عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-2011, 06:11 PM   #[7]
نصار الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية نصار الحاج
 
افتراضي

لذةٌ قَالَتْهَا فَاكِهَةُ السَّمَاءْ


كُلَّمَا
الْتَقَيْنَا صُدْفَةً
عَلَى شِبَّاكِ الْلَّيْلِ
في مَدَارِجِ الدُّخُولِ
عِنْدَ صَالَةِ الْفُنْدُقِ الصَّغيرِ
تَطيرُ مِنْ مَكَانِهَا
تَغيبُ في بَدَاوَةِ الْقُرَى
خَلْفَ عَتْمَةِ السَّتَائرِ الْمُلَوَّنَة
تُلَمْلِمُ اِرْتِعَاشَةً مُرَاهِقَة.

كُلَّمَا
مَشَيْنَا
وَحْدَنَا عَلَى طَريقِ الْوَجْدِ مِثْلَ عَاشِقَيْنِ
غِبْنَا في سَوَاحِلِ الْعِنَاقِ
وَانْتَشَيْنَا
كُلَّمَا صَعَدْنَا آخِرَ الْمَطَافْ.

كُلَّمَا
طَوَيْنَا
وَحْدَنَا دُرُوبَ الْلَّيْلِ
أوْ عَبَرْنَا وَحْشَةَ الظَّلامِ تَحْتَ سَطْوَةِ الشَّبَقِ
هَدَمْنَا حَاجِزًا مِنْ الْجَليدِ
ظَلَّ وَاقِفًا
كَآخِرِ الْحُصُونِ في بُرُودَةِ الْجَسَدْ .

كُلَّمَا
فَتَحْنَا غُرْفَةً
بَدَأَتْ ريَاحُ الْخَوْفِ
تَهْرُبُ مِنْ مَوَائدِنَا
تُعَلِّقُ صَمْتَهَا في كَوْمَةِ النّسيَانِ
تَتْرُكُنَا عَرَايَا في مَقَاهي الْحُبِّ
نَشْرَبُ قَهْوَةً في شَارِعِ الْبَيْتِ الْقَريبِ . .



كُلَّمَا
في السِّـرِّ
أَطْفَأْنَا الْقَنَاديلَ
أيْقَظَتْنَا شَيْطَنَاتُ الْلَّيْلِ
قَادَتْنَا
لأدْغَالِ الْمَسَافَاتِ الَّتي
كُنَّا نُخَبِّئُهَا لأرْصِفَةِ الْمُدُنْ.

كُلَّمَا
مَضَيْنَا
في دُرُوبِ الْحُبِّ
صَارَ بَيْنَنَا الْمَكَانُ بَرْزَخًا
لِعَالَمٍ
يُعَمِّدُ الأشْجَارَ غَابَةً
لِشَهْوَةِ الْمُرُوقِ مِنْ خَرَائطِ الْكِتْمَانِ
صَارَ وَقْتُنَا يُبَلِّلُ السَّاعَاتِ
بِالْمِيَاهِ في مَقَاعِدِ الزَّمَنْ .


كُلَّمَا
فَتَحْنَا الْبَابَ للْكَلِمَاتِ
تَنْفِرُ مِنْ قُيُودِ الْخَوْفِ امرأةٌ
تَعيشُ الْعُمْرَ فَاكِهَةً لأسْرَارِ الْحَيَاةْ.

كُلَّمَا
سِرْنَا سَوِيًّا
في خَبَاءِ الأُمنياتِ
كَشَفَتْ نَوَايَا الشِّعْـرِ
عَنْ سِحْرِ الْحِكَايَةِ
أيْقَظَتْ في الرُّوحِ خَارِطَةَ الطَّريقْ
لَكِنَّهَا امرأةُ الْحَيَاةِ
ظَلَّتْ تُرَاوِغُ شَهْوَةَ النَّيْرَانِ
في جَسَدٍ يُشَارِكُهَا الْخَجَلَ
تَخَافُ الرِّيحَ
تَكْشِفُ عَنْ خَبَايَاهَا
تَنَامُ وَحيدةً في غَابَةِ الأحْلامِ
تَصْنَعُ وَرْدَةً
لِجُسُورِ عُزْلَتِهَا الْجَميلة.

