اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله علي موسى
عندي قناعة أن الصم والبكم لا يمكن غسل رؤسهم أو سحرهم, بالذات الأخيرة، و دي إشارة جميلة منك.
السان والأذن نقاط ضعف رئيسية لا شك
تحياتي
|
شوف يا معلم طالما انك مقتنع بالكلام اعلاه
يبقى انت يا حبيب متفق معاي تماما، بس راح ليك الدرب في موية رهاب المعرفة
أنا لا غنوصي -مع اني ما عارف معناها شنو- ولا نفر من الجن
لكن أنا وبلا فخر زول رعاع وعوام سااااي، I am proud of it
لأن العوام هم الاحرار والعلماء هم المستعبدون والبؤساء في الأرض (ودا كلام اؤمن به ايمان منقطع النظير)...
أها يا حبيب اللسان والأذن مجرد حواس زيها وزي بقية الحواس، ولكن ما هو الشيء الذي جعلها تختلف عن العين والأنف؟
أي بمعنى لماذا تصبح الأذن نقطة ضعف والعين لا؟
ولماذا تكون لديك قناعة بأن الصم والبكم لا يمكن سحرهم، وماذا بشأن الأعمى والفاقد حاسة الشم؟!
والسبب هو أثر مفعول (الكلمة)، والكلام هو المعرفة والمعرفة هي العلوم الانسانية القائمة على تصنيف الاشياء وتبويبها... وهذه العلوم يرجع اصلها الى علم الاسماء التي تم تعليمها لأبونا أدم...
ودعنا نتأمل حال البشر، ستجد أن الجهلاء هم السعداء والمتعلمين واصحاب المعارف هم التعساء... بمعنى أن السعادة والتعاسة تتناسب تناسب عكسي مع الجهل والمعرف... فكلما كنت جاهلا كنت اسعد الناس، وكلما كنت صاحب علم ومعرفة كنت اكثر الناس تعاسة...
وبالمناسبة دي هل تعلم أن المعارف نوعين، معرفة عقائدية ومعرفة حرة، المعرفة العقائدية هي ان يتلقى الانسان العلوم المتحركة وهو ثابت على مركز عقيدته (والعقيدة هنا لا تعني فقط الدين، بل أقصد بها المباديء التي يتمسك بها)... والمعرفة الحرة هي ان يتلقى الانسان العلوم المتحركة وهو متحرك معاها... النوع الأخير دا دائما ما تكون عواقبه وخيمة وممكن يوصل لدرجة الانتحار... أما النوع الأول فبتكون حياته كالأنعام أو اضل سبيلا لأنه مستعبد من جهتين، حيث نجده مقيد بالمباديء التي يتمسك بها ومقيد بالعلوم التي يتلقاها...
لذلك يا حبيب المعرفة والعلوم هي سبب دمار هذا العالم الجميل... واذا تأملت ستجد أنه كلما تقدم بنا الزمن ازداد الوضع سوءاً، والسبب هو لأننا كلما تقدم بنا الزمن كلما توسعت معارفنا وازدادت اكتشافتنا ...
بتذكر بدري كان عندي كتابة على ما اذكر بعنوان (العلم تعاسة والجهل سعادة) ولا اذكر هل انا كتبتها في سودانيات ولأ في أحد حسابات الفيس بوك الكانت عندي... الصراحة ما متذكر...
المهم يا حبيب اني اردت توصيل أن العلم والمعرفة هي سبب رئيسي يؤدي للتعاسة الحقيقية... وحيث أن العلوم والمعرفة يعود اصلها الى (وعلم أدم الاسماء)... بالتالي فإن تعليم أدم الاسماء هي المؤامرة الحقيقية الانضربنا فيها واتورطنا بيها كما استشهدت بقول الحكيم العزيز في محكم تنزيله (وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا)... وإلا بالله عليك ماهي الأمانة التي تم عرضها على السموات والأرض واشفقن منها؟!
هذه الأمانة هي المؤامرة التي تم فيها تدبيس الانسان وامتحانه واختباره عليها...
دا من ناحية
من ناحية أخرى
كدي أتأمل معاي أثار مؤامرة (وعلم أدم الاسماء) وأثرها على البشرية، حيث تجد الناس أصحاب المعرفة يرتادون معارض الفنون التشكيلية حيث يتم عرض لوحات الشروق والغروب والغابات والجبال!!!
السادة المتعلمين والمثقفين يتركون الطبيعة التي خلقها الخالق يتركوها خلفهم ويتجهوا لكي يتأملوا رسومات البشر التي تحاكي الطبيعة !!!
أو السادة متعلمين والمثقفين يرتادوا دار الأوبرا لكي يستمعوا للحفلات الموسيقية ويتركوا خلفهم أصوات الرياح واثرها في الغابات وخرير المياه واصوات الحيوانات!!!
وغيرها من تصرفات غريبة لاصحاب المعرفة، حيث يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير!!!
لحدي ما وصلنا في زمننا هذا وبقينا نرفع من قيمة الممثل ونضطهد الانسان صاحب القضية الحقيقية!!!
وبقينا نحتفي بالشعراء والروائيين وأهل الكلام !!!
وغيرها من متناقضات مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء...