لما كنت كوزة وبلعب بالسلاح

[Hassan Farah]

لما كنت كوزة وبلعب بالسلاح
https://www.facebook.com/photo?fbid=...iWgKqGMBbzEMnp

[Hassan Farah]

كتبت : سمية الطيب
اتولدت فكرة المذكرات دي في قروب مهيرة لما طلبوا مني أحكي عن تجربتي ككوزة سابقة ..فحكيت ليهم بعض منها
وظل الحكي ده حبيس القروب
لحدي ما أميرة قندول
مرة طلبت مني اعمل بوستات عن تجربتي دي في عز الكرونا الحبستنا مع روحنا جوة بيوتنا فكان الوكت مناسب للتفرغ للكتابة وقد كان
كتبتها على حلقات ..
ولانو كل مرة بيكون عندي اصدقاء جدد لصفحتي بيشوفوا بوستات لي بجيب فيها سيرة (لما كنت كوزة وبلعب بالسلاح ) بيقوموا يقولوا لي احكي لينا
وبرضو استاذ أنس العاقب طالبني اخت كل الحلقات في حتة واحدة تسهّل على الناس الوصول ليها
استجابة لهذه المناشدات
ولأني بقيت كاتبة مشهورة عندها جمهور وكدي 😌
فهاكم الحلقات كلها مع بعض
والشكر موصول لكل المتابعين
ما عدا دكتور
Abdalbagi Algizoli
كنت منهم (0)
اتولدت سنة 67 في الهلالية في عز تنقّلنا مع ابوي بين اقاليم السودان المختلفة ...
ووعيت والدنيا حكم عسكر ورئيسكم ميين ...نميييري
أول ذكرياتي مع عائلتي اللطيفة الظريفة كان في بيتنا في مكتب ( ابو حواء ) في الجزيرة ..
متذكّرة شكل البيت كويس والمطبخ البتطلع منو كبابي البلاستيك الملونة فيها شاي الصباح ..والارانب في بيت الجيران ..وعلقة اخدتها من ابوي وكيف اتدسيت منو ورا باب الاوضة المعلقة فيهو سجادة صلاة ..
الكلام ده لما سألت من تاريخو كان قبل ما اتم سنتين
يعني ابدا يا اباء ويا امهات ما تستهينوا بذاكرة الاطفال من عمر سنتين وانت ماشي ..اي حاجة بتتسجّل وبيمسكوها ليكم 😒
بعدها بي سنة مشينا واو متذكرة الطيارة والمضيفين الاجانب ومطار ملكال ..برضو بتذكر البيت وشجرة المنقا ومدرسة ياسر اخوي الفي واحد من مكاتبا هيكل عظمي .. بعدها (مكتب مساعد) في نص مشروع الجزيرة .. الكنار الجنبنا والمعارض السنوية في مشتل البساتين .. مكتب ابوي القريب من البيت .. المرشدات التبع تعليم الكبار والموظفات (المشلخات) الجميلات البنعزمم في بيتنا كل اجتماع شهري .. في مساعد دخلت الروضة الجنب البيت ..
بعداك مشينا مدني السمحة بكل المقاييس...
دخلت سنة اولى ابتدائي حوالي 74 او 75 في مدرسة دردق الابتدائية بنات في مدني
وانا كبيرة نسبياً سبعة او تمنية سنين وكنت (أطول شجر البنات قامة ) من يومي فزي متعقدة من طولي كده 😅
بتذكر كنت بملا شنطتي كتب عشان ابان اني في الفصول المتقدمة وانا ماشة في الشارع لأنو شنطة ناس سنة اولى بتكون (عفينة) كده فيها دفترين بس عربي وحساب
وما اظن وكتها كان في كتب زاتو 😂
يعني لو فتحت شنطتي وكتها عادي حا تلقى فيها مرجع كبير بتاع لغة المانية او كتاب بتاع تعليم كبار تبع ابوي ههههه
وطبعا في الفصل كنت دايماً بقعد في الكنبة الورا حسب الطول وكده 😁
الكنبة الورا عارفنها ما حاجة بتشرّف ..بيقعدوا فيها العايدين او المربّتين والمهرجلين 🙈
يلا المهم كوني أكبر من دفعتي وكوني بت شاطرة 🙄
فكنت بجي الاولى طوااالي
انتو فاهمني ههههه
دي حاجة زرعت جواي احساس بالتميّز وختّت اول طوبة بتاعة تضخّم ذات حا تأثر سلبا في خياراتي لقدام ..
بعدين حكاية تحافظ على الترتيب ده دي حاجة بتلقي عليك عبء كبير جداً بتاع قراية واجتهاد ومعاها انضباط في سلوكك وبتاع
من الاعباء كذلك انو يختاروك تبقى (الفة الفصل) ودي حتة بتفقّدك شعبيتك وبتخلّيك عرضة للتنمر الذي نالني منه الكثير المثير 😑
وكنت خوااافة خللي بالك
اتدقيت دق العيش من المتنمرات ..
كان في واحدة باختصار وما طالبني حليفة بتدقني من سنة اولى لسنة تالتة لدرجة اني نهاية الحصص كنت بقوليها (يا اقاو انتي الليلة حا تدقيني ولا الليلة off ) 💔
لما بشتكي للمدرّسة بتقوللي : ما مشكلة لو دقتك تعالي كلميني بكرة ...
هي لكن انا استفدت شنو لما اتدق اجي اكلمك وانتي تعاقبيها عشان هي تجي تدقني تاني ؟ 🥴
وناس البيت زاتم بيخلوك تاكل نارك براك ..ما في ام بتلفح توبا وتنجدك ولا تسأل من البيحصل ليك في المدرسة زي امهات الزمن ده ..
من ديك اترسّب في وعيي انو ما في شي في البلد دي بيجيب ليك حقك الا ضراعك 😆
في سنة خامسة رحلنا 24 القرشي ويا سلام على القرشي وبيوتا وجناينا وشوارعا وجداولا والترعة الكبيرة ..
مشيت لقيت هناك البنات شاطراات ياخ السنة الاولى جيت التانية وفي التيرم الاول بتاع سنة سادسة اكتسحتهم ليك و جيت الاولى
رجعنا (عقاب) سنة سادسة الهلالية بلدنا الام
تقريبا كان قبل شهرين تلاتة من الامتحان النهائي
الفصل كان بي بناتو الشاطرات والحكاية مقسّمة
جيتم يا عمك طالبة مكرّبة حتى المدرسات ما كانوا مرحبات بي شديد لانو شطارتي ما كانت نتاج مجهودن
ولقيت برضو بعض التنمر والاقصاء من البنات والجو ما كان مريح لكن يلا جات امتحانات الشهادة الابتدائية وجيتم اولة المركز الما خمج بمجموع كم كده ما عارفة ..
عادي الموضوع ..امتداد طبيعي لشطارتي مافي حاجة غريبة 🙄
كان يوم اللجنة في رفاعة اللي هي توزيع البنات على المدارس
وما عارفة شنو
مشى معاي ابوي الفخور بي بنتو ومعاي نهى علي صاحبتي ودفعتي ورفيقة صباي
واتذكر ابوي ودانا بيت واحدة من زميلاتو في التعليم من مدرسات رفاعة برضو نسيت اسمها معليش 🤭
ضربنا عندها فطور مظبّط ومشينا لي اللجنة وكان اذاعوني انا ومعاي الاولى مشتركة اسمها
( غادة النور جلي) من رفاعة
قريبات دي قريت نعيها في بوست احد اصدقاء فيسبوك .

