نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-2017, 10:52 PM   #[1]
imported_عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_عادل عسوم
 
افتراضي وهل يسلو الفؤادُ الأراك

مغاني الشِّعْبِ طيبا في المغاني
بمنزلة الربيع من الزمان
مافتئت مباني مدرسة الأراك المتوسطة ثاوية في خيالي تضوع بعطر المكان والزمان على مرِّ الدهور والأزمان!...
ولان تساقطت صورٌ لوجوه عديدة فان وجه أستاذي الفاضل (عوض عباس) لم يزل في الخاطر كالبدر ينير للصبية منّا الأفهام والدروب...
انه لعمري رجل يتبدى فيه قول الذي قال:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أولٌ وهي المحلُّ الثاني
فاذا هما اجتمعا لنفس حُرّة
بلغت من العلياء كل مكان.
وهو أيضا كم يصدق فيه قول الشاعر اذ يقول:
قم للمعلم وفِّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا، فقد كان يلج الى الفصل ويسأل عن الحصة ثم يقوم بتدريسنا اياها علوما كانت أو لغة عربية أو انجليزية أو رياضيات!
تعلمنا على يديه كيف يكون تمام التوحيد وأنّى للمرء بأن يتصالح مع نفسه!...
فالرجل برغم كونه معلما للرياضيات الاّ انه علمنا أسس التلاوة وشرح لنا مبادئ التجويد!...
أسأل الله له طول العمر وتمام الصحة ودوام العافية ان الله وليُّ ذلك والقادر عليه.
كم من أقمارٍ تستعلي فوق سُحُب الأحزان وتعشعشُ على قمم الأسى!...
تظل ماثلة في وجدان كل منّا ما أشرقت على الدُنا شمس وما تتالت سنواتٌ وشهور...
فيوضُ أنوارها تغمرنا كلما استشرفناها في حنايا الذاكرة ...
فهي دوما مفعمة بكل الجمال والصدق والألق...
ولان كان القمر (الذي نعلم) يغيب نهارا... فهي تفتأ مضيئة ماتعاقب ليل أو نهار!...
ولان أضاءت لنا الشمس الدروب...فهي تضئ منّا الدواخل والوجدان!...
كم من صور لوجوهٍ أقمارٍ منها في الأراك...
ألا رحم الله صديقي وجاري (أحمد محمدالحسن السيد)...
لم يزل ماثلا في خاطري طويلُ عمادٍ وبعيدُ مهوى قرط!
انبرى لمساعدة والده (في الجزارة) فكنت اراه-وأنا اللصيق به -يرسل أرباع اللحم الى اسرٍ في أطراف القرية لم تكن تملك له ثمنا...
ويااااالحزنه النبيل ودموعه الهطال على أمه التي تاهت وهي في طريقها الى الكزارير فلم يلبث أن تاه معها منه رباط الجأش واضطرب وجدانه...
تغرورق عيناي بالدموع عندما يتبدى لي بطوله الفارع ذاك وهو يزرع شاطئ النيل بخطواته العجلى بحثا عن جثمان أمه المفقود، وعندما يجد الناس الجثمان يقعى عليه فينظر اليها نظرته الأخيرة ثم لم يذرف -بعد ذلك-عليها دمعة واحدة!
لكنه قال لي يومها:
-والله ياعادل أنا خايف الحق أمي دي قريب!
وهو وان كان قد عمَّر من بعد رحيلها لسنوات وتزوج وأنجب البنات، الاّ ظل يعاني من ألم هصور ينتابه -في بطنه- حتى تبين له بأنه السرطان قد شرع ينهشه (منذ اليوم الذي القى فيه نظرة الوداع للمرحومة الوالدة)!...
لقد كنت آخر المهاتفين له وهو يغالب سكرات الموت هناك في قاهرة المعز...
ورحل أحمد ود السيد واستعلى الى الله...
رحل وترك أرتالاً من الذكرى الحسنة و...استحال (قمرا) في خاطري!
اللهم ياحنان يامنان...
يارحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما...
يا مالك الملك ورب الاحياء والموت...
أسألك بأسمائك الحسنى كلها وصفاتك العُلى أن تُشرع لأحمد ود السيد ابواب الجنة طرا يلج اليها من أيها شاء بغير حساب انك ياربي وليُّ ذلك والقادر عليه.
وقفت يوما على (حجر الحمام) الذي يفصل بين جزيرتي (أم سيوف) و(بجبوج) ...
ياااااه
ما أجمل هذه اللوحة ياأحباب!
بدت الجزيرتان كجناحي فراشة جسدها حجر الحمام...
وتبدت لي (بيوت) القرية كحدوة حصان تفصلها الأمواه عن المكان الذي عليه أقف، فلم يلبث الاّ أن نبا الى خاطري بيت شِعر لامرأة من غطفان اذ قال:
إذا حَنّتِ الشقراءُ هاجت إلى الهوى وذكرى أهلُ الأراكِ حنينُها
شكوتُ إليها نأيَ قومي وبُعدَهم وتشكو إليَّ أن أُصيب جنينها
ولعلمي أنها تعني وادٍ للاراك يقع بجوار مكة المكرمة ما كان مني الاّ زيارة ذاك الوادي خلال دراستي في جامعة أم القرى بمكة المكرمة استئناسا بالمكان واستصحابا لذكريات لي جميلة في الأراك الذي أمضيت فيه ردحا من سني عمري...
وتبحر بي سُفُن الخيالِ الى هناك...
وتتبدى صور الوجوه أقمارا تضئ استقامة الطريق ومدّ حبل السنوات اذ هناك أناسٌ لا نكاد نتبينهم خلال حراك حياتنا لكنهم يضيفون الكثير ويُضْفُون الى الحياة أَلَقَاً وسحرا عجيبا!
ألا رحم الله العم (عطا السيد) والد المبدع عبدالحكم الأراك وهو في الخاطر يخبُّ الخطى وهو يوازن بيسراه على كتفه (جوز الماء) يسقي به الناس والأنعام ولا يكاد يطلب من أحد أجرا...
سألته يوما:
-ياعم عطا السيد حقو توَرِّي الناس انك بتاخد كدا على الجوز؟
فكان رده لي:
-ياولدي أنا بسقي الناس وقالوا البسقي الناس بيشرب من حوض المصطفى يوم القيامة...
ثم وضع (الجوز) ورفع يديه الى السماء متمتما بدعاء لم أتبينه!
عم عطا السيد هذا هو الشقيق الأكبر للعم محمد الحسن السيد والد صديقي أحمد وكم شكى الأخير الى والدي رفض شقيقه عطا ترك السقاية وحمل الجوز قائلا:
-ياحسن أخوي عطا دا كِبِر وبقا ماهو حِمِل شيل الجوز دا وقدر ما قلنالو يخلي الشغلانية المالاقي منها الاّ التعب ماااااهو راضي...
فيكون رد والدي:
-خليهو يامحمد الحسن مادام هو راضي عن نفسو وقادر عليها فما تسألوا بالله
وبالفعل فان أهم ما يسعد المرء منا في هذه الحياة احساسه بالتصالح مع نفسه ويقينه بأنه يضيف لحياة الناس ايجابا!
اللهم أرحم كل من ذكرتُ...
انك ياربي وليُّ ذلك والقادر عليه
يااااااللذكريات الحميمة...
كانت ليلة بهية من ليالي الأراك...
تنادى الناس الى بيت العم (حسن أحمد) المطل على الخور وذلك عندما شرع الراحل محمد كرم الله في الغناء مبتدرا برائعة الراحل حِمِّيد (شن طعم الدروس)!
المناسبة كانت زواج بخيت حسن أحمد...
وكنا -حينها- على أعتاب امتحانات الولوج الى المرحلة الثانوية...
ياااالصوت محمدكرم الله عندما يقول:
(كيييييف) كيف زاتا ترتاح النفوس تقبل قرايتا في سفر وذلك عندما يمد ياء (كيف) ويتدرج بها مبتدرا سلم التنغيم من أدنى درجاته... وعندما يصل الى الفاء يكون قد تسنم أعلى درجة فيه...
