعة الأفعال كلّها، التي نعثر فيها على صوت الرمز (تُ: To). لأنَّ هذا الصوت قد يُوجد في أوّل الفعل، وهنا هو يدلُّ على الحاضر المرتبط بتاء مؤنّث الماضي، لأنّ خلق الأنثى في أساسه يُمَثِّل ماضياً لآدم، إذ خُلقت قبله. أمثلة على هذا الفعل:
المرأة "تُــــ"ورِّثُ مالها لبنيها. هنا الصوت في أوَّل الفعل، ويقصد المرأة مباشرة.
ألن "تُــــ"ورِّثَ مالك لبنيك يا أحمد؟ هنا الكلام مع مُذَكّر. ولكن انظر لقوّة الرمز، والمعرفة التي تحملها الرموز بجوفها، فأنت لا تعرف أنَّ المرأة خُلقت قبل آدم، على نحوٍ واعٍ وغير منتبه لذلك، ولكنك تعرف من خلال رموز اللغة التي تتكلمها. فبالرغم من كون الخطاب لمُذكّر، ولكنه يُفترع برمز (تُ: To) المُشتمل على تتوير، المرأة وإنباتها، قبل المُذكّر.
توخيـ"تُ" الحذرَ في المسألة الفلانية. هنا الصوت هو تاء المتكلّم المُباشر، التي تظهر في آخر الفعل، المعروفة، والتي تكون للمذكّر والمؤنّث على حد السواء.
أظنني محتاج لأن أُنَبّه لكون صوت "تَــ: Ta"وخيتُ، بفتح التا هذا، من الفعل ذاته، يعود إلى مدينة اسم أخرى، ويضيف (أ: a) إلى المعادلة، وهذا ليس موضوعنا من مقبض التحكّم، نتركه لحين مدينة اسمه وأجله.
هذه الحروف معادلات رياضية، دقيقة ومحكمة، كما قلتُ عنها، وشبّهتُها بمقبض تحكّم لعبة البلايستيشن تماماً، وليس كما تبدو معانيها الظاهرية والقليلة. مثلما ترى أزرار لعبة البلايستيشن قليلة ظاهرياً، ولكن حينما تعرف وظائف هذه الأزرار القليلة تكتشف أنَّك بتحركك للأعلى أو الأسفل، شمال جنوب، تعيد الحركة ذاتها، تُلغي الحركة، تفتح مجموع الخيارات، تختار بالأسهم، وهكذا... أي حينما تفهم وظائف هذه الأزرار القليلة، تكتشف عالماً كاملاً يقبع بداخلها، لم يكن منظوراً من خلال عدد أزرارها القليل، ولا ظاهرها المعزول عن أساساته.
وعلاوة على أنَّ الذي يهمّنا، حالياً، من مدينة هذا الاسم هو صوت (تُ: To)، فإنَّ مدينة الاسم هي التي تُحَدِّد طبيعة الفعل ذاته. لذلك فعدم الخلط، وضرورة الفرز، هي بوابة أساسية ناحية فهم الوجود، ومكوّناته، لا اللغة بمعناها المتداول فحسب. بل اللغة بمعناها الديني، الذي يُقَرِّر {"في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله"، يوحنا}، وانظر لعدم استخدام "تا" التأنيث هنا. النص يقول "كان" الكلمة، ولا يقول "كانت" الكلمة.
والآية الكريمة أعلاه، من الكتاب المقدّس تُعيدُ الأشياء كلّها إلى كلمة الله (كُن)، وإلى الله المُبدئ، والمُعيد. و(كُن) هي في الإنجليزية Be ويسمّونها Imperative أي صيغة الأمر.
ولاحظ لكون التسمية أعلاه تبدأ بـ(I) الكبيرة، المتعلّقة بالفعل الإلهي، يليها الماء بدء الحيوات كلّها، والذي منه كلُّ شيء حي. والحرف الصغير من مطلعها، اللور كيس منها، هو (i) الإنسان، الذي نزلت به صيغة الأمر الأوَّل.
