الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-2007, 12:17 PM   #[1]
أحمد يوسف حمد النيل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد يوسف حمد النيل
 
افتراضي جدل المذاهب- سربال الروح و مقدرة الخيال- حقيقة الصوفية (2)

[size=2]

جدل المذاهب- سربال الروح و مقدرة الخيال- حقيقة الصوفية(2) (2size])



هي كظاهرة لها عدة اتجاهات , عندما نخضعها لنقد عقلي لو أننا سلمنا بمضامينها النبوئية و مفهومها الواسع الخيال. هي كمصطلح في النسيج الاجتماعي السوداني , عندما تُذكر , يذكر معها دخول الدين الإسلامي أو انتشاره في السودان , كدينامية بعيدة عن الأفكار الغامضة , في مرحلة تعليم القران و علومه. و لكن عند الوصول للصوفية كأدب يتأدب به المريدين و كأسلوب حياة , تسقط في فخ الاندفاع و الطاقة المبدعة و الرؤية و اتساع الخيال. مما يجعلها تترنح و تتصارع مع المعقول , فتصبح بعد ذلك طيران شاعري لذات الطيران لا لأجل التماسك المنطقي. و إذا استشهدنا بقول مالك بن دينار الذي نسب إليه في هذا السياق : (( لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة , ويأوي إلى مزابل الكلاب)). هذه الجملة من ذوات الطيران الشاعري تخرج من لا وعي الإنسان لتعبر بصدق عن إيمان رومانسي يجده صاحبه كامل , و تمنعه الرؤية الشاعرية من استكناهه في لحظات العصف الخيالي العالي , فإذا كان الخيال العالي ينشد الكمال في ثوب الجمال المعقول فهذا شرف تشرف به الأنبياء , حتى لغة الأنبياء كانت فيها شيء من النظرة البعيدة و التماس ما وراء النص من مقاصد تحتمل التفسير اللغوي بدلالاته المتعددة. فليس من المنطق أن تُهان النفس كما قال مالك بن دينار , أو تهان المرأة. من الطبيعي أن يضحي الرجل لينشد هدف سامي قد تشتت الناس عن المثول أمامه , أو حتى إعمال العقل. ممكن للرجل أن يغيب عن زوجته و لكن لا يعبر عن غيابة بالإهمال المتعمد أو بوصفها بالأرملة قصدا ً , لأن الهدف الذي ينشده الكمال الروحي , و إن كانت هذه حالة تخص الفرد فهي ليست جماعية , فكان من الأحرى أن يتشبه الأفراد برابعة العدوية فيعشقون الإله دون إيذاء الآخرين و حتى لا تقع على عواتقهم مسؤولية غيرهم و هم غائبون عنهم بقصد. فهذه الصورة في مجملها تتناقض مع ما ينشدون من فضيلة , أو أدب رفيع . و في ظل الاصطراع الداخلي فقد وقفت مزاعم الرجال على ركيزة الروح بلغتها المبدعة العالية الخيال , و خدمت هذه اللغة الروح لدرجة انعدام العقل و المنطق. لا يطول هذا النقد الصوفية كمصطلح ديني أو عقيدة رسخت معاني الدين في وسط المجتمع البسيط , و لكنه يطول النظرية و الفعل الثقافي . هي كفضيلة هذبت الرجال , و كعقيدة شكلت كل المجتمع , و قف المجتمع حيال ترسيخها في العقول بلا نقد . و على ما يبدو أن الطبقة الثالثة من طبقات الصوفية التي ارتبط فيها التصوف بالفلسفات اليونانية و الفارسية و الهندية ومن روادها , الحلاج , بن عربي , بن الفارض , السهروردي و ابن سبعين. قد خطت خطوات بعيدة ذهبت بالتصوف و الصوفية إلى حيث الفهم التجريدي و النزعة الأدبية , و انتشرت في وسط السواد الأعظم من المريدين , و أودع في صدورهم أساتذتهم و شيوخهم من أسرار الصوفية التي يحملونها بلا تفسير. فهاموا يحفظونها بلا تفسير أو نقد أو تدبر. و لأن ممارسة الفكر التجريدي و البعد النظري لا يمتلكه إلا الموهوبين . و هبات السماء لا تهبط في صدور كل الناس , فبقية الناس دورهم التذوق و استشفاف المعاني. و ذلك لأن الخيال المبدع الذي ينتهجه الفنانون و النبوءات لا يتمكن منها عامة الناس.

التصوف + الرومانسية:

... بالنسبة لكثير من الناس تصبح العلاقة بين مقدرات الروح بالنسبة للتفكير و الإحساس و الإرادة معقدة. و تجافي النظرة العلمية المجردة و العقل , عندما يصبح الخيال أساس النبوءات أو العبقرية الشاعرية. هذا التعقيد الذي طال التصوف و النزعة الرومانسية في الأدب جعل منهما ميثيلوجيا اجتماعية و أدبية. و كما جاء في كتاب :
(William Blake Poet and Mystic)
للكاتب P. Berger صفحة 86 و ترجمة العنوان ( وليم بليك الشاعر و الصوفي) يقول الكاتب :"بالنسبة لوليم بليك الخيال هو المصدر الرئيسي للمعرفة. بعض الأحيان يطلق عليه روح النبوءة و أحيانا ً أخرى العبقرية الشاعرية : ولكن له نفس القدرة ذاتها."
فإذا انطبق هذا المفهوم بالنسبة للخيال على الفنون و العلوم فانه يؤدي وظيفتين :
- واحدة تفسر وتجعل مفهومنا للعالم الخارجي أكثر حيوية .
- و أخرى تخلق من لاشيء أفكار هي كلية جديدة .
و كما جاء في الكتاب نفسه صفحة 88 بالنسبة لوليم بليك إن الوظيفة الثانية للخيال أنتجت أساطيره و عالمه الجديد. أما الأولى فصعّدت عنده الرمزية الفلسفية.
أما من سمات الرومانسية فإنها تبدو صنو الروح و العاطفة و عدو العقل و ندلل على ذلك بقول "تيغم" الذي لخص أبرز العناصر المشتركة للرومانسية التي أوردها الدكتور وليد القصاب في كتابه"المذاهب الأدبية الغربية " : "ففي الميدان الأخلاقي , تحتج الرومانسية على سلطان العقل المطلق الذي جعل منه قرن الأنوار (القرن18) الدليل الهادي الوحيد تقريبا للفكر البشري , وهي لا تعتقد إن العقل يكفي الإنسان , فتشيد بحقوق القلب.ينبغي للشعر خاصة أن ينعتق من نير العقل , و في النثر أيضا لا بد للمحاكمة من أن تخلي مكانها لإلهام العاطفة....".
وفي الشعر , كقاعدة , انه يصف أي شيء خارجي ليبرزه لنا في ضوء جديد , الذي يعطيه الشعر,بينما يظل الشيء نفسه دون تغير , في خصوصية نوع جديد من الحياة , ليساعدنا كما قال "شيلي" : " لنحس بما ندركه و أن نحقق ما نعرفه." و لكن بالنسبة لوليم بليك العملية فيها اختلاف بعض الشيء. فان روحه لا تسقط ضوء جديد على الشيء الذي يراه , و لا يظهر الأشياء غير الملحوظة , و لا يساعدنا في تشكيل الصورة الدقيقة و القوية من الشيء الذي رآه . ولكنه على النقيض يعمل على الإيمان الحدسي بالنسبة له من عالمه المخلوق الذي لا وجود له و وهمي , و يتكلم من وراء زجاج شفاف الذي خلفه تقع الحقيقة , عينه الروحية تنظر من خلاله , و ترى ما خلفه , وهذه قدرة " ازدواج الرؤية". و بالنسبة لبليك كل الحيوانات و النباتات هي روح شبيهة بأرواح البشر أو رجال حقيقيون.

كل حبوب الرمل
كل حجارة على الأرض
كل صخرة و كل تل
كل نافورة و غدير
كل عشبة و كل شجرة
جبل , تل , أرض و بحر
غيمة , نيزك و نجم
رجالا ً رأَوا بعيدا ً

و هذا التفسير طبيعي لرجل لا يرى في الوجود إلا الروح الإنسانية. وكل شيء رآه يجب أن يكون روح مثله , و بالتالي كل الأشياء في أي مكان هي بشر. و العالم المرئي هو الإشارة الخارجية التي تخفي الروح. و الجسد الجزء المرئي من الروح وتعبير الروح للإحساس الخارجي. فقد تأثر بليك بنظرية التقمص و التناسخ التي قال بها الهنود القدامى , بالنسبة لهم إن الروح و الجسد لهما وجود مستقل , الروح تعبر أجساد النباتات و الحيوانات وفقا ً لميولها في هذه الحياة.و الجسد ليس سجن تقبع فيه الروح ومنه تهرب, و لكنه بالأحرى منتج الروح , كما تنتج الشرانق دودة الغز.
(نفس المصدر السابق- ص- 89-90)

بالتالي في الشعر الرومانسي حول الشعراء الرومانسيون كل شيء مرئي إلى استعارة و رمزوا له بشيء من لوازمه , ضاقت بهم صور و أشكال الأشياء المادية بقدر اتساع طموحهم نحو كنه هذه الأشياء و تخطي الرسوم المادية إلى روحها عبر أدوات الطيران الشاعري , فانضاف إلى الشعر كنه جديد و عالم غير مكتشف , و سرد نصي يستخدم أعلى مستوى للغة , والتلاعب بدلالاتها و معانيها. و الذي هو غموض بالنسبة للشخص العادي و بالنسبة للمتصوف الرومانسي عالم طبيعي ينتشي بأناشيده و حلاوة معانيه و عذوبة ألحانه. و لكن الصوفية فيها الق الروح , الإيمان بالطيران ليس الشاعري و لكن الرمزي , الغياب من جهات متعددة . احتكاك الأجساد من اجل العبادة , التقشف و المغالاة فيه , الحضور الروحي الطاغي , قمع الجسد كلها أساليب تدلل على استحواذ الروح على الجسد و أنها هي التي يتشرنق تحتها الجسد.

