نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-2022, 04:15 PM   #[1]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي كتاب : الزغاوة تاريخ وتراث - هارون سليمان يوسف - واضافات




التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-01-2022, 05:17 PM   #[2]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي



































التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-01-2022, 05:35 PM   #[3]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي












التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-01-2022, 06:03 PM   #[4]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


عرض كتاب الزغاوة تاريخ وتراث في برنامج الصالة مع خالد ساتي



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-01-2022, 09:01 PM   #[5]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

الزغاوة تاريخ وتراث (1) ..
بقلم : هارون سليمان يوسف
نشر في سودانيل يوم 26 - 11 - 2012م
بسم الله الرحمن الرحيم
email
إن تعدد الأعراق والقبائل في المجتمعات البشرية ظاهرة إنسانية تاريخية و طبيعية بينما الاستثناء هو التجانس من الناحية العرقية حيث تقل الدول المتجانسة عرقيا في الأسرة الدولية.
والقبيلة آية من آيات الله حيث قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
تعريف مصطلحات :
القبيلة : هي جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى وتنحدر منه عدة بطون وعشائر ويسكنون إقليما مشتركا ويتحدثون لغة أو لهجة مميزة ولهم ثقافة متجانسة أو تضامن مشترك (أي عصبية) ضد العناصر الخارجية على الأقل . ومن ايجابيات القبيلة أنها تحافظ على التراث والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية النبيلة. ومن سلبياتها أنها تهدد التضامن الوطني في ظل غياب الدولة القومية والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية في دولة ما ،حيث تستعمل الدعاية العرقية لتحقيق أهداف سياسية في فترة الفراغ الثقافي والأيديولوجي أو في حالة محاولة مجموعة ما فرض ثقافتها وهويتها ولغتها على المجموعات الأخرى .
المجموعة العرقية : هي مجموعة من الأفراد يعيشون في منطقة واحدة ولهم تاريخ وذكريات وثقافة مشتركة ومرتبطة بإقليم خاص أو يجمع بينهم صلة القرابة أو الجوار أو وحدة الملامح والسمات الفيزيقية أو اللغة أو اللهجة الواحدة أو الرابطة القبلية أو الانتماء الديني .
السلالة : جماعة بشرية لها صفات وسمات وملامح فيزيقية وأنماط ثقافية وروابط دموية مشتركة
السودان : يطلق كلمة السودان عند المؤرخين وكتاب التاريخ في تلك الفترة على حزام السافنا الممتدة من الصومال وأثيوبيا شرقا إلى السنغال غربا وعنوا به (بلاد السود) وبمرور الزمن احتفظت السودان الحالي وحدهـ على الاسم .
تاريخ الزغاوة :
كلمة الزغاوة مستمدة من أصول عربية أي الاسم العربي لهذهـ المجموعة العرقية أما الزغاوة فيطلقون على أنفسهم اسم (بيري) Beri والنسبة إليهم "زغاوي) أي بري .
تحدث المؤرخون والجغرافيون العرب عن الزغاوة باعتبارهم جنساً من أجناس السودان ،وقصدوا أيضا المنطقة الجغرافية الممتدة من بلاد النوبة والواحات بجنوب مصر في الشرق إلى كاوار وكانم وبحيرة تشاد في الغرب . وكانت لهذه المجموعة العرقية مملكة ممتدة الأطراف ، صلبة الأركان ،عميقة الجذور حتى نهاية القرن العاشر الميلادي.
كانت الزغاوة مجموعات وقبائل متعددة (أمم كثيرة) يجمع بينهم الأرض والسلطة السياسية و لغة الزغاوة التي كانت تستخدم كلغة مشتركة بين سائر المجموعات التي خضعت للزغاوة ، فطغى اسمهم على بقية القبائل ،فكانت دولتهم تسمى مملكة الزغاوة في تلك الحقبة من التاريخ .وكانت الشعوب والأمم الأخرى البعيدة والمجاورة تطلق على سكان هذه المملكة باسم الزغاوة بصورة مجملة نسبة للدولة والقبيلة التي ينتمي إليها الملك.
أصل الزغاوة أو الشعب الزغاويين :
إن تاريخ هذه المجموعة العرقية الباكر يكتنفه بعض الغموض والمعلومات المتوفرة الآن قليلة نسبة لعدم توفر المصادر وبخاصة كتابات المؤرخين الذين كتبوا تاريخ الشعوب في تلك الفترة. ويقال أن كلمة الزغاوة قد خرجت لأول مرة من اليمن ،و أول من ذكر الزغاوة من كتاب العرب هو الراوي اليمني وهب ابن منيه 110هـ 728م حيث يقول إن حام بن نوح أنجب ثلاثة أبناء كانوا سوداً وهم كوش وكنعان وفوت فسافر فوت وأقام في أرض الهند والسند ، والناس هناك أحفادهـ ، أما كوش وكنعان فأحفادهما هم عناصر السودان : النوبة ، الزنج ، فاذان ، الزغاوة ، الحبشة ، القبط والبربر . أما اليعقوبي فيذكر أن أحفاد كوش بن حام بعد أن عبروا نيل مصر قد انقسموا إلى مجموعتين : الأولى أقامت في المشرق وهم : النوبة ، البجة ، الحبشة والزنج والمجموعة الثانية تقدمت نحو الغرب وهؤلاء هم : الزغاوة ، الحس ، القافو ، المريون ، مرندة ، الكوكو ، وغانة . ويرى آركل Arkell في كتابه تاريخ دارفور من 1200م - 1700م أن اسم الزغاوة ربما كان تحريفا لكلمة بربرية إيزقان التي تعني الناس الحمر عند الطوارق البربر . وهناك من يقول : إن كلمة زغاوة قد تكون مشتقة من الكلمة الطوارقية (سغ ) ومعناهـ المعسكر أو مضرب الخيام .
