نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2013, 12:24 PM   #[1]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي الاجازة ....

الاجازة ....




ماريو كبيرظباط الجمارك كان في حالة نفسية سيئة طيلة اليوم .فلقد بدأ برنامجا لانقاص وزنه. ومن المؤكد ان تلك المحاولة لن تكون الأخيرة, ولقد سبقتها عشرات المحاولات . ولكن هذه المرة كان ماريو يبدو أكثر تصميما. الاجازة تقترب. ويحلم في قضاء عدة اسابيع مرتديا لباس البحر علي بلاجات مالطا الرائعة, التي بدأت في جذب مئات الآلاف من السواح من كل العالم.
ماريو كان قد قضي كل يوم الجمعة وهو لم يتناول سوي شريحة واحدة من الخبذ وبيضتين مسلوقتين في الصباح. وكان يقاوم بشجاعة متناهية. ويتجنب رائحة الطعام الذي كان مرؤوسيه يفتكون به وكأنهم يؤدوون طقوسا دينية. ويكتفي هو بالتحديق خلال النافذة. وهو يحس بأنه ليس هنالك رجل أكثر منه تعاسة في كل جزيرة مالطا.
ماريو يستعد للذهاب لمنزله حتي يستطيع ان يقاوم الجوع بأكل بعض الفاكهة والخضروات, رن جرس التلفون. وأتت سكرتيرته لكي تقول له ان صديقه وزوج اخته انطونيو علي الخط الآخر. انطونيو كان كالعادة منفعلا يصرخ ويشتم. ويطالب بتدخل ومساعدة صديقه وشقيق زوجته ماريا.
ماريو وانطونيو كانا زملاء طفولة. انطونيو كان وسيما في شبابه ويحس بانه يمتلك العالم وكان يعرف كيف يستغل الفرص وكيف يتحصل علي ما يريد. ماريو كان يميل الي الامتلاء ويتبع انطونيو في مغامراته
، كما كان يؤدي الواجب المنزلي لانطونيو. ويغطي علي غلطاته. وفي بعض الاحيان كان يواجه العقاب بسبب صديقه.وانتهي به الامر كضابط جمارك . يؤدي عمله بتفاني ويستلم مرتبه وهو قانع . في بعض الاحيان كان مرتبه يكفي الي نهاية الشهر. او قد يضطر للاستدانة من صديقه انطونيو الذي صار زوج اخته.
انطونيو صار رجل اعمال فلقد ارسله والده الي اكسفورد حيث تخرج من
الجامعة وصار يتحدث الانجليزية بطريقة مميزة. بالرغم من ان اهل مالطا جميعا يتقنون الانجليزية. وتكاد ان تكون اللغة الاولي بالنسبة لبعض اهل مالطا.
وبين ما ماريو يقاوم الأمواس الصغيرة التي تقوم بتمزيق أحشائه والجوع الذي جعله يفقد حتي لطفه ومعقوليته التي تميز بها, كان صديقه يصرخ ويشتم ويتحدث عن الكابتن الافريقي الذي نهبه وهرب بالسفينة بدون ان يدفع خمسة وعشرين الف دولارا. بل لقد رفض ان يتوقف وكاد ان يطوح بانطونيو وسكرتيرته من السفينة قبل التحرك.
بين صراخ انطونيو وشتائمه البذيئة, عرف ماريو بأن انطونيو الذي يملك شركة لتزويد السفن بالمعدات والمؤن قد قام بتسليم كيبلات رافعات لمركب افريقي ولكن الكابتن رفض الدفع وهرب بسفينته. وما ألم ماريو أكثر, ان انطونيو كان يقول له هذه الفلوس كانت لارسال شقيقة ماريو ماريا وابنائها لاجازة في انجلترا كما وعدها.
عندما بلغ ماريو الرصيف كانت قوة من رجال الجمارك تنتظر في الزورق. والماكينة تعمل . والجميع متحفزون حسب الاوامر التي اتت بالراديو. وتحرك الجميع بسرعة للحاق بالكابتن الافريقي الذي فر بمصاريف اجازة ماريا اخت رئيس قوة الجمارك في الميناء. وبعد اقل من ساعة بالرغم من الامواج العالية بلغوا السفينة. واستطاع ماريو بنظرة بسيطة ان يحدد ان حمولتها خمسة الف طن وان السفينة حديثة جدا. وعندما هدأ القبطان السرعة ثم توقف وانزل لهم السلم. قام ماريو ورجاله بتسلق السلم. ولم تساعد الريح والامواج ماريو. واحس بانه علي وشك ان يغمي عليه.
