الدكتور محمد الحسن
المثال الذي ضربته وكذا مأساة أستاذنا المهندس الشقليني، كامثلة حية مباشرة ومؤلمة. ثمة أمثال لا حصر لها، بل ومآس تمتد، بدءً ،مما ذكرت ويمر عبر المآسي الشخصية والعائلية والاجتماعية و الوطنية و القومية والإنسانية، لا يقتصر على بيوت الأشباح ولا إلى شهداء رمضان ولا محرقة الجنوب، ولا مذابح الشرق ولا هولوكوست دارفور، ولا الفساد الذي لا يعلم مداه إلا الخالق ، (وانسوا تقارير اللأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان وغيرها)، ويكفي تقارير المراجع العام، وهم يناقشونه عياناً بيانا، وبلا استحياء، ولا نعلم من حوكم بتهمة الفساد حتى اليوم، وطوال عهد الإنقاذ هذا، وقائمة المخازي طويلة ومرعبة
المسلسل الدامي مستمر إلى درجة أن الكثيرين منا يرى التدخل الدولي أخف الأضرار، بل يرون فيه الخلاص و النجاة، ولن تستطيع أن تقنع أحداً منهم، وهم يرون بني جلدتنا ووطننا يفعلون بنا ما يفعلون ، فعلى الأقل ، لم نر من المجتمع الدولي إلا العون و الغذاء وإلا الضغط في سبيل أن توقف هذه المجازر وإهدار الأرواح و الدماء، ويحثونا على إيقاف الجحيم الذي يجري. مكابر وواهم من يزعم أن المتشبثين و" المكنكشين" في السلطة وثروات الوطن هم يهتمون بأمر الوطن، أكثر من اهتمامهم بمصالحهم الذاتية الضيقة، إذ لو كان الوطن و المواطن همهم لاختلفت سلوكهم ومعاملتهم عما نرى
ثمة كلام كثير، لكن الذي أعني في هذا المقام هو البحث عن حل وعن مصالحة مع الذات فيما بيننا ولخلق أرضية جديدة ننأى بها عن هذا المستنقع، وعن حل عملي لا عن طريق البكاء على اللبن المسكوب، ولكن عبر فعل حقيقي
رأيي أن خيارنا واضح بين إن كنا نريد أن نبقي على الوطن فعلينا التخلص ممن مزقوه وأوصلوه إلى هذا الدرك. النظام، أي نظام هو أمر طارئ، والوطن هو الباقي. لن نختار ما هو طارئ على الذي هو باق، لن نضحي بالوطن من إجل نظام، هذا هو جوهر القضية!
(آه كم أكره الولوج في مستنقع السياسة!!)
|