كما حدد بعض المؤرخين والجغرافيين العرب الأصول العرقية البعيدة للزغاوة بأنهم من الحاميين الذين هاجروا من الجزيرة العربية إلى إفريقيا واستقروا في بلاد السودان منذ عصور قديمة . ولكن عوامل التمازج والاختلاط والتصاهر واحتكاك الزغاوة بالمجموعات السامية الإفريقية والزنجية المحلية والحضارات والثقافات لعبت دورا كبيرا في تحديد هوية الزغاوة العرقية (وحدة الجنس والأصل الإثني والعرقي ، اللغة ، الثقافة ، التاريخ ، الملامح الفيزيقية ، السمات السلالية) التي توفر الوجدان والشعور القومي المشترك. ويرى ابن خلدون أن الزغاوة من البربر ومن الملثمين أو الطوارق بالتحديد . وهؤلاء فرع من فروع صنهاجة البربرية وأنهم ولد كنعان بن حام بن نوح . ويقول إبراهيم علي طرخان في كتابه ، أمبراطورية البرنو الإسلامية إن قبيلة الزغاوة قد وفدت أصلا من الشرق كغيرها من القبائل والأسر التي سادت في بلاد السودان الأوسط والغربي. ويعتقد بلمر Palmer في مذكراته عن السودان أن بعض المجموعات البدوية من جماعات الزغاوة الذين كانوا مهرة في الصناعات الحرفية كصناعة الجلود والحديد هي التي حملت التقنية النوبية في هذهـ المجالات إلى غرب إفريقيا ، حيث توجد اليوم في كل أنحاء بلاد الهوسا طبقات معزولة من الحرفيين تعرف بزوغران وزغو ، وزغوراما وهي مشتقة من الزغاوة ، ويذهب الشاطر بصيلي في كتابه تاريخ وحضارات السودان الشرقي والأوسط من القرن السابع إلى القرن التاسع عشر للميلاد أن الزغاوة كانت تسكن في مملكة مروي شمال شندي ، وقد هاجروا إلى الغرب في القرن الثالث الميلادي عن طريق كردفان أو عبر الطريق الشمالي الواقع غرب دنقلا ، وقد تأثر الزغاوة في موطنهم الجديد بضغوط الجفاف والتصحر وبغزوات القبائل، وينحو ترمنقهام Trimingham في كتاب تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا المنحى نفسه ويقول إنهم من الزنوج الكوشيين الذين انتشروا بصورة واسعة في منطقة عريضة من الصحراء الوسطى والشمالية ومن فزان حتى بلاد النوبة وساعدوا على تسرب الثقافة النوبية إلى السودان الأوسط وأثروا في تاريخ المنطقة السياسي ،حين وضعوا الأسر الحاكمة في كانم ، غوبر ،إحدى ولايات الهوسا حتى ظهر البربر الذين عملوا على وضع حد لنفوذ الزغاوة . ويقول الدكتور عثمان عبدالجبار عثمان في كتابه تاريخ الزغاوة في السودان وتشاد نقلا عن بعض المؤرخين إن الزغاوة من العناصر الحامية التي وفدت إلى إفريقيا من اليمن ونزلت الحبشة واستقرت فترة طويلة في بلاد النوبة ثم هاجرت غربا عندما بدأ الضعف والوهن السياسي والتدهور البيئي والجفاف يتطرق إلى بلاد النوبة وما حولها فتوزعت في نقاط متعددة على طول الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى حتى المناطق الجنوبية من المغرب الحالي واختلطوا مع البربر حتى انصهروا تماما في هذه المجموعة الأكثر عددا (فتبربروا) واستطاعوا أن يصلوا إلى قيادة البربر لأنهم أرقى حضارة وأكثر معرفة بقواعد الحكم والتنظيم وأسسوا مملكة كانم . كما صنف الزغاوة مع المصريين القدماء نقلا عن أحمد محمدي من قبيلة القرعان من بحثه بعنوان "أمة دازقرا أو كارا" ، والذي يقول إن لغة الدازقرا هي أم لغات كل من القرعان ، التيبو ، الزغاوة ، الكانمبو ، الكانوري وبالتالي فإن هذه المجموعات كلها ذات أصل واحد ،كانت تسمى في مجملها بالزغاوة. وتقول بعض الروايات الواردة في كتاب (الزغاوة ماض وحاضر) من تأليف الأخوين الدكتور محمود أبكر ومحمد علي أبكر الطيناوي أن أجداد الزغاوة هاجروا من الجزيرة العربية فبقي بعضهم في سوريا ربما قبيلة الزغبي التي تسكن في منطقة درعا والتي تضع على إبلها أوشام قبيلة الزغاوة نفسها فضلا عن نزوح الآخرين إلى جنوب مصر ثم السودان عن طريق الواحات ، وهجرة قسم آخر إلى ليبيا واستقرت في واحة بني غازي والكفرة حيث توجد آثار قرب مطار بنينة في بنغازي بليبيا وهي عبارة عن أطلال لمسجد قديم يسمى مسجد القصر الطويل ، رسم على أحجارها الضخمة كل أوشام قبيلة الزغاوة كما وجدت هذه الأوشام في الجبل الأخضر عام 1974م . وهذه المجموعات دخلت السودان عن طريق الصحراء من الكفرة فالعوينات والعطرون فوادي هور و ذهب بعض المؤرخين إلى أن الزغاوة يلتقون مع البرنو في أن كليهما ينحدر من العرب العاربة عرب الجنوب وأنهم حمريون وكانوا من ضمن هجرات العرب الأولى قبل الإسلام بقرون ،ثم اختلطوا بقدماء المصريين ثم النيليين ثم ظعنوا إلى حوض بحيرة تشاد، وخلال الترحال والتداخل والتعايش التقوا بأقوام وتصاهروا حتى ضاع لسان كثير منهم فصاروا يتحدثون لغات محلية أخرى .
وتشير بعض الروايات إلى أن الزغاوة القدماء لم يبقا منهم إلى فئة قليلة جدا وهم (الحداحيد) الذين يعيشون اليوم في وسط مجتمع الزغاوة حالة شبه معزولة بصورة أشبه بتلك الحياة التي كانت يعيشها الهنود الحمر إبان الفتح الأوربي للأمريكتين أو كما صار يعيش سكان استراليا القدماء عندما دخلها كابتن كوك عام 1770م فانزوا في الاصقاع والأحراش القصية من القارة الأسترالية .
رغم إختلاف المؤرخين حول أصل الزغاوة إلا أن المعمرين من الزغاوة والوثائق والمخطوطات القديمة لدى الزغاوة تدل على أن الزغاوة تجميع لقوميات عديدة استطاعت بالتزاوج والاختلاط والتعايش عبر القرون الطويلة أن تكون هذهـ القبيلة .
في الحلقات القادمة :
مملكة الزغاوة
الزغاوة ومملكة وداي
الزغاوة والحركة السنوسية
الزغاوة وسلاطين الفور
الزغاوة والتركية
الزغاوة والمهدية
الزغاوة والإدارة الإستعمارية الفرنسية والبريطانية
الزغاوة والتجارة
فروع قبيلة الزغاوة
الزغاوة كجمر وقصة هجرتهم إلى كردفان
الزغاوة الحداحيد
الإدارة الأهلية عند الزغاوة
المراة عن قبيلة الزغاوة
مراحل الزواج عند قبيلة الزغاوة
العيد عند الزغاوة
لغة الزغاوة
تراث قبيلة الزغاوة (الألعاب الشعبية ، النقارة ، الآلات الموسيقية ، سباق الهجن والخيل ، الحردلو .)
بعض العادات والتقاليد (لبس الزغاوة ، السكن ، الغذاء الرئيسي ، صناعة النار ، صناعة الحديد ، تكوين الثروة ، الترحال ، الوشم ، الختان والطهور ، احتفال بقدوم التوائم ، الحياة البرية والصيد ، طرق قتل الحيوانات المفترسة ، طقوس عند المرض والموت ، الدية ...)
صفات من البيئة
معالم من بيئة الزغاوة (وادي هور ، العطرون ، واحة النخيل)
المراجع والمصادر
هارون سليمان يوسف : email
26 /11/ 2012م