صدقوني لم يزل صوته يتردد في الآفاق وهو يهتف في اذن الزمان والمكان ب(كيف) ويائها الفخيمة!...
وما ان انفض سامر زواج آل حسن أحمد الاّ واذا بالمبدع صديق أحمد يصدح خلال مناسبة زواج في (الزغولة) باغنيته الخالدة (الجزيري)!
ما أجمل هذه الأغنية يااحباب، انها أغنية تشبه الأراك ولا تكاد تنفك عنه في خيالي، وكم اغرورقت عيناي بالدموع عندما رأيت تسجيلا حديثا للأغنية أظنه قد صوِّرَ في جزيرة بجروح، فالكثير منا يستصحب العديد من الالحان والأغاني في وجدانه حيث تعشعش كواحات من ابداعٍ يستدفئ دونها الخيال وتستريح لديها الخواطر وتستجم عندها النفوس، ولعل السبب في ذلك ...أننا عندما نستمع الى تلك الأغنيات فأننا نستصحب الكثير من الصور والمشاهد (لأزمنة وأمكنة) أقترنت بعهد السماع الأول لتلك الأعمال...
وقد ترتبط تلك الأغنيات أيضا بشخوص لهم في النفس الكثير ...يكون البعض منهم قد افضى الى البارئ فلم تبق منه سوى الذكريات...
هاتان الاغنيتان أضحتا مذ ذاك مرتبطتان -في وجداني-بالأراك وأهلها...
فما ان أستمع لاحداهما الاّ وتتقافذ في خيالي صور الأمكنة والشخوص في هذه القرية الحميمة...
ولكم سعدت عندما زرت أستاذنا صديق أحمد يوما في بيته حمدلة له على السلامة بعد أن تعافى فاذا به يقول عندما ذكر أحد الحضور أغنية (الجزيري بقت مخادة) بأنها تذكره بالأراك وأهل الأراك!
اذ أن كلمات الأغنية تكاد تكون (مفصلة تفصيلا) على الأراك بكل ما فيها من حراك...
ولاغرو أن الأمكنة في منطقة منحنى النيل كلها تتشابه ولا أخال راحلنا عبدالله محمد خير الاّ قد أوحت له بها ذات المشاهد التي يجدها الرائي في الأراك وجزرها البديعة...
ولا بأس من قراءة لكلمات القصيدة قبل أن أعرج مرة أخرى على (شن طعم الدروس) لارتباطها بمشهد محفور في الذاكرة لعلي أتحدث عنه لاحقا باذن الله:
الجزيري
عبدالله محمد خير
الجزيري بقت مخادة
وتانى ختت طين زياده
السواقي البى الغرب طلعت قصادا
وفى ضهاري الرمله ناس زرعت مقادا
الجرف سبروقو ملَّح
والبحر فات منو روَّح
قام ولبس التوب وسرَّح
ومن بعيد بى إيدو لوَّح
قالوا مندلِّين يشوفوا
كل زول ينـزل جروفو
الجرف بالخصبة رجَّح
وللبذور الطيبة نَّجح
فى الأصيل قمريهو يصدح
لى نعيمو وخيرو يمدح
داك يسلك وداك ينقح
وداك بالشرقيي ينبح
جاى دافر القش متمسح
مرة يغطس ومرة يطفح
التبش نوارو فتَّح
والدخن قندولو دندح
خدَّر الشتل المصفَّح
جاب قلوب لى اهلو فرَّح
طه سالم طه:
لم يزل في الخاطر ...
يزدان جبينه بابتسامة تنبيك عن وجدان ريان بالطيبة والسماحة والوداد، ما ان يطل عليك الاّ وينبري لديك في الخاطر حديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه بأن الأَرْوَاحَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ...
كان كثيرا مايتردد على الوالد رحمه الله كي يستعير منه (مجلة العربي) اذ للوالد اشتراك يحرص على تجديده كل عام وان اضطره الأمر للسفر الى الخرطوم!