كما ذكر بيرغر في نفس المصدر السابق ص 93 إن نظرية الرمزية بالنسبة لوليم بليك خطت خطوات بعيده عن أسلافه. فقد كان دون شك محاط بمذاهب العلم من العصور الوسطى و التي تأخذ المادة و الروح بأنهما غير مفصولين , مع الأخذ في الاعتبار إن أحداهما نتيجة للطرف الآخر و كلاهما انبثاق من الله.و هو على كل حال قرأ كل ذلك في "الكوميديا الإلهية" . و هذه الفكرة للرابطة التي توحد كل الأشياء , مرئية و غير مرئية ,في الكون , تخللت كل أفكار ومعتقدات العصور الوسطى.

و نواصل...
أحمد يوسف حمد النيل - الرياض




التعديل الأخير تم بواسطة أحمد يوسف حمد النيل ; 05-07-2007 الساعة 12:21 PM.
أحمد يوسف حمد النيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2007, 04:53 AM   #[2]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


[align=center]العزيز أحمد يوسف
تحية لكَ وأنت تنهل من مراتب النقاء
[/align]


إن المرء يُرغب أن يمُد يده بالتهنئة لك ، بأنك جلست للنص جلوساً مُتمهلاً ، وعليه نأمل أن ننهل :

إني أرى في نهج المتصوفة ، أو ما يُسمى بالتأويل ، هو منهج أسس لما تُسمى الآن بالحداثة خاصة في النصوص المقروءة . تنظر للنصوص وللمُفردات نظر غير الذي ينظره العامة من أهل القراءات .

إن الغوص في عمق النص واستبطان المعاني العميقة هو مُحاولة تُحيل المعارف المعجمية إلى مُحاكمة وتنخر في صَمديتها ، والمُتعارف عليه في المعرفة المُشتركة بين الناس للمعاني ، أو هو تغيير حقيقي في (سيميوتيكا ) المفردات وطرائق صياغتها ، وليس لذلك قانون منضبط ، بل هو مفهوم في العقيدة تستبطن فيه العلاقة بين الإله وبين إنجازه ، بين الروح العُليا وبين المادة . لذا يلحظ الجميع أن التصوف منهاج أكثر من كونه مفاتيح معرفية لها القُدرة على الضبط والقياس .
يقول الشبلي :

[align=center]ذكرتُكَ لا أني نسيتُكَ لمحةً ... وأيسر ما في الذكر ذكر لِساني
وكدتُ بلا وجدٍ أموت من الهوى ... وهام عليَّ القلب بالخفقانِ
فلما رآني الوجدُ أنَكَ حاضري ... شهِدتُكَ موجوداً بكلَ مَكانِ
تُخاطِب موجوداً بغير تكلُم ... ولاحظت معلوماً بغير عيانِ[/align]

لكَ شُكري



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الشقليني ; 06-07-2007 الساعة 04:54 AM.
التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2007, 10:26 AM   #[3]
أحمد يوسف حمد النيل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد يوسف حمد النيل
 
افتراضي


أخي العزيز / عبد الله الشقليني

أولا تحياتي لك بقدر مد الروح ,و استكناه الخيال , و انت دائما من يرقبني بعين الناقد و المحلل و المتابع , فتزداد فرحتي , وتعلو همتي , فأعود بعد اهتصار الى عالم الرسوم و الصور ...

عزيزي ... ان اتباع خطى العلوم السحرية الرائعة التي يولد فيها تطابق رائع ما بين الملائكة و الكواكب الذي أعطى خريطة فردوس " دانتي" شكلها , و هي خطوة تتسم بعدم ذوبان الرابط الفكري للرمز و الشيء المرموز له.

عزيزي ... قد اقول يوما ما ان كل الكتابة العظيمة لكتاب عظماء هي رومنسية أو صوفية كما قال غيري و لكنها ستصبح كلاسيكية بعد مرور السنين , هذا هو شكل النقد العميق , اذن فليحفل الكتاب و الشعراء بسربال الروح و التصوف فانا ارى أن الامعان في مثل هذه الكتابات "تصوف أكبر" على وزن "تصور أكبر" للكون و البشر , فالتسميات التي سماها الغربيون للنزعات الأدبية هي ليست غريبة على الصوفية و لكننا لم نسمها حتى الأن , لذا جعلت هذا البحث يقرب ما بين هذا و ذاك من الفلسفات الدينية و المذاهب الادبية الغربية , في نوع من استدعاء الناس و الفلاسفة لرسم طريق تبدو فيه رسومنا الشاعرية و الفلسفية مسماه باسم ولها لون و طعم و عشق.

فلنتواصل في هذا الموضوع
مع شكري



أحمد يوسف حمد النيل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 12:57 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.