اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق عيدروس
[ان وجود اسم حزب تحت مسمى (الشيوعية) أمر مستحكم المستحيل، فلفظة (شيوعى) تعتنى بتوصيف حالة اتحاد الناس وزوال الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، وهو ليس بالشي الذى نعمل عليه الآن.. حتى وان عملنا عليه كل مقدرتنا وجهدنا وسلمنا به فهو مستحيل مادامت الطبيعة البشرية تعنى الاختلاف والتفاوت..
والتسمية مهمة فى مقدرة الناس على التواصل مع الطرح.. والتسمية بذاتها تقود للتحديد وتعدم هذا التعميم الحالم!
يحضرنى مثال فى ايطاليا وهى (شينكوا استيلى موفمينت) وهى حزب جديد قام باحتواء اليساريين فى النقابات ووسط الطلاب والمهنيين، وانطلقت بذلك لتصنع تغييرا حقيقيا وملموسا، ولكن هل كانت الآيدلوجيا عائقا؟
بالطبع لا، فالانتماء للقضايا والهموم أصبح أكبر بعدا من الاسم ويمكن أن يصيغ بذاته طرائق عمله والاسم الذى يرتضيه..
التجربة فى السودان أثبتت عدم مقدرة الحزب الشيوعى السودانى فى التحول لعنصر فاعل ومؤثر بشكل مباشر فى صياغة التغيير المطلوب والملح..
فلابد من إيجاد مسببات ذلك وعلاجها مع الجماهير واشراكهم فى قضيتهم، فالحزب حزبهم]
(منقول)
|
صديق عيدروس
الاقتباس منقول من أي مصدر لو سمحت!؟
حول اسم الحزب وطبيعته
اعتقد ان المدخل السليم يتطلب الإقرار أولا بان للحزب الشيوعي السوداني الحق في ان يمارس العمل العام (طالما فعل ذلك ديمقراطيا وسلميا) مثلما يحق لغيره ..لان المطلوب هو حد ادني من القبول المتبادل .. هذا أمر ضروري لبيئة سياسية خالية من جرثومة الاستئصال والمغامرة
ثانيا: لا اعلم ان كان اعتراضك هو على الهدف أم تعذر تحقيقه!؟ لكن ما تراه أنت كمعضلة مستحيلة التحقيق "الشيوعية" لا تشكل في حد ذاتها قراءة موضوعية للتاريخ على الأقل من وجهة نظر الماركسية، إذ نجد ان الماركسية تطرح في المادية التاريخية فهما معينا لكيفية ظهور التراكم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المفضي للتفاوت الطبقي وتطرح مشروع يتضمن الشروط الضرورية لإزالة الطبقية في المجتمع (بعد تثبيت طبيعتها الاستغلالية) مع التسليم بان كل هذا يتطلب درجة كبيرة من التراكم الإيجابي والتدرج الشيء الذي نجده في برنامج "مرحلة" الثورة الوطنية الديمقراطية ثم برنامج الاشتراكية (بالمرحلة الدنيا والعليا منها) .. الخ
وفي هذا الإطار نجد ان للحزب برنامج (تمت إجازته في مؤتمره الأخير) يشمل أهداف وآليات تتنزل في إطار ديمقراطي وطني يحترم التداول السلمي للسلطة في ظل الحريات وحكم القانون. ويأمل الحزب ان يشكل هذا البرنامج مدخل مقبول لمعالجة تحديات المرحلة ... وفي رأيي ان هذا البرنامج أولى بالنقد (لمن يريد وبحكم الأولويات) بدل عن الجدل البيزنطي حول ما لا يفيد!
ثالثا: أحترم رأيك وتقديراتك حول مستقبل الحزب الشيوعي لكن مسألة بقاء الحزب وجدواه من عدمه أمور تبت فيها عضويته ومن يتحملون النضال باسمه .. وفي هذا الإطار اسم الحزب قد بتت فيه عضويته .. وقد طرح الأمر خلال المناقشة العامة وتقرر الإبقاء على الاسم في المؤتمر الخامس .. وفي هذا الإطار يمكنك ( لو جدت ان اسم الحزب أو برنامجه أشياء لا تناسبك بالمطلق) كناخب الإشارة لرأيك بالتصويت لحزب أخر تجد فيه نفسك بشكل أفضل .. لكن طبيعة الحزب وبرنامجه من الأشياء التي تعني عضويته وحلفائه بشكل أساس!
رابعا: نقطه مهمة جدا نحن هنا لسنا بصدد "تسليع" الاسم فقط لينال رضا شخص مثلك يجد نفسه في اليمين السياسي .. هناك قضايا لها علاقة بقناعات البشر وبتطلعاتهم!
خامسا: الايدولوجيا يا صديق لا تعيب الطرح .. الكل له ايدولوجيا (سواء ان اعترف بذلك أو أنكر) العائق ان توظف الايدولوجيا للتبرير والاستلاب بدل عن تشكيل رافع للتغيير نحو الأفضل!
سادسا: حول جبهة اليسار: لدينا ما يكفي من معطيات وأحداث وكوارث (دفع الحزب الشيوعي الجزء الأكبر من فاتورتها) وقعت في السودان لنخرج بفهم يفيد مشهدنا السياسي .. إلى ذلك، نجد الحزب، بعد استيعابه للمعطيات، قد استنتج بان الديمقراطية هي القضية المحورية في صراعه مع القوى الاجتماعية الأخرى كما هي ضرورية لإحداث نقلة نوعية في السودان وفي تطوير أداء الحزب جماهيريا! وإلى ذلك، نجده قد تبنى (منذ عام 1976) موقفا ضد الانقلابات العسكرية والمدنية.. اليسارية أو اليمينية مع التأكيد على ان الاستقطاب اليساري أو اليميني مصيره ان يأتي باستقطاب مضاد يؤدي إلى تعقيد الأزمة الوطنية بتكريس حالة زائفة من الصراع والاستلاب!
وأخيرا يا صديق واقع الأشياء يحتم علينا جميعا الإقرار بأننا في السودان مجتمع هش التكوين وكذلك قوانا الاجتماعية والسياسية وان القمع المستمر والاستلاب أشياء تفاقم من حالة الهشاشة وفي هذا الإطار الحزب الشيوعي يحمل تركة ثقيلة أثرت سلبا على تطوره الباطني وان ما نشاهد منذ المؤتمر الخامس هي حالة انتقال قد تطول ..أيضا مسألة التغيير والبديل الوطني قضايا لن تصنعها الأحزاب بمفردها وهناك ضرورة لمشاركة قطاعات واسعة من جماهير الريف والمدن .. وهذا في تقديري مشروع أجدى بالتفاكر حوله!