لذلك كان في عالم اليوم، عالمنا نحن البشر، هذه البادئات، الـPrefixes وهي المعكوس "الإنساني" لعالمنا "البشري".
هناك العاكسة (Im) والمعكوس هنا يتعلّق بالماء، و(In) المعكوس هنا يتعلّق بالنفس، و(Ir) المعكوس هنا يتعلّق بالروح، و(Il) المعكوس هنا يتعلّق بما دون الإنسان تحديداً، نسبة لوجود لام الخفض، اللور كيس، ولك أن تعود إلى القواميس.
والمثال النموذجي لذلك هو مفردة Infrahuman وتعني (دون مستوى البشر، مُشابه للبشر، البعلبكي). ومطلع الكلمة ذاته (Infra) يشكّل بادئة أخرى وجديدة تعني "تحت" و"دون".
هذه مسألة لن يتم نقاشها الآن، لعدم كفاية ما معنا من أحرف. وإنّما ألفت إليها الأنظار لأجل التنبيه وحسب، كي يسهل طرحها لاحقاً.
فلو أراد البشري، على سبيل المثال العارض حالياً، عكس شيءٍ نفاه عن عالمه البشري، وألحقه بعالم الإنسان. فعالم الإنسان هو العالم الابتدائي Initial بالنسبة لعالم البشري، ولاحظ لمدخل هذه المفردة التي تعني ابتدائي نفسها، إلى حين أن نشرح الروابط، الظروف، ومن ضمنها (في: In)، التي يكفينا بصددها الآن أن نتذكّر فحسب أنَّ inertia هو القصور الذاتي بقوانينه المعروفة في الفيزياء الرياضية.
أي تمتد المسألة بأرواحها المذكورة أعلاه، ومعكوساتها التي أمامكم، لبناء جميع أنواع المنطق على هذا النحو العكسي، المعاكس لعالم الإنسان الابتدائي، إنسان توريت ومؤنّثه، والمثال النموذجي لهذه المسألة من المنطق الرياضي هو Inverse square law أي قانون التربيع العكسي، لحين بلوغنا مرحلة نقاش المربّع الطويلة كما أسلفت.
وكأمثلة على المعكوسات هذه، فمفردة Possible معكوسها هو Impossible.. إلخ.
ولاحظ لكون مفردة Migrant التي تعني (مُهاجِر)، معكوسها ليس Immigrant وإنَّما الكلمة الثانية تحمل نفس معنى الكلمة الأولى مع إضافة التعريف لها، (المُهاجِر) وهو آدم. لاحظ لكون مجموعات الباريا Bari السودانية، التي قلتُ عنها مجموعة أبوية، في تعريفهم الأساس لأنفسهم، أنَّ الباريا تعني {أناسٌ ليسوا من هذه المنطقة}.
فالإنسان هو المُبعد الأوّل، أو بمعنى أكثر دقّة، الساكن الأوَّل للبُعد، بينما آدم هو المُبعد الثاني، الشهير والمُعَرّف، مَنْ طُرِد خارج جنّة البُعد ذاتها. والمعنى تبدّل على هذا النحو، لأنَّ الحرف قد تضاعف (mm) على الفتح، كما سيتلو شرح ذلك في مدن أسماء أخرى. الفتح للخير، وحافظة المفهوم {الله يفتحها عليك، الله يفتح عليك}.
مثلما هو الأمر مع لام الخفض، فرُغم أنَّ الحرف الصغير منها للخفض، ولكنّها حينما تُضاعَف على الفتح، بخصوص حروف معيّنة، وكذلك وضعيّات معيّنة، فتصبح دالّة على موجودٍ علوي، علم، وبارز، مثل تضعيف اللام في اسم الجلالة (الله: Allah). والعلوي من آدم، هو شق الروح التي نفخها فيه الله. وهذه النقطة شرحها أطول وأعقد من ذلك، هذه مجرّد إشارة محصورة بخصوص هذه النقطة فقط. أي أنَّ الحد الكافي لإنتاج قاعدة قابلة للتعميم لم نبلغه بعد.
أمَّا أفعال الحاضر التي تنتجها مدينة توريت، فكما تقدَّم حول الصوت (تُ: To)، مثل "تُوثّقُ.. تَوَثَّقتُ، تُنَمّي.. نَمَوْتُ، تُزَيِّنُ.. تَزَيَّنْتُ... إلخ.
والأمرُ بحذافيره ينطبق على اللغة الإنجليزية، وهو فيها أوضح من ناحية الشرح "فقط". لذا فالإنجليزية لا تربط الأمور بمفهومها الميتافيزيقي على نحوٍ مُفَصَّلٍ تفصيلاً دقيقاً، كما العربية، ولكنّها أسهل في الفهم، ومُبَاشرة. فلكي تصنع من أي فعلٍ ما، فعلاً مضارعاً، في الإنجليزية، فلا بُدَّ لك من صيغة To be. وهي في الإنجليزية تُعْرَفُ بـInfinitive، أي المصدر، هذا هو المصدر، مدينة الاسم توريت. والـInfinitive حسب تعريف أهله، هو {فعل "الربط" الذي يدل على "الوجود" أو "حال الفاعل"}. أي هو "إنسان" + "تا المؤنّث" القديمة، ما يربط آدم بذلك العالم القديم، المصدري بالنسبة له.
ومفردة Finite معناها محدود ومتناهٍ، بينما مفردة Infinitive فمعناها "مطلق"، وهو تعبير مجازي يدل على الكثرة فقط. فعالم الدقائق محدود وليس مطلقاً، ولا مطلق إلا الله، مثلما بيّنت هذا بخصوص (لا نهائي) المجازية في الرياضيات.
والمقصود بهذا الإطلاق المجازي لعالم الدقائق التي سبقت آدم، الذي عالمه عالم المخلوقات الكبيرة، التي لها أرواح مثل البقرة ودماغ.. إلخ، وبذا يسهل حصره. ليكون في المقابل عالم الإنسانيات Infinitive مجازياً، لأنَّه هائل الكثرة فحسب، ويحتوي على جميع الدقائق والصغائر التي دون المخلوقات الملحوظة والكبيرة.
فالمضارع في اللغة الإنجليزية كلّها يعود إذن إلى هذه الصيغة (تُ: To) بادئة مدينة الاسم (توريت: Torit):
...(يكتب To eat ... To save ... To write ... إلخ).
والمفهوم الوجودي، والفلسفي هنا، المهم، الذي نجده قابعاً بجوهر نظامنا هذا في كلّياته، أنَّ أيَّ فعلٍ في الحاضر مرتبط بالوقود على نحوٍ ما، إمّا بحروفه مباشرة، أو بحروف الدوال التي هي مستهلكة للوقود. فالجماد، بمعنى غير المتحرك ظاهرياً، مما لا يستهلك الوقود، لا فعل له، ولا حاجة به إلى الوقود. ولو ارتبط بأفعال الطاقة، فهو يرتبط بها على نحو يتجه بها ناحية الخالق، الفعل الإلهي الأعلى. والوقود هو (و: O) كما بَيّنتُ حرفاً من أحرفه، أي حالة من حالاته، وصوتاً من أصواته، في مدينة الاسم بور.
والكل هنا، من مدينة الاسم توريت، يعود إلى (ت: T) الكبيرة، الكبيتل، لأنَّها تعود إلى البُعد، الأرضي، الذي وُجِدت عليه تلك المخلوقات كلّها، التي تحتاج إلى الوقود. ولو تحرّكت هذه المخلوقات فهي تتحرّك في فضاء، أو فراغ، البُعد، وهذا يؤسِّس الهندسات بجميع أشكالها، الإقليدية وغيرها، والرياضيات بجميع أشكالها، والألوان.. إلخ من الكينونة في تمامها.
