عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2012, 10:48 AM   #[9]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

دائماً تستوفنى الكتب وانا فى طريقى فى زحام الخرطوم ، مرات بلقى تحف من الكتب التى لا يمكنك إلا الوقوف عندهــا ، وإن كانت عيون الرقيب ما تزال ترف على هؤلاء .. فمن ما ذكرهـ لى أحد باعة الكتب إنه قد جاءهـ أحدهم برواية للكاتب الكبير عبدالعزيز بركه ساكن .. على ما أعتقد هي تلك الرواية التى منعت .. وفى كلامو إنو الرواية دي مطبوعة على ورق A4 عادى يعنى ممكن الزول دهـ طلع الرواية دي من الإنترنت ، وقراها وقال اليبيعها أكان تجيب ليهو حق الورق .. بروضو ما خسارة ..
ولكن على حظ التعيس جاءهـ زوار الليل بالنهار .. فسألوهو : يا زول الكتاب دهـ جبتو من وين ؟ فرد عليهم : والله جابو لى زول .. باعو لي وزي ما شايف مستعمل .. لم يكن هذا الرد ليشفى غليل الزوار .. فهم قد وجدوا صيداً وبداية خيط فى مشروع عمل .. قد يدر عليه الكثير من البدلات والعاولات .. ويمكن أن يصل الأمر إلى دبورة لذوات الشريط ونص الشريط والمن غير شريط ..

كان الامر الطبيعى الذى حدث : يا زول أطلع يلا معانا ..
فتساءل بإندهاش : يلا معاكم وين ؟؟
فرد عليه أحدهم : عامل فيها رايح !! يلا معانا المكتب ..
عندها يقول تأكدت إن هؤلاء هم من يسمونهم زوار الليل ، ولما لم يكن لى معهم سابق تجربة .. ولكن الأحاديث والأهوال الذى سمعتها عنهم .. جعلتنى لا أتردد فى تنفيذ الأمر . إلا إن شيطان سودانياً نط لي فوق رأسى عديل كدهـ وإتحكر قعد ، وما لقيت ليك إلا إنى بقول فى كلامات كدهـ : يا جماعة والله انا ما باع سياسة ولا حتى عارف الكتاب دهـ فيهو شنو !! وبعدين ما عندى علم بإنو الكتاب دهـ ممنوع .. ويا جماعة إنتو ما أولاد ناس !!! أنا بربى فى عيال ، وزول داير أكل عيش بس .. قال : الجماعة ديل أكانو تلاتة إتنين نزولو من العربية السواق أكان قاعد فى بكانو .. بالله أكتر من ربع ساعة أنا بنضم فى نضمي دي والناس ديل التقول حجارة .. بالله صوت النفس ما تسمعو من واحد فيهم ..
أها لمن وصلنا بوابة الجهاز القاعد جنب السواق بى قدام فتح القزاز زي تلات سنت زولو طوالى فتح الباب على مصرعيه .. غايتو ما بين فتحت الباب ودخول العربية بقت لى زي لمح البصر ، وبعد داك أنا نزلت كيف وألا رمونى هم ، ما حسيت إلا ورأسى دهـ بسمع ليك منو صنننننننننننننننننننننننننننن .. ما قدر إستوعب الحاصل شنو .. يا ربى وقعت من جبل ، يا ربى صدم قطر .. يا ربى .. تصدق يا ربى دي زاتها لقيت ليها مساحة كيف ما عارف !!!
أها بعد دقيقتين بديت إستوعب إنو فى كفوف وشلاليت ماشة علي من كل إتجاهـ ، يعنى زي الواقف ليك فى دوامة ما تعرف تودى وشك وألا رأسك وين ..

المهم أنا طوالى إكومت وقعدت ختيت رأسى بين يدينى وقلت الرأس دهـ إن سلم الباقى بنلقى ليهو إسبير وألا علاج .. غايتو جانى زي 27 شلوت فى ضهرى و300 سوط فى بطنى ويدى ، شئ سوط عنج وشئ سوط ورل وشئ سوط
وداد وما عارف شنو كدهـ ..

واحد جارى لمن حيكت ليهو مقدمة الإستقبال ده أو ’’الإسترهااب‘‘ دهـ قال لي : يا زول والله الجماعة ديل أكرموك كتير ، وقدروك حق قدرك من الإنسانية والذى منه .. دهـ إسمو الإستقبال الكريم للأكرمين ..

المهم فى واحد من الجماعة حكى قائلاً : إنو دهـ بيكون تمرين الصباح ..

بعد العلقة المحترمة دى من الما محترمين .. لطعونى زي نص ساعة كدهـ جاء واحد كده بى هندام الساعة كانت زي عشرة ونص صباحاً .. أها جانى ليك واحد شكلو كدهـ زي العتالة .. قوم يا زول .. طوالى حسيت ليك إنى طاير مش ماشى وماشى وراك . مشى قدامى بخطوات كدهـ ما قدرت أفرز الزول ده زول ؟ وألا ما راجل !!!
حوالى سبع وعشرين خطوة ولقيت نفسى فى مكتب سعادته الله لا يسعدهم دنيا ولا آخرة .. أها لقيت كتاب بركة ساكن بتاع الهواء فى يدو وبيقلب فيه يمين وشمال .. وطوالى سألنى : يا زول الكتاب دهـ جبتو من وين ؟
وكان الرد نفسه السابق : والله يا سعادتك الكتاب دهـ جابو لى زول باعو لي .. وما عندى أي فكرة عنو ولا المكتوب فيهو شنو ..
نظر إلي نظرة لم أستطيع أن أتبين مغزاها .. ثم رمى لى بالكتاب قائلاً : أمشى يا زول .. وأوعك تجينا هنا تانى ..



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس