نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-2021, 10:33 PM   #[16]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(3)

وهكذا نستطيع القول باطمئنان أن جبهة الأدب والفن اجمالاً تتخطى حالياً الانعكاس الخصوصي للردة وسطها. فهي تبطل سياسياً مشروع الردة الديماغوغي الذي افترض، وما يزال، تطور هذه الجبهة في غير شرط الحرية. وأتبع لتلك الغاية التكتيكات التالية:
– الاستعاضة بمؤسسات الدولة (مجلس أعلى للفنون والآداب إلخ) عن المبادرة الذاتية للمبدعين للتحلق حسب مزاجهم الإبداعي، أو تصنيفهم العمري والنقابي في منظمات أهلية. ولم تكن هذه قناعة الطاقم السياسي للردة فحسب. فلهذه القناعة (أن تنشأ منظمات دولة منتجة للثقافة) ظلال ومريدون بين المبدعين أنفسهم ممن لامسوا ازدهار المؤسسة الثقافية الرسمية في مصر في آخر الستينات، أو من بين الطاعنين في السن الذين تتسرب أعمارهم وتبدو الدولة في نظرهم أحنى وأدنى ثماراً من التاريخ. ولا تبدي السلطة حالياً إصراراً على كبح تلك المبادرة الخاصة في منبعها ولكنها تسعى لتصب في اتحادها الاشتراكي الفرد بمثل تخصيص عدد من المقاعد لمنظمات المبدعين في مؤتمراته وغيرها. واستطراداً نقول إن عتاة معارضي الالتزام (التزام المبدع بتصنيف سياسي أو حزبي) سيجدون أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه. فهذا التزام (بالأحرى إلزام) مطروح لأول مرة من غير موقع الشيوعيين: مطروح بالأمر المخول له. وقد سمحت السلطة لمبدعي الأقاليم بتكوين اتحاداتهم كجزء من نشاط أمانات الفكر والدعوة (للاتحاد الاشتراكي) كما في مدني وبورتسودان. وربما قبلت طائفة من مبدعي الأقاليم بهذه الصيغة لتتخطى قيد الإقليمية وتتصل بأجهزة الدولة الثقافية والاعلامية.



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2021, 10:34 PM   #[17]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(4)

الإغراق في مهرجانات (ثقافية سنوية) مهرجانات مهرجانات حللنا طبيعتها العامة في ما مضى كرؤوس جسور تمدها الردة إلى ساحة الإبداع. فكل يريد أن يشغل نفسه أو يوطدها بشيء فاقع ذي ضجيج. كما هو واضح من وجهة المهرجانات المطروحة حالياً أن الردة بسبيل اجتذاب طاقم آخر من المبدعين عزف في السابق عن ملامسة منابرها أو ممن كانوا على هامش نشاطاتها.
– إظهار حرص لزق وزائف ووقتي بالمبدعين في ما يسمى التكريم. وكان في أحد وجوهه رشوة “شخصية” غير مجزية للمبدع حيث لا يحيط بإبداعه أو بكامل شروط حياته وإنتاجه ولا يضيف جديداً لعملية الإبداع بعامة.
كما نستطيع القول بنفس الاطمئنان، ويإيجاز يقتضيه المقام، إن الرؤيا الإبداعية تتخلص الآن من أدواء الشكلية والزخرفية العمرحاجموسية (العميد عمر الحاج موسى اشتهر بكتابات من ذلك القبيل). وهي أدواء أفرزتها الردة حين سيّجت بالقمع والاحباط محتوى الحياة ونبضها كثير الاحتمالات، ولم يبق أمام نفر من المبدعين غير التلهي بالوحدات الزخرفية واللغوية والنغمية والتراثية.
أفضل وجه ومنهج نلامس بهما هذه الجبهة هو التقيد بما تقتنع به هي نفسها من أوجه تدخلنا ومساعدتنا. ويتضمن ذلك إقرارنا بقيامها على قوانين حركة خاصة بها في نسيج قوانين التطور العامة.



