سيبقى الكابلي ما بقي الإبداع!
سيبقى الكابلي ما بقي الإبداع!
معتصم الحارث الضوّي
3 ديسمبر 2021
في مطلع السبعينيات كان جهاز بيك أب أنيق يحتل مكانا رفيعا في صالون منزلنا، وصوت عذب ينثال منه كثيرا، وسريعا ما ربطتُ بين شدو الكابلي وحالة من الوجد تنتاب أبي.
ثم كان إبداعه رفيق السفر عبر الفيافي، والنسمة العليلة التي تتسلل بين كثبان الرمال لتنعش الروح. كنتُ قد بدأتُ استوعب أغانيه، ولذا كانت نشوتي مضاعفة.
كان عبر العقود التي خلت طرفا في الأتراح والأفراح، وكان فنه حصنا نلجأ إليه عندما تطاردنا الرداءة.
أضحت أبياته وأغانيه من المقولات الشعبية التي نستشهد بها، ولعل هذا أجمل ما يحققه المبدع في حياته؛ عندما يرى نفسه قد أصبح جزءا من ضمير شعب، ومكوّنا في ثقافة وطن.
ليس وداعا يا كابلي، فأنت بيننا باقٍ ما بقي الإبداع، وما صدحَ بالسمو شادٍ.
|