نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > جمال محمد إبراهيم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-2006, 06:50 AM   #[1]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي غاندي و جيفارا :هوامش في مدارات أدونيس

كتب الشاعر أدونيس في بابه "مدارات " في صحيفة الحياة اللندنية ، في مقاربة بين غاندي و جيفارا ، و ما يلي أمتنا العربية بينهما ..
و كتبت أنا هواش أو خربشة هلى متن نص الشاعر العظيم . .
أرجو أن تشاركوني القراءة و أن نتداخل حوله ، مع مودتي ..


عن غاندي و جيفارا :هوامش في مدارات أدونيس
جمال محمد إبراهيم
كتب أدونيس في صحيفة الحياة يوم 4 مايو 2006 ، في مداراته معبراً عن ميله لغاندي ، لا لجيفارا ، في مفاضلة إختار هو ضوابط و قوانين لعبتها ، و نقب بعين الشاعر و قلب الفيلسوف ، في بعض أحوال الأمة العربية ، ورأى فيها نزوعاً لحجب الحاضر بما يلغي المستقبل كله من صحيفة الطموح و الأمل و الإرتجاء . وقفت في محطة أو محطتين ، إذ حفزني ثاقب كلامه أن أرمي بقلمي في هوامش كلامه . لمس حديثه التديين في السياسة ، و ما يطابق الحال في لبنان ، فيما يشير لتعقيد التركيبة المسيحية /الإسلامية هناك .
مما ترامى إلى فهمي ، أن أدونيس ينحاز بحيثيات يستصوبها هو ، إلى غاندي برغم نأيه ثقافياً عنه ، و ينفي جيفارا عن تفكيره ، برغم آصرة ثقافية قد تربطه به . و لعلي أكون أكثر وضوحاً و أقول إن ميوله ما وافقت ميولي ، مع كامل التجلة و التقدير للشاعر الفيلسوف ، أدونيس . .
إني أرى في غاندي رؤية قد لا يتفق معي حولها بعضكم . أرى في جهاده الخنوع الإيجابي ، و التحليق بالإستسلام إلى رحابة النصر المؤزر ، و لكن بما لا يشبع في الدواخل ، تلك الفطرة النافرة من الظلم ، التوّاقة لقيمة العدالة ، و التساوي في اهتبال الفرص ، و التعاطي في الحياة بكل حريات الإختيار . لكأنه يستخف بالموت امتثالاّ ، و يستدنيه توقاً و إقبالا .
جيفارا يوقد في العشب الخامل نار التمرّد ، مستخفاً بالموت ، مستهزئاً به . نعم ، يفعل ذلك لأنه ممتليء بحبّ الحياة . يتوق للحياة ، لا للموت ، و إن ظل الموت متربصاً ، يداور و يحاور آملاً في الإنقضاض و الإجهاز على الجيفارية . و إني أرى في هذه النار ، شرارة التوق إلى حياة جديدة ، في رومانسية مبهرة . للحياة حضور قويّ في فتوة جيفارا . عند غاندي ، الموت حاضر يتنفس في رئتيه الواهنتين . و كلاهما قد انقضّ عليه الموت ، و لكن من زوايا مختلفة .
لا أريد أن أحملك ، أيها القاريء ، أن تنظر نظرتي للشرق كله ، لا إلى غاندي وحده ، كون الشرق بروحانياته ، يهب النفس البشرية موهبة كبرى لاحتمال الشدائد ، و صبراً إلهياً على مكاره الحياة . و الدنيا الأخرى في قيم الشرق ، هي الدنيا المرتجاة ، و هي الجائزة المستحقة . لا أريدك أن تنظر مثل نظر البعض البعيد : أن الفارق بين الرجلين هو فرق المادي عن الروحي . . و ذلك لأني أمعنت النظر في فعل جيفارا ، و هجرانه دعة المنصب و هو وزير ، ليختفي في الغابات مقاتلا زاده العشب و سنده بندقية ، فتلمست شوقاً روحانياً ، لا يقل عما عرفناه عن غاندي ، به تطلع قوي لنكران قيمة الحياة ، مقابل إحراز نصرٍ مؤزر ٍ أيضاً ، يودي إلى حياة بهاؤها العدالة ، و خضرتها المساواة ، و بريقها الحرية و الأمور الثلاثة هي مما يتحقق في فردوس الرب ، لا في فراديس الآدميين ، ملوكاً ورؤساء كانوا ، أم رعايا و أتباع .
لكني أقف عند قول الشاعر الكبير أدونيس ، أننا – كعرب – لم نكن نملك حق التحكم في أقدارنا جميعها . قال أدونيس " لم نكن أسياداً على حياتنا، طول هذه الفترة. ولم يكن وجودنا إلا كمثل كُرةٍ يُدحرجها الآخرون. " هنا أصاب كبد الحقيقة ، إذ العامل الخارجي هو المؤثر في مسيرة العرب في القرون الأخيرة و القرن الحالي بوجه ٍ خاص . لا يمضي أدونيس أبعد من ذلك و لا يفصّل . إن الهزائم في معارك عسكرية ، ليست هي الهزائم . الذي سالت دمه في المواجهات التي خاضها العرب بدفع ٍ من غيرهم ، لم تكن دماء شهيد ، بل الشهيد الحقيقي كان الكتاب العربي ، الفكر العربي ، الثقافة العربية ، اللغة العربية . ما أسهل أن نلوم حكامنا أو أن نلوم أنفسنا ، و لكن ما أصعب أن نصل إلى حقيقة واضحة للعيان : أننا كمجتمعات ، لم نمسك بمقومات ثقافاتنا و فكرنا و لغتنا ، الإمساك الذي يضمن حراكنا الطبيعي إيجابياً ، مع الأمم الأخرى ، نسهم في بناء جسد الحضارة الإنسانية ، منتجين لا مستهلكين ، واقفين لا مركّعين . من ارتضى لنفسه الخنوع و استطيب الإنكسار ، لن يجد من يمد له يداً تخرجه من وهدته ، أو تطبيباً يجبر انكساره و يرمم قصم ظهره . أرى العامل الخارجي ، و الذي أغفله صراحاً أدونيس ، هو المسئول الرئيس في مهزلة الإنهيار التصاعدي ، الذي أخذ وما زال يأخذ بخناق أمة العرب في هذا الزمن الصعب .
المصادفات التي يقول عليها أدونيس ، هي مما اخترع الآخرون لنا ، و هي ما فعلوه بنا و أوهمونا أنا فعلناه بأنفسنا .
الذي أراه ، عزيزي القاريء ، هو أننا في حاجة لشيء من غاندي و شيء ٍ من جيفارا . . ثم كثير من امعان النظر في كياننا الداخلي ، فنعي ما بنا من علل ، فقد يكون أول طريق الإصلاح و الترميم هو تشخيص العلة ، في الباطن و في الظاهر ..



جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2006, 06:53 AM   #[2]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي

أخي خالد
أشكر لك حرصك ....
لقد أعدت إنزال الموضوع ، آملاً أن تتمكن من حذف السابق ..
لك صادق مودتي ...



جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2006, 07:16 AM   #[3]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال محمدإبراهيم
أخي خالد
أشكر لك حرصك ....
لقد أعدت إنزال الموضوع ، آملاً أن تتمكن من حذف السابق ..
لك صادق مودتي ...

أخي السفير جمال
صباحاتك خير
ألف شكر ليك وأسفي مرة أخري
أعجبتني المقالة لدرجة تضمينها في الصفحة الأولي للويب
وأحببت أن أدعمها للمصلحة العامة بمعلومات عن كل من المهاتما غاندي
وجيفارا ونيلسون مانديلا .. وسأعيد المداخلة .
هذه المرة بصورة أخري وبحرص أكثر.
***
لم أستطع الدخول للبوست ولكني لا زلت أحاول . ولكنه سيتراجع
لنفس السبب إن لم أستطع حذفه.
مودتي
.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2006, 08:09 AM   #[4]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

اقتباس:
المصادفات التي يقول عليها أدونيس ، هي مما اخترع الآخرون لنا ، و هي ما فعلوه بنا و أوهمونا أنا فعلناه بأنفسنا .
الذي أراه ، عزيزي القاريء ، هو أننا في حاجة لشيء من غاندي و شيء ٍ من جيفارا . . ثم كثير من امعان النظر في كياننا الداخلي ، فنعي ما بنا من علل ، فقد يكون أول طريق الإصلاح و الترميم هو تشخيص العلة ، في الباطن و في الظاهر ..
[align=center]

[/align]


ويا لها من مقارنة..
ونعم يا صديقي شيئ من غاندي والكثير من جيفارا...
أين منا مثل هؤلاء العظماء في بلادنا دعك عن الشرق "الأوسط" فهذه حالة ميئوس منها؟
هل عقمت حواء بلادنا أن تنجب من يكون قدوة... يحمل زهد غاندي وثورية جيفارة؟

أنظر بكثير من الإحترام لأمة كالجنوب الأفريقي "الدولة" ففيها من حمل ما سميته أنت شيئ من غاندي وشيئ من جيفارا..
إنه نيلسون مانديلا وكفي... يا له من رجل..

عندما حضر قبل أعوام إلي هولندا كان الأطفال والكبار يغنون ويرقصون معه ضد التمييز العنصري
"الأبرتهايد" والكلمة بالمناسبة هولندية (apartheid)
صنع المجد لبلاده أكثر من مرة...
مرة أولي بالنضال ضد النظام العنصري "الأبيض" ...
ومرة بالمحاسبة ومن ثم التسامح لكل من أجرم والمسامحة حفاظآ علي تماسك أمة من التشتت.
ومرة أخيرة بتركه سدة الحكم بكامل إرادته والأخيرة معجزة وحدها تدعو للتأمل !!