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2021, 10:36 PM   #[18]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(5)

ندخل على هذه الجبهة من ثلاثة أبواب:
1- الحفاظ على أفضل تقاليد حزبنا تجاهها وهي التقاليد التي أرساها عبد الخالق محجوب (سكرتير الحزب حتى مقتله في 1971) بذوق شفاف وكدح سياسي مستنير والاقتداء بأميز النظريات الماركسية نحوها:
? ليس في حزبنا موضع لناقد رسمي أو أكثر. لا “رأي” للحزب في إبداع ما. يستعين نفر منا، مهموم ومشهود له بالكفاءة والانصاف وسلامة الحس، بالماركسية لتذوق وتقويم النتاج المطروح، فيعطي المتلقي والمبدع معاً قراءة ثانية له من زواياه العديدة واحتمالاته المختلفة. وهكذا تخرج “الملايين من الجماهير التي تتلقى بطريقة خالقة كل عمل فني” (عبد الخالق، وثيقة حول البرنامج وهي آخر ما كتب في معسكر الشجرة خلال اعتقاله التحفظي).
? لسنا ملزمين بالدورة الأوربية في مدارس الابداع واتجاهاته بما في ذلك تلك التي انتسبت تقليدياً للماركسية من غير تحلل أو ترخيص بالجهل. لسنا نطلب أكثر من الصدق الفني. وهو مطلب مشروع يتفق فيه معنا المبدعون بإجماع: يا شعراء السودان أصدقوا، وكفى (عبارة للناقد والشاعر حمزة الملك طنبل). ونترك للمبادلة بين النقد والتذوق إكمال الدورة.
? قال ماركس” “الشعراء بحاجة إلى إعزاز.” ما أحرانا اعتبار ذلك في بيئة في تخلف بيئتنا، وتسكنها حالياً شياطين الردة الشرسة، حيث يبدو كل إبداع حقيقي مشروعاً لإنسان مستوحد. لقد عاشت الردة بيننا زمناً لم يسلم فيه غير القليل من المبدعين من التعثر في مزلق أو آخر من مزالقها. وقد جرتهم إلى ذلك مقتضيات التقية لشاغلي الوظائف الأميرية، أو سيطرة الدولة على أجهزة الاتصال بالجماهير والنوال، أو ضعف البصيرة السياسية (الغشامة)، وهو داء شائع بين أميز المبدعين. ونحتاج تجاه هؤلاء، كتنظيم، إلى سماحة قائمة في المسئولية الشهمة. والمسئولية الشهمة، بالنسبة لحزب يعمل يعمل في السياسة باستنارة، هي بالضبط المؤاخذة المحيطة المفعمة بالعناية، التي تفتح الباب لكل احتمالات المستقبل. وهي سبيلنا حتى لا يسقط مبدع قادر واحد في حظيرة الردة نهائياً من جراء الاحساس بالانفصام والمحاصرة، علماً بلؤم الردة المشاهد، واستهانتها حتى بمن تصادف له الثقة فيها أو الاقتراب من فكرها وأجهزتها. وهذا مسلك واجب تجاه جماعة هي أقلية متناهية، بأي مقياس، وتمتلك مع ذلك الوجدان الذي يختزن شفرة “الوجود المغاير” الذي رنا إليه التجاني يوسف بشير.

قال الشيوعي الألماني الممتاز ليبكنخت لماركس: “لقد رفضت أن أقابل الشاعر هايني في باريس لأنني علمت أنه يأخذ إعانة من المستبد لويس فيليب ووزيره جيزو.” غضب ماركس ووبخ ليبكخت قائلاً: “لا يفكر بهذه الصورة إلا برجوازي صغير دعيّ. فبمثل هذه الموعظة لا تعاقب إلا نفسك حين تحرمها من الكلام مع أحكم معاصريك.”



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2021, 09:55 AM   #[19]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي


تحياتي د. عايد
وشكراً على مقال د. عبد الله علي إبراهيم الذي وثق لمسألة المحاولات المستمرة من السياسة للسيطرة على الإبداع الفني والأدبي، والتي لا تنتهي إلا لتبدأ بصورة من الصور ... فالسياسة لا تستغنى عن الإبداع الفني والأدبي ... والإبداع الأدبي والفني لا يستغنى عن الدعم اللوجستي لمنظومات السياسة لكي يتحرر من سطوة رأس المال اللازم للانتشار ... وذلك في جدلية نحتاج إلى أن تكون نزيهة لفائدة المجتمع كل ككل ... وليس المصالح الضيقة للأحزاب والحركات السياسية.