كُلَّمَا
أنْعَشْنَا ذاكِرَةَ اللِّقَاءِ
كَلَّمْنَا أوْرَاقَ الْحَيَاةِ
أنَّ ذَاكِرَةً مُؤَجَّلَةً
تُطِلُّ الآنَ مِنْ غَيَاهِبِ السَّنَوَاتِ
كَيْفَمَا رَغِبْنَا أنْ تَكُونَ .

كُلَّمَا
زُرْنَا أمَاكِنَ
لَمْ تَأَلَفْهَا أقْدَامُنَا
مِثْلَ أنْفَاقِ الْعَرَبَاتِ
وَصَالاتِ الْمَطَارَاتِ
تَرَكْنَا الْحَوَاسَ
تَفْتَحُ أقْمَارَهَا لِزَهْرِ النِّهَايَاتْ.

كُلَّمَا
جَلَسْنَا هَادِئَيْنِ
في صَالَةِ الْمُسَافرينَ
كَلَّمْنَا الصَّديقَاتِ
تَقَاسَمْنَا قِطْعَةَ الْحَلْوَى
وَأشْوَاقَ الْعُبُورِ إلَى فَنَادِقَ تَشْتَهينَا
مِثْلَمَا
كُنَّا
هُنَاكَ في طَوْرِ الْبِدَايَاتِ
نَزْرَعُنَا تَذَاكِرَ في شُقُوقِ الطَّائرَاتْ.

كُلَّمَا
رَسَمْنَا
خطْوَةً
في دربِ أمْكِنَةِ الْخُرُوجِ
غَزَتْنَا لَذَّةٌ قَالَتْهَا فَاكِهَةُ السَّمَاءْ.

كُلَّمَا
في أوَّلِ النَّهَارِ
غَادَرْنَا الشَّوَارِعَ
عُدْنَا نُغَنِّي في دُرُوبِ الْلَّيْلِ
نَسْأَلُ الطُّرُقَاتِ
أنْ تَمْشي بَعيدًا خَلْفَ أسْوَارِ الزَّمَنِ
نَكْسُو
مَوَاعيدَ الصَّبَاحِ
أمْزِجَةً لأطْوَارِ الْحَيَاةِ الْقَادِمَة.

كُلَّمَا
في هُدُوءِ الْلَّيْلِ
خَلْفَ أسْوَارِ الْمَدينَةِ
سَكَبْنَا لَذَّةً في نَشْوَةِ الْجَسَدِ الْحَميمِ
طَرَقْنَا شَهْوَةً مَخْبُوءَةً في بَيْتِ رَغْبَتِنَا الْمَجيدَة
صِرْنَا كَأوْرَاقِ الْخَريفِ عَلَى بِسَاطِ الرُّوحِ
تَغْمُرُنَا مِيَاهُ الرَّعْشَةِ السَّكْرَى
تُبَايِعُنَا مَلائكةً
نُضِيءُ الأرْضَ بِالصَّمْتِ الْمَهيبِ عَلَى تِلالِ الْقَلْبِ.

كُلَّمَا
زَرَعْنَا أرْوَاحَنَا
في حُقُولِ النِّهَايَاتِ
أزْهَرَتْ
بِدَايَاتٌ تَطيرُ مِنْ أسْوَارِهَا
تَخْضَرُّ في دَمِنَا
كَالْيَنَابيعِ تُولَدُ مِنْ صَلْصَالِ الْحَيَاةِ.

كُلَّمَا
سَهِرْنَا في سَمَاءِ الشَّوْقِ
رَاوَدْنَا
ذَاكِرَةَ الطُّفُولَةِ وهيَ تَحْكي سيرَةَ الأفْلامِ في جَسَدِ الْبَنَاتِ
تَحْتَ أسْوَارِ الْوَسَائدِ، في شَريطِ الذِّكرياتِ نَصْنَعُهَا مَشَاهِدَ مِنْ فَرَاديسِ الْمَلَذَّاتِ
نَسْرُدُهَا كَأطْيَافٍ مِنْ الأحْدَاثِ، نَرْغَبُهَا عَلَى وَحَلِ الظَّلام.
خَلْفَ مَوْجِ الْلَّيْلِ وَرْدٌ مِنْ الأحْلامِ يَدْخُلُ هَادِئًا لِملاءَةِ الْبِنْتِ الَّتي نَامَتْ وَهيَ تَنْظُرُ خَلْفَ وَجْهِ الرِّيحِ
في أحْلَى الْمَسَافَةِ عَاشِقٌ نَزَقٌ يَنَامُ عَلَى أريكَةِ بَيْتِهِ
في الْلَّيْلِ يُشْرِعُ صَدْرَهُ لِصَديقَةٍ في الْحُلْمِ تَمْسَحُ نَهْدَهَا
كَتَميمَةٍ تَحْيَا عَلَى صَدْرِ الْعَشيقِ مَوَدَّةً لِوَديعَةِ الْعُمْرِ الطَّويل.


