عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2013, 05:25 PM   #[11]
هشام ديدي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية هشام ديدي
 
افتراضي

الأخ شوقي بدري …تحية واحتراما
December 27, 2013
د.عبد المنعم أحمد محمد عبد الرحمن
كتب الأستاذ شوقي بدري في صحيفة سودانيات )كنت أظن أن التاء للتأنيث الحقيقي ( مقالا بعنوان الفهم المغلوط لحوادث الجنوب وما كان يدور في خاطري أنه بتناول مقتطفات من مقالي المنشور في عدد من الصحف والذي رددت فيه على الأخ دندرا علي دندرا حول أحداث جنوب السودان الحالية ، وكنت أتوقع أن أرى ؤد الأخ دندرا علي دندرا ولكن أبى الأستاذ شوقي بدري ألا أن يدخل في الموضوع (شمالا) وقد كفاني كثير من المعلقين مؤنة الكلام عن خروج الأستاذ شوقي بدري عن الموضوع بتفريعات تخص ولاءه للجنوب وللدينكا خاصة ولتحامله الواضح على الشمال في موضوع مشروخ أثبتت الأيام أنه بضاعة مستهلكة وهو تهمة الشماليين ببدء الحرب في الجنوب عام 1955م في أنزارا زغيرها من مدن الجنوب .
وقد كنت قد عزمت للرد عليه في المكان الذي نشر فيه كلامه ، لولا نعقيدات الدخول للموقع ، لكنه كفاني أن أشار إلي أنه قرأ موضوعي الذي تصدى له في صحيفة الراكوبة فحق له أن يقرأ ردي عليه فيها وإن شاء ففي غيرها أيضا.
ولا أعفي الأستاذ الأستاذ شوقي بدري من تسرعه لتصيد موضوع من لا شيء فلو تريث لفهم من مقالي أني نعيت على الأخ دندرا أن يقرأ التاريخ كما فعل وقلت لو أننا قرأناه كما قرأه هو لقلنا أن الجموبيين هم من أدخل في السودان ثقافة الحوار بالبندقية وتحمل كلامي بكل وضوح أننا في الشمال قد علمنا الشعوب في المنطقة كلها نيل الحقوق بالانتفاضات السلمية التي غيرت حكومتين عسكريتين كان سلاح الناس فيها أعواد شجر النيم (هل عندك شك في هذا).
ومن (تخريمات)الأستاذ الأستاذ شوقي بدري قوله { الدكتور يتحدث عن دمائة العربية المخلوطة بالدم الافريقي . وهنا الخطأ . الدماء العربية اذا وجدت في شمال السودان فهي ضئيلة لا تستحق الذكر . ولقد اثبت هذا دكتور سوداني عن طريق الحمض النووي . وحصل علي الدكتوراة من جامعة كوبنهاجن . الموجودون في وسط السودان هم بجة او نوبيون } وأنا هنا أنقل قوله كما هو ، فقبل أن أرد على الأستاذ شوقي بدري أسأله هل هذا كلام علمي موثق ؟ ومن هو هذا الدكتور السوداني الذي أثبت ذلك وفي أي بحث ؟ وكيف تسنى له ذلك هل أخذ عينه من دماء كل قبائل السودان ؟ ثم أين هي عينة الدم العربي الخالص لتتم المقارنة ؟ وهل مجرد قولك أنه دكتور وسوداني ومن جامعة كوبنهاجن يجعله دليلا دامغا ؟
أذن دعنا من هذا الكلام حتي تأتينا ببينته ، ويعيب الأستاذ شوقي بدري علينا نحن الشماليين هذا الدم العربي وإن اختلط بالدم الأفريقي ولا يدري الأستاذ الأستاذ شوقي بدري أن السودانيين من أشد خلق الله حبا لرسوله العربي وأن افتخارهم بعروبتهم ما هو إلا تشرفا للانتماء لأمة هذا النبي الكريم ؟ لا تطاولا على أحد ولا استعلاء على أمة أو شخص . يدعمهم في ذلك لسانهم العربي والقول المأثور ( إن العربية ليست بأم أحدكم ولا بأبيه ومن تكلم العربية فهو عربي ) والمثال الذي ضربته عن ( اللغه لا تعني الانتماء العرقي . لان كل لاتين اميركا تتحدث اللغه الاسبانيه فيما عدا البرازيل التي تتحدث البرتغاليه. و من الممكن ان كثير من اهل لاتين اميركا يتحدثون اللغه الاسبانيه او البرتغاليه خيرا من اهل اسبانيا . لان الاطراف عادة لا تتأثر بالتغييرات مثل الوسط او الاصل . فاللغه الاسبانيه في اسبانيا قد تغيرت و دخلتها شوائب و مؤثرات من لغات او ثقافات اخري .) فأسأل نفسك أي شرف لهؤلاء بانتمائهم للأسبان ؟ وهم يرون أن الأسبان لا يفضلونهم بشئ بل كثير منهم يرى في الأسبان غازين لهم ومستعمرين فرضوا عليهم لغتهم فرضا . ولولا الإسلام لما كان للعرب مكانة ولا شرف للانتملء لهم فقد شرفهم رب العالمين بأن اختار نبيه منهم واختار لغتهم لحمل كتابه فالانتماء لهم شرف ومعزة . نعم يكفي المسلم أنه مسلم ويزيده شرفا ومكانة أن تكون العربية لغته وأن تجري في دمه ولو نقطة واحدة (لا تذكر) من دماء العرب .
ولقل لنا الأستاذ شوقي بدري ما وزن الثقافة العربية المتغلغة في المجتع السوداني ؟ وما مقدار الثقافة الأفريقية التي نحترمها في هذا المجتع ؟ وأنى لك بدكتور آخر من أي جامعة أوربية ليعطينا الإجابة ؟
ولعل التاريخ الموثق ينبئ بما هو معلوم من الحقائق بأن هجرة العرب للسودان ليست محل جدل ولا نقاش وذلك أمر لم يقرره السودانيون في الشمال ولكنه خلاصة التاريخ المكتوب وهم أجدادنا شاء من شاء وأبى من أبى . ونفخر بهم فخرنا بالإسلام ومن حمل الإسلام لنا وحق لنا أن نفخر بهم فبفضلهم أصبحنا مسلمين أم يظن أولئك أن الإسلام حمله لنا الهواء أو هدهد سليمان ؟
أحيانا كثيرة أجد العذر لمن ينكر هذا العنصر العربي في حياتنا وتكويننا العرقي لأني أعلم أن أكثرهم له تجارب مع العرب الحاليين أو من أدعى العروبة منهم وهي في مجملها تجارب تخلف الكراهة ولكتها لا تستجلب نكران الحقائق ولهؤلاء أقول أين العرب الخالصة التي لم تمتزج بدماء أخرى اقرأوا التاريخ لتعلموا أنه وأثناء الفتوحات الإسلامية دخلت في يوم واحد قافلة فيها عشرة آلآف من الأسرى للحجاز وكان كلهن من النساء . وتأملوا معي التاريخ لتعلموا كم خليفة عباسي (أقول عباسي ) كانت أمهاتهم غير عربيات ؟ ومن من العرب الآن يتكلم العربية الفصحى؟ لقد اختلط العرب بكثير من الأمم شركسية ورومية وفارسية وغيرها ومن هذا الخليط جاء عرب اليوم . وألا فعلى ماذا يدل عليه هذا التنوع اللغوي في لهجات العربية ؟ اسأل يا الأستاذ شوقي بدري علما اللغة الاجتماعي ليدلوك علي دلالات ذلك .
ثم ما ضرنا رأي (العرب البيض فينا ) بعد هذا ؟ أنا شخصيا أعي من أكون ؟ مسلم عربي بنكهة زنجية أفخر بها تميزني ويزتنني ولا تنقص من قدري أمام نفسي مقدار ذرة .
أقول لك هذا وفي الخاطر والتاريخ يحكي أن العرب كان ينفرون من الشخص الأبيض شديد البياض نفورهم من الأسود شديد السواد ودونك قصة عظيم من عظمائهم خطب إحدي بنات العرب فرد طلبه لأنه كان شديد البياض ربما يستغرب البعض هذا وربما لا يعلم الكثيرون معني ما كان يردده صدام جسين من نعته للأمركان بالعلوج ، فهل تعلم من هو العلج في لغة العرب ؟
وكيف نمسح من ذاكرتنا ( عربا نحن حملناها ونوبة } و(نحن من نفر عمروا الأرض حيثما قطنوا) و قول الشاعر السوداني الحديث بفخر بحبيبته وأظن أن حبيبته هي هذا الوطن ( يا بعض زنجية وبعض عربية وبعض أقوالي أمام الله ) وأين الغاية والصحراء وأديبنا محمد عبد الحي . كيف نقتلع هذا من داخلنا لتحل محله نظرية الدكتور صاحب نسبة الدم العربي الذي لا يذكر ؟
أقول لك أخي الأستاذ شوقي بدري ما هو أجدي لنا جميعا ، بعد هذا الكلام (الونسة ) وهو أن التنوع مصدر قوة لنا ما دمنا نتعايش بروح الإخوة والاحترام للآخر رأيا وانتماءا دون تحقر لأحد فماذا يضرك في انتماء الآخر إن كان الآخر يحترمك ولا يحتقرك . فأنت بالروح لا بالجسم إنسانا .



هشام ديدي غير متصل   رد مع اقتباس