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدرهـ .



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2022, 09:41 PM   #[6]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

الزغاوة تاريخ وتراث (2)
هارون سليمان يوسف
نشر في الراكوبة يوم 02-12-2012م
ُE.Mail
مملكة الزغاوة :
وردت الإشارة لاسم الزغاوة ومملكتهم في كتابات المؤرخين من علماء التاريخ والجغرافيا عند تناولهم تاريخ الممالك في تلك الحقبة ، ويعتبر اليعقوبي أول من أشار إلى مملكة الزغاوة وذلك في القرن الثالث للهجرة / التاسع الميلادي أثناء حديثه عن الكانم ، حيث قال "أما السودان الذين غربوا وسلكوا نحو المغرب ، فإنهم قطعوا البلاد فصارت لهم عدة ممالك ، فأول ممالكهم : الزغاوة ، وهم النازلون بالوضع الذي يقال له كانم ، ومنازلهم أخصاص القصب ، وليسوا بأصحاب مدن ، ويسمى ملكهم كاكرهـ . ومن الزعاوة صنف يقال له الحوضيون ولهم ملك من الزغاوة .
وعرفت مملكة الزغاوة أيضا بمملكة كانم ، وهو المكان الذي يعيش فيه الزغاوة ، وكانم تعني في لغة القرعان (الجنوب) أي أن كانم تقع إلى الجنوب من بلاد القرعان . ويقول ياقوت الحموي : وكان في القرن التاسع الميلادي يقصد بها أي كانم ، المنطقة المحيطة ببحيرة تشاد ، وامتدت حدود مملكة الزغاوة في كانم لتضم إليها بلما ، كاوار ولتصل حتى زويلا ،في فزان في الشمال ، أما في الشرق فكانت حدودها تحاذي بلاد النوبة.ويقول المسعودي : مملكة الزغاوة واسعة وكبيرة يقع جزء منها قبالة النيل . والزغاوة في حرب مع النوبة. ووصفهم المهلبي في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي كمملكة واسعة تمتد من بحيرة تشاد وحدود النوبة. ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان :أن الزغاوة جنس من السودان والنسبة إليهم "زغاوي" ونقل ياقوت الحموي عن المهلبي : مملكة الزغاوة مملكة عظيمة من ممالك السودان في حد المشرق، منها النوبة الذين بأعلى صعيد مصر، بينهم مسيرة عشرة أيام ، وطول بلادهم خمس عشرة مرحلة في مثلها ، في عمارة متصلة وبيوتهم جصوص كلها وكذلك قصر ملكهم .وأن ملكهم يشرب الشراب بحضرة خاصة أصحابه وشرابه يعمل من الذرة مقوي بالعسل وزيه لبس سراويلات من صفوف رقيق والاتشاح عليها بالثياب الرقيقة من الصوف ، الأسماط ، والخز السوسى والديباج الرفيع ويده مطلقة على رعاياه ، ويسترق من شاء منهم أمواله : المواشي من الغنم والبقر والجمال والخيل :وزروع بلدهم : أكثرها الذرة واللوبيا ثم القمح ....الخ ،وهم أمم كثيرة يمارسون حرفتي الرعي والزراعة ويألفون الصحاري والجبال ويشربون الألبان وعيشهم من اللحوم الطرية ويسترون عوراتهم بالجلود المدبوغة من الإبل والبقر . ويقول الدكتور/ إبراهيم علي طرخان في كتابه إمبراطورية البرنو الإسلامية ، أن تاريخ المحقق لظهور مملكة كانم يرجع إلى حوالي القرن الثامن الميلادي ثم نمت واتسعت خلال القرنين التاسع والعاشر الميلادي وتنسب الحكومة الأولى في إقليم كانم إلى قبائل الزغاوة ، ففي الوقت الذي كانت فيه قبائل لمطه Lemta البربرية تؤسس لنفسها في بلاد صنغى ، وكان زاكاسي الصنغى يقيم عاصمة في جاو على النيجر ، وكانت دول الهوسا تمارس نشاطها وأعمالها وحياتها البدائية قيما هو نيجريا الشمالية الحالية ، كانت هنالك قبيلة بدوية من الجنس الحامي ، قريبة الشبه بالقبائل الطوارق الملثمين ، تفتك بالمزارعين المستقرين حول بحيرة تشاد تلك هي قبيلة الزغاوة .ولم تلبس زغاوة أن بسطت سلطتها ونفوذها على منطقة تشاد ،وكون الزغاوة طبقة حاكمة ارستقراطية ،شمل نفوذهم مساحات كبيرة خلال القرنين السابع والثامن الميلادي ،بحيث امتد هذا النفوذ من دارفور شرقا إلى تشاد وكاوار غربا.وكانت منطقة كاوار يومئذ ضمن الأقاليم الخاضعة لسلطان ملك الزغاوة ،ويقوم في كاوار يومئذ مملكة الصو أو مملكة العمالقة التي تخضع لنفوذ الزغاوة ، كذلك سادت حكومة الزغاوة على أقاليم واداي وعلى قبائل النوبة المجاورة لها من جهة الشرق .
ويشير المهلبي إلى أن للزغاوة مدينتين يقال لأحدهما مانان والأخرى ترازكي ومن مدنهم التي أشار إليها الإدريسي شاما ، تاجوهـ وسمنة التي تقع إلى الجنوب من الحدود المصرية وتبعد عن مدينة تاجوهـ بست مراحل أي ست أيام مشيا على الأقدام . وحدد ابن سعيد موقع بعض هذهـ المدن فذكر أن تاجوهـ تبعد عن دنقلا نحو 100 ميل وأن مدينة زغاوة تقع جنوبي تاجوهـ ، أما العاصمة فقد انتقلت من مانان إلى نجيمي أو أنجيمي بعد أن تحول ملوك كانم من الوثنية للإسلام ، وأنها تقع في جنوب شرق مانان .
ويقول الدكتور عثمان عبدالجبار في كتاب تاريخ الزغاوة في السودان وتشاد حول أسباب هجرة الزغاوة إلى كانم ، أن الزغاوة كانوا في حرب مع النوبة فهاجروا إلى المنطقة المحيطة لبحيرة تشاد التي تميزت بكثافة سكانية عالية ولخصوبة أراضيها وكميات الأمطار الجيدة فيها ، وجاء الزغاوة إلى هذهـ المنطقة للبحث عن مراعي أفضل ولممارسة السيادة على سكانها الذين كانوا بلا حكومة مركزية . فضلا عن التحكم في مصادر الرقيق والثروات الأخرى مثل سن الفيل التي تجلب الرفاهية والازدهار ،كما أن كاوار وعاصمتها بلما كانت مصدراً من مصادر الملح في السودان الأوسط واحتلت موقعا تجارياً ممتازاً ،فكانت معبرا هاما للقوافل القادمة من ولايات الهوسا والسودان الغربي عبر حوض بحيرة تشاد في طريقها إلى الشمال والتي تحمل البضائع إلى فزان والبلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، وعليه من المحتمل جدا أن الأهداف الاقتصادية قد لعبت دورا في قيام نظام حكم الزغاوة في كانم .أما ابن سعيد فيقول بأن الزغاوة ربما هربوا من النيل لأسباب بيئية ،تمثلت في زيادة الباعوض. ويقول اسحق بن حسين في كتابه ،آكام المرجان في ذكر المعادن المشهورة في كل مكان في سنة 950م : وأرض النوبة حار جدا ، مع مطر قليل وأنهار قليلة . وأكد الإدريسي هذا التدهور البيئي وازدياده قائلا: وليس في مدينة بولاق مطر، ولا يقع فيها غيث البتة ، وكذلك سائر بلاد السودان : من النوبة ، والحبشة والكانميين والزغاويين ،وغيرهم من الأمم ،لا يمطرون ، ولا لهم من والله رحمة ،ولا غياث ، إلا فيض النيل وعليه يعولون في زراعة أرزاقهم .
ويقول الإدريسي إن العاملين الاقتصادي والسياسي من أهم العوامل التي عملت على جذب الزغاوة إلى كانم ،وبعد استيلاء الزغاوة على كانم وضعوا الدعائم الأولى لإمبراطورية كانم برنو في حوالي القرن الثامن الميلادي ،ولم تسقط إلا بيد مغامرين آخرين جاءوا من الشرق أيضا بقيادة رابح فضل الله سنة 1893م حيث عملت سلطتهم المركزية على دمج مجموعات السكان المختلفة في بعضها ببعض ، مما أدى إلى ظهور قوميتي الكانمبو والكانوري فيما بعد .
اشتهرت الزغاوة بمساهمتها الفعالة في إدخال صناعة المعادن في بلاد السودان الأوسط .ويوجد في بلاد الهوسا وما جاورها في دندي وبورجو أو بركو طبقة من السكان تعمل في صناعة المعادن والجلود .
