سودانيات .. تواصل ومحبة

سودانيات .. تواصل ومحبة (http://www.sudanyat.org/vb/index.php)
-   كلمـــــــات (http://www.sudanyat.org/vb/forumdisplay.php?f=15)
-   -   دفترُ الأحزانِ (http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=29152)

اشرف السر 21-12-2013 01:44 PM

دفترُ الأحزانِ
 
حالة:

لوهلةٍ،
ينفرِطُ عِقدُ الجُدُر الإسمنتية
آهـ، أمامي..
أمتصُ الألم الساكن في كُوات العصب..
ثم ينحدرُ الوقتُ
وجيباً..
كم أغلقتكِ يا شُرفاتِ الحُزنِ
مِراراً..
هل للريحِ أنْ تجهشَ بالسأمِ
وتهدي بعض الشللِ
لخطِ الاستواءِ
في درب المتاهة!!
لوهلةٍ أُخرى..
تبدو جغرافية الشكِ
متبرجةً، في السوقِ المريب
دون جدوى -هذا العبء-
"سيزيف" أفلتِ الصخرةَ
فما عاد الأبدُ يُداوي حمى الانتظارِ

سكوت:

"الكلام سهمٌ أنت تطلقه"
أعددتُ القوسَ،
أطلقتُ السهم،
في بعض الوقتِ..
.. لم لا أقول:
إن الحُزنَ مُزمن
إن الزمن المحزن مُزمنَ!!
صه،
إنه زمن الصمت...

بداية:


في البدء، لم يكن المَلل
كان هُنا طيفكِ
وظلال الأخرياتِ..
ما لونُ الحياةِ؟
ما طعمُ الاشتياقِ
دون بهار الافتراق؟
رغوة الشهواتِ
مسعورة،
تُضاجع الأوهامَ
على رملِ الأمنيات
إذن ،
في البدءِ كانت خطيئة
احترقَ الترابُ
احترقَ السحاب
واحترفتُ اللهاث
وراء الصبرِ
أقتاتُ الذكريات

فَرَح:

في اللغةِ البريئةِ
والبذيئةِ،
كما في كُلِ اللُغاتِ
فَ رِ حَ، سَ عِ دَ
الفعل الماضي، مات
الفعل المستقبل، سيستقيل
والفعل المضارع يحيا
ليتعري دون جذور
يستعذبُ لسع السوطِ
في جسد اللغةِ، الأنَّات
يتمنى الموت، لمن مات
ليسمي نفسه فعلاً
بَيْن .. َبْين
وأفعالاً له أقران
فعل، مؤامرة
وفعل، للغة المُشعوِذة
والأفعال المقتولة
-لا أُبالي-
فلغتي الآن
لغةٌ مشلولة
.. تئِنُ
بأسماءِ الأشجانِ
وأفصحُ ما فيها
.. –جدلاً-
فقه الأحزان

اقتباس:

"والسوسة تدور
تأكل ريشَ العصفور
وتنبتُ للطيرِ قشور
فهل عرفتِ بالدنياً طيراً
بالقشر يطير؟"

حكاية السوسة:

ذات جفاف
وفصول عقيمة
نشزت شرنقة ما..
إلى "نيمة" ما..
وكان في نية الشرنقة
أن تصحو وهي على الضفاف..
أقولُ.. ما أقول
ذات جفاف
تيرنقت شرنقة ما
على غصن "للنيم"
فكانت سوسة
والسوسة،
سلخت جلدها
مرارةُ "النيمِ"
ونبتت مكان الجلد قشور..
أقولُ .. ما أٌ قول
ذات جفاف
ذهب نهار
وقدِم مغيب
حطَّ الدوريُّ على الشجرة
ذات مساء.. في ذات جفاف
والسوسة،
السوسة تجيد التمويه
وفنون الاختباء
ذات صباح، أو ذات مساء.. في ذات جفاف
..وفصول عقيمة.. تشرنقـ,,,,,,,,
وماذا؟
وماذا أحبتي؟
ما حدث للعصفور
ليس خبراً يحدو به الرواة

