يا لها من كتابة ، عفواً هى ليست كتابة ، هى أشياء كثيرة ، ذكرى ، وفاء ، محبة عظيمة ، حياة كاملة ، كتابة يحركها حزن أسير وفرح جارف ،
لا زالت ذاكرتى تحتفظ بلقاء الموسيقار حمزة علاء الدين فى تلفزيون السودان ، يحاوره الفنان الصلحى وبينهما إبريق وكبابى الشاى ، ورابط قوى ومتين هو الموهبة العالية التى يحملها كل منهما .
قبل حضور الشاى كان حمزة يتكلم ويعزف ويسأل فجأة : الشاى وين؟؟
عزف حمزة على العود كان جميلاً ، وآسراً ، ويتغلغل فى أعماق كل من يستمع له ، ولكنه كان مُحيراً أيضاً ، فأنت لا تستمتع لعازف وحيد على العود ولكن لجوقة كاملة من العازفين .
كانت سهرة من سهرات ذلك الزمان المبشر بسودان يتقدم ويسبق أنداده على أقل تقدير ، لا أن يتراجع ولا يتوقف عن التدحرج للوراء الموغل فى البعد .
قرأت لك أمس عن وداع ميكيس ثيوداراكيس ، وغفل المقال الجميل عن تأليفه لموسيقى فيلم زد ، الفيلم الذى عرض فى السودان وحضر إفتتاح عروضه الموسيقار ميكيس ثيوداراكيس ، وحملته الجماهير التى شاهدت الفيلم على أعناقها وطافت به فى شارع القصر .
عايد عبد الحفيظ
|