ومن هنا فرأي الأحزاب في العلاقة بينهم وبين الأدب والفن يجب أن تكون ذات شقين شق خاص بأدباء وفنانين يؤمنون ببرامج وأهداف الحزب ... وشق عام إذا وصل الحزب إلى سدة الحكم ووقوفه على مسافة واحدة من كل مبدعي البلاد.

والشق العام هو الذي فشلت فيه الأحزاب الاشتراكية حين وصلت إلى سدة الحكم كما ذكرت وثيقة د. عبد الله علي إبراهيم حيث قال بالحرف الواحد: " كانت منطقة المبدعين في الدولة الاشتراكية عند السوفيات وغيرهم مجلبة عار لنا لتجهمها بوجه الإبداع حتى تلجمه أو تلعنه". وركز على قوله (عند السوفيات وغيرهم) ... أي أن هذا الأمر هو لصيق بالمنهج الاشتراكي وليس تصرف فردي للدولة السوفياتية.

وبالنسبة للسودان أشار المقال بقوة إلى ضعف أدوات إدارة التنافس ورفع الخلاف في الدولة السودانية، وذلك بسبب مباشر من سيطرة المد اليساري والسلفي عليها زماناً طويلاً، وانعكاس أمراضهم عليها ... الشيء الذي خلق هشاشة عامة سببها هشاشة التيارات المسيطرة والتي لا ترى إلا من خلال منظار حزبي ضيق أثر على كل مكونات المجتمع وكنزه الفني والأدبي.

فالتيار اليساري في السودان ظل متأثراً بالتيار الرئيس لليسار عامة فإذا ضعف الإبداع في التيار الرئيس، فمن المؤكد بأنه سوف يضعف الإبداع في كامل السودان إبان سيطرة اليسار عليه بالقوة الجبرية، وذلك بحسب ما جاء في المقال من أن منطقة المبدعين في الدولة الاشتراكية عند السوفيات وغيرهم مجلبة عار لتجهمها بوجه الإبداع حتى تلجمه أو تلعنه كما أسلفت نقلاً عن مقال د. عبد الله علي إبراهيم.

هذا والسبب في عداء اليسار لساحة الفن والأدب واضح وهو: إصرار معظم أهل اليسار على كسب معاركهم بالسلاح داخل الوطن الواحد ... مما يجعلهم في خوف مستمر من انقلاب ذات السلاح عليهم. وبالتالي هم يخافون من استغلال المعارضة لأي إبداع لا يخدم أجندتهم. فالإبداع هو أساساً تضخيم وتفخيم لمطلب مجتمعي قد يكون ضدهم.

وذلك على عكس التجربة في الغرب الذي طور الصراع السياسي عبر فلاسفته أولاً - ثم سلسلة ضخمة من معاهد الأبحاث - إلى التداول السلمي للسلطة مع احتفاظ السلطة بمقاليد السيطرة الناعمة عبر القوانين والقواعد التي تضبط الإنتاج الفني والأدبي في البلد.








التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 21-08-2021 الساعة 07:41 PM.
التوقيع:
مسك العصا من النصف لا يوصلها إلى رأس الحية
آفة الرأي الهوى
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-08-2021, 10:14 PM   #[20]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