وما ان ييبدو طه من بعيد الاّ ويبش له الوالد، وماان يجلس مادا يمناه بالعدد السابق الذي استعاره الاّ ويشرعان في نقاش مقالات الراحل الدكتور أحمد زكي ثم الدكتور أحمد بهاء الدين رؤساء التحرير والعديد من المواضيع التي تتطرق لها المجلة في شتى ضروب العلوم والمعرفة والأدب والفن والجمال...
أما أنا فكم كنت أستمتع باستطلاع المجلة عن (مدينة) من المدن ينتاول ذاك الاستطلاع كل صغيرة وكبيرة عن المدينة حتى تخال نفسك قد زرتها (حقيقة) لا خيالا!...
كم كنت أستلطف (مخارج) الأحرف لدى الأستاذ طه سالم...
فقد كان رحمه الله يجيد نطق الثاء والقاف والذال، فالرجل محبٌّ للغة العربية محسن لنطق أحرفها مجيد لفنونها خلال حديثه ونقاشه...
وان نسيت فلا أخالني أنسى يوما وقد أتى لزيارة الوالد -في الشفخانة-ليجد معه المرحوم الاستاذ نور الجليل وشخصا آخر نسيت اسمه وكان الاستاذ نور الجليل يتحدث عن أمر ذكر خلاله لفظة (الباقيات الصالحات) لكنه نطق (قافها) غينا فما لبث الاّ أن ابتدره الاستاذ طه سالم قائلا:
-ياأستاذ نور الجليل لو قلنا ال(باغيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثوابا وخير أملا) كيف تَصلُح البغي؟!
فضحك الوالد والحاضرون بدءا بالاستاذ نور الجليل رحمه الله...
وطه سالم كان مهموما بالعمل العام في الأراك
لايألو جهدا في سبيل ذلك...
لا تكاد تجده الاّ في حراك دائم مابين الأراك وكريمة والخرطوم لايرتاح ابدا!...
ولم يقتصر (هم) طه بالاراك ...
بل تمدد همه ليشمل الوطن الكبير ...
فاذا به تدفعه نفسه الوثابة للالتحاق بكتائب الدفاع الشعبي لمواجهة جون قرنق الذي أوشك-يومها-على احتلال مدينة الدمازين...
خرج طه سالم بنفسه وماله ولم يعد من ذلك بشئ!
اللهم يارحمن الدنيا والآخرة...
ياحنان يامنان...
أسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تتقبل طه سالم شهيدا وتجعل مستقره في عليين
انك ياربي وليُّ ذلك والقادر عليه.
...
أما (علي العربي) فلا أدري ان كان من حقي أن أكتب عنه أم لا؟!...
اسمه (علي) أو أحمد لا أذكر الاسم جيدا...
لكن الذي أذكره عنه أنه من (حلة العرب) الفوق...
كان يكبرني قليلا ...
وقد كان يحظى بوسامة لا تخطئها العين...
هيئة (علي) والملابس التي اعتاد أن يرتديها لم تكن تشابه أبداً زي أبناء العرب المعتاد وهي السروال والعراقي والسديري ...
بل كان زيه الدائم (بنطلون وقميص وجزمة) ...
وفي بعض الأحيان يكمل أناقته ب(نضارة) شمس...
كان كثير الشبه بشقيقي حاتم من حيث بياض اللون والتقاطيع لذلك فقد اعتاد العديد من زوارنا حسبانه فرد منا أو قريب لنا، ومن أولئك صديقي وزميل دراستي (يوسف عبدالوهاب) وهو من أبناء الجبل عندما قال لي مرة:
-والله ياعادل أنا الفترة الفاتت دي كلللها قايل (علي) دا قريبكم!
ما ان تشرق شمس كل يوم -خلال الاجازات المدرسية-الاّ ويطرق (علي) باب بيتنا الخلفي المطل على (بلد بي تحت)...
اذ قد اعتدت وأخوتي حاتم وعصام وخالد بأن ننام في الحوش الخلفي مما يلي الباب المذكور...