أنين:

اسبوعين، شهرين، سنتين
طال وجعي
واستوت مقبرة الصمت
ودقَّت في صمتٍ
أجراس المشجنة..
ولطالما ثرثرت للنيل في صخب
بأسراري المعلنة
واستوعبني سيل الطيوب
في فضاءات الرؤى الشفيفة
وتجوهرت لحظاتي
قدر ما شمخت
ملاحم الغابة والصحراء
خلاسية الملمح،
هجينة اللهجة

بِشارة:


اللهَ يا عصافير الخلاص
دثريني ببشارة البهجة
سنتين،
وتوّشح السواد
بمدى عتمت ي
واختمر السهاد
في تراب وحدتي
ونبتت شيخوخة الحس
بطول ألف عام وعام
وعانقت أغصانها
دوامةٌ،
تبتلع العمر
-دون احتفاء-

رؤيا:

الله يا عصافير الخلاص
الرؤيا تُغرِّد في دمي..
تُغرِّد في دمي
بفطرة البلسم
على جرح الحريق
وفطرة البروق
التي ترتعش نشوى،
في عرس المطر
بمهرجانات البريق..
أحببتُ النيل
حين يمحو بطميه
حقد العتمور على طين الجروف
الآن..
هنا..
وهنا أحتاج نيلاً......



السعودية -الرياض
24 يونيو 2002

ناصر يوسف 22-12-2013 07:55 AM

أشرف السر ،،، ما براك يا أخوي ،،، يعلم الله ما براك ،،،

تجوال ما بين البدء والنهايات

يغوص بك في بحرٍ من الألم والتوقع والإنبهار



هُنا ،،،



"الكلام سهمٌ أنت تطلقه"
أعددتُ القوسَ،
أطلقتُ السهم،
في بعض الوقتِ..
.. لم لا أقول:
إن الحُزنَ مُزمن
إن الزمن المحزن مُزمنَ!!
صه،
إنه زمن الصمت...



يقطعُ الكاتب الشك في نهايات الحزن ويُؤكِدُ إستمراريته إلي الأبد
وكم هذا مُوجِعٌ جداً




وحين الفرح ،،،،



فَرَح:

في اللغةِ البريئةِ
والبذيئةِ،
كما في كُلِ اللُغاتِ
فَ رِ حَ ، سَ عِ دَ
الفعل الماضي، مات
الفعل المستقبل، سيستقيل
والفعل المضارع يحيا
ليتعري دون جذور
يستعذبُ لسع السوطِ
في جسد اللغةِ، الأنَّات
يتمنى الموت، لمن مات
ليسمي نفسه فعلاً
بَيْن .. َبْين
وأفعالاً له أقران
فعل، مؤامرة
وفعل، للغة المُشعوِذة
والأفعال المقتولة
-لا أُبالي-
فلغتي الآن
لغةٌ مشلولة
.. تئِنُ
بأسماءِ الأشجانِ
وأفصحُ ما فيها
.. –جدلاً-
فقه الأحزان



نعم أنَّ عنوان هذه الجزئية هو (الفرح ) لكنك هنا ترسم كما شاء لك الخيال بالحروف لوحةً بديعة و بأسلوبٍ رفيع للغاية وتختتم اللوحة بكلمة الحزن


ونبتت مكان الجلد قشور..
أقولُ .. ما أٌول
ذات جفاف
ذهب نهار
وقدِم مغيب


هنا أظُن الكلمة هي ،، أقول

أشرف السر ،،

ياخي شكراً ليك بس

اشرف السر 22-12-2013 01:18 PM

وشكراً لك يا ناصر
أن قرأتني بهذا العمق واستكنهت اللب...

وملاحظتك صحيحة حول ( ما أقول) فهي زلة كيبورد أكل الدهر عليه ولم يجد ما يشربه..


تحياتي وكل التقدير


الساعة الآن 10:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.