كمال الجزولى

في المستوى الشَّخصي، ومنذ عودتي إلى الوطن، عام 1973م، بعد تخرُّجي في كليَّة القانون الدَّولي والعلاقات الدَّوليَّة بجامعة كييف، في الاتِّحاد السُّوفييني «سابقاً»، ناصبني جهاز الأمن المايوي العداء، بسبب قصائد كنت نشرتها وأنا بالخارج، ورفض أن يتيح لي فرصة العمل بتخصُّصي في وزارة الخارجيَّة، كما رفض التَّعليم العالي، ابتداءً، اعتماد درجة الماجستير التي كنت حصلت عليها، بل اعتبروها، «فيرست»، في الحد الأقصى، ثمَّ تواصلت ملاحقتي حتى بعد أن اتجهت للعمل بالصَّحافة والتَّرجمة في «وكالة نوفوستي»؛ ثمَّ ما لبثت الملاحقة أن شملت برنامج «مشاوير» الذي كنت بدأت أقدِّمه من إذاعة أم درمان. وفي تحقيقاته مع مختلف المبدعين كان الجهاز يعمد إلى الإيعاز بالحذر من التَّعامل مع بعض الأسماء، ومن بينهم شخصي، وكمثال حاول الجِّهاز، في 1974م، دقَّ إسفين في العلاقة بين المرحوم الطيِّب محمَّد الطيِّب، وبين شوقي عز الدِّين وشخصي، لمَّا سعى للاستعانة بنا، في برنامجه التِّلفزيوني «صور شعبيَّة»، لمناقشة ما إن كانت الممارسة الإبداعيَّة للمرحوم حاج الصِّديق، بقرية الكسمبر، تمثِّل ضرباً سودانيَّاً من «مسرح الشَّخص الواحد»! وعندما يئس الجِّهاز من إمكانيَّة الحدِّ من نشاطي الثَّقافي، لجأ لاعتقالي، أواخر 1974م، ومعي شقيقي حسن طالب الثَّانوي، آنذاك، مِمَّا أدَّى إلى حرمانه من الجلوس لامتحان الشِّهادة السُّودانيَّة، ثمَّ فبركة قضيَّة ضدي حُكم عليَّ فيها، بموجب بيِّنات مختلقة، بالسِّجن عاماً ونصف، الأمر الذي احتجَّ ضدَّه صديقي الشَّاعر والمسرحي هاشم صدِّيق، مدرجاً إيَّاه ضمن أسباب استقالته من عمله أستاذاً بمعهد الموسيقى والمسرح، وكان، وقتها، في بعثة للدِّراسات العليا بكليَّة «E 15» بلندن. استمرَّت محاولة إرهاب زملائي في ندوة المرحوم عبد الله حامد الأمين الأدبيَّة بأم درمان، بسبب مشاركتي معهم، عام 1975م، في محاولة تأسيس أوَّل اتِّحاد للكتَّاب، فأشاع وزير الثَّقافة وثلة من عملائه، آنذاك، أن الحزب الشِّـيوعي يقف وراء المشروع، وأنني مكلف به، الأمر الذي أخَّر تنفيذه حتَّى ما بعد انتفاضـة أبريل 1985م! وفي 1976م طلب الصَّديق محمَّد عوض عبوش، مدير تحرير مجلة «الثَّقافة السُّودانيَّة» آنذاك، منِّي ومن الصَّديق الفنَّان التَّشكيلي محمَّد عمر بشارة، نشر قصيدتي «أضعفُ العشَّاق في الدُّنيا وأقواهم أنا»، مصحوبة بـ «النَّص البصري» الموازي لها من أعمال بشارة. لكن فنَّاناً تشكيليَّاً آخر يعمل، في ذات الوقت، أستاذاً بكليَّة الفنون، وربَّما متعاوناً، أيضاً، مع جهة ما (!) لعب في أذن اسماعيل الحاج موسى، وزير الثَّقافة والإعلام، بتأويل سياسي للعملين جعله يأمر عبوش بعدم نشرهما. بعد بضعة أشهر من ذلك زارني في البيت الصَّديق محرِّر الملحق الثَّقافي لصحيفة «الأيَّام»، وقتها، الرِّوائي والنَّاقد عيسى الحلو، واطلع على العملين، فعبَّر عن إعجابه بهما، وقرَّر نشرهما، ولم يكن على علم بتجربة «الثَّقافة السُّودانيَّة». فلم تكد تمض أيَّام حتَّى بعث الوزير، مجدَّداً، يستدعي عيسى، ويأمره بعدم النشر، منبِّهاً له بأن كلي الصَّحيفة والمجلة مملوكتان لـ «الاتِّحاد الاشتراكي»، فلا يجوز أن تنشر إحداهما مادَّة حُظر نشرها في الأخرى!



