عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-2009, 01:13 PM   #[1]
faris mohamed
:: كــاتب جديـــد ::
 
Thumbs up مركز الفاتح النور الثقافى

بحمد الله وتوفيقه عقدت يوم الجمعة 14\8\2009 بمدينة الأبيض ولاية شمال كردفان الجمعية العمومية لمركز الفاتح النور الثقافى
لمن لا يعرفون الفقيد الدكتور الفاتح النور فو علم من أعلام مدينة الأبيض وكردفان الكبري بل السودان بأكمله وهو أحد رواد الإعلام فى بلادي أنشأ الراحل أنجح صحيفة مكتوبة ليس بعمر الزمان الذي بلغت فيه ربع قرن كامل، ولا بقضية اقتصاديات الصحافة وقتها، وإنما بحجم تأثيرها على الواقع المحلي والإقليمي، فقد كتب الراحل عند إصدار عدده الأول (نعتقد اننا نستطيع ان نخدم بهذه الصحيفة الجديدة قضية بلادنا، وإصلاح إقليمنا، ونخلق صوتا في غرب السودان يعزز صوت أخوتنا في العاصمة، ويساعدهم على أداء الرسالة، وحمل أعباء المسؤولية والله كفيل بتحقيق أمانينا وتوفيقنا لخدمة سوداننا الحبيب), وقد كان أن تحقق شعاره (الإصلاح من قاعدة الهرم الى قمته).

مبتكراً نهجاً صحفياً مميزاً يعدّ الأول من نوعه، بإصداره لأعداد تعريفية، خاصة بأقاليم السودان المختلفة، وفي كل عدد خاص بإقليم معين تسعى الصحيفة لربط قاعدة قرائها بمعرفة أخبار الإقليم، وثقافاته، وموروثاته، وتاريخه. مستخدمة لذلك باحثين في جمع المعلومات، وآثر رئيس التحرير القيام بجولة صحفية جاب خلالها الأقاليم لمعرفة الناس، وطبائعهم، وعرض مشاكلهم، ومدى استعدادهم للمعرفة، وقد لاقت الأعداد الخاصة اهتماما متزايداً من المؤسسات التعليمية، والهيئات الرسمية، والمدارس الصحفية التي أشادت به، وأصبحت تلك الأعداد مرجعية للاستعانة بها في الدراسات الجامعية، فعدد كردفان مثلاً تعددت موضوعاته ما بين الاقتصاد في كردفان، والمرأة، والجاليات الأجنبية في الإقليم، ومؤتمر الخريجين، والتقاليد، وصور من حياة الكبابيش، والرياضة، ودور كردفان في الثورة المهدية.

وتوالت الإصدارات فخصص عدداً للجنوب في فبراير 1952م، محدثاً أثراً لم يحدثه أي عدد سبقه لأن أحداث الجنوب كانت في بداياتها، ومعظم المثقفين لا يعرفون عن جنوب السودان الكثير، ليكون العدد مادة لأطروحتين لنيل درجة الماجستير، إحداهما باللغة العربية، والثانية بالإنجليزية.

وقد بعث السيد علي الميرغني والسيد الصديق المهدي بتاريخ 23 مارس 1952م رسالتين للأستاذ الفاتح النور يهنئانه فيها على النجاح الصحفي الممتاز، هذا الى جانب إشادة صحيفة (الطليعة السودانية) ومجلة (السودان الجديد) وجريدة (الصراحة), ورسالة أخرى من الأستاذ حافظ محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة، ونائب نقيب الصحفيين المصريين آنذاك يشيد فيها بهذا التوثيق المهم.

ولعل العدد الذي صدر عن (السودان والعالم العربي) كان وثيقة مهمة تدلل على همة الفاتح النور، وبعد نظرته حيث ضمنه الزيارات المطولة التي قام بها الى الدول العربية ليقابل ملوكها ورؤساءها، والشخصيات المؤثرة بها مما جعل العدد توثيقا مهما سجل فيه كلمة الرئيس جمال عبد الناصر التي بعثها للشعب السوداني، وحديث الملك حسين بن طلال عاهل المملكة الأردنية، والرئيس شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية.

وهو الذي جعل الكاتب الكبير محمد زكي عبد القادر محرر جريدة الأهرام القاهرية يطلق على الفاتح النور لقب (رائد الصحافة الإقليمية).

وقد استحق اللقب من خلال ما حققه عبر صحيفته من تبني عدّة قضايا أبرزها مناداته بالحكم الإقليمي بمقال (نحو ولايات سودانيات أربع) الذي نشر في يناير 1956 وقد صدر بالفعل قانون الحكم الإقليمي في عهد الرئيس نميري في عام 1980م.

كما تبنى عبر الصحيفة قضية ظلم مزارعي جبال النوبة منذ العام 1946م الى ان تكون اتحاد مزارعي جبال النوبة في عام 1952م، وقد نشر الفاتح خمسة عشر مقالاً متتابعاً بعنوان (مزارع جبال النوبة المغبون) أذيعت كلها في ركن السودان بالقاهرة مع التعليق عليها من قبل الصحفية المصرية عصمت عبد الجواد المتخصصة في قضايا السودان، ونجحت الصحيفة في تدعيم موقف المزارعين وتكوين اتحادهم. ودعواته لإنشاء متحف شيكان، وفكرة عيد الشجرة، وإنشاء جامعة كردفان, هذا غير مناهضته للاستعمار، ومعظم المشاريع تحولت الى أرض الواقع، وظلت تمشي بين الناس كأعمال جليلة خلد بها الفاتح النور تاريخه.



faris mohamed غير متصل   رد مع اقتباس