وسندخل إلى هذه النقطة مستقبلاً من خلال العلم الأساسي فيها، والضخم، بمثل ضخامة التفاضل والتكامل، كما هما بالأصل مترابطان مع بعضهما بعضاً، وبمدينة توريت، حيث تَوَّر اللهُ ما ذكرناه آنفاً. أعني علم الطوبولجي Topology، المتعلّق بمدينة الاسم توريت لأنَّها أمُّ ميلاده، وسأقوم بتقديم رؤيتي الخاصّة والمُفَصَّلة حوله. أمَّا في تعريفات الحاضر له، فهو {علم رئيس من علوم الرياضيات مُتَعَلّق بالخصائص المكانية القابلة للحفظ تحت تعديلات مستمرة للأوبجيكت. مثل التعديلات التي تشتمل على التمطّط، دون أن يبلغ حد السيلان أو التَّصَمُّغ. وانبثق هذا العلم من خلال تطوّر مفاهيم الهندسة ونظرية المجموعات، كالفضاء، البُعد، والتحوُّل}.
والتأمُّل في هذا التعريف وحده، دون أن أنبس بـ((بنت شفة)) كما يقال في حافظة المفهوم هذي، فهو كافٍ لذي اللُّب، ولمن ألقى السمع وهو شهيد.
فتأسيس هذا العالم، وراقب مفردة تأسيس هذه نفسها كيف تبدأ بتا توريت، الذي ما هو بعالم الله الصمد، فكان لا بُدَّ من معالجة البُعد الذي ستوجد فيه تلك المخلوقات، ومعالجة المخلوقات الحيّة نفسها، المتحرّكة، كي لا "تسيل" أو "تتصمّغ" أو "تتجمّد"، إلا بمقدار ما يُراد لها {وأنزلنا من السماء ماءً بِقَدَر فأسكناه في الأرض، وإنّا على ذهابٍ به لقادرون}، المؤمنون (18). فأولى الحيوات لتلك المخلوقات، متحدّرة من الماء إذن، المُتحدّر من تحت عرش الله تبارك وعلا شأنه {وهو الذي خلق السمواتِ والأرضَ في ستة أيّامٍ، وكان عرشه على الماء}، هود (7).
{أوَ لم يَرَ الذين كفروا أنَّ السمواتِ والأرضَ كانتا رتقاً واحداً ففتقناهما، وجعلنا من الماء كُلَّ شيءٍ حيٍّ، أفلا يؤمنون}، الأنبياء (30).
وانظر لعلم الطوبولجي
Topology يبدأ بمدخل مدينة الاسم توريت نفسه، لحين تفكيكه كاملاً، وتتويره من حيث تَوَّرَه الله في توريت، بإذنه تعالى.
وهذا الكلام مُتَضَمَّن في اللغة ذاتها، فمفردة مثل
Tornado نجد أنَّها في مؤدّاها العلمي، تعرف بكونها تحولات الطاقة التي تأتي من الشمس إلى الأرض.
إذن كان فراغ مدينة بور، أو وثنيتها، بين بهيمة بُعد دنيا، وروح لها دنيا. أمَّا فراغ مدينة توريت، فهو بين المدى الكلّي المُتاح لروح الموجودات، التالية للوقود وحرفه، وهو الإنسان، الذي كان سابقاً لآدم، وتا المؤنّث، التي كانت سابقة له أيضاً، وهما روحان، غيرُ راشدتين، بحال ووزن آدم، أي لهما روح دنيا أيضاً.
فكل شيء مُنَظّم، دون خلل، ودون أن يَشْتُرَ شيءٌ واحدٌ القواعد الصارمة، التي تحكمه، وتضبطه إلى حدٍّ لا متناهٍ "مجازياً" من الكينونة. وإن لم يكن للإنسان القدرة، على تلقي هذا النظام الهائل، والجبّار، فهذا لن ينفي النظام، ولن يلغي وجوده. وهو في النهاية متناهٍ، لدى قدرة أكبر مما نحوزه، وإلى زوال متى أرادت تلك القدرة محو هذا الابتداع كلّه، وما أهون ذلك على تلك القدرة التي أوجدته.