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-08-2021, 10:15 PM   #[21]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

كمال الجزولى

كلما مررت بشارع النيل بأم درمان، قبالة المسرح القومي، دقَّ قلبي بذكرى الفكي عبد الرحمـن عمـر الشِّـبلي الذي وُلد بتنقاسـي في 1933م، وتوفي ببحـري عام 2002م.
غادر الفكي تنقاسي، مع أسرته، إلى عطبرة في 1937م، والتحق بالدِّراسة في بخت الرضا في 1944م، وعيِّن مدرِّساً فيه عام 1950م، وابتعث إلى مصر لدراسة المسرح في 1953م، وإلى بريطانيا لدراسة التربية في 1956م، وعيِّن مديراً للمسرح القومي في 1967م، وطوال مشواره المهني، ظلَّ يتَّسم بالكاريزميَّة الرَّفيعة، والمعرفة الواسعة، والخبرة الثَّريَّة، واقترن تعيينه مديراً للمسرح القومي بتحوُّل هائل في تاريخ هذه المؤسَّسة شكلاً ومضموناً.
منذ اليوم الأوَّل لتسنُّمه ذلك العمل شُغل الفكي بتصحيح أرضيَّة المنصَّة، بتحويلها إلى خشبة بدلاً من بلاط، الأمر الذي كان له أكبر الأثر على نقاء الصَّوت، ووضوحه؛ كما اهتمَّ بتحسين الإضاءة، واستجلاب ستارة احترافيَّة من الصِّين. أمَّا الصَّالة فقد عُني بديموقراطيَّة المشاهدة منها، حيث أزال الفوارق الطبقيَّة بين الألواج ومقاعد التِرسو، واحتفظ، فقط، ببضعة مقاعد أماميَّة لكبار الضِّيوف والزُّوَّار مِمَّا كانت تقتضي الضَّرورة. ومنع أصطحاب الأطفال، كما حظر إدخال الأكل، أو التسالي، أو زجاجات البارد إلى الصَّالة، وإلى ذلك شيَّد مكاتب العاملين، والمطعم، والمرافق الأخرى التي يحتاجها الجُمهور. كما أفرز مسطبة شهيرة كانت تُعقد فيها النَّدوات لمناقشة العروض، وإجراء الحوارات الجَّادة حول المدارس والتَّيَّارات المسرحيَّة المختلفة.
من جهة المضمون يعود الفضل للفكي، منذ توليه الإدارة عام 1967م، في العمل بنظام المواسم المسرحيَّة المعمول به في كبريات المسارح العالميَّة. وأولى اهتمامه للعمليَّات الفنيَّة التي استهدفت النصوص السُّودانيَّة في المقام الأوَّل، من حيث التَّمويل، وتوفير الإمكانيَّات، الأمر الذي ساعد على إنتاج مسرحيَّات ذات قيمة رمزيَّة تاريخيَّة، كـ «المك نمر» لابراهيم العبَّادي، و«خراب سوبا» لخالد ابو الرُّوس، جنباً إلى جنب مع مسرحيَّات معاصرة وحديثة، كـ «نبتة حبيبتي» لهاشم صدِّيق، و«حصان البيَّاحة» ليوسف عايدابي، على سبيل المثال، فضلاً عن اهتمامه بالمسرح العربي، مثال «حفلة سمر لأجل 5 حزيران» لسعد الله ونُّوس، والأفريقي، مثال «الأسد والجَّوهرة» لوولي شوينكا، والعالمي، مثال «بيت برناردا ألبا» لغارسيا لوركا.
إلى ذلك عمل الفكي على اجتذاب العناصر المثقَّفة الشَّابَّة من المسرح الجَّامعي، خصوصاً، للعمل بالمسرح القومي، كعثمان جعفر النِّصيري، وعلي عبد القيُّوم، فانطلقت حركة مسرحية منهجيَّة جادة. كما اتاح فرص الدِّراسة والتَّدريب للعاملين، من خلال البعثات التَّخصُّصيَّة.
ولأن ذلك التَّاريخ الوضَّاء ما كان له أن يُكتب لولا الفكي، فقد ظللت اقترح، المرَّة تلو المرَّة، إطلاق اسمه على المسرح القومي، من باب الوفاء، وهأنذا أفعل للمرَّة الألف .. لو ناديت حيَّا!



