نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > كلمـــــــات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-2012, 06:43 PM   #[1]
عبد الله مساعد
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي غفــوة .قصة قصيرة . أبوخلود

غفــوة

تدافعنا فى سرعة نحو سيارة البيجو (التاكسى) التى كانت تقف بين مجموعة من سيارارت الأجرة على مقربة من موقف سيارات مدينة الرويس (أكبر المدن الصناعية بأمارة أبوظبى .تقع على مسافة 240 كيلو متر غرب مدينة أبوظبى ) والتى كانت وجهتنا فى ذلك المساء .
كان الإرتباك واضحا فى عينى سائقنا ( أحد الرفاق الباكستانيين ) خوفا
من إنكشاف أمره لشرطى المرور الذى كان يجوب المنطقة جيئة وذهابا. فصاحبنا كان مخالفا لوقوفه فى منطقة غير مسموح بالوقوف بها ولكن
ذلك لم يمنعه من عدول رأيه لطالما أصبح هذا دأبهم . فالواحد منهم يريد
أن يؤتى أكله مرتين أو ثلاثة فى اليوم الواحد رغم ما يسبب له هذا
الجشع من إرهاق وإعياء وتعب .
كنا جميعا ( الركاب) نقف أذن صاغيه لما يقال لنا أثناء عملية شحننا إن صح التعبير. مرة يأمرنا بالذهاب لنتخبأ بعيدا عن موقف السيارة حتى
لايشك شرطى المرور فى أمرنا وينكشف ساعتها أمرالسائق ومرة أخرى يأمرنا بالجلوس داخل السيارة برغم قساوة الطقس الحار الرطب حتى يطمئن الجميع والذين فى عجلة من أمرهم على دنو موعد الإنطلاق ويكتمل نصاب الركاب المطلوب إلى سبعة أشخاص ، فرغم أن العدد لم يكتمل بعد إلا أن مبدأ السبعة نفرات أمرا لامناص منه عند أصحاب البيجو طالما الغاية المنشودة فى نهاية الأمرهى المائتا وعشرة درهم بفرض أن
(أجرة المشوار للشخص الواحد إلى الرويس ثلاثون درهما ) . فالفكرة عندهم واحدة ثمن الرحلة لا يجب أن ينقص بأى حال من الأحوال عن المبلغ أعلاه فالزياده أوالنقصان فى عدد الركاب (النفرات) يجب أن يقابل بزيادة ونقصان فى الدراهم أو بمعنى آخر تتناسب بأى شكل بحيث لا تغير فى نهاية المطاف المبلغ أعلاه .
واخيرا إنطلقنا بعد جهد جهيد عبر الخالديه مودعين مدينة أبوظبى إلى الطريق الخارجية مع محاذاة البحر تاركين وراءنا مدينة أبوظبى تموج
فى حركة دائبة فى أصيل ذلك اليوم من أواخر عام ديسمبر 1985 .
بدأ الليل يرخى سدوله على أطراف أبوظبى وتواردت إلى مسامعنا نداءات( الآذان بدخول وقت المغرب ) من كل صوب فى خشوع مهيب توقفنا بعده وانتحينا أحد جانبى الطريق لأداء الصلاة ثم عاودنا بعدها الإنطلاق مرة أخرى

كانت السماء صافية فى تلك الليله وعلى الأفق البعيد إشرأب القمر عبر
تلك الوهاد الخالية فى قرص فضى ساحر مالبث أن إرتقى إلى مشارف السماء الصافية الأديم وظل يغازل ببياضه الوضاح ألحفة الصحراء الرملية وروابيها المتناثرة هنا وهناك حتى تكشفت له عن سترها وبادلته النشوة وجلة لجماله الأخًاذ ، فانطلق الخيال يمخر عباب الذكريات إلى الوراء البعيد فألهب جمرات الشوق المتخفية خلف رماد النسيان لتلك
الأيام الخوالى ، لليالى الصيف المقمرة وأندية الأنس والسمر التى تمتد طويلا إلى ساعات الفجر الأولى .
حملنى الخيال بعيدا بعيدا إلى حيث أيام الصبا التى ظلت طويلا منسية على أرفف أروقة الدماغ .
تذكرت ساعتها تلك الرحلات الليلة عند بواكير الصيف المقمرة وعلى الروابى الخلوية عندما كنا نتجاذب أطراف الحديث والأنس والسمر.
وبينما أنا غارق فى بحرتلك الذكريات ، عاودتنى الذكرى لتلك الليله
الصيفية المقمرة بساحة مدرسة القرية الإبتدائية والتى كنا نتناظر ونتبارى فيها بالشعر والأدب الرفيع السامى فيما عرف سابقا بالجمعية الأدبية .
كنت أنا شاعر وخطيب تلك الليله ، إذ تجلت القريحه وجادت بشعرلم أكن أتوقع أن يكون بتلك السلاسه والعذوبة ، فانبرى الجميع مهللين مصفقين فتخيلت وأنا على أحد المقاعد الخلفية للتاكسى كأننى على منصة تلك الليله فصحت مشعرا فى الركاب الذين لاحول لهم ولا قوة بصوت جهورى منشدا مقاطعا من إحدى تلك القصائد ذات الوقع المؤثر وماهى إلا دقائق
فقد بعدها السائق السيطرة على السيارة فأصبحت تروح وتجئ
يمينا وشمالا والسائق مرتبك فى حالة مذرية يصارع عجلة القيادة
باستماته للتحكم بالسيارة بينما ارتفعت صيحات الآخرين بعبارت متقطعة فمنهم من استيقظ مذعورا ومنهم من كان متأملا فذهل وبعضهم تشابكت أياديهم واشتد الصراع والمقاومة للخروج من داخل السيارة ولكن لطف الله كان سابقا لمهارة السائق فرسونا بحمد الله على إحدى الجزرالترابية بين اتجاهى السير . فهدأ الجميع وساد صمت حذر ، إلتفت السائق وراءه إلًًى حيث كنت أجلس مشدوها ، فرمقنى بنظرة تمنيت الموت دونها ثم استوضحنى بصوت فاتر عيى قائلا :

رفيق أنت فى مجنون ؟



عبد الله مساعد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:00 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.