ويقول إبراهيم على طرخان : وحوالي مطلع القرن التاسع عشر ، قامت أسرة حاكمة جديدة في كانم ،تسلمت مقالد الأمور بعد حكومة الزغاوة السابقة وهذه الحكومة الجديدة هي حكومة الماغوميين من البربر البيض وهؤلاء من أبناء عمومة الطوارق وظلت تحكم إمبراطورية البرنو حتى قضت عليها الفولانيون خلال القرن التاسع عشر الميلادي ،ولقد أشار الماغوميون في وثائقهم وسجلاتهم إلى أسلافهم الزغاوة باسم الكيين ومعنى هذه التسمية في لغة مروي :الأشراف أو النبلاء ،وفي لغة الكانوري أطلقت هذه التسمية لتعني الطبقة الحاكمة في برنو .
وبعد قيام أسرة الماغومي في مطلع القرن التاسع الميلادي بقي الزغاوة يسيطرون على منطقة كبيرة في جنوب كانم وحول بحيرة فتري وعاصمتهم مدينة سامينا أو ساميا قرب بحيرة فتري ،وعرفت هذه العاصمة كذلك باسم تاجوه أو داجو ومن مدن الزغاوة المشهورة في ذلك الوقت مدينة شبينا أو شيبن في وادي بوثا في ،وكانت لهذه المدينة حاكم مستقل خاضع لحكومة الزغاوة .
ليس هنالك معلومات دقيقة عن ملوك الزغاوة وحتى عن أسمائهم سوى ما ذكره اليعقوبي حين قال " ويقال لملكهم كاكره ، ربما كان هذا لقب وليس اسما مثلما أشار اليعقوبي بقايا مملكة الزغاوة حول بحيرة فتري باسم الحوضيين أي المقيمين حول بحيرة فتري .
وفي مطلع حكم الأسرة الماغومية ،كان يشار إلى ملك الزغاوة في سامينا (ملك سامينا )وكان من القوة والبطش بحيث لم يستطع الماغوميون من كانم أن يواجهوه في حرب صريحة ، والدليل على ذلك ،أن ملك السادس في سلسلة الملوك الماغوميين ،وهو كاتوري Katuri كان يحكم عام 900م اضطر إلى إقامة علاقة ودية مع ملك الزغاوة الحوضيين أي المقيمين حول بحيرة فتري ،فصاهره بأن تزوج من ابنته الملقبة ب"تومايو" ،ومعنى هذا اللقب "أميره" ويقابله عند الماغوميين "توميرام" أو ميرام أي أن الزواج السياسي كان من بين جوانب العلاقة بين سادة كانم في الشمال وسادة فتري في الجنوب حسب رواية بلمر في كتابه the Bornu Sahara .
وتذكر سجلات من ديوان سلاطين برنو أن بيرام أو Biram أوBrem ابن سيف أي إبراهيم بن سيف خلف أباه في حكم برنو وقالت إن أم إبراهيم بن سيف هذا من الزغاوة أو من التوماغوري ثم ولى من بعده دجو أو دوكو وأمه من الزغاوة ومنحته الأساطير البرنو لقب "ماي" والماي عند البرنو هو الملك .
وتشير أغلب الوثائق والمخطوطات و المراجع والمصادر التاريخية التي تناولت تاريخ السلالات البشرية في القارة الإفريقية أن مملكة الزغاوة مملكة قديمة وظلت عريقة ومزدهرة لفترة من الزمن، إلا أنها أخذت تضعف تدريجيا مع نهاية القرن العاشر الميلادي حيث حلت محلها مملكة الكانم ،وذلك بعد تعرض مملكة الزغاوة للضغط من الكانم ومن هجرات الطوارق أوالملثمين والقرعان من شمال إفريقيا وقيام مملكة البلالا ،فضلا عن العوامل المناخية والتحولات الديمغرافية وتعرض مملكة الزغاوة من الناحية الشرقية لضغوطات النوبة وأسباب بيئية مثل زيادة البعوض والجفاف والتصحر، ليتركز الزغاوة بعدها في الجزء الشمالي الغربي من دارفور والأجزاء الشمالية الشرقية من تشاد في بداية القرن الثاني عشر الميلادي، وهو ما نسميه اليوم بدار الزغاوة أو (بري بيه) التي تقع بين خطي عرض 15 18 شمالا وخطي طول 21 25 شرقا في مساحة تقدر ب 40000 كيلو متر مربع . وتحدها من الغرب البرقو (وداي) في بلتن وأبشه ومن الشمال الغربي دار القرعان في (تبستي ،بوركو،فادا ، فيالارجو) ومن الشمال الصحراء الممتدة حتى الحدود الليبية والمصرية ومن الجنوبي الغربي دار التاما في قريضة والداجو في قوز بيضة ومن الجنوب دار القمر ودار المساليت ودار البني حسين ومن الجنوبي الشرقي قبيلة الفور ومن الشرق كتم ومليط ودارالميدوب . و مع ترسيم الحدود الإدارية بين المستعمرات البريطانية والفرنسية وفقا لبروتوكول العاشر من يناير لعام 1924م والتي أصبحت بموجبه إفريقيا الاستوائية (تشاد وإفريقيا الوسطى ) من نصيب فرنسا وأصبح السودان من نصيب بريطانيا،وفي هذا البروتوكول اتفق الطرفان أي البريطانيين والفرنسيين على أن تكون كل الزغاوة توبا (البديات) في الجانب الفرنسي أي تشاد وحاضرتهم بردباء ،وكل الزغاوة (الوقي) في الجزء البريطاني أي السودان، وتقسيم الزغاوة الكوبرا(الكوبي) إلى قسمين بعضهم في الجانب الفرنسي أي تشاد وحاضرتهم هريبا وبعضهم في الجانب البريطاني أي السودان وحواضرهم الطينة وطندباي. فأصبحت بذلك جزء من القبيلة في الجانب الفرنسي فأصبحوا تشاديين والباقي في الجزء البريطاني فأصبحوا سودانيين ، وفي حالة تتبع الحدود لوادي أو تقطع بخيرة أو رهد نص البروتوكول على احتفاظ حقوق السقاية للسكان على الجانبين . ولكن هذا التقسيم عند الزغاوة تقسيم صوري وإداري أكثر منه اجتماعي ،فالقبيلة هي نفسها والعشائر والبطون هي ذاتها وكذلك اللغة وعليه فهم لا يؤمنون بهذا التقسيم بقدر ما يؤمنون بخريطة دار الزغاوة التي سبقت حدود البريطانيين والفرنسيين ومستعمراتهم والقرارات الإدارية الأخرى
فعلى الرغم من أن الزغاوة أمم كثيرة ونتاج اختلاط مجموعات عرقية متعددة مع القبيلة الأصلية صاحبة اللغة إلا أن وجود أواصر القربى التي تربط أفراد القبيلة وعلاقة الدم جعل المحافظة على كيان القبيلة ولغتها وشرفها وعاداتها وتقاليدها وموروثاتها الاجتماعية مسؤولية جماعية عند قبيلة الزغاوة . وسر بقاء الإنسان في دار الزغاوة يروي لك قصة الإنسان وارتباطه بالأرض.
إن موقع دار الزغاوة الجغرافي وطبيعة البيئة الصحراوية الجافة بمواردها القليلة جعلتها معزولة بعض الشيئ ، فأصبحت دار الزغاوة بعيدة عن مصادر الإشعاع ومنارات التمدن في الماضي ، كما أن هذه البيئة فرضت على الزغاوة سلوكا ونهجا معينا في الحياة، فكيفوا حياتهم مع البيئة واعتمدوا على قدراتهم الذاتية في بناء وتشكيل شخصيتهم العامة ، وذلك بتطوير قدراتهم الداخلية وإخضاع المؤثرات البيئية لظروفهم من خلال قوة تحملهم للجوع والعطش والبرد، وعلو الهمة وحب التطلع إلى الأفضل والأحسن وإصرارهم على الانتصار في جميع مناحي الحياة (العلمية ،الاقتصادية ،السياسية ،الاجتماعية ،الثقافية).
في الحلقات القادمة:
فروع قبيلة الزغاوة
الزغاوة كجمر وقصة هجرتهم إلى كردفان
الزغاوة الحداحيد
الإدارة الأهلية عند الزغاوة
المراة عند قبيلة الزغاوة
مراحل الزواج عند قبيلة الزغاوة
العيد عند الزغاوة
لغة الزغاوة
تراث قبيلة الزغاوة (الألعاب الشعبية ، النقارة ، الآلات الموسيقية ، سباق الهجن والخيل ، الحردلو).
بعض العادات والتقاليد (لبس الزغاوة ، السكن ، الغذاء الرئيسي ، صناعة النار ، صناعة الحديد ، تكوين الثروة ، الترحال ، الوشم ، الختان والطهور ، احتفال بقدوم التوائم ، الحياة البرية والصيد ، طرق قتل الحيوانات المفترسة ، طقوس عند المرض والموت ، الدية ...)
صفات من البيئة
معالم من بيئة الزغاوة (وادي هور ، العطرون ، واحة النخيل)
الزغاوة ومملكة وداي
الزغاوة والحركة السنوسية
الزغاوة وسلاطين الفور
الزغاوة والتركية
الزغاوة والمهدية
الزغاوة والإدارة الإستعمارية الفرنسية والبريطانية
الزغاوة والتجارة
المراجع والمصادر
هارون سليمان يوسف
E.Mail
2012/12/02م

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدرهـ.



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2022, 09:46 PM   #[7]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

الزغاوة تاريخ وتراث (3)

هارون سليمان يوسف
نشر في الراكوبة يوم 08 - 12 - 2012م
E.mail
فروع قبيلة الزغاوة :
يخلط كثير من الناس بين فروع قبيلة الزغاوة وعشائر الزغاوة فالفرع هو الأصل ولكل فرع مجموعة من العشائر والبطون والأفخاذ فضلا عن وجود إختلاف بسيط في معاني بعض الكلمات وطريقة تحدث لغة الزغاوة بين فروع الزغاوة الرئيسية .(وقي ، كوبرا ، توبا)
أما فروع قبيلة الزغاوة فهي :-
1.الزغاوة (وقي) ولا توجد معنى مقابل في اللغة العربية .ويضم مجموعة من عشائر
2.الزغاوة (كوبرا) ويسمون بالعربي (الكوبي) ويضم مجموعة من عشائر
3.الزغاوة (توبا)ويسمون بالعربي (البديات) ويضم (توبا) بعشائرهم المختلفة و البروقات لكل فرع من الفروع المذكورة مجموعة من عشائر و بطون وأفخاذ متفرعة وفي نفس الوقت يضم بداخله إدارة أهلية أو أكثر.
الزغاوة كجمر: هم من مجموعة من أولاد دوري وعشائر أخرى من الزغاوة التور وهناك ثلاثة روايات لأسباب هجرتهم إلى شمال كردفان ومن هذه الروايات :
الرواية الأولي : كانت السلطة بإدارة التور تنتقل بين أولاد دقين وأولاد دوري وعقاب (أحفاد محمد البرناوي) بالتناوب وبصفة دورية وعندما جاء الدور الثاني لأولاد دوري رفض عقاب هذا التوالي واستأثروا بالسلطة وساندهم في ذلك أحد سلاطين الفور، مما أدخل أحفاد محمد البرناوي في نزاع على السلطة ولما وصلت المشاكل ذروتها ولم تؤدي جهود المصالحة والجودية إلى حل منصف آثر أولاد دوري وأتباعهم من بقية العشائر الرحيل إلى شمال كردفان وحطوا رحالهم بالقرب من منطقة بارهـ بشمال كردفان ،وتقول الروايات بأن هذه الهجرة تمت قبل ظهور المهدية أي حوالي عام 1800م.
الرواية الثانية : تقول أن سبب هجرة أولاد دوري إلى كردفان يعود إلى خلاف وقع بينهم وبين أحد سلاطين الفور .
الرواية الثالثة : وهي منقولة من أولاد حامد في كردفان وتقول الرواية بأن أحد سلاطين دارفور قد أرسل مجموعة من الزغاوة والقرعان مع عبدالحميد شيخ أولاد حامد لمساعدته في جمع أفراد قبيلته وإحضارهم إلى دارفور، وبعدما قاد هؤلاء الزغاوة إلى كردفان تمكن من امتلاكهم مستخدما الرشوة والقوة معا ، فأسكن الزغاوة حول الكجمر ، استرق القرعان ، وذهب هو إلى سنار .
هكذا هاجرت أولاد دوري وعشائر أخرى إلى كجمر في شمال كردفان في بدايات القرن الثامن عشر بزعامة الفكي عبيد، واستقرت هناك وتزاوجت وتصاهرت مع المجموعات السكانية بشمال كردفان وإندثرت لغتها أي لغة الزغاوة بمرور الزمن وأصبحت تتحدث اللغة العربية وليست لهذه المجموعة رئيس إدارة أهلية بل لديها عدد من عموديات منضوية تحت الإدارات الأهلية بمنطقة شمال كردفان.
ومن عشائر الكجمر ومن عشائر الكجمر (أولاد دوري ، أولاد دقين ، أولاد كوي ، أولاد شريط ، أولاد بطرة ، البديات ، تكانيو ، مرة ، عيلاي).
الزغاوة الحداحيد : يسمون بلغة الزغاوة (ماي) وهم مجموعة عرقية من الزغاوة يصعب إلحاقها بأي فرع من فروع الزغاوة من ناحية النسب إلا أننا نجد لكل فرع أو عشيرة له حداحيد خاصة به ،ويري البعض بأن الحداحيد هم أصل الزغاوة لغة وعرقا وأقدمهم وتقول بعض الروايات أنهم تعلموا صناعة الحديد من مروي وللحداحيد فصاحة لغوية وبلاغية تبهر أحيانا سامعيهم من الزغاوة الآخرين كما أنهم يستخدمون في بعض الأوقات ألفاظا لتمويه وتضليل مضطهديهم من الزغاوة لا يفهمها إلا هم لذلك يرى بعض المؤرخين أن لهجتهم هي أساس لجهة الزغاوة ولكن رغم ذلك لا نجد لهذه المجموعة كيانا عشائريا قائما بذاته داخل إطار مجتمع الزغاوة بمجموعاته وفروعه المتعددة بل يعيشون جيوبا ملحقة بشتى المجموعات ، فكل فرع أو عشيرة من فروع أو عشائر الزغاوة له حداحيد .
ومن الروايات التي وردت عن مصدر اضطهاد واستحقار الزغاوة للحداحيد : -
الرواية الأولى : تقول هذهـ الرواية بأن الحداحيد هم السكان الأصليين للمنطقة قبل قدوم الزغاوة إليها ، وكان الحداحيد قبائل بدائية يعيشون على صيد الوعول والغزلان والحيوانات البرية الأخرى ويعتمدون على ثمار الأشجار في غذائهم ، فضلاً عن استخلاص الحديد من أحجار معينة ، إذ لم يألفوا الزراعة والرعي ، فعمل الزغاوة على الإقامة في المنطقة واستعمروا الحداحيد واستصلحوا أراضيهم ،فشمل هذا الاستيطان مصائد الحداحيد ومضاربهم ، مما أدى إلى مقاومة ومجابهة الحداحيد للزغاوة الوافدين نتجت عنها هزيمة الحداحيد ، فاستجار من بقي منهم بفروع الزغاوة المختلفة ، ولكن بحكم أقليتهم النسبية ذاب كيانهم وسلكوا طريقا مماثلا لضروب حياتهم السابقة ،فأصبحوا مواطنين من الدرجة الدنيا وحدث لهم ما حل بالسكان الأصليين في شمال شرق استراليا عند قدوم الأوربيين أو الهنود الحمر في أمريكا الشمالية عند الغزو الاسباني والاستيطان بها ومن ثم صاروا طبقة منبوذة تماثل مجازاً المنبوذين من الهندوس في عهد البرهميين في الهند القديمة ، حيث كانت القوانين العرفية لا تسمح بزواج فرد من طبقة أخرى وتحكم نوع الوظيفة ونوع الطعام لكل طبقة .