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2021, 05:41 PM   #[22]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

كاركاتير عز الدين في 1968 بعد عنف الإخوان المسلمين ضد الرقص الكردفاني الشعبي: حادثة العجكو الشهيرة. وهذه مقالة كتبها الاستاذ حسن آدم العالم مرفقة معها وثيقة الدفاع عن الثقافة:
رابط مختصر

حادثة العجكو (6 نوفمبر 1968): الأدباء والفنانون يوقعون وثيقة الدفاع عن الثقافة الشعبية

يمر في يومنا السادس من نوفمبر هذا نصف قرن على حادثة "العجكو" التي اشتهرت اسماً للمواجهة بين الجبهة الديمقراطية والإخوان المسلمين حول مهرجان للفنون الشعبية استنكر الإسلاميون الرقص المختلط فيه ففضوه بيدهم بعد لسانهم. وانتهت المناوشات بين الجماعتين التي بدأت بالحفل، ولم تنته به، إلى قتل مؤسف لطالب هو المرحوم سيد عبد الرحيم الطيب من بلدة الكاملين. واذكر أن أساتذة الجامعة وإدارتها سيرا بصاً للعزاء. وانزعج جماعة من الكتاب والفنانين لذلك الاعتداء على مناسبة إبداعية فتعاقدوا على استنكاره بالتوقيع على عريضة تشجبه موجهة للرأي العام كان لي شرف صياغتها. وخرج من بين من نحو المائة الذين وقعوا على المذكرة جماعة كونت "أبادماك"، تجمع الكتاب والفنانين التقدميين الذي نحتفل بخمسينيته في أول يناير 2019. ونشرنا المذكرة بصفحة الشاعر العذب عثمان خالد "فن وثقافة" في جريدة الأيام (سقط التاريخ في التصوير)