كُلَّمَا
انْتَهَيْنَا مِنْ مَمَرَّاتٍ
عَبَرْنَاهَا لِسَاعَاتٍ
بَدَأنَا
لَهْفَةً أُخْرَى
لأمْكِنَةٍ نُبَادِلُهَا
طُيُوفَ الْحُبِّ في عَرْشِ الْمَنَالْ.

كُلَّمَا
في آخِرِ الْلَّيْلِ
نَادَيْنَا أنْهَارَ الْغَوَايَةِ في كَرَاسي الْبَيْتِ
أشْعَلْنَا قِيَامَتَنَا عَلَى صَمْتِ الْمَكَانِ حَلاوَةً
تَمْشي عَلَى نَهْرَيْنِ
أوْ جَسَدَيْنِ
يَنْدَمِجَانِ في سِـرِّ الْعُذُوبَةِ وَالْمَطَرْ.

كُلَّمَا
دَاعَبْنَا أطْرَافَ الأصَابِعِ فَوْقَ أحْزِمَةِ الْجُسُورِ
دَخَلْنَا في غِيَابٍ سَاحِرٍ
كَحَفيفِ أوْرَاقٍ نُغَازِلُ نَسْمَةً مَرَّتْ
تُبلِّلُ وَرْدَةَ الأرْضِ الشَّهِيَّة.

كُلَّمَا
بَدَأنَا لَذَّةً في نَهَارِ الْبَيْتِ
رَأيْنَاهَا كَآلِهَةٍ
تُتَابِعُ وَحْيَهَا مَسْعًى لِذَاكِرَةِ الْمَوَدَّة
شَارِعًا يَرْتَادُ أسْفَارَ الْمِيَاهِ
في مَعْبَدِ الْفَجْرِ نَكْتُبُهَا سُطُورَ الْلَّوْحِ
بِالْحِبْرِ الْمُقَدَّسِ
قَادِمًا مِنْ جَوْفِ قَاطِرَةِ الْحَيَاة.

كُلّمَا
خَرَجْنَا في الدُّرُوبِ الْوَاسِعَةِ
مَشَيْنَا تَحْتَ أنْوَارِ الْمَسَاءِ
غَنَّيْنَا قَصيدَتَنَا
وهيَ تُولَدُ مِنْ رَحِمِ الْحِكَايَاتِ
نَسَجْنَا خَيْمَةً أُخْرَى لأَعْشَابِ الْحَيَاةِ
مَضَيْنَا كَعَاصِفَةٍ
نُزيحُ كَوَابِحَ الرَّغْبَاتِ عَنْ رُوحِ الْبَنَاتْ.

كُلّمَا
وَصَلْنَا طَائعَيْنِ
للأمَاكِنِ الَّتي
تَعيشُ في خَيَالِ النَّوْمِ عُرْسَهَا اللَّذيذْ
وَجَدْنَا وَاقِعًا يَفيضُ عَنْ شَرَاهَةِ الأحْلامِ
يَمْشِي كَالرِّيَاحِ عَاصِفًا لآخِرِ الْجِبَالِ في نِهَايَةِ السَّـفَرْ.

كُلَّمَا
سَافَرْنَا
في جَوْفِ الْمَغَارَةِ
وَاخْتَفَيْنَا في زَوَايَا الْقَاعِ
نَرْسِمُ نَقْشَنَا لِسُلالَةِ الأجْيَالِ
نَفْتَحُهَا تَوَاريخَ الأحِبَّةِ
في خُطُوطِ الأرْضِ
ذَاكِرَةً لِوَرْدِ الرُّوحِ في أرْضِ الْمَحَبَّةِ
كَتَبْنَا سيرةً أُخْرَى
لأحْوَالِ الْبِدَايَةِ في أقَاليمِ الْحَنَانْ.