بالرغم من جوع والم واحساس ماريو بالاعياء ورجاله المسلحون الذين
يحيطون به كان متضايقا اكثر من شتائم وصراخ انطونيو. فبالرغم من ملابسه الجميلة وربطة العنق الانيقة ولهجة اكسفورد الا انه كان يتصرف بطريق سوقية. واصفا البحارة علي ظهر المركب بانهم من ممارسي الجنس مع الجمال وانهم متخلفون متعطشون للدماء لصوص. وان كل المسلمين لا يستحقون العيش. ذاكرا بطولات المالطيين الذين هزموا وردوا اساطيل وجيوش المسلمين من اسوار مالطا والجنود المالطيين لم يزيدوا عن بضعة الاف . وانه لن يسمح بان ينهب ماله. وانه لن يغادر السفينه الا والخمسة والعشرين الف دولار في جيبه . وان عليهم ان يبحثوا عن ممولين آخرين لسفنهم. وانه لا يشرفه ان يتعامل مع العرب والمسلمين لانهم كلاب لا تستحق سوي الركل. وسيخبر كل الممولين بأن لا يتعاملوا معهم.
عندما دخلت القوة الي صالون السفينة كان اثنين من الرجال يقومون بتجهيز الاكل الذي وضع علي الطاولة الكبيرة بطريقة جميلة منسقة. ناسبت الاثاث الجميل والطاولة الانيقة . واحس ماريو بانه علي وشك ان يسقط علي الارض.فرائحة الطعام الشهي والجوع كانا يتصارعان في داخله. ولم يفهم لماذا كان هنالك ظابطا بحريا يقوم بالعبث بجهازين للفيديو وجهاز تلفزيون. ولم يكن يعيرهم اي انتباه كما اغضبه ان الكابتن لم يكن موجودا.
واخيرا اتي شخص نحيف القامة بابتسامة عذبة وعيون ذكية. وقام بتحيتهم. ولم يبدي امتعاضا حتي بعد ان رفض انطونيو ان يصافحه. وقبل ان يتكلم ماريو كان انطونيو يصرخ ويشتم ويدين ويطالب بفلوسه. واكتفي الكابتن بان طلب منهم الانتظار لعشرة دقائق . ولكن انطونيو كان يرفض الانتظار لثانية واحدة. فقال له الكابتن( الشخص الوحيد الذي عنده الحق في ان يتكلم او يتمتع باي سلطة علي هذا المركب هو انا. ولكني ساعتبركم ضيوفي
وساعاملكم باحترام). الا ان انطونيو واصل متغولا علي حق صهره في الكلام مذكرا القبطان الافريقي بانه في اوروبا وليس في ادغال افريقيا، وان المركب تحت السلطة المالطية وانه يحق لهم ان يفعلوا ما يشاؤون.
ماريو الذي كان يجاهد لكي لا ينظر للطعام او ان يستنشق الرائحة. كان ينظر الي القبطان باعجاب. ففي الحقيقة كان يتوقع شخصا ضخم الجسم يتحدث بلهجة خشنة ويستجيب للاستفزاز. وكان يتوقع مركبا قديما صدئا تفوح رائحة دورات المياه فيه. تمتد فيه حبال الغسيل ، تتعلق عليها ملابس بائسة. الا ان ذلك القبطان قال لهم ببساطة (عندما انزلت لكم السلم كنا قد تجاوزنا المياه الاقليمية لمالطا ويمكنكم كبحارة ان تتاكدوا بالنظر الي الاجهزة التي توضح لكم اننا قد تجاوزنا اثنا عشر ميلا واننا الان في المياه الدولية. وانا السلطة الوحيدة علي هذا المركب). ولكن كان في مصلحتي ان اتوقف لكي نحل هذه المشكلة. وفي امكاننا الان ان نشاهد كل شيء في الفيديو.
الفيديو بدأ بانطونيو وهو يحي الكابتن بوصفه ممول السفن الجديد. فلقد اشتري شركة لممول سفن عجوز تقاعد واضاف الشركة لشركته. وانه قد استلم التلكس الذي شمل طلبات كثيرة منها كيبلات الرافعات وهي حبال مجدولة من الصلب ولها مواصفات عالمية.
وانطونيو كان مصحوبا بسكرتيرته. وهو يداعبها ويقرصها في مؤخرتها كنوع من تلطيف الجو وكسر الجليد. وحكي عدة نكات بذيئة وتحدث عن تعاونه وحبه للعرب. وانه يمثل اغلب شركات الشحن العربية والافريقية في مالطا. واستعرض معرفته بالدول العربية وكان يعرف كثيرا من الكلمات العربية. ذاكرا ان نصف الكلمات في اللغة المالطية هي في الاصل عربية.
ويتوقف الفيديو قليلا. ثم يظهر انطونيو غاضبا شاتما لان القبطان كان يقول
له ان كيبلات الرفع لا تطابق المواصفات العالمية. وانطونيو يستميت في الدفاع محاولا اقناع القبطان بكل الطرق. واخيرا يحاول ان يقدم رشوة للقبطان عبارة خمسة الف دولار. بل بلغ به الامر ان يعرض عشرة الف دولار للقبطان. والقبطان يرفض. وانطونيو يقول له ان كل زبائنه يقبلون بتلك الكيبلات. والبقية كانت هجوما وشتائم لكل المسلمين والدول العربية والافريقية . كما هدد بصهره مسؤول الجمارك الكبير الذي سيحيل حياتهم الي جحيم.
بل لقد كان هنالك ذكر للحرب الصليبية. وابدا انطونيو فرحه بان الاسرائليين قد صاروا يحتلون القدس. وان وجود القدس تحت السيادة العربية يمكن ان يعتبر اساءة للبشرية. نهاية الفيلم كانت تصور انطونيو وهو يستعمل رافعة شوكية. ويقوم بدفع الكيبلات من الرصيف الي الماء . وهو يهز قبضته في وجه السفينة التي لا تزال راسية. وشفائفه كانت تتحرك بعصبية ولا بد انها كانت زخة من الشتائم وان لم يسمع الصوت في الفلم لبعد المسافة.
وقبل ان يفتح انطونيو فمه طلب ماريو من رجاله أخذه الي الزورق ووضعه في معتقل الجمارك . وعندما طلب نسخة من الفيديو. افهمه القبطان بان الضابط كان يعد نسخة خاصة له. وعندما اقترح الكابتن تناول بعض الطعام لم يتردد ماريو ونسي الرجيم الذي قد بدأه في الصباح. وبدأ في الاكل وهو يحس بود واعجاب نحو الكابتن. وزاد اعجابه عندما عرف بان الكابتن يحمل شهادة ماجستير في القانون البحري. وانه قد تحصل عليها من جامعة الامم المتحدة للبحرية في مدينة مالمو جنوب السويد. وانه قد درس القانون بعد تخرجه ككابتن بحري. وانه قد استقر في رئاسة الشركة البحرية في بورتسودان. ولكنه كضابط بحري يحن للبحر في بعض الاحيان . وان تلك الرحلة كانت بسبب مرض احد الكباتن البحريين.
وعندما كان ماريو يقول لصديقه الجديد كيف رفضت رشوة عشرة الف دولار. كان الكابتن السوداني يقول له ببساطة نحن نحب بلادنا ونعمل بمرتبات اقل من ما يمكن ان نتحصل عليه في الخطوط العالمية الاخري . والخطوط البحرية السودانية هي ملك للشعب السوداني.
وبحارتنا يقبلون بمرتب هو خمس ما يمكن ان يتحصلوا عليه وما هو محدد عالميا بواسطة القانون الدولي. الا ان شركتنا مملوكة للدولة ونحن نعتبر هذه الشركة ارث قومي .
عندما عاد القارب لاخذ رئيس الجمارك. كانت النظرة القاتلة قد اختفت من وجه رئيسهم وكان يقهقه ويربت علي ظهر القبطان الافريقي ويقول له بصدق. عندما تحضر المرة القادمةلمالطا فلتعتبر نفسك ضيفا علي. وكل زملائك. سيجدوا الترحيب والمساعدة وهذا هو رقم هاتفي في المنزل والعمل. من المخجل اننا نكون فكرة نمطية سيئة عن جنسيات اومجموعات بدون وجه حق. اما صهري العزيز فلأول مرة منذ أن كنا اطفال لن يستطيع ان يتطاول علي. وانا الآن اشعر بسعادة وبكثير من الرضا. وأردف هذا بخبطة علي كرشه وخبطتين علي شريط الفيديو الذي كان يحتضنه.

شوقى بدرى ...



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-06-2013, 06:03 PM   #[2]
عماد علي
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي



الأمدرماني شوقي بدري

تحية وإجلالاً....

أما آن الأوان لصدور الأعمال الكامله؟؟؟





عماد علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-06-2013, 09:06 AM   #[3]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

لك الشكر الجزيل صديقنا الصدوق


الأستاذ شوقي بدري



نعُمت كثيراً بقراءة ما تكتب من مقالات ، ومن صفحات من تاريخ الأرض والناس والأمم السودانية التي تفرقت بها السُبل . لقد كُنا نُعيب على من سبقنا أنهم لا يكتبون . وها أنت تُكسر حاجز الشفهية ، لتكتُب . على ذات منوال معلم القرن الماضي جدك " الشيخ بابكر بدري " . فقد أُحرقت كراساته التي دونها عن تاريخ حياته ، واضطر أن يكتبها مرة أخرى . ها أنت بذلك الإصرار تكتب وتؤرخ للحياة وللناس ، وتكتب القصص ، أجمل القصص . وأعلم أنك لم تكُن تكتب على الآلة الكاتبة ، وربما كان يكتُب لك ابنُك ، وربما أنت الآن قد ملكت ناصية الكتابة بأصابعك ...



لك الشكر الجزيل


أن كنتَ السبّاق إلى التدوين والكتابة ، وبين أيدينا كتابتك وفاء لتاريخ أناس ، لم يعرفهم الناس ، فعرفتَ أنت بهم الناس . لك الشكر الجزيل . ونأمل أن تكون دائماً كما نودُ لك أن تكون ، مصباحاً في كهوف الظلام ، ومفتاحاً للصدور المغلقة على تاريخها .



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-06-2013, 09:02 PM   #[4]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي

عزيزنا الأمدرماني شوقي ..
تنوّر كتاباتك منتدى سودانيات دوماً .. ولا أزيد على قول أخي عبدالله شقليني فقد أوفى...

كنت قد اشرت إليك في مقال لي عن الراحل صلاح أحمد إبراهيم، بعنوان : "شاعر أبصر الردى" ..


(ممّا ورد في خواطر صديقي صلاح الباشا عن شاعرنا الرّاحل صلاح، قصة خروجه من وزارة الخارجية بعد أن بلغ فيها درجة وظيفية عالية، ومثل بلاده سفيراً في الجمهورية الجزائرية. القصّة التي سمعتها عن خروجه تختلف عن تلك التي وردت عند الباشا.
أشير هنا أن صلاحاً وبعد أن درَّس لسنوات في أكرا، عاد النورس إلى شاطئه الحبيب، ولحق بدفعته في وزارة المالية منتصف الستينات من القرن العشرين، غير أن الدبلوماسية أخذته إلى أكنافها ، فرغبها ورغبته. تولّـــى بعض شأنها دبلوماســياً ناشـــطاً فــي
نيو يورك ، ومثل بلاده في مندوبية السودان الدائمة في الأمم المتحدة. ثم عاد إلى الوزارة بعد ذلك وتدرَّج في وظائفها، فصار الشاعر الكبير سفيراً كبيرا. عمل سفيراً للسودان في الجزائر بين 1974 و1976، ثم كان خروجه الكبير من السودان كله بعد ذلك .
سعيتُ خلال عملي في وزارة الخارجية أن اعرف أطرافاً من القصّة، ممّا قد تكون حوته أضابير الوزارة، غير أنّي لم أظفر بشيء. مشاغلٌ عديدة أبعدتني عن التقصّي، وبعُدتُ أنا في مهمةٍ خارجية بعد عام 2006 ، فما تابعت الموضوع. لكني أستعيد من الذاكرة الخربة كيفَ أني خرجت من الوزارة في أواسط عام 1976 ، موفداً في أوّل مهمّة دبلوماسية لي، مُشاركاً في وفد السودان لاجتماعات اللجنة الاقتصادية في أفريقيا في العاصمة الجزائرية. كنت أمنّي نفسي بلقاءِ الشاعر السفير صلاح أحمد إبراهيم، والتعرّف إليه، ولكن حين وصلت الجزائر، استقبلني صديقنا القائم بالأعمال بالإنابة في الجزائر وقتذاك، السيد بابكر على خليفة. استفسرته فقال لي أن السفير غادر على عجلٍ إلى باريس ، وأتذكر أنّي ألححت دون طائل أن أعرف إن كان خروجه خروج مغاضبٍ، أم هي مهمّة لفرنسا ويعود. لم يبلغني من صديقنا بابكر المُتحفّظ بطبعه ما يروي الغليل، وإنْ كنت على قناعة أنَّ مغادرة سفيرٍ لموقعه على هذا النحو المفاجيء، ليس من الأمور التي تقع عادة في السفارات.
بعد انقضاء المهمّة وعودتي إلى الخرطوم، علمتُ أن السفير صلاح أحمد إبراهيم خرج من سفارته مغاضباً، وأنّهُ كتب استقالة مُسبّبة إلى وزارته في الخرطوم ولم ينتظر رداً عليها، ثمّ غادر إلى باريس . الذي بلغني من بعض العليمين بالأمور في الوزارة وقتذاك، أن خروج صلاح كان بسبب إساءة جاءت على لسان رئيس الدولة في إحدى تفلتاته المعهودة وعبر محفل إعلامي، فجرح صلاحاً وأصاب أسرته برشاشٍ وأذى . ويضاف إلى ذلك الفعلِ المُستفزّ، نفور صلاح الأصيل عن سياسات بلاده تحت حكم النميري. ذلك يفسّر انخراط صلاح بعد مغادرته إلى باريس، في كتابة مقالات راتبة تعارض النظام القائم في السودان طيلة سنوات حكم النميري ، وإلى ما بعد الانتفاضة التي أسقطت ذلك الحكم في عام 1985. أما قصّة استقبال صلاح السفير لمعارض في قامة السيد الصادق المهدي، فما وجدتُ لها سنداً لا في الخارجية ولا غيرها، ولكني لاأملك دليلا على بطلانها. المُرجّح عندي أنّ الرجل بادر بتقديم الإستقالة وقد شكّلت مفاجأة لم تكن متوقّعة. ذلك الفعل من طرف صلاح أمرٌ يناسب شخصيته وضيقه بالـ"حقارة". يذهب ليعمل مستشاراً في سفارة غير سفارة بلاده، وتحت إمرة سفير أجنبي يصغره سناً وتجربة، ولكنه لن يقبل أن يُداهن نظاماً يستحقره أو يهين كرامته. هذه "أمدرمانية" في الشخصية لا يجيد الحديث عنها إلا مُنافح مثل صديقنا الأمدرماني الكبير شوقي بدري . .)




التوقيع: http://sudanyat.org/maktabat/gamal1.htm
مكتبة السفير جمال محمد إبراهيم
جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2013, 10:57 AM   #[5]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي

الابن عماد .. لك التحيه والموده لسوء الحظ او لحسنه او الاثنان معاً نحن اهل السودان قديما وخاصه امدرمان نهرب من تضخيم الذات . ونعتبر ان السعي الحثيث هو نوع من التمختر والتباهي . ولهذا نقدم رجلاً ونؤخر اخرى فى عملية النشر . ننزوى ونخجل عندما يشاد بنا .
خجلت وغضبت عندما اهدانى استاذى هلال زاهر السادات ، كتابه امدرمان . وقلت له انه قد اعطانى ما لا استحقة . لان فى امدرمان من النساء والرجال قامات لن يرقى اليها ابداً شوقى بدرى .
اهدانى الاديب السفير جمال محمد ابراهيم فصلا من كتابة فلخبط حساباتى وجعلنى فى حالة ( طرطشة ) ..
لك التحيه .
شوقى



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2013, 11:02 AM   #[6]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي

عزيزى بيكاسو .. لك الحب والود هذه المجموعه القصصيه اسمها الملح . قبل عشرين سنه سمعت من قال ان شوقى بدرى هو شلخوف السودان واحسن من يكتب القصه القصير و..... الخ . وعلى راس هؤلاء كان الاخ ابن امدرمان عصمت زولفو رحمة الله عليه ( كاتب كتاب معركة كررى ومعركة شيكان ) . فوقفت عن كتابه القصه القصيره بسبب عقدة الاحساس باننى اتباها . سأحاول ان انشر هذه المجموعه .
هنالك مجموعة منشورة وموجوده فى الانترنت يمكن انذالها اسمها ( المشبك ) .
لك التحيه ابن امى امدرمان .
شوقى ..



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2013, 11:23 AM   #[7]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي

الجميل ــ جمال محمد ابراهيم لك كل الود . اقول لك وانت سيد العارفين بأن لامدرمان كود اوف كونداكت . لا يحيد عنه اهلها اهم شيء هو عزة النفس . جعفر قال برعونته التى نعرفها واصفاً اهلنا ابناء وبنات الشيخ احمد ابراهيم باليهود . وهذا بعد ان اغتال الشفيع . الشيخ احمد ابراهيم كان يدرس الاولاد القرآن والعلوم الدينيه والكبار كذلك متطوعاً فى جامع مرفعين الفقرا فى العباسية . على يدة تعلم الاعلامى الكبير حسن عبد الوهاب وهو من الزومه دهاسير القرآن والتجويد وحسن الآن فى برلين . ولقد تعرضت المناضله احسان عبد العال لاستفزاز فى المطار بسبب هذا التصريح . وقالوا لها ( انتوا ما اسرائيليين ) .
اسرة صلاح ضناقله ميه فى الميه . وعندما تفرعن نميرى وغز العصاية فى الطربيزه وبدأ يتحدث مع الوزراء كاطفال . انتزع مرتضى احمد ابراهيم وزير الري العصاء ورد على جعفر بشجاعه وقال جعفر لمرتضى فيما بعد انت ضنقلاوى ابن كلب . وقال له مرتضى انت ضنقلاوى ابن ستين كلب . وترك مرتضى حكومة نميرى غاضباً ورجع الى النمسا ومات فيها قبل سنتين . وكان متزوجاً من سيده نمساويه . مرتضى كان شجاعاً وترك نميرى قبل صلاح . ومرتضى وقف مع الحزب الشيوعى وعبد الخالق ضد صلاح . وبسبب هذا كانت قصيدة صلاح اخى يا قابيل .
آل عبد العال سكنوا شمال المجلس البلدى وكانو جيراناً لآل اسرائيل العينى . وتزوج محمد الفضل ود الناظر ورده اسرائيل العينى . وولدت له بناته فايزه وفوزيه والدكتور فيصل الذى تزوج دكتوره امال الدرديرى نقد شقيقة الدكتورة سيدة الدرديرى نقد زوجة الفريق احمد الذى غادرنا قبل ايام . وفتحى المقيم فى تشسلوفاكيا . وفاروق الذى يسكن فى ردينج فى بريطانيا . آل اسرائيل العينى هم كذلك اصهار جارهم مؤرخ السودان الاستاذ محمد عبد الرحيم والد الاستاذ بدر الدين والد هاشم بدر الدين الشاب المتدين والمثقف وإن كان اشتهر كلاعب كراتى .
الادارى الدرديرى نقد شقيق حكيم باشا امدرمان الاسطورى عبد العزيز نقد ، الدرديرى كان متزوجاً من والدة صلاح احمد ابراهيم لفترة قصيرة . وحدث الطلاق ولم يؤثر هذا على علاقة الصديقين محمد الفضل الذى كان مديرا عاما للسكة حديد . والدرديرى نقد الذى كان مديراً للنقل الميكانيكى . ومن مؤسسى الحزب الجمهورى الاشتراكى .
اللواء محمد عبد العال لاعب التنس هو شقيق محاسن عبد العال زوجة الاقتصادى بابكر بوب رحمة الله علية وشقيقتها زوجة المهندس عمر بوب .
هذا على عجاله وآسف على الغلطات الاملائيه .
لك التحيه
شوقى