ولعل الذي لم يجعل الوالد رحمه الله أو الوالدة أطال الله عمرها مستاءان من تكرار مجئ (علي) الى الدار هو همته البائنة وحرصه على مساعدتنا خلال أدائنا للكثير من الأعمال الخاصة بالمنزل... مما حدا بالوالد الى أن يسعى الى تكليفه ببعض الأعمال الخاصة بالشفخانة والمنزل بمقابلٍ ماديٍ...
خلال أوقات الفراغ ...كم كانت تبدو على (علي) سيماء السعادة والابتهاج عندما يجد فرصة لقراءة صحيفة أو مجلة أو كتاب من كتب المغامرين (تختخ ولوزة ونوسة ومحب) ...التي كنت أتبادلها مع صديقي يوسف عبدالوهاب وآخرين...
قال لي (علي) مرة وهو ينظر الى البعيد وكأنه يحادث نفسه:
-ياريتني لو اتعلمت عشان أبقا دكتور واللاّ مهندس...
وقد أنبأني بأنه لم يلتحق بمدرسة من قبل انما تعلم القراءة والكتابة خلال طفولته عندما كان يعمل ساعيا في احدي المدارس الابتدائية في تنقاسي!
وعندما سألته عن السبب في ذلك قال لي بأن الحاق الأبناء بالمدرسة لدى أسرته وأهله يُعَدُّ عيباً يستنكره الناس على الأب والأم!...
كنت ارى نظرات الاعجاب باسلوب الحياة الذي يكتنف بيتنا بادية على محياه عندما قال لي مرة:
-اتمنيت اني أكون بقرا زيكم ولمن أجي من المدرسة أطلِّع هدوم المدرسة وألبس هدوم تانية ولمن أجي أنوم كمان ألبس بجامة!
يومها...
لم أستطع تبين مشاعر (علي) وأحاسيسه وهو يقول ذلك لي ولشقيقي خالد ...
لكنني قد تبينتها لاحقا عندما استطعت الاحاطة ببيئة الحياة التي يحياها علي وأهله وهم حديثوا عهد بالبادية دون أن يكونوا من أهل البلد ممن لهم حقوق و (طين) فيها...
انها (أماني) كم تبدو بسيطة في ظاهرها ...
لكنها من العمق بمكان اذا تفحصها المرء وتمَلاّها بعين الحال والمآل الذي يكتنف حياة (علي)!...
بقي (علي) على حاله ذاك طيلة السنوات التي عشناها في الأراك ...
وظل يتنقل مابين بيتنا والشفخانة بالاضافة الى بيت شيخنا أحمد ود الفكي ابراهيم الكائن في الجوار حيث اعتاد شيخنا أحمد رحمه الله أن يكلفه ببعض المهام بعد أن زكّاه له الوالد ولِمَا وجده فيه من نباهة ومنه من اجادة في أداء الأعمال...
ولكن في صباح يوم جمعة، اذا بصوت الوالد رحمه الله يرتفع عاليا في الشفخانة معنِّفاً لشخص ما، فهرولنا الى هناك لنجد رجلا يتزيا بزيّ العرب تتدلى من عضده سكين مغروسة في جفير بنيّ عريض...
وقد علمت بعد ذهابه بأنه والد (علي) وقد جاء يشكو للوالد رحمه الله بأن (علي) قد ابق عليهم و:
-بقا يلبس البنطلون والقميص وداير يبقالنا ولداً باطل!
أي والله، ذاك ماقاله بالحرف!!
وذاك ما أغضب الوالد رحمه الله وأدى الى ثورته...
لم أر (علي) منذ ذلك اليوم...
لكني علمت بعد ذلك بأنه قد (هرب) الى الخرطوم ولم يعد الى الأراك مرة أخرى...
adilassoom@gmail.com



التوقيع:
[frame="7 80"].

سُكْنايَ حيثُ يحكي النيلُ عن حضارةٍ عظيمة
يشُقُّ صدرَ أرضنا السمراء في عزيمة
وينحني تأدباً في (البركل) الذي يلي كريمة
عادل عسوم
www.marawinews.com
[/frame]
imported_عادل عسوم غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:16 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.