كُلَّمَا
الْتَصَقْنَا
تَحْتَ نَشْوَةِ الرَّغْبَاتِ
ضَحِكْنَا
مِثْلَ أطْفَالٍ في رِمَالِ الْبَحْرِ
يَحْتَفِلُونَ بِالطَّقْسِ الْمُغَايِرِ للزَّمَنِ
رَمَيْنَا في سِلالِ الْبَيْتِ
أسْـئلةً
وَأجْوِبةً
وَأكْوَابًا شَرِبْنَاهَا بِذَاكِرَةٍ مُبَجَّلَةٍ
طَرِبْنَا لأوْتَارٍ عَزَفْنَاهَا لأُغْنيَةِ الْحَصَادْ.

كُلَّمَا
صَافَحْنَا
أنْهَارَ الْخُصُوبَةِ
في تُرَابِ الْكَوْنِ
قَطَفْنَا
سَنَابِلَ مِنْ ثِمَارِ الذَّاتِ
أرْسَلْنَا مَحَبَّتَهَا
لِفَاتِحَةِ الإلَهِ عَلَى عُرُوشِ الْمَغْفِرَاتْ.

كُلَّمَا
رَأيْنَا في ظَلامِ الْلَّيْلِ
وَرْدَةَ الْحَيَاةِ عَاريَةً
تَدَفَّقَتْ جَنَائنُ الْحَيَاةِ
تُسْقي رُوحَنَا مَنَازِلَ الأبَدْ.


كُلَّمَا
تَوَقَّعْنَا
لَيْلَةً أخيرةً مُضَاءَةً بالشُّمُوعِ
سَتَحْيَا بِرَفَقْتِنَا
اِنْتَظَرْنَاهَا
كَمَنْ يَسْألُ الْمُنَجِّمَاتِ عَنْ أُمْنياتٍ مُشْتَهَاة.



كُلَّمَا
شَاهَدْنَا
صَبَاحَ الْكَوْنِ يُشْرِقُ مِنْ نَوَافِذِ بَيْتِنَا
لامَسْنَا رَسَائلَ مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ
تَفْتَحُ طَاقَةً
لِكَلامِنَا الْمَرْسُومِ في لَوْحِ الْخَليقَةِ
سَاطِعًا يَخْطُو عَلَى قَمَرِ الْمَسَافَةِ
مِثْلَمَا ظَلَّتْ عُيُونُ الْمَاءِ
تَنْهَضُ مِنْ عَميقِ الأرْضِ
تَمْشي للسَّمَاءِ نَقِيَّةً
كَغِيَابِنَا في رَعْشَةِ الْجَسَدِ الْعَزيزْ.


كُلَّمَا
في أوَّلِ الْلَّيْلِ
أَطْفَأنَا شُمُوعَ الْغُرْفَةِ الْبَيْضَاءِ
أمْسَكْنَا
ريَاحَ الْوَقْتِ
بَلَّلْنَا نِهَايِتَهَا بِأنْهَارِ الْمَسَرَّاتِ
نَادَيْنَا وُجُوهَ الْعَالَمِ الْمَزْرُوعِ في وَرَقِ الْمَسَافَاتْ .
مَارَسْنَا طُيُوفَ الْحُبِّ
أشْوَاقًا
وَأزْمِنَةً
وَأحْلامًا
وَأمْيَالًا مِنْ الشَّهوَاتْ .


كُلَّمَا
قَادَتْنَا أسْرَارُ الْمِيَاهِ
إلَى مَنَاطِقَ مِنْ سَحَابِ الْحُبِّ
أيْقَظْنَا
طَرَائقَ مِنْ حَريرِ النَّوْمِ
تَحْتَ وَسَائدِ الْغَيْبُوبَةِ الْكُبْرَى
دَفَقْنَـا
شَهْوَةً مَجْنُونَةً في بَحْرِ ذَاكِرَةِ الْخُلُودْ .




فبراير 2008 – أبريل 2009
الرِّيَاض – دُبَيْ
نَصَّار الصَّادق الْحَاج
nassarelhaj@hotmail.com
انتقل الى الاعلى



نصار الحاج غير متصل   رد مع اقتباس