في هِجاءِ أبي جَهْل الجَديْد . .
[align=center]في هِجاءِ أبي جَهْل الجَديْد . .
شعر: جمال محمد ابراهيم
يـَا أبـَا جَهْـلِ هَـلْ تـَروْم مَكـَـــانـي؟
دوْنـكَ الحِـجَى مِن سُيوفي السّـِنانِ
سَـامِقٌ مَجْلسي ، راسِـــخٌ مُقــامـي
عِـنـدَ المـلمّــاتِ ، مُستــقِرٌّ جِنــَانـي
أخطأ الـدّهــرُ فـي مُقــامـِكَ عِـنـــْدي
فمَـا مُقامـكَ إلاّ فـي حَظيـْـرِ إتــَانِ
علفَتْ نفسُكَ الدنيئـة ُخُبثاً والخبَـائـثُ
يَعلفُهَـــا كُـلُّ عاطِـلٍ وَكُــلُّ جبَــَــانِ
ما عهدتُ الدُّنا تُكافِيءُ مِثـلكَ يوْمَـاً
بَلْ وَلا سَاعةً أو بُرهَةً مِــن ثوَانــي
فَجُلتَ وأوْغَلـتَ جـوْراً ، روَيـْـــدَكَ
عَـدْلُ الإلــهِ جَعَلتُ فيْـهِ رِهـَــاني
وَمِـن كِبريائـي هــزَزتُ الجِبــــَالَ
وأسْكَرْتُ صَخْرَها مِنْ خُمُورِ بيَانـي
رفيْقَيَّ هــلْ لِعَييٍّ بُلــوْغ النُّهَـــــىَ
أوْ لَـهُ خِلسَـةً أنْ يُـقـارِبَ شـَــانـي
عَبْقــريُّ القطْـعِ واللّصْقِ ، بـَريْــعٌ
يَسْتحِلُّ الكـلامَ قبْلَ نُطْـقِ اللِّسـَـانِ
شبحاً كُنتَ وَإنْ كُنْتَ تمْرَحَ قُـرْبـِي
ضَـــائِعاً لاَ أراكَ فــي لمَعـــَانـــي
صَدَعتْ لِي غُيومُ الكـَلامِ احتشـاداً
فألْفَتْ تُـروّي قَـريْحَتـي بالمَعَــانـِي
والنُجيمَـاتُ سـَــــارقتْ ضُـــوءَهـَا
مِن قصيْدٍ ، قوافيهِ عـالِقـةٌ بالبنَـَــانِ
ليـسَ لِـي فـي عُكــاظ غيـْرَ خيـَــالٍ
سـَــابِحٍ بالـرّؤَىَ بيـْنَ جِــنٍّ وجـَانِ
أو قريْنٍ يُشاطر باِلشِّـعرِ غُـربتــي
وشيْطَانُهُ في السّـمَا غيْـرُ دانــي
أستحِثُّ الغمَامَ أنْ لا يُغادِرهُ القَـطْرُ
إلّا إذا استهـطلتـهُ عُيـُونُ الغـَوَانــي
ليـْـلُ مَعشوْقتي لَن يَفيْـضَ سَـواداً
إلاّ اذا فـاضَ شَعرُهَــا واحتــَـوَاني
صَخبُ الشِعرِ في انْطـلاقِ القوَافــي
مِثلَ صَخبهِ في الوَغَــى والطِعـــانِ
شَـاعرٌ أنا ،أُقـاتِلُ والسّـيْفُ في يَــدي
قلـمٌ أرُدّ بـهِ مُغرِضاً قَـدْ رمَـانــي
الخرطوم - 2009[/align]
|