وثيقة الدفاع عن الثقافة الشعبية
وثيقة الدفاع عن الثقافة الشعبية
نحن الأدباء والفنانين السودانيين بمسؤوليتنا الكبرى تجاه الإبداع وخلق الوجه الثقافي لبلادنا المجيدة
وبمسؤوليتنا تجاه حرية الفكر وحرية الوجدان والضمير
وبوشائجنا التي لا تنفصم مع تاريخ بلادنا وتراثنا وثقافة شعبنا
وبإيماننا الراسخ بنبل الثقافة الشعبية التي تعكس روح أمتنا العظيمة ونبضات قلبها الخافق
بكل تلك المسؤوليات والوشائج والإيمان نستنكر الاعتداء الهمجي على ثقافة الشعب وفنونه، وندمغ بالعار الأيدي نعرة الاستعلاء الجاهل على شعبنا النبيل وإنسان ريفنا الطيب ممثلة في الاعتداء الذي وقع بجامعة الخرطوم على فنون شعبنا بحجة منقوضة، ودعوى زائفة ونية سيئة للتشكيك في أصالة الفن الشعبي في وقت تقابل فيه الثقافات الهمجية والمستوردة بالارتياح والرضا التام. كما ندين بالمثل العدوان السافر على حرية الفن وحرية الانسان المشاهد صدوراً من افتراض مخطئ بأن ذلك الإنسان من الهشاشة الخلقية بحيث تسيء إليه مشاهد الفن الرفيع النابع من أرضنا والذي أبدعته عبقرية شعبنا الخلاقة.
إن الفن الأصيل دعوة للتسامي بالإنسان ولكشف عن جوهره الرائع النبيل. والفنون الشعبية هي المنطلق للأصالة والصدق الفني والإبداع المتفاعل إيجابياً مع الشعب والتاريخ. وهي النافذة الوحيدة المطلة على رحاب التحرر من الاستعمار الثقافي. كما أنها المخرج من ظاهرة الانسحاق الفكري أمام الثقافات الوافدة بكل ما فيها من الغثاثة، والاستنامة إلى اليأس وفقدان الثقة بالقيم الإنسانية ومستقبل الجنس البشري.
إن العرض الذي أقيم بجامعة الخرطوم كان ظاهرة رائدة قام بها أدباء وفنانون بين طلاب وطالبات الجامعة مستشرفين قيماً عالية من الفن الرفيع، ومستهدفين بنفس الوقت إبراز الطابع الإنساني لفنون الشعبية متجاوزين بالضرورة الأطر السياسية والعقائدية. وبهذه الصفة يصبح التعدي على حريتهم في الإبداع وحرية جمهورهم في التلقي ضرباً من الهمجية الوقحة والعنف البليد.
إن العنف في وجه الفن سلاح مثلوم الحد. والعنف في مواجهة الحرية ليس سلاحاً على الإطلاق. ويؤسفنا كثيراً أن يستخدم العنف السوقي في رحاب الجامعة وهي مؤسسة يفترض فيها الحرية قبل العلم. فبالحرية وحدها تزدهر المعارف. وبالحجر عليها تنطوي جذوة العلم والتقدم. وإذا كانت الحرية قيمة نسبية ومحدودة بحدود من العرف والتقاليد فإن الاعتداء على الثقافة الشعبية بالصورة التي تم بها يشكل خروجاً على العرف والعادة والتقليد ويصبح اغتصاباً للأخلاق السودانية المتأصلة التي تؤمن بالفن وتمارسه، وتحترم الجماعة، وتجل الضيف، وتصون كرامة المرأة. إننا نرفض الاعتداء على الفن والحرية مهما كانت مبررات الاعتداء. ونرفض أي تبرير للحجر على حرية الفنان واضطهاد الموروث الشعبي.
إن التنكر للتراث وممارسة العدوان على ثقافة الشعب يمثل بنظرنا انسلاخاً من تقاليد شعبنا واستخفافاً بالشعب مبدع التقاليد والفنون. ونعتبر الهجوم على الفنون الشعبية عملاً إجرامياً يهدف إلى قفل منافذنا إلى النقاء الفني والإبداع الأصيل. وينتج منه بالضرورة افساح المجال لكل ما هو دخيل على الفكر والخلق وتقاليد الحياة الثقافية.
إن الفن والثقافة عصمة وسمو بالروح والخلق. والتناقض بين الفن والأخلاق مستحيل الحدوث ما دام ذلك الفن أصيلاً وإنسانياً. وأمام الفن يتساوى الأفراد وتتساوى الأمكنة. فلا فرق بين النشاط الفني تمارسه الجماهير الشعبية أو القطاعات المتعلمة من أبناء الشعب. ولا فرق بين قرى بلادنا أو جامعتها وهي تقدم نشاطاً فنياً. وإنه لشرف لأي مكان أن تقدم فيه الفنون والثقافة الشعبية. وشرف للجامعة أيضاً. فهذا سبيلها إلى الالتصاق بأرضنا وجماهيرنا وتراثنا.
نحن الأدباء والفنانين السودانيين وفاءً بمسؤوليتنا كمثقفين متصدين للعمل الإبداعي، وولاءً لأمتنا وتراثها وتاريخها، ودفاعاً عن ثقافة شعبنا: نصدر هذه الوثيقة تعبيراً عن احتجاجنا الصارخ وإدانتنا الدامغة للاعتداء الشرير الذي تعرضت له الثقافة الشعبية ، وإعلاناً لرفضنا الذي لا يهادن للعنف الأهوج الرامي إلى عرقلة سير الحياة الفنية والثقافية.
نحن الأدباء والفنانين (.......) وبلادنا نعلن من أنفسنا سدنة لثقافة شعبنا منافحين عنها. واشهادا بذلك وإشهاراً له نمهر هذه الوثيقة دفاعاً عن ثقافة الشعب وتراثه العريق:
1-عبد العزيز سيد أحمد 2-يوسف خليل 3-أحمد محمد عبد الفتاح 4-عمر الحويج 5- عبد الله علي إبراهيم 6-مبارك حسن خليفة 7-علي عمر قاسم 8-محمد المكي إبراهيم
9-صلاح الدين حاج سعيد 10-صديق صالح ضرار 11-محمد المهدي مجذوب 12-عبد الله حامد الأمين 13-الفاتح التيجاني 14-صلاح أحمد إبراهيم 15-أحمد السيد بعشر 16-أبو بكر خالد 17-عيسى الحلو 18-صديق مدثر 19-مصطفى سند 20-عبد العزيز جمال الدين 21-محمود خليل محمد 22-على عبد القيوم 23-كامل عبد الماجد 24-عبد الباسط سبدرات 25-منير صالح عبد القادر 26-فاطمة بابكر 27-إدريس عوض الكريم 28-بركات موسى الحواتي 29-صلاح يوسف 30-محمود محمد مدني 31-صديق محيسي 32-فتح الرحمن بابكر 33-صلاح تركاب 34-جرجس نصيف 35-إبراهيم الصلحي 36-بشير الطيب 37-مامون زروق 38-الرضية آدم 39-عبد الله حسن بشير 40-عثمان خالد 41-عبد الله جلاب 42-الوليد إبراهيم 43-على المك 44-حسان محمد عثمان 45-الفاتح علي مختار 46-خوجلي شكر الله 47-ابن خلدون 48-صابر أبو عمر 49-عز الدين عثمان 50-طه أمير 51-سعاد أبو عاقلة 52-صلاح محمد إبراهيم 53-عثمان جعفر النصيري 54-خالد المبارك 55-عبد المنعم محمد أرباب 56-أحمد عبد الله عجيمي 59-عثمان مصطفي 60-محمد وردي
61-عبد الكريم الكابلي 62-حسن الطاهر زروق 63-عبد المجيد حاج الأمين
64-عبد الله محمد الحسن 65-خديجة صفوت 66-عبد العزيز صفوت 67-كمال شانتير 68-هنري رياض 69-الفاضل سعيد 70-عوض محمد عوض 71-أحمد طه (الجنرال لاحقاً) 72-مصطفي ملاسي 73-سيد جعفر 74-إسماعيل عبد المعين 75-محمد ميرغني 76-عبد الله هاشم 77-عثمان مصطفي 78-فضل الله محمد فضل الله 79-محمد إبراهيم حتيكابي 80-عثمان سنادة 81-عون الشريف 82-إسحاق القرشي
83-إبراهيم الرشيد 84-مصطفى سالم 85-عبد الواحد كمبال 86-محمد محمد علي
87-عبد الله الشيخ البشير 88-أمل عباس 89-أحمد عبد الحليم 90-فوزي التوم
91-عزيز التوم 92-شريف طمبل 93-حسين جمعان 94-عبد المنعم أحمد البشير 95-نصيف إسحاق 96-عبد الله شابو 97-الماحي إسماعيل 98-حسن ابشر الطيب



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2021, 11:19 PM   #[23]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي


تحياتي عايد
وشكراً على هذه النافذة السياسية المعطرة بنفحات الأدب والفن والثورة التي تتحفنا بها.

وسبحان الله دائماً ما يلوح لي بأن اسم المفترع هو: (عن الأدب والفن والسلطة) فالسلطة في السودان بل في العالم كما جاء في المفترع كانت المحرك للأدب والفن تقدماً وتأخراً وتلاشياً ... فالفكي عبد الرحمن عليه رحمة الله وفي أوج عطاءه الإداري للمسرح والذي كان من المفترض أن يتوج بمضاعفة عدد المسارح بالعاصمة والأقاليم ... تم فصله في 1975م ... وذلك بعد أن قدم نبته حبيبتي 1973م ... ثم من بعد هذا الخراب تجد من يصف في الإعلام "المجرم النميري" بالرئيس السابق، وذلك بدلاً من صفة المجرم، لا بل كبير المجرمين النميري. ولعل السبب هو عدم محاكمته غيابياً حتى بعد موته كما فعل القرآن مع فرعون ولصق صفة المجرم به.








التوقيع:
مسك العصا من النصف لا يوصلها إلى رأس الحية
آفة الرأي الهوى
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 03:53 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.