ايزيس والبحر 2
إيزيس والبحر( 2 )
يزرعون الآنَ فى أرضى العدمْ
يَنْبُتُ الإحباطُ والموتُ البطىءْ .
أيناكِ يا إيزيسُ ..؟
بحَّ الصوتُ ،
وأرتدَّ الصدى عدماً ،
ولا شىءَ يجىءْ .
أيناكِ والليلُ المضىءْ ؟ .
هل كُنتِ تنتظرينَ بعثَ الوعدِ ،
فى الزمنِ الردىءْ ؟ .
أيناكِ يا إيزيسُ ؟
وحدى قابعُُ ،
قلقُُ على بعضى ،
يُزَاحمُنى على دربِ الوصولِ إليكِ ،
قملُ الفقرِ ،
والموتِ الحصارْ .
أينَ الذينَ أُحِبُّهمْ ..؟
أينَ الذين تساقطوا ..
من بعدِ ذاكَ الإنهيارْ ؟ .
أيناكِ والبحرُ القرارْ ؟ .
كمْ تُرْهِقينَ الآن شهوةَ ،
ما بداخِلنا إنبهارْ .
إنِّى أراكِ على حقولِ القمحِ ،
بارقةَ انتظارْ .
هل تفتحينَ إلى الرؤى ،
والحلم ،
فى قلبى مسارْ ؟ .
الآن يُدْرِكُنا النهارْ .
مُدِّى إلىَّ معابرَ التسفارِ ،
وأنطلقى ،
نُغَنِى للصباحِ الوعدِ ،
والمدنِ البريقْ .
الآن بحْرُكِ مزبدُُ ،
ويضِجُّ ما تحتَ العميقْ .
وأنا على شجنٍ ،
يُزاحمُنى المدى شوقاً ،
ويملؤنى التواصلُ ممكناً ،
فيثورُ فىِّ البوحُ ،
أحتضنُ إنصهارَ الموتِ ،
فى نبضى ،
وأشْعِله الطريقْ .
فدعى السفائنَ للعبابِ ،
البحرُ يحملُنى ،
ويُطلقُ ضفتيهِ على مروجِ البوحِ ،
أصرخُ بالذى عندى ،
بوجهِ الريحِ ،
والموجُ المسافرُ ،
مُبْحِراً ،
وأصيحُ يا إيزيسُ ،
يا إيزيسُ ..
يا مسكونةً بالبحرِ ،
كان الحرفُ ،
كان الوعدُ صدقاً ،
آنَ ينطفىء الحريقْ .
****
كريمة 28/4/1994
|