الرواية الثانية : تقول بأن ملكا من ملوك الزغاوة يدعى إدريس كوبولو كليا ، وكان ظالما وموغلا ومفرطا في اضطهاد الحداحيد لوثنيتهم وممارساتهم التي لا تليق بالزغاوة ومكانتهم عند شعوب المنطقة ولذلك كان يقتل من يرميه قدرهـ من الحداحيد في يديه بسبب أو بدونه ، كما كان يقتل الذكور من أطفالهم ويأخذ ما يصيدونها من الحيوانات البرية ، مما جعلهم يفرون منه ويهربون من ظلمه وسطوته وبطشه ، فصار مضرب الأمثال في الطغيان ، كما أصبح هاجساً مخيفاً للحداحيد ،فهجروا مجتمع الجماعة ، وتفرقوا أشتاتاً يبنون أكواخاً متواضعة لهم في أماكن متفرقة اتقاء لشر كوبولو ، وبمرور الزمن ظن الحداحيد أنهم جنس مغضوب عليهم في الدنيا واعترتهم النظرة الدونية والتشاؤم في كثير من أمورهم الحياتية ، وحتى الآن عندما يريد أحد الحداحيد أن يلعن أخاه يقول له عليك بلعنة كوبولو .
الرواية الثالثة : تقول هذهـ الرواية ، أن في سنة من السنوات أصاب سكان دار زغاوة مجاعة طاحنة وفي هذهـ المجاعة أوشك الحداحيد على الإنقراض فخاف الزغاوة من أن يقضي الجوع الحداحيد فلا يجدوا بعد ذلك من يقوم بصناعة الحديد فقاموا بتوزيع الحداحيد على القادرين من الزغاوة لانتشالهم من الجوع ولهذا السبب حصلت الفروع والعشائر المقتدرة على حداحيد . أما المجموعات التي لم تسمح ظروفها فهي بلا حداحيد حتى اليوم . وبهذهـ الطريقة تم استضعافهم وأصبحوا خاضعين خضوعا تاما لهذه المجموعات .
والحداحيد في مجتمع الزغاوة ليسوا مملوكين أو أرقاء أو خدماً أو عبيد ولكنهم نسبة لفقدان الثقة بأنفسهم وشعورهم بالدونية ، ارتضوا بمكانتهم الاجتماعية ، فضرب عليهم الذلة والمسكنة وفقدوا مصداقيتهم ، فأصبح الناس ينظرون إليهم نظرة الازدراء والاحتقار .
وكان في الماضي لا يمكن للحدادي إبداء رأيه في معية الزغاوة أو يأكل معهم أو يجلس على فراشهم ، ويحرم عليه مجرد التفكير بالزواج منهم ، وتنشأ بيوتهم في الناحية الشرقية أو الغربية من قرى الزغاوة تفصلها ساحة فضاء لما لبعض حرفهم من دخان ملوث لبيئة القرية ،أما إذا أقاموا قرية خاصة بهم ،فإن من مميزات هذهـ القرية عدم النظام والنظافة وكثرة الكلاب والحمير وقلة الماشية ووجود ورش صغيرة للحدادة والأعمال الخشبية بداخلها سندال ومطرقة (هودا) فضلا عن وجود أماكن لصناعة الفخار(سوقو) وتقطير القطران (أويقي) ، كما أن الزغاوة الحداحيد يمتهنون حرفاً معينة ويمارسون بعض الممارسات دون سائر فروع الزغاوة مثل التمسك ببعض المعتقدات الوثنية وممارسة بعض الطقوس و صيد الحيوانات البرية بالمصائد والشراك وأعمال الحدادة المختلفة ودباغة الجلود وعمل الحبال وقيود الجمال والخيل والحمير وصناعات جلدية أخرى واحتراف دق الطبل الخشبي (النقارة) وصناعة سروج الجمال والحمير والخيل وأدوات أخرى من الخشب وصناعة وصيانة الأسلحة اليدوية مثل الحراب والسكاكين والفؤوس وأدوات لنظافة المزارع كالجراية والطورية والمنجل وغيرها ، أما نساء الحداحيد فيقمن بأعمال جليلة مثل صناعة الفخار والمستلزمات الفخارية الأخرى التي تستعمل في حفظ ماء الشرب وطبخ الآكلات قبل ظهور الأدوات المنزلية الحديثة ، كما يقمن بتصفيف شعر نساء الزغاوة ونظافة المنازل وطحن الدقيق وعمل أسوار المنازل من الطين أو الحطب أو القش ، بالإضافة إلى تقطير القطران من حب البطيخ وصناعة مصنوعات جلدية خاصة بالنساء وذلك مقابل أجرة عيني أو مادي .
وقديما كان يعاب على الفرد من بقية فروع الزغاوة إذا تشاجر مع الحدادي أو تناول الطعام معه أو شرب الماء من أوانيه أو تبادل الراحلة معه أو جلس على فراشه أو شارك في مناسبات الحداحيد .
وهذا الجانب من حياة الحداحيد أحد الأسباب الهامة التي وضعت حاجزاً اجتماعياً سلبيا بين الحداحيد وبقية فروع الزغاوة ،وهذهـ النظرة ما زالت سائدة في دار الزغاوة ولكن الحداحيد الذين نزحوا إلى المدن فقد اختلط الكثير منهم في مجتمع المدينة التي تقل فيه هذا النوع من التمييز فأقام الحداحيد علاقات مصاهرة ونسب مع عدد من القبائل واندمجوا في مجتمع المدينة باعتبارهم أفراد من الزغاوة ولكن الزغاوة في المدن يعرفون الحداحيد من بعض ملامحهم وتصرفاتهم حتى الآن فتجدهم يسألون من أجدادهـ ومكان سكنه السابق ومن خلال هذه التحريات يتضح لفروع الزغاوة الأخرى في المدن إذا هذا الشخص ينتمي إلى الزغاوة الحداحيد .
ولتجاوز هذهـ النظرة نجد اليوم الشباب من الحداحيد في دار الزغاوة يناقشون هذا الأمر في مجالسهم بل حاول الكثير منهم تجاوز هذهـ النظرة بترك المهن التي كانت يمتهنها الأجداد والآباء والابتعاد عن الممارسات والسلوكيات والمعتقدات والطقوس السابقة والاهتمام بالتعليم والتجارة ونظافة المسكن والمأكل والمشرب والملبس وإبراز دورهم الإيجابي في المجتمع ومشاركة بعض أفرادهم في مناسبات فروع الزغاوة الأخرى ولكن المعمرين منهم ما زالوا تحت قيود النظرة الدونية والتمييز، كما أن الكثير من المفاهيم لم تتجاوز مكانها حتى الآن رغم انفتاح الزغاوة والتطور التي حدث للمفاهيم المجتمعية .
في الحلقات القادمة:-
الإدارة الأهلية عند الزغاوة
المراة عند قبيلة الزغاوة
مراحل الزواج عند قبيلة الزغاوة
العيد عند الزغاوة
لغة الزغاوة
تراث قبيلة الزغاوة (الألعاب الشعبية ، النقارة ، الآلات الموسيقية ، سباق الهجن والخيل ، حردلوأو الدوبيت.
بعض العادات والتقاليد (لبس الزغاوة ، السكن ، الغذاء الرئيسي ، صناعة النار ، صناعة الحديد ، تكوين الثروة ، الترحال ، الوشم ، الختان والطهور ، احتفال بقدوم التوائم ، الحياة البرية والصيد ، طرق قتل الحيوانات المفترسة ، طقوس عند المرض والموت ، الدية ...)
صفات من البيئة
معالم من بيئة الزغاوة (وادي هور ، العطرون ، واحة النخيل)
الزغاوة ومملكة وداي
الزغاوة والحركة السنوسية
الزغاوة وسلاطين الفور
الزغاوة والتركية
الزغاوة والمهدية
الزغاوة والإدارة الإستعمارية الفرنسية والبريطانية
الزغاوة والتجارة
المراجع والمصادر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدرهـ .



التعديل الأخير تم بواسطة elmhasi ; 16-02-2022 الساعة 11:48 PM.
التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2022, 07:20 PM   #[8]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

الزغاوة تاريخ وتراث (4)

بقلم : هارون سليمان يوسف
نشر في الراكوبة يوم 11 - 12 - 2012م
gatat55@yahoo.com
الإدارة الأهلية :-
كان نظام الحكم السائد في سلطنة الفور آنذاك نظاما غير مركزي حيث يقوم السلطان بتعيين حاكم لكل قبيلة يسمى سلطانا أو ملكا "وكلهم على نسق واحد في الهيئة والملبوس". وكان أولئك الزعماء القبليين يحكمون قبائلهم بتفويض من السلطان وبصلاحيات واسعة داخل القبيلة لكن السلطان كان يتدخل في بعض الأحيان في الشؤون الداخلية للقبائل مثل وراثة الحكم داخل القبيلة ومناصرة عشيرة على عشيرة أخرى للوصول إلى عرش القبيلة .
وكان النحاس الذي يمنحه سلاطين الكيرا لزعماء القبائل عند تعيينهم يمثل رمزا لتبعيتهم السياسية للسلطنة ويعبر في الوقت ذاته عن مرتبة أو أهمية القبيلة المعنية . والنحاس يقصد به الطبل المصنوع من النحاس أو الخشب، فالقبائل القديمة والكبيرة كانت تمنح طبولاً من النحاس أما القبائل الصغيرة فكان السلطان يسمح لها باقتناء طبول من الخشب ، وكانت هذهـ النحاسات تجسد سلطة الزعيم داخل القبيلة وتستخدم في المناسبات الرسمية والأعياد والتعبئة .
ومن مهام زعماء القبائل : الإدارة المحلية : إدارة المحاكم الشعبية والاستجابة لأوامر السلطان ، جمع الجزية أو الضرائب السنوية وإرسالها إلى العاصمة عبر نائب السلطان في تلك الجهة ، تجهيز المقاتلين و حفظ الأمن وتأمين الطرق وردع المعارضين .
كانت قبيلة الزغاوة من ضمن القبائل الخمس الرئيسية والأساسية في سلطنة الفور من حيث الدور السياسي في السلطنة . وهذهـ القبائل هي (الداجو ، التنجر ، الفور ، الزغاوة ، النوايبة) فإن الزغاوة تم أدراجهم في قائمة الخمس الكبار لجذورهم البعيدة والعريقة في دارفور وتأثيرهم الديمغرافي أو السكاني حيث يذهب زعيم القبيلة إلى ميدان الحرب مع حوالي ألف فارس من أتباعه في ذلك العهد.
وفي سلطنة الفور الثانية (1899م - 1916م) كان زعماء عشائر الزغاوة يتبعون إداريا لمقدوم الشمال الذي كان مسؤلا عنهم أمام سلطان دارفور . وكان المقدوم يجتمع بهم مرة في العام في قرية فتابرنو قبل أن تنتقل منها إلى كتم في ما كان يعرف بالزفة وهي عبارة عن مهرجان قبلي سنوي ، حيث يأتي إليه زعيم كل قبيلة بفرسانه على الجياد والجمال في أزهى وأبهى استعراض للقوة . وفي نهاية الاحتفال يعقد المقدوم معهم لقاء يحملهم توجيهات السلطان وأوامره يعودون بعدئذ إلى مناطقهم .
الإدارة الأهلية في دار الزغاوة :
وفي دار الزغاوة نشأ النظام القبلي منذ القدم ونما بطريقة فطرية حيث كان لكل فرع من فرع أو عشيرة من عشائر الزغاوة زعيم ، ينظم أمور إدارته بالعرف الموروث . وكان أفراد القبيلة يحتكمون إليه في النزاعات ويستشيرونه في كثير من الأمور الحياتية . وفي الجانب الآخر يصدر رئيس القبيلة أو زعيم العشيرة توجهاته إلى مواطنيه في أماكن تواجدهم في البادية من وقت لآخر عن طريق مناديبه من أهل المشورة والرأي ، وكان من سلطاته تغريم الجاني وحبسه لمدة يقررها ثم إطلاق سراحه متى شاء ومن واجباته أيضا حفظ النظام في حدود منطقته والتصدي لأعداء القبيلة ومحاربتهم أو التفاوض معهم حسب ما تقتضيه الظروف . وكان يتوجب على الرعية دفع الشعور. ولكن في أغلب الأحيان كانت الممالك الكبيرة تتوسع على حساب القبائل المجاورة وتحتويها وتفرض هيمنتها عليها وتلزمها الإذعان لها لتسلم بطشها وسلبها . وعادة ما تفرض عليها مساهمات عينية في شكل ماشية تدفع سنويا للمملكة أو السلطنة المعنية .
وبضم دارفور إلى السودان في عهد الاستعمار الإنجليزي المصري استحدث الانجليز نظام الحكم غير المباشر في السودان عام 1924م عن طريق الحكومات المحلية ، وفي تلك الفترة وجدوا النظام القبلي في دار الزغاوة متطورا ومؤسسا ،فأضفوا عليه الشرعية من جانبهم بتطبيق قانون المحاكم الأهلية لعام 1932م ودعموهـ ببعض المناصب في هيكل وظيفي بسيط ، إذ أصبح في كل إدارة محكمة أهلية من الدرجة الثالثة يرأسها زعيم القبيلة . يناط إليه إدارة الشؤون المحلية لكل منطقة وفض المنازعات والفصل في القضايا الصغيرة ومساعدة الإنجليز في فرض الأمن وتنفيذ سياسة الإنجليز في السودان . كما عين في كل محكمة كاتب وأعضاء محكمة و مجموعة من الكوادر الشبه العسكرية عرفوا بالخفراء ، لحفظ النظام والقبض على الجناة والمتهمين وحراسة المحبوسين. ولأول مرة فرضت ضريبة القطعان ،فأصبح من سلطات الإدارة الأهلية الجديدة تقدير تلك الضرائب والعوائد وتحصيل الإيرادات وإرسالها إلى الرئاسة في كتم . وتم إدخال وظيفة مندوب في كل إدارة وأوكل إليه مهام جمع الضرائب والإيرادات من أفراد القبيلة الذين يقطنون في مناطق خارج نطاق سلطة زعيم عشيرتهم ، وبذلك أصبح في كل من أم حراز، أميرو ، مزبد ، كرنوي ، الدور، الطينة وأنكا محكمة أهلية رئيسها وقاضيها زعيم القبيلة . ولما طرأ توسع في نظام الحكومات المحلية ، تم تعيين عدد من العمد والمشايخ تحت كل رئيس إدارة عام 1951م وذلك لتسهيل جمع الضرائب وتسيير دولاب الإدارة المحلية ، فجعلت لكل خمسمائة شخص عمدة أما إذا كانت عدد أفراد عشيرة من العشائر أقل من خمسمائة شخص فيتم جمع عدد من العشائر تحت إدارة عمدة تسمى عمدة قبائل . كما أنشئت وظيفة كاتب إداري لكل مجموعة قبلية في حاضرة من حواضرها من أبناء تلك القبيلة فتم تعيين حسين دوسة كاتباً لإدارات الزغاوة واتخذ من أمبرو مقراً له وذلك لوقوعها في وسط دار الزغاوة .