[Hassan Farah]

كنت منهم (1)
طيب ..دي كانت النشأة
بنيّة خديرة ..شاطرة ..بتغني وبتقرا..دودة قراية في الحقيقة ..قايمة في اسرة سودانية معتدلة ..حايمين في السودان مع ابوهم الموظف متصالحين مع عالمم ومفتوحين على احتمالات جميلة في الحياة ..
بس ..قلنا كدي ..رجعنا بلدنا ...الهلالية ..في مطلع التمانينات ..بلد زي أغلب قرى السودان ..نسيجا الاجتماعي متداخل ومتماسك ..وانت لصيق بأسلافك وتاريخك ..و( سلو العيلة ) المنتمية للعبدلاب
وبلد بالمواصفات دي.. بتعمل نسخ متشابهة من الناس ..بيتحركوا جوّة حدود مرسومة ..
اول حاجة مرعبة حصلت لي ..لما جدي محمد جا داخل البيت وطق الباب بعصايتو ..وقال لي : ها بت البسي طرحة فوق راسك دة ..رجال الخلوة ديل ما يشيلوا حسّنا ..كنت سغيرة وجاية من مدينة ولابسة فستاني القصير 😥
وهنا ما بينفع الكلام دة ...تطوّلي فستانك و (تدرعي) طرحتك
لبسنا الطرحة ..✋
وانا جاية وجواي احساس بالتميّز ..ما تنسوا بت لاخمنّها : شاطرة شاطرة ...المهم جيتم اولة المركز في امتحان سادسة ابتدائي ( الفارات ديل ) 😂😂
ودخلتا المتوسطة كزولة متفوقة ..
زولة زيي بتكون عايزة ليها حاجة تعمل بيها ( ستيتمنت ) لروحا ..نشاط مدرسي ..عمل اجتماعي تطوّعي ...الخ
لذلك كنت هدف سهل للسادة الكيزان ..
كنت منهم (2)
انتماءنا لشريحة الموظفين كان بيعني انك تحوم السودان بكراع كلب ..في حالتنا نحن كانت مكاتب و(تفاتيش) مشروع الجزيرة ..شندي شمالا ..واو جنوبا ..
اي بيت حكومة سكنّاهو لازم يكون فيهو شجر وطيور تكورك في أضانك ..أصوات القمري احلاهن ..واصوات الضفادع وابو الجندي خلفية هذه المعزوفة ..
لازم يكون في غنم وخرفان وبقر لانو ابوي ود مزارعين وما بيبقى بلا تربية ( البهايم )
احدي محطات تجوالنا كانت مدني ...بلد فيها تمازج سكاني عجيب ...نوبة ...بقارة شوايقة... جنوبيين ..دناقلة ...
البنات المسيحيات في المدرسة الابتدائية كانوا بيطلعوا من حصة الدين الاسلامي ...بتجيهم راهبة خواجية تدرسم حصة الدين بتاعم ..
ذاكرتي محتشدة بصور السودان ومناطقو المختلفة ...وناسو بمختلف سحناتم ..لهجاتم ..وثقافاتم ..
الدنيا حلوة ...وسودان السبعينات جميل ..دي كانت الصورة القاعدة في خلفية دماغي لما يجب ان يكون عليهو اي حي او فريق في السودان ..
ابوي كان بيغني وبيعزف عود لاصحابو في الامسيات...
امي قالوا كانت غناية ..يخربا شتارة شديدة 😂
نحن اولادم وبناتم أصواتنا جميلة ..عمار اخوي غناي عديل ...
كنت منهم ( 3 )
تلك البنية المراهقة اليافعة البتسمع لفيروز وام كلثوم وعبدالحليم ..زيها وزي البنات اللي في سنها ..بي روحا التوّاقة لمتعة التحليق والاكتشاف ..والولوج لعالم الفعل والتجربة واستقاء الدروس البتضيف لنضجها وتطورا ..واختبار الحياة بنفسية العمر داك والانطلاق في تذوّق الفنون والادب والثقافة والفكر بدون قيود وبدون تأثير وقوالب جاهزة تفرض عليها ...في حياة بتفاصيل عادية بتشكّل امتداد لظروف نشأتا المعتدلة الواعدة بالانفتاح على احتمالات أجمل وألطف وأكثر انسانية ..
البت دي بعد شوية حا تحبس كل امكانياتا واحتمالاتا الجميلة دي جوّة قمقم وتلبس قناع الاتزان والوقار ..وتتقمّص شخصية الزول الناصح والقدوة لغيرو ...وحا تبدا تتبنى أنماط من السلوك والتفكير ما بتعبّر عنها ولا عن المرحلة دي من عمرها ..حا تخرس احتياجاتا الطبيعية ..حا تقمع انفعالاتا وتكبت رغباتا...وقطعا ده حا يبقى خصماً على نموّها الفكري والوجداني ..الحسي ..والانفعالي ...
الزولة دي تنظيم الاخوان المسلمين حا يفرض عليها تدي الناس الحوالينا مواعظ ومحاضرات في الاخلاق من طرف لانو تفكيرا اتشوّه بانو كل الناس ضالين عن الطريق القويم والصراط المستقيم وهي رسول هدايتم ...والموضوع ده بيشكّل عبء على كاهلها الغض ..وبيتقل زيادة كلما ذكّرتها بان ( من رأي منكم منكرا فليغيره ) لو ما غيرتو عداد ذنوبا هي بيكون رامي طوااالي .....
البت دي حا تلقوها بعد شوية وقد وأدت وقمعت كل تلك السيماء اللطيفة والروح الوثّابة ..والعاطفة الجيّاشة ..جوة شخصية الكوزة ..الشينة ..الملفلفة المكبوتة ...المتأبّطة شرً والمارست دورا المرسوم من قبل التنظيم في قتل كل ما هو جميل في ذلك البلد وإحلال القبح مكانو باسم الدين ..
تلك البنية اليافعة غير المميزة الكانت قاعدة منتظرة أقدارا
في بيئة سودانية عادية كان الدين فيها ياهو دين الطيبة والتسامح ...والمديح وحلقات الذكر ..مافي تطرف
وعيلتنا وكتها ما فيها زول يطلق عليهو وصف ( متدين ) اللهم الا خالو عبدالوهاب البشوش ..المريح ..والذي إقتصر تدخّله في حياة الآخرين على التذكير بالصلاة من حين لاخر لما مثلاً يضحك ممازحاً امي : بأن يا سكينة يا اختي انتي زولة طيبة وكريمة ما تضيعي اجرك بعدم الصلاة ...
ابوي راجل مستقيم في سلوكه لا شرّاب سيجار ولا لعّاب قمار 😅
كريم وأصيل وليّن الجانب وود بلد ...نزيه وما بيأكّل عيالو لقمة حرام .. وزي كل آباء بلادي ...بيصلي ويصوم ..ووطني اتحادي..
الدنيا رايقة ...وواقعنا الريفي يموج بتفاصيل الحياة العادية .. الكفاح اليومي في الزراعة .. والسّعاية
وعربية موظفي مصنع السكر تروح وتجي في مشوارا الراتب من الهلالية للجنيد
والمدرّسات والمدرّسين ينتشرون في مدارس الهلالية والمناطق المجاورة ...والناس متسالمة ومتداخلة في اريحية والشباب والشابات بيمارسوا حقهم الطبيعي في التشبيك والتنسيق واللهو البريئ
والحفلات و( بارتيهات ) المناسبات المختلفة مدوّرة في امانتين الله ..
في الوكت دة كان الاسلاميين بقيادة الترابي في حقبة نميري بيخططوا لمشروعم الكبير لارساء دولة الخلافة ...
وبتخطيط وتنظيم دقيق بيواصلوا في توسيع قواعدم في المدن والقرى والارياف ..ونشر دعوتم وفكرهم في كل الاوساط والشرائح ...
في الهلالية تولّى كِبر هذا البرنامج ( ثلة ) من الافراد ..المعلمين والمعلمات الاسلاميين وشوية خريجي ثانوي يمتهنون بعض الاعمال الحرة وبتنسيق عالي مع كيزان الهلالية في الجامعات والمعاهد العليا ...في خلايا عالية الظبط والربط ضمن هيكل تنظيمي كبير ...يبتلع كل ربوع السودان ..
سمية الطيب ذات الثلاثة عشر عاما ..قاعدة خالية من الموانع . عندها امكانية تكون زولة مؤثرة في مدرستا وفي مدينتا لقدام ...
جوها بعض مدرّساتا في المتوسط واخدوها على جنب مستغلين تأثيرم عليها كمدرسات مربيات فاضلات وقالوا ليها اتوسّمنا فيك الخير عشان تبقي اخت مسلمة ملتزمة .. ودي حاجة لا يلقّاها الا ذو عظيم ..
حا تقول ليهم لا عاد ؟؟
برنامج زي دة بمستوى تفكيرنا وكتها بتعتبرو نوع من الهداية والدعوة للخير والفضيلة ..خصّوك بيهو انت دون غيرك ..خاطبوا احساسك بالتميّز والحظوة ...
بتقول ليهم لا ...عاينوا لي هنا ...انا بسأل فيكم عاملين راسكم الكبير ده 😄

[Hassan Farah]

كنت منهم ( 4 )
الفكرة للوهلة الاولى ما بطّالة بتتجاوب معاها زي تجاوبك مع الدعوة لجمعية ادبية او منتدى ثقافي ترفيهي ...
بعد شوية حا يطالبوك بالالتزام بالحجاب وبقية الضوابط ..هنا الشغلانة بتبقى ليك منفرة وتقيلة على روحك البيفهموك هم انها (النفس الامّارة بالسوء) اكيد حا يلعبوا ضاغط بشكل يطغي على رغبتك في التمرد والنفاذ بجلدك ..
خاصة بعد يتم تجنيدك في اجتماع عندو طقوس اشبه بوسم الامتلاك ..بتتعهد على الولاء والطاعة في السرّاء والضرّاء ..
في (حفل التجنيد) كما كنا نسميه بتسمع محاضرة جااادة كدة عن اننا خلقنا لنعبد الله ..ما اتخلقنا عشان ناكل ونشرب ونحيا حياة طبيعية ( زي البهائم )
(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) عبادة وعمل وجهاد لاعلاء كلمة الله ولتغيير كل مجتمعنا لمجتمع اسلامي طاهر ...وتطبيق الشريعة
بعداك بيجي التأصيل لمسالة التنظيم والجماعة وانو لا ياكل الذئب الا من الغنم القاصية ...ولزوم الجماعة عصمة من الانحراف ..الخ
بعداك تعال شوف تعزيز الانتماء للامة الاسلامية متجاوز الوطنية طبعا والقومية والحاجات دي ..و(من لم يهتم لامر المسلمين فلا يهمني كثيرا ..ان كان في الخمارة يسكر او كان في المحراب يصلي) دي كانت عاجباني النصيحة 😆
وان ننسى لا ننسى انو الشيوعيين والملحدين والبعثيين والناصريين ديل هم فقط (يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم ) .. من قولة تيت ديل اعداءنا هم والشيطان الرجيم واااحد 🙄
باختصار الواحد مننا بيختوا ليهو (ديباجة ) في جبهتو بانو هذا كوز /ة ..وتعيش حياتك ككوز ..كلامك سلامك ..حركاتك سكناتك ..مرسومة بنذكّر بعض بيها ..ونحن بنتناصح مافي فرَقة تعبر عن نفسك انت فلان بحاجاتك ..مواهبك ..بصماتك الخاصة ...هواياتك
حتى مسالة التزامك بالتكاليف بتاعة الدين عبادة وسلوك .. بتعملا كجزو من طقوس تبعيتك ليهم يعني عادي ممكن تكون مجرد مظاهر لا تستند على تديّن حقيقي ..او يقين روحي ...بتتلغي ملكاتك الخاصة بتاعة التفكير الذاتي .والنقد ..كلو spoon feeding ..انت جزو من القطيع طول عمرك ..تؤمر فتطيع .. بتنفذ في برامج لخدمة (ضرورة المرحلة ) البتغير كل شوية
بنتسابق في خدمة التنظيم وفرحانين ..وعاملين فيها فالحين هههههه
تم تجنيدي انا ومعاي كوتة من البنات والاولاد طبعا
وعاد انا اعجبكم ..ما فايتة الناس مسافة ..ابقى ليك ديك يا الكوزة الما خمج ...اتعلمت تجويد القرآن وبقيت ادرّسو للبنات دفعتي في المدرسة في جمعية القرآن الكريم وغيرا من التشكيلات التي كونت بمباركة (معلمينا الاماجد)
الكيزان دخلوني ( جخانينم ) وبقينا جزو من الهيكل التنظيمي بتاع الهلالية
وانطلقنا نجنّد ونكدّر في بنات الناس ..وسط دهشة ( كبارنا الذين علمونا السحر ) وانا نضّااامة خللي بالكم
خاصة بعد وقعت في كتب الدعوة دي كسرتها ليك وبقيت احنّك في الجماعة وجنّدنا وكبّرنا كومنا ...مستغلّين امكانياتنا في إقامة الاسابيع الثقافية ...ومعارض الكتب والزي الاسلامي ...والمعسكرات المقفولة ..
في الثانوي استمريت كوزة على السكين ..ترأّست التنظيم في المدرسة ...بقينا نخش الحصص الفاضية ..وندّي محاضرات في مسجد المدرسة ...جندنا ما خلينا زول الا ووصلناهو ..الحظو كعب بنجيب راسو ...والقاوم حصارنا ترا الله نجّاهو ...لكن ما بنخليهو بيها للحول يمكن نكوزنو في الجامعة المافي شنو ...
مدوّرين نشاطنا على مدار السنة جزو للعضوية ناس حفظ قرآن وصيام وافطارات جماعية وتزاور عشان نعين بعض على مشقة نشر الدعوة ...ونرفع تقاريرنا في اجتماعاتنا الدورية للكيزان المسئولين مننا ...من خارج الهلالية .. كوز يجينا من الكاملين .....وكوز من وين ما بعرفو ...وكيزان الجامعة بتاعيننا بيجونا برضو يتحفونا بغزواتم وانتصاراتم في الجامعات ...ويمنّونا بما ينتظرنا من مغامرات ومجاهدات هناك ...والواحد منهم يقشر ليك مرات بانو ( شيخ حسن ) قال لي كدة وبتاع ...
مرات بيكون عندنا معسكرات مقفولة في رفاعة او الحصاحيصا ...او الخرطوم ...يلمونا مع كيزان المناطق الاخرى يجيبوا لينا محاضرين كبار يحشوا راسنا بافكارم عن تصورم لما يجب ان يكون عليهو المجتمع والدولة بكلام ظاهرو حق وخير وباطنو عرفناهو بعد شوية في ظل دولتم الفاشية ...بيحاضرونا ناس الكاروري والمحبوب عبد السلام ومهدي ابراهيم ...وامين حسن عمر ...في الخرطوم عاد بيجينا شيخ حسن شخصياً في الغالب بنحلّي بيهو في آخر البرنامج ...الناس ديل ما بقصّروا في أتباعم بالمناسبة .. فعموماً تحس انو كل الناس دي شغالة بايدينا وكرعينا ..
عشان تعرفوا انو ال 30 سنة الشكمناكم فيها دي ( متعوب عليها ) 😎
شغلنا الموجّه للجمهور ياهو دروس دينية في الخلاوى
ومرات نجيب فيديوهات ...الاسابيع الثقافية ..محاضرات وفيلم الرسالة وعمر المختار ديل ( عذبناهم عذاب )
وانا بطلع ( الحلّال ) البرة اعمل دروس للنسوان عن حقوق الزوجين 🙈
و(من دعاها زوجها ....لعنتها الملائكة حتى تصبح) 🙄
واكثر اهل النار من النساء ...قاطعين ليك قلب الجماعة ..
.
حتى الاطفال ما سلموا مننا ..عندنا برنامج صيفي ليهم ( زي ما شهد بعض ابناء عمومتي الصغار ) بانو كنت بجيبم مع شفع الفريق وعندنا ليهم برنامج مكتوب فيهو سيرة وتحفيظ قرآن والاناشيد الجهادية بتاعة ( سنار موعدنا يا باغونا )
يعني لا العاب تركيب ..لا طين صلصال ..لا رسم لا تلوين
عندنا حروب لقدام حا نخوضا ...ما فاضيين لي اللعب الفاضي نحن ...جنس جفاف وتصحر غايتو ...وعايزننا نكون لطاف وظراف بلا النسمي ؟ كيف بس ؟؟
لازم نبقى قساة وشداد ...عشان لقدام كان مسكوك سيخة ولا سكين ..تنجز ..انتو فاهمني ؟ 🤫
في سنة تانية ...ابوي ( البقى جبهة اسلامية للاسف )
وداني الحج مكافأة على حسن السير والسلوك وبقيت معروفة بحاجة سمية ..(ابو الزفت زاتو) 🙈
لما جات الديمقراطية بقيت رئيسة اتحاد المدرسة ...المكرس لخدمة التنظيم ...كنا بنجيب الكيزان والكوزات يعملوا محاضرات في الفعاليات الثقافية البنعملا ...نكدّر ونضلّم في العقول الشابة ...
جات الانتخابات اشتغلنا شغل ضخم جدا لصالح ( الجبهة الاسلامية القومية ) كل يوم راكبين مع جموع الكيزان الكثيفة عشان نحضر المؤتمرات التأسيسية المنظمة والمصروف عليها بسخاء ..في كل القرى والنجوع ..
حمنا البلد بيت بيت ...وزنقة زنقة عشان نقنع الناس بالتصويت لمرشحنا ...
جات الانتخابات ..وقجينا خيامنا في مراكز الاقتراع ..اشتغلنا لمن روحنا طلعت ..عرباتنا الشبعانة بنزين تجوب البلد والبلدين لجلب الاصوات ...مستفيدين من امكانياتنا ..وتغلغلنا المبكر في مفاصل المجتمع .

[Hassan Farah]

كنت منهم ( 5 )
للامانة في الوكت داك في مطلع الثمانينات ..المجتمع السوداني على النقيض من مجتمع اليوم (البقى منافق بامتياز على يد المشروع الحضاري ) كان بينفر من مظاهر التدين... الدقن الذليلة وسبحة الكضب الطويلة... وعلامة الصلاة والحجاب والنقاب وعدم المصافحة لانها بتتناقض مع اريحيتنا وعفويتنا ...
لبسنا للحجاب في الوكت داك قوبل بالامتعاض وعدم الارتياح من اسرنا الما كان عندها تدين يذكر ...
فكانوا شابكننا ليك : مخمخمات ..ومكمكمات وسخنتوا بينا ..وعادي تلقى واحد قريبك يجر الطرحة من راسنا ويتندر بجرستنا ...
كنا بنلبس ( خمار ) في منتهى القبح ..
واحدة من مدرسات المتوسطة (اياهن) عملت مشروع بتاع خمار ابيض من قماش سخن جدا ووزعتوا علينا وعلى بقية الطالبات فيما يشبه الزي الالزامي ...
كان بيحسسنا بالشنا خالص خالص ولبسو كان بمثابة التدريب على الصبر وجهاد النفس 🤣🤣
لانو كنا من اوائل الناس اللي لبست الحجاب وما كان عندنا استعداد او امكانيات نمشي نعمل shopping عشان نتبني الستايل الجديد دة بشكل مرتب ليهو
فياهو كنا بنلبس تلاقيط .. فستانك القصير الزمان تديهو بلوزة باكمام طويلة تحتو .. وتتمو ببنطلون وايشارب وطرحة ..
واي واحد من القطع دي لون براهو تبارك الله ..
فلكم ان تتخيلوا قدر كيف نحن طواعية بنحوّل روحنا لمسوخ
واشكال تفتقر للاناقة والهندام ..يا كافي البلا التقول مقاولين على الشنا والبشتنة ....السماحة ختيناها في فتيل من زمان لحدي ما سلمناها لاخوات نسيبة ذوات الكارينات الخدرا هههههه
الموضوع دة وراهو نفسية قنعانة( من خيرن ) فيها الدنيا دي ...سلوك متعمد بتاع (تشنية ) شكل وطبع
مافي احساس بجمالنا نوهائي ...عشان كدة انا اعتقد جازمة انو التنظيم دة كان جاذب جدا لكل الشينين والشينات مظهرا ومخبرا ...بيلقوا فيهو ( كمفرت زون )
وبعيشوا فيهو في تبات ونبات.. انا جادة والله ..وعارفة انو الكلام دة فيهو شنا shaming لكن فعلا حاجة محيرة ..تنظيم لامي اكبر تجمع للناس اللي قلّت حظوظم من الجمال ....شكلا وجوهرا ...والناس ذوي الغباين الاجتماعية ...والوصمات كذلك ...اي زول داير ليهو مظلة لتسهيل قبولو اجتماعيا ..علينا جاي 🥴
ودة السبب الخلاهم يتحولوا دايريكتلي لحرامية ومجارمة بامتياز بعد امتلكوا السلطة فعاثوا فيها فسادا وشُفنا في عهدهم اشكال والوان من السقوط الاخلاقي ..والخبث والدناءة ..
طيب عشان ما اواصل في الحتة بتاعة تصوير نفسي على اني كنت ضحية ومجبورة ...
احب اعترف ليكم انو لقدام ...انا بقيت كوزة مؤمنة جدا بكامل المنظومة بتاعة الاتجاه الاسلامي ومليانة اقتناع انو يا هو ده الدرب العديل ..الخاتي العوج
ووهبت نفسي للتنظيم وخدمتو تماما ...ولغيت اي تفكير في ذاتي بمعزل عن التنظيم ومصالحو ...يعني انا عايزة ادرس ياتو كلية وعايزة امتهن ياتو مهنة لقدام واخطط لحياتي ومستقبلي وبتاع ده كلو مافي ابدا .. التنظيم اولا واخيرا وبس وفي سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء ( لترالي )
بيساعدني في كدة نوع من التورّط العاطفي مع اخوانا واخواتنا في الله وكده
والتعلق بالتنظيم ذات نفسو ...
كنا بنحب بعض جدا وجوانا احساس بالاخوة الفكرية ..وكنا نقدّس جدا الترابي ورفاقة لدرجة بنغني في مدح الترابي في معسكراتنا المقفولة .. الساعة النقول ليك : ترابي يا ولدنا يا قمر ( الجبهتين ) في بلدنا 🎶
قااادر الله يا سيدي
والساعة الحزنا ليك على عدم فوزو في الانتخابات لدرجة النخجي ...انتو بتلعبو ولا شنو ..
بيجمعنا تاريخ طويييل من الخوة والمروة والعمل الدؤوب لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ..
وبالمناسبة اللعب القذر البيحصل في جخانين الكيزان وكتها كان بيتم على مستوي ناس معينين ما كل الناس بتكون عارفة ...لذلك جوانا مليانين اقتناع اننا اطهار بررة ..
واننا خير امة اخرجت للناس انتو قايلين شنو ..
وكنا على مستوانا نحن ( القطط المغمضة ) دي صارمين جدا مع البيفوت الحدود ...اي حاجات اخلاقية بنتصدى ليها بحزم ...وجنس تناصح هو ...ومجالس محاسبة واي حاجة ..
اما الممارسات البتتم في اطار الشغل المضاد للتنظيمات والاحزاب الضدنا فدي ما بيناتنا ...كل شي مباح مفيش معيار صاح ولعب نضيف هنا ...انتو فاهمني 🙄
عشان كدة لقدام قرار اني اخللي التنظيم دة ما كان ساهل علي بالرغم من اكتمال حيثياتو المقنعة جدا على المستوى الفكري ...الناس ديل انا ماكلة معاهم عيش وملح ..
انا حصل كضبت عليكم ؟؟

[Hassan Farah]

كنت منهم (6 )
امتحنت شهادة ودخلت كلية القانون ..الكلية الما بيستحقها الا زول راغب في دراسة وامتهان القانون ..دخلتها انا لمجرد دخول الجامعة عشان اشتغل بس لصالح التنظيم... البت يعني واهبة نفسها للدعوة والفكرة 🙄
ما قلت ليكم ناس مغيّبة وجاريننا من اضنينا زي خرفان الضحية ...
اول ايامي في الجامعة كنت مدبرسة بطبيعة الحال لفراق ناس البيت وحاسة بالوحشة ( زي الناس ..سبحان الله يوجد بالمحل مشاعر انتماء للاسرة ومحنة وكدي 🤣 )
والمهم في دبرستي دي كنت قاعدة مع اولاد اهلي ناس طارق وايهاب الله يرحمو في عتبات المبنى المجاور لكافتيريا اقتصاد ولابسة سكيرت جينز وبلوزة حلوة كدة بس اكماما شوية اقصر من المعتاد ...الا ما اشوف ليك واحدة من كوزات الحصاحيصا البلاقيهم زمان في المعسكرات المقفولة كانت عضو اتحاد ( تيجاني المشرف) جاية عليا ووشها يلعن قفاها وبمنتهى السخف قالت لي : بالله دي انتي سمية الطيب ؟؟ ودة لبس تلبسيهو يا اخت 😏
مالي كفرت ؟
ما قلت ليكم ما بيطيقوا يشوفوا الزول سمح 🤣🤣
الا اخش ليهم في لفة الطرحة الشينة ديك حتى يتوالفن معاي ...
المهم في الاول ولاني كنت مع قرايبي ال anti كيزان ديل
الجماعة ما اطمأنوا لي وكانوا بيتعاملوا معاي بريبة لدرجة تابعني واحد من عناصر امن التنظيم كظلي ..
لحدي اظن ما اترفع ليهم تقرير من منطقتي
انو الكوزة الجاتكم دي كوزة مكربة ..وانا بعداك ما خيبت ظنهم جيتكم دافسة بفورتي العرفتوها عني ديك.. أعفصك جنّدك.. ضربت رقم قياسي في الاتصال بالبرلومات المعاي ايام اول انتخابات اتحاد حضرتها في الجامعة فاتكيفوا مني ومن قدراتي في الاتصال والخم ..وفي السنة دي فازت لستة الاتجاه الاسلامي وكان اتحاد (حمدي خليل) افتكر لو لم تخنّي الذاكرة ... فزنا (.بالصح ولا بالكضب ) عاد عليمن الله ..لانوانا لسة كنت برلومة وما دخلوني في جخانينم بتاعة (اللعب القذر ) وبتكون طبعا دي شغلانة امن التنظيم ..
بعد شويتين دخلت في الغريق واتوهّطت في المكان المناسب لي في الهيكل التنظيمي بتاعم وبدينا شغلنا المعتاد بتاع التجنيد و( نشر الدعوة ) والشغل الثقافي والاجتماعي ..الخ
والاجتماعات الكتيرة ومسيخة في مسجد الجامعة ودار الاتحاد والمعسكرات المقفولة في قاعات بنك فيصل الاسلامي والتراويح والتهجد في رمضان ..
وبدا الترابط الاجتماعي بيني وبين بني كوز يقوى شيئا فشيئا وعموما انا كنت ميالة لمصاحبة سناير الكيزان لانهم كانوا اكثر ليناً ولطفاً ...
بعد شوية بدوا يدربوني ككادر خطابي اي (زول وقدراتو بقى) 🙄 وافتكر عملت بروفة يتيمة كدة في مدخل الكلية
ما اظن تاني كررتها ..
اترشحت في انتخابات جمعية القانون وما فزنا كانوا فازوا المحايدين افتكر
وفي سنة تانية اترشًحت في انتخابات الاتحاد وسقطنا سقوطاُ مدوياً ...والحمدلله ....
نجي لمسالة التراكم بتاع طمام البطن من التنظيم :
اولا النقلة من الهلالية ..المجتمع المغلق الما كنت بتسمع فيهو الا صوت الكيزان ..لجامعة الخرطوم حيث باقي الدنيا
وتعدد الخيارات ...والاتجاهات الفكرية.. وباقي التنظيمات السياسية والاركان والكورالات ..والناس الحلوة المفرهدة
المقبلين على الحياة ..
اول ما دخلت كانت بتستهويني اركان الجبهة الديمقراطية
عاد... ناس عصام جبرالله... واحمد عثمان ...وعادل سيد احمد
طواالي كسرت ركبة في الاركان دي ...والله بقعد فيها و بحس بالانتماء بتصدقوا وتآمنوا ..كلام ظريف مرتب ..واقعي ..والله وكت يتكلموا في الكيزان عليك امان الله عااادي ...اظني بنسى اني كوزة هنا 😂
بقعد اكتل الركن تب... بالله شوف النضم السمح ده !!
الكيزان في الاول بالجد قايلني غوّاصة ...مرات بيجوا الكوزات يأشروا لي يعني قومي من هنا ..خايفين علي من الفتنة يا حليلم ..
بالمقابل تعالوا شوفوا اركانّا ..مهاترات وعبط وتهديد واستعراض قوة ..وبزاغ ..والله بحس بالغربة هنا جدا ..
برضو كنت بحضر مناشط مؤتمر الطلاب المستقلين وكورالم بتاع (انا السودان جمال اشراق) و نضم محمد جلال ..
ممارسات الكيزان ما حاجة بتشرّف النصيحة وما بتقدر تدافع عنها ولا تلقى ليها تبرير كلها شتارة وعوارة وانت كعضو لازم تاخد مضاد حموضة وعسر هضم عشان تبلع حاجاتم ..
اول ايامنا في الجامعة كان في احداث عنف عاملينها فرتقوا عرض مسرحي بتاع ( سقوط الباستيل ) عاملنو طلبة آداب
بعد شوية اشوف ليك خلقم الما بتغباني جايين صفوف شايلين سيخ في النشاط في عرض مخزي بتاع استعراض قوة كده والطلبة يصفّروا ويمهزلوا بيهم ..منظر والله شرط عيني ..بالله ديل ناس انتمي ليهم !؟ 😒
تدريجيا زالت الغشاوة من عيوني وبديت اشوف الحاجات بعين محايدة وانتقد ..في اجتماع قلت تحفظاتي دي كلها
بيكون سكّتوني بي كم اية ولا حديث ..
بعدا حضرت السابقة بتاعة تزويرم لنتيجة استفتاء عملو الاتحاد لناس جنرال علوم ...كان في مصلحة التنظيم انو يستمر القبول الموحد فتلاعبوا في النتيجة لمصلحتم ..
التزوير تم على مستوى اكبر راس في التنظيم ومعاهو اتنين تلاتة ..بقية الاعضاء النصيحة هاجوا وزعلوا مش من الغش لكن عشان ما شاوروهم ...لانو حاجات زي كدة بتحصل طوالي مسنودة بفقه الضرورة والميكافيلية القاطعين فيها شوط هم ..الاحتجوا على راسم علي عبد الفتاح الله يرحمو ...
لمخالفات الزي دي كانت عقوبتا الجلد تصدقوا وتآمنوا .. الجلد ده هو عقوبة التقصير في التكاليف التنظيمية ...
انا بصدر عقوبة الجلد عادي على التحتي لكن ما اظن بنفذو انا الجلاد بيكون ولد بتذكر واحد من كيزان الكلية ابا يتجلد لي ...مالكم بتضحكوا ...الجلد عقوبة اسلامية مية المية يا فارات 😄😄
بعد شوية جا اغتيال بشير على يد واحد من الكيزان على خلفية خلافهما يوم احداث العنف بتاعة ( سقوط الباستيل)
.ما متذكرة التفاصيل بشكل مؤكد لكن في راسي لسه تباكي الكوزات على سجن الكوز الجاني وتقدير البطولة العملا ..والتنادي على زيارتو في السجن ..ما متذكرة انو اتعمل لينا تنوير لنفي الجريمة دي لكن عموما احداث بالخطورة دي تحدث بمباركة جهاز امن التنظيم ..وعندها مبررات خاصة بفرض هيبة التنظيم وردع وتخويف من تسوّل له نفسه بتحديه ..
فالعنف ممارسة عادية وعميقة الجذور عندنا باسم الجهاد واستباحة دماء اعداء التنظيم حامي الدين والعقيدة ...
غلبني كتر عليا ...الطمام ماشي زايد والاحساس بالغربة
وانو دي ما الحتة البتعبر عنك .. في حتات تانية في قيم تانية بتاعة حق وخير وجمال ...اولى بالاتباع والتبني.

[Hassan Farah]

كنت منهم (7)
اخوي الكبير حاتم المعروف ب ( الزعيم ) لمن عاصروا سنين دراستو في روسيا ..ليهو دور كبير في توجيه دفة مركبي الدافر في البحر ده على غير هدي ...نحو تبين الطريق البيمرقني للقيف .....طوال سنين المتوسط والثانوي حاتم كان غايب في ال( الركايب ) لكن مشكّل حضور كامل بجوابات طويلة مليئة بتفاصيل حياتو هناك ...وتتبع تفاصيلنا هنا بالحتة ...بيسال وبيخت رايو ويحاول يوجهنا لتبني خيارات افضل بدون وصاية ...علاقتي بيهو كانت جميلة بيخصّني باهتمام كبير ..وحاول بدأب يخليني اعيد النظر في مسالة انتمائي للكيزان.. وفي تظبيط مسالة دراستي الجامعية لكني رددته بحدة زي ما ذكر في مداخلة ليهو هنا 😅
فافتكر لحد كبير وجودو مدّاني بالشجاعة للخروج من هذه اللجّة لما جا وكتها ...
طشاش كدة بتذكر الاحداث السياسية ايام الديمقراطية وما قبل الانقلاب ...خروجنا في مظاهرات السكر ايام حكومة الصادق المهدي ...الخ
بس البتذكرو اني كنت مبسوطة بالديمقراطية كواحدة من صور التناقض في شخصيتي ..ككوزة عندها شخصية مزدوجة
وافتكر في زيي كتار كانوا بيعانوا من عدم الانسجام ده مع ذواتم ...كناس مورس عليهم تغييب في فترة تشكّل شخصياتم ...وكبروا في كنف التنظيم وشايفين العوج بس ما قادرين ينعتقوا ...لانهم متورطين نفسيا مع مسالة انتماؤم ده ..
بعدين... انا كنت بسمع مارسيل خليفة ...من حاتم افتكر
وياسر اخوي اللي درس في مصر بيجيب لينا اشرطة شيخ امام ...بحب اسمعا جدا انا ( ياسر كان بيناقشني في السياسة ..لكن بحدة ....تشبه كرهو للكيزان 🤣 )
وعمار المصاحبنا شديد محاصرنا بسماع كل الغناوي البتدعونا بقوة لفعل الحياة ..والرقص تحت المطر ..
مرة عمار جاني في الجامعة ووداني معاهو حضرنا جلسة استماع لمصطفى سيد احمد في قاعة الشارقة ..
اتخيلوا معاي الموقف ..ابو السيد بالعود بكل حضورو المهيب داك ...البيخليك طوالي تحس بالضآلة ..( خاصة لو كنت كوز ) ...غنى من ضمن ما غنى مهما هم تأخروا ...ومن المدفع طلع خازوق ..وافتكر مريم الاخرى .. اول مرة اسمعو ...ما بنسى الحاجة دي ..ما منكم مدسة
خجاني خجة جد ..🙈
اخواني كانوا مجهجهين باكاتي يعلم الله ..بس هم ما جايبين خبر ..
عرفتو من وين جات الشيزوفرينيا بتاعتي ..كنت كوزة فقرية اي نعم ...لكن عندي جانب تاني لطيف تحت طبقات الكوزنة قاعد يشق طريقو للسطح ...
وجانا الانقلاب ...ما اظن كان عندنا خبر انو سيكون هنالك انقلاب فترقبوه ...كل البعرفو اني كنت منزعجة جدا من الفكرة ...الديمقراطية حلوة ( والجو منيخ )
صبحية الانقلاب مشينا الجامعة الجميع في حالة صدمة
كل التنظيمات تشجب وتدين في الاركان بتاعتم ..
اما الكيزان ...عصا نايمة وعصا قايمة ...الركاني بتاعنا صديق محمد عثمان عامل رايح وسايق الناس في الخط بتاع الاحزاب وممارستا الما مظبوطة للديمقراطية ...واتفاق المرغني _ قرنق ...ايواااا مبررات شديدة ..
بعد شوية لملمونا نحن ناس الامانة العامة للتنظيم في تنوير
في دار الاتحاد ...وقالوا لينا في اضانا ...ارقدوا قفا ...الانقلاب دة لي خييير 😈
فاهمني انتو !
بطني ( استطمت ) ما كنت متحمسة ولا سعيدة
حكاية انو الكيزان ورا الانقلاب ما عجبتني ..لكن نقول شنو
قطعتو في مصاريني ..ما زلت من القطيع ..
والقطيع من زمان قايلين ليهو هدفنا الاوحد هو الوصول لسدة الحكم ( ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )
كلو بما يرضي الله ✋
ما فوكا حاجة الانقلابات مالا عيبوها لينا ..وزاتو الديمقراطية دي بتاعة كفار ساي 🙈
النصيحة كانت مرحلة كئيبة كدة ...بدت ملامح دولة الخلافة الفاشية تظهر وتكشف عن وشها القبيح ..
بعد شوية دخّلونا اول معسكر دفاع شعبي الكيزان في القطينة والكوزات في مدرسة خور عمر ...كانوا معانا بنات ما كوزات ...كلمونا نفتعل معاهم مشاكل عشان يخارجوهم ..
تدريب على السلاح ...ووقوف تحت الشمس وجزاءات
وتجييش وعسكرة ..
وجهاد ..وساحات الفداء ...وصوت الرائد يونس في الراديو ..قبيح المضمون وووووووع 🤮🤮🤮
....كنت منهم (8)
بالجد ما عارفة بالضبط متين سبت التنظيم ..تدريجياً بقيت جارة واطي ..والحيل برد تب .فوقفت تج ..طلعت بهدوء في اواخر تانية جامعة ..وقّفت نشاطي خالص وانزويت لحدي ما بني كوز جوا يسألوا فيني مالك ..قلت ليهم الفيني كملت ..عايزة( بريك ) وافتكر عندهم حالات زي دي لناس دبرست وابتعدت ..والدنيا وكتها في عز الانقاذ والكيزان فايرين ومتدفقين ويا دنيا مافيكي الا نحن ...
ما أعلنت انسلاخي يمكن لانو جزو مني منهزم من الفكرة
زي كأني بعت القضية ..او كأني ارتدّيت ...وأبقت 😅
كنت مأزومة ومحتاجة أطلع من الجو ده خالص ..دخلت علاقة اجتماعية لطيفة مع شلة جميلة عملت لي دعم و support كويس ناس الصادق صالح ..وياسر خير..
ومن لف لفهم ❤
لبدت زمن ما كان عندي علاقة باي عمل سياسي في الجامعة ..ناس الكلية ما عرفوني خليت الكيزان واصلم خلقة جافلين مني ما والفوني اصلو 😂
جات أحداث المقاطعة الشهيرة بسبب وقف نشاط الاتحاد وتصفية السكن والاعاشة افتكر دي الحصل فيها مقتل سليم
وطارق والتاية ..
ما بتذكر الاحداث وما كنت جزو منها ..بسبب حالة الموات الكنت فيها دي ....وأصلا تاني ما قامت لي قائمة
دخلت مرة في الرابطة بتاع طلاب الجامعات في الهلالية وقعدت زي قلّتي لا بفلّق لا بجيب الحجار ..ما مارست تاني اي عمل سياسي في حياتي ولم انتمي لاي كيان سياسي ولا فكري بعدها البتة .. الدخّلوها فيني الكيزان تاني ما مرقت ..
لما الناس قررت تقاطع الامتحانات قاطعت معاهم ...حسيت انو دة موقف بيعبر عني .كنت حاسة اني وكتها (ما كوزة) بالتالي مفروض اقاطع .. ولأنو القضية بتستاهل التضحية ..ولأنو كل الطلبة الكانوا anti كيزان قاطعوا ...فانحزت ليهم ...جميل الواحد لما يقرر حاجاتو
كدة براااهو ...😌
هكذا ببساطة ...وربتنا مع الربتوهم ..وكنت سعيدة عشان ربتَّ وكنت فخورة بنفسي لاني اول مرة في حياتي انتمي( لقائمة شرف )
افتكر ده كان بمثابة اعلان رسمي لخروجي من هذا المستنقع الآسن ..
كيزان الهلالية لقوها فرصة يثيروا بيها غضب ابوي علي
بعد وصلتني منهم خطابات استنكار شديدة اللهجة ومحاولات يائسة لهدايتي ...
ما حصلت لي مضايقات ولا تهديد من الكيزان ولا يحزنون
طروني ناس الامن بعد اتخرجت وانا في الهلالية
باعتقال كدة لمدة 3 يوم لا يرقى لمستوى انو يختني في مصاف المناضلين ...لحدي هسة ما عارفة سببو والله ..
في الجامعة قبل التخرج ...قلت لصاحبتي لبنى الفكي عبدالله ..كلمي لي جماعة الجبهة الديمقراطية ..يخلوني اغني معاهم في الكورال ...الناس البحبهم ديل ...وقد كان
غنيت في كورال الجبهة الديمقراطية كطقس بتاع تطهّر كده
غنييييت قدرتي ...وصولو كمان ..علّيت صوتي بالغنا...
كرباجك القطرانو حزب السارقين 🎶
وفوّضنا أمرنا للشارع الممدود صوب القصر🎶
وحسيت اني اتعمدت سمية جديدة ....
وفتحت صدري لرياح التغيير
تسوقني محل ما دايرة
المافي شنو ⚘

[Hassan Farah]

كنت منهم (9)
ثلاثة اعوام قضيتها في كنف ( الطواعة ) احتجت بعدها الى أعوام طويلة كي أتعافى من كل ما لحق بي ..خرجت بما يشبه الندوب في روحي وطريقة تفكيري .. وخرجت باحثا عن حياة طبيعية افتقدتها بكل مافي الكلمة من معنى ..
كي اصبح مطوّعاً حقاً كان يجب ان اعيد ترتيب الافعال بحيث يتصدرها الكره ..ان احيط نفسي بدائرة داخل دائرة المجتمع الكبيرة وضعتني في عزلة اختيارية من اقرب اقاربي )
من رواية سمراويت لحجي جابر ..👆👆
صدق ود جابر ..مرات كتيرة بقول انو التشوّه الذي لحق بروحي بسبب عشرة سنين او يزيد قضيتها في كنف الكيزان و (دينهم) يلزمها عمر آخر كي يزول وينمحي ..
ففعلا علاقتنا بالحياة وقتها كان قوامها الكره لا الحب
اولى الاشياء التي يتم ترويضنا عليها ان تحب في الله وتكره في الله وبالتالي فأنت ستكره كل الناس العندهم راي في التنظيم وما اكثرهم ...واعداء التنظيم يصبحون اعداء الله المستحقين من الكره أجزله ..
وهؤلاء يمكن ان يكونوا أهلك الاقربين ..جيرانك ... اصحابك الاولى بالمحبة لا الكره ... كنا نلتمس القبول عند بعضنا اذ يندر ان تجده عند الآخرين وبالتالي تتسع دائرة الكراهية لتبتلع كل دائرتك ومحيطك ..
وهذا يجعل منك كائن كاره للكل ومكروه من الكل حاد الخصومة متشنج ... شحيح التقبل والاحترام للاخرين ...
علاقتنا بالقيم الانسانية منعدمة والبيننا وبينها ما عمران تب ..يطرشنا ما سمعنا بعدالة ولا مساواة ولا سلام ..
لا حلم العالم ناس تتسالم..
ولا السودان متعدد الاعراق والاديان والثقافات بيشبه تصورنا عنو كواحد من ( امصار الدولة الاسلامية ) ولا اهلو مفروض يتمتعوا بحقوق مواطنة متساوية ولا يتعايشوا سلمياً ولا يتسامحوا. على النقيض من ذلك فهمونا انو مفروض تتبني بيناتم علاقة مختلفة تقوم على اساس تصنيف ديني وعرقي تكون فيهو السلطة والسيادة للعايزين يقيموا شرع الله فيهو وبس ...الحرية والديمقراطية بنعرفم زي جوع بطننا ..في زول بيغبا من عدوه ؟! 😅
المشاعر الوطنية غائبة تحت اطنان من الولاء للدين وللامة الاسلامية ..
محمد اقبال والمودودي وحسن البنا وزينب الغزالي واولاد عمك قطب هم الاقرب لوجداننا من الازهري والمجذوب وعلي عبداللطيف والطيب صالح والفيتوري وفاطمة احمد ابراهيم ..
منتهى اعجابك هم ناس الترابي والسنوسي ومهدي ابراهيم وامين حسن عمر
وفارس احلامك هو كوز اشعث اغبر مقصر جلابيتو ولا بنطلونو ( زي باب الحمّام ) هو واحد من مسئولي التنظيم في الجزيرة 🤣🤣
مافي جمال في الرصّة ( شأننا شأن كل التنظيمات او الجماعات ذات الصبغة الدينية ) فالشعر والغناء والموسيقى هي ضروب لهو وبدعة وضلالة ..والضحك يميت القلب ويسقط الهيبة ...
والتأمل في جمال الكون والطبيعة اذا ما زادك ايمان بالمعبود فهو شرك وغفلة ..
علاقتك بذاتك ( الامارة بالسوء ) معقدة ..فانت شغال معاها جلد ذات ..تهذيب وتشذيب وقمع ..معدّما النفس
علاقتِك بذاتك ( الانثى ) اكثر تعقيداً
جسدِك فتنة وعورة ..صوتِك عورة ..عطرِك زنا.. شناتك جنتك...والحب حرام 😅
لو خلونا لدين الله والرسول البسيط المتسامح دة كان اظرف
وكان علاقتي بيهو تكون ابسط واجمل
من دين الجهاد وتكفير الناس والوصاية عليهم والتعالي ب ( كنتم خير امة )
وازالة المنكر بالسيخ واليد واللسان
دين اقامة شرع الله غصباً عن عين اي سوداني ( كافر وضال ) عندو تصور مختلف لحكم السودان ...
عشرة سنين عجاف مافيهم حاجة عميقة انطبعت في الحس والوجدان ..
بالعكس ..تسطيح لاحساسك بما وبمن حولك
تبلّد وغربة عن ذاتك الحقيقية وتغييب ليها وتقمّص حالة ومشاعر لا تعبّر عنك ...
ذاتك الحقيقية مدفونة تحت انقاض الذات الكوزة ..
ناقصة زي جنا السبعة شهور
مسروقة منها عشرة سنين هي اظبط سنين العمر لتلقّي بذور الحق والخير والجمال لتنبت نضج واتساق وانفتاح على الاخرين وعلى القيم الانسانية الاحق بالانتباه والتبني ...
علاقتي ببلدي الهلالية الى الان يشوبها التعقيد بسبب هذا التشوه
فهي كانت مسرح تلك المسرحية العبثية الكذوب . .
او قل هي كعلاقة الجاني بالضحية ..
فقد مارست دوري كاملا في تشويهها وتسميم الحياة فيها ككادر نشط من كوادر كيزانها ..
التجسس ..التآمر ..مراقبة الضمائر ..تتبّع العورات ..اصدار الاحكام على خلق الله ..المحاولات الدؤوبة لتسيّد المشهد فيها ..وضخّ كل الافكار والمفاهيم السامة ...
في عهد الانقاذ اخواني في الله منسوبي التنظيم وارزقيته واصلوا الدرب الاعوج...سادرين في غيهم .. احتكروا كل مراكز القرار فيها بالتمكين . وساموها العذاب ..وضيّقوا على ناسا ..صادروا الحريات ..كانوا سبب في اعتقال كثير من الوطنيين من ابنائها واحالتم للصالح العام كما فعلوا في كل السودان ..
الهلالية ومثيلاتها لا تحفظ لي ولا لهم جميل ولا الومها ..

[Hassan Farah]

كنت منهم (10)
بعدما تنكّبت الطريق في بداية سنين عمري ..وحاد دربي عن مساره الطبيعي بفعل قطّاع الطرق ( الكيزان )
كتبت لي النجاة وانتفضت وفارقت درب العوج الى غير رجعة ..
تحرّرت من قيود التبعية العمياء وفتحت صدري لرياح التغيير وصرت عرضة للاصابة بجرثومته كيفما اتّفق ..
اسرجت خيلي في براري المعرفة كغيري ..ووضعت مقلاتي على نار التجارب...تحرقني حيناً فأرميني وابدأ من جديد او تنضجني حيناً اخر وامضي منتصرة وعنيدة ...
عشان أصد لملامحي وأكون ذاتي البتشبهني ..عانيت كتير ..فأثقال الماضي تجرني لأسفل وتمنعني الانطلاق والتحليق ..محيطي الاجتماعي ما بيعرف غير سمية الكوزة المتدينة المحجبة صارمة القسمات ..المنتمية للمدرسة المحافظة ..
بينما (اناي) الحقيقية بعد ما ( نضفتها ) من اي آثار كوزنة هي سمية تانية ..مرحة
بشوشة بتحب الغنا والمزيكة ..وتهوى الرقص على ايقاع الطبول الافريقية حيث تنتمي روحها وسحنتها الخديرا ...روحها التي امتلكتها بالكامل وتصالحت مع ندوبها تنتفض توقاً للحياة ..
عانيت مخاضاً عسيراً لاكون نفسي
خسرت الكثيرين ..واستعديت آخرين..
لاتعمّد سمية جديدة منسجمة مع نفسها ..ومتسقة مع تفكيرا ...عايشة حياتا بشكل طبيعي ..لا حسب توقعات الاخرين ..خطّاءة ...ملطّخة الوجه بالحبر والنزوات ..
سمية اخرى متمردة على المسارات المرسومة من السلطة والدين الموروث والمجتمع والافكار المعلبة ..مكشوفة حال ..عقلها سنين تمارس حقها في مناهضة القهر والعنف والتسلط ...لسانا سليط ..اما التابوهات فهي ( بت مجذوبا ) الطالعة للربا والتلاف ..وشايلة وش القباحة
هل في اسوأ من انك تكون كوز في يوم من الايام ؟! 😁
انا الان يا سادتي ادين بقيم الحق والخير والجمال ..احلم بوطن حر ديمقراطي ...وطن بالفيهو نتساوى بدون تمييز على اساس دين او عرق او نوع او فكر او ميول جنسية ...
وطن يحتفي بالتعدد ويحترم الاختلاف ..
اعشق الحرية ..والعدالة ..وضد العنصرية وبحلم بالسلام ..
انا ضد الدين الموروث اللي تم استغلالو لتمرير الشمولية والتسلط والظلم والاقصاء ... وما باخدو كلو كمسلّمات ... لانو الدين البعرفو هو الدين المنسجم مع القيم الانسانية السمحة ..لحظة ما يفارق دربم ..بدي نفسي الحق في الاعتراض والنقد والتساؤل المشروع ...
بعتبر نفسي مناصرة للمرأة وفيمنست ( من منازلهم ) عدو لدود للمجتمع الذكوري وكامل منظومتو ..وأومن بان المرأة كائن كامل الاهلية والاستحقاق.. ند ومساوي للرجل تماااااماً ..
انا مناصرة للحريات ..كل الحريات بلا استثناء ولا اخاف في ذلك لومة لائم ..
انا كأم اتبنى اقل مناهج التربية صرامة واكثرها انفتاحاً ..مؤمنة بانو ابناءنا يجب ان ينتموا لزمنم هم ما زمنا نحن ..التربية عندي رحلة تعلم ممتعة لينا ولأولادنا ..بستمد من تاريخي وماضيني معلّم وموجه..مش نموذج يجب تكرارو معاهم ( بضبانتو )
نحن عايزين نهبهم لزمانم مش نعمل منهم نسخ مشابهة لينا ..
ختاما في واحد من متابعي صفحتي من المتأثرين بالثقافة الغربية في الاعتذار قال لي القلتيهو دة كلو فلسفة فارغة مااا بيحلك ما لم تعتذري عن سنين كوزنتك ..
فرديت ليهو بأني لها 💪
رغم المكابرة وتضخم الذات المعروفين بيها نحن كسودانيين 😅
فها انا ذا ايها الشعب السوداني الفضل اقف بباب صفحكم معتذرة عن سنين كوزنتي ومساهمتي في ارساء دعائم منظومتم الفكرية والاجتماعية والسياسية المشوهة التي احتلت السودان لثلاثين عاماً عجافاً ..
اعتذاري في الاول اخد شكل مشاركتي تجربتي كضحية تم التغرير بيها في سن صغيرة ..
وكيف انها بتكشف كيف سرقت أعمار المراهقات وكسرت أجنحتهن وحشرن حشرا في بندقية وبوت وعباية كئيبة وسمت متجهّم ...
واعتذاري الان ( كجاني ) موجّه للنساء اللي جندتهم ابان كوزنتي فصرن تروس كبيرة في آلة القمع والقبح ومعاداة الحياة ...
بدل المساهمة في حماية العقول والارواح الصغيرة من بشاعة الانتماء لجماعات التطرف والارهاب باسم الدين
جرائم الانقاذ انا ما كنت جزو منها لأني تركت التنظيم سنة 91 لكن بعتبر نفسي مسئولة منها بقدر مساهمتي في التبشير بالفكر الاخواني و تجنيد بعض من شاركوا في تلك الجرائم
قلنا آسفين ياخ
آسفيييين 🙈