التعديل الأخير تم بواسطة شوقي بدري ; 07-06-2013 الساعة 11:34 AM.
التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2013, 04:56 PM   #[8]
الرشيد اسماعيل محمود
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الرشيد اسماعيل محمود
 
افتراضي

يا سلام!!
شكراً أستاذ شوقي بدري علي هذه الكتابة الأدبية المتميّزة حقاً، فهي تستحق أن تُنشر ليقرأها الجميع. المتعة حاضرة، وكذلك المعلومة.

تحياتي



الرشيد اسماعيل محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2013, 09:24 PM   #[9]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي

عزيزنا شوقي ...
لا عدمناك أخاً وصديقاً ومرجعاً أصيلا لتأريخ أم درمان...
متعتنا لا تقدر بمطالعة كتاباتك المميزة ..



التوقيع: http://sudanyat.org/maktabat/gamal1.htm
مكتبة السفير جمال محمد إبراهيم
جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-06-2013, 06:30 AM   #[10]
طارق صديق كانديك
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية طارق صديق كانديك
 
افتراضي



اقتباس:
ماريو كان قد قضي كل يوم الجمعة وهو لم يتناول سوي شريحة واحدة من الخبذ وبيضتين مسلوقتين في الصباح. وكان يقاوم بشجاعة متناهية. ويتجنب رائحة الطعام الذي كان مرؤوسيه يفتكون به وكأنهم يؤدوون طقوسا دينية. ويكتفي هو بالتحديق خلال النافذة. وهو يحس بأنه ليس هنالك رجل أكثر منه تعاسة في كل جزيرة مالطا.
هذا المدخل الفسيح، يصلح لوحده أن يكون حدثاً فرداً لايشاركه في الاتقان شئ.

هذه القصة لا تكد تشرع في قراءتها حتى تتصاعد أنفاسك لتأتي على آخرها دون أي تشتيت ذهني، فقد كان صوت الراوي يمسك بتلابيب النص ومواضع التركيز في ذهن القارئ ليسوقه كيفما شاء.

ثم إن تقنية العمل طرحت مساحة كبرى تمدد فيها النص بتركيز عجيب، فانطلق مباشرة الى هدفه، وهو يفعل كل ذلك، لم ينسى أن تكون السخرية المحببة حاضرة:

اقتباس:
وشفائفه كانت تتحرك بعصبية ولا بد انها كانت زخة من الشتائم وان لم يسمع الصوت في الفلم لبعد المسافة.
يا له من نص فخيم، يا أستاذنا، أضم صوتي الى صوت أحبابنا الذين تحدثوا عن ضرورة الطباعة، إذ يغيب مثل هذا الأدب وتلقى العديد من الأعمال العادية حظها من أن تتربع على المكتبات.

لك تقديري ومودتي



التوقيع: الشمس زهرتنا التي انسكبت على جسد الجنوب
وأنت زهرتنا التي انسكبت على أرواحنا
فادفع شراعك صوبنا
كي لا تضيع .. !
وافرد جناحك في قوافلنا
اذا اشتد الصقيع
واحذر بكاء الراكعين الساجدين لديك
إن الله في فرح الجموع



الفيتوري .. !!
طارق صديق كانديك غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:04 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.