استمرت الإدارة الأهلية في دار الزغاوة على هذا المنوال حتى تم إلغائها في مايو عام 1969م بقرار من رئيس جعفر محمد نميري ، ثم عادت في عهد الديمقراطية الثانية أي بعد سقوط نظام نميري ولكن الإدارة الأهلية ، أخذت تضعف تدريجيا وذلك لعدة أسباب منها التطور الطبيعي للمجتمع والانفتاح وانتشار التعليم وما تبع ذلك من تحرر الأجيال اللاحقة من القيود القبلية والاجتماعية السابقة ، فضلا عن تسيس الإدارة الأهلية ووقوف زعماء بعض الإدارات مع الحكومات والأنظمة في إجهاض مطالب وتطلعات شعوبهم وتورط بعضهم في النزاعات القبلية .
لكل فرع من فروع قبيلة الزغاوة إدارة أهلية أو أكثر ومجموعة من العمد والمشايخ ولكل إدارة اسم ومقر وتختلف مسمى رئيس الإدارة من فرع لآخر (سلطان ، شرتاي ، ملك ، باسي ، مقدوم) وبها عدد من العشائر والبطون والأفخاذ .
الإدارات الأهلية عند الزغاوة (وقي) :
1.إدارة دارقلا : نسبة إلى جبل دارما قلا وحاضرتها (كرنوي) ومسمى رئيس الإدارة (شرتاي)
ومن عشائر دارقلا " قلي قرقي ، دواء ، كلبا ، بري ياراء ، بقاء ، شقراء ، سينا ، بيقيه ، بوراء ، أهوراء ، تمانا ، كوتياراء ، إيلا دابو ، تابارا ، شيا ، قوولا ، بي برا ، أكويه ، نويرا ، أكوراء ، مره ، كناقرا ...الخ" كما ننوه بأن بعض من هذه العشائر لها بطون وأفخاذ .
2.إدارة دار توير : نسبة إلى جبل تور بشرق أمبرو وحاضرتها (أمبرو) ومسمى رئيس الإدارة(ملك)
ومن عشائر التور " عقاب ، إيلا دوري ، إيلا دقين ، إيلا كداو ، إيلا نوقوي ، إني ، تاوقي ، قلي قرقي ، أكوراء ، مره ، دواء .... الخ .
3.إدارة دار ارتاج: وحاضرتها (أم حراز) ومسمى رئيس الإدارة (ملك) .
من عشائر الارتاج " بري جي ، إيلا عسل ، ناقو كوري ، لوبيه ، دنقاري ، إيلا عادي ، ليل لا ، عشرين ، أوسي ...الخ"
4.إدارة دار سوني : وحاضرتها (الدور) ومسمى رئيس الإدارة (ملك) .
من عشائر دارسوني " كيتينقا ، بري جي ، إيلا أدي ، دنقاري سريراء ، لوقي وعشائر أخرى .
5.إدارة مزبد : هي فرع من إدارة التوير وأصبحت مستقلة حسب وثيقة تعيين الباسي سالم تقل في 17/4/1948 وحاضرتها (مزبد) ومن عشائر مزبد " إيلا دقين ، بري ياراء ، عقابا دوقي ،نورا ، قلي قرقي ، كوتوراء ، إردي باراء ، شيقا ، بقاء ...الخ
6.إدارة دار بيريه: وحاضرتها (هشابة) ومسمى رئيس الإدارة (ملك) وهذه الإدارة تقع خارج نطاق دار الزغاوة ولكن شملت جزء من دار الزغاوة وتحكمها ملك من الزغاوة كيتينقا ،حيث تضم زغاوة كيتيقا وعشائر الزغاوة في أنكا وقبائل أخرى حول كتم . ومن عشائر دار بيريه " كايتينقا ، بري يارا ، مرهـ ، منا ، نقيري ، توار ، دنقاري وعشائر أخرى)
7. إدارة الزغاوة كجمر: تقع منطقة الكجمر شمال مدينة بارا بشمال كردفان وغرب جبرة الشيخ وتتبع لمحلية جبرة الشيخ ولزغاوة كجمر عدة عموديات تنضوي تحت إدارة الملك إبراهيم محمداني . ومن عشائر الكجمر " أولاد دوري ، أولاد دقين ، أولاد كوي ، أولاد شريط ، أولاد بطرة ، البديات ، تكانيو ، مرة ، عيلاي "
الإدارات الأهلية عند الزغاوة كوبرا (الكوبي)
1.إدارة كوبرا حاضرتها (الطينة) ومسمى رئيس الإدارة (سلطان) وكانت هذه المنطقة جزء من دارقلا وتابعة لإدارة قلا قبل استقلال السودان(عمدة دوسة عبدالرحمن فرتي) الذي يطلق عند شعبه سلطان دوسة.ولوجود كوبرا أوالكوبي في الطينة قصة طويلة.
2.إدارة كوبرا كبقا حاضرتها (طندباي) ومسمى رئيس الإدارة (سلطان)
3.إدارة كوبرا بتشاد حاضرتها (هريبا) ومسمى رئيس الإدارة (سلطان)
ومن عشائر كوبرا " أنقو ، ميراء ، بورسو ، ناوراء ، ويراء ، دنيراء ، بويراء ، كبقا ، كرداراء ، أويراء ، تبوقي ، بايراء ، بيري ، ، نورييو ، إيموقو، كريقو ، أنداقوراء ، جردا بيري ، وليد تاقا ، تودوراء ، توباء ، أرناء ، ننقير ، توري ، ماي ".
الإدارة الأهلية عند الزغاوة توبا (البديات) مسمى رئيس الإدارة سابقا مقدوم والآن سلطان
كانت للزغاوة البديات إدارة واحدة حتى تاريخ تقسيم منطقة دار الزغاوة إلى السودان الفرنسي والسودان الإنجليزي عام 1924م ونتيجة لهذا التقسيم نشأت إدارتان للبديات فأقام البديات في تشاد مقدومية لهم في بردا باء وفي السودان أقيمت إدارتهم في منطقة شقي كارو وهناك مجموعات أخرى من البديات لهم عموديات لكنهم يتبعون لإدارات أهلية عند فروع الزغاوة الأخرى. ولكن اليوم نجد للبديات في تشاد إدارة واحدة تسمى إدارة دار بيري اتخذت من (برداباء ، بامنا ، باهاي ، أم جرس) حواضر لها وكانت هذه الإدارة تدار بطريقة دورية بين عشائر الزغاوة البديات ولكن عندما تولى عشيرة البري يرا رئاسة الإدارة ألغت النظام الدوري مما أدى ذلك إلى اعتراض بقية العشائر لهذا المسلك خاصة العشيرة التي تلي دورها بعد بري يرا بل احتكرت داخل عشيرة بري يارا فيما بعد عشيرة كوري يارا .
ومن عشائر توبا " قلي قرقي ، بري ياراء ، كوديارا ، إرديه ، شقراء ، بقاء ، ماميا ، بروقات
في الحلقات القادمة :
المراة عند قبيلة الزغاوة
مراحل الزواج عند قبيلة الزغاوة
العيد عند الزغاوة
لغة الزغاوة
تراث قبيلة الزغاوة (الألعاب الشعبية ، النقارة ، الآلات الموسيقية ، سباق الهجن والخيل ، حردلوأو الدوبيت.
بعض العادات والتقاليد (لبس الزغاوة ، السكن ، الغذاء الرئيسي ، النار ، صناعة الحديد ، تكوين الثروة ، الترحال ، الوشم ، الختان والطهور ، احتفال بقدوم التوائم ، الحياة البرية والصيد ، طرق قتل الحيوانات المفترسة ، المرض والموت ، الدية ...)
صفات من البيئة
معالم من بيئة الزغاوة (وادي هور ، العطرون ، واحة النخيل)
الزغاوة ومملكة وداي
الزغاوة والحركة السنوسية
الزغاوة وسلاطين الفور
الزغاوة والتركية
الزغاوة والمهدية
الزغاوة والإدارة الإستعمارية الفرنسية والبريطانية
الزغاوة والتجارة
المراجع والمصادر

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدرهـ .



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 05:43 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.