سألته مقدمة البرنامج الأمريكي الشهيرة أوبرا ونفري :
لما تركت كرسي الرئاسة ؟
كان رده : وهل كنت يومآ حاكمآ ؟ يا سيدتي نحن نؤسس للمستقبل وعلي الشباب أن يقودوا
وقد كان "تمون بيكي" هو الرئيس الفعلي طوال فترتي الرئاسية.

[align=center][/align]



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2006, 08:18 AM   #[5]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

[align=center][/align]

أرنستو تشي جيفارا دي لا سيرنا (14 مايو 1928 الى 9 أكتوبر 1967) المشهور بتشي جيفارا هو ثوري كوبي أرجينتيني المولد، كان رفيق فيديل كاسترو. يعتبر شخصية ثورية فذّة في نظر الكثيرين. وهو شخصية يسارية محبوبة.

درس الطب في جامعة بوينيس ايريس وتخرج عام 1953، وكانت رئتيه مصابة بالربو , ولم يلتحق بالتجنيد العسكري بسبب ذلك قام بجولة حول امريكا الجنوبية مع احد اصدقائه على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب و كونت نلك الرحلة شخصيته واحساسه بوحده اميركا الجنوبيه واحساسه بالظلم الكبير من الدول الإمبريالية للمزارع البسيط الاميريكي . توجه بعدها إلى غواتيمالا ، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية ، كانت من خلال تعديلات ، وعلى وجه الخصوص تعديلات في شؤون الارض والزراعة ، تتجه نحو ثورية إشتراكية. وكانت الإطاحة بالحكومة الغواتيمالية عام 1954 بانقلاب عسكري مدعوم من قبل وكالة الإستخبارات الأمريكية ، قد تركت لدى جيفارا رؤية للولايات المتحدة بصفتها الدولة الإمبريالية المضطهدة لدول أمريكا الجنوبية التي تسعى لتبني النظام الإقتصادي الإشتراكي.

قتل جيفارا في بوليفيا أثناء محاولة لتنظيم ثورة على الحكومة هناك، وتمت عملية القبض عليه بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية حيث قامت القوات البوليفية بقتله. وقد شبّت أزمة بعد عملية اغتياله وسميت بأزمة "كلمات جيفارا" أي مذكراته. وقد تم نشر هذه المذكرات بعد اغتياله بخمس اعوام وصار جيفارا رمز من رموز الثوار على الظلم.

من مقولاته:

[frame="1 80"]إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني. [/frame]

[frame="1 80"]الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن..
لا يهمني اين و متى ساموت بقدر ما يهمني ان يبقى الثوار يملئون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء. [/frame]


[frame="1 80"]ان الطريق مظلم و حالك فاذالم تحترق انت وانا فمن سينير الطريق.
لن يكون لدينا ما نحيا من أجله .. إن لم نكن على استعداد أن نموت من أجله.
[/frame]



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2006, 08:28 AM   #[6]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

[align=center][/align]

[align=center]مهاتما غاندي[/align]

ولد مُهندَس كرمشاند غاندي الملقب بالمهاتما (أي صاحب النفس العظيمة أو القديس، بالإنجليزية: Mohandas Gandhi) في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 1869 في بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة. وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.

سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة.

أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.


اللاعنف ليس عجزا
وقد أوضح غاندي أن اللاعنف لا يعتبر عجزا أو ضعفا، ذلك لأن "الامتناع عن المعاقبة لا يعتبر غفرانا إلا عندما تكون القدرة على المعاقبة قائمة فعليا"، وهي لا تعني كذلك عدم اللجوء إلى العنف مطلقا "إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إخصاء عرق بشري بأكمله". فالهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي هي إبراز ظلم المحتل من جهة وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه.

أساليب اللاعنف
وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.

شروط نجاح اللاعنف
يشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.

وقد تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها "نشيد الطوباوي" وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسيا يستلهم منه أفكاره. إضافة إلى "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي جون راسكين الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسي تولستوي "الخلاص في أنفسكم" الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرا كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد تورو "العصيان المدني". ويبدو كذلك تأثر غاندي بالبراهمانية التي هي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك وعن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع والتزام الصمت يوم الاثنين من كل أسبوع. وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.

العودة إلى الهند
عاد غاندي من جنوب أفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية. وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين واعتبر الفئة الأخيرة التي سماها "أبناء الله" سبة في جبين الهند ولا تليق بأمة تسعى لتحقيق الحرية والاستقلال والخلاص من الظلم.


صيام حتى الموت
قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.

مواقفه من الاحتلال البريطاني
تميزت مواقف غاندي من الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية في عمومها بالصلابة المبدئية التي لا تلغي أحيانا المرونة التكتيكية، وتسبب له تنقله بين المواقف القومية المتصلبة والتسويات المرحلية المهادنة حرجا مع خصومه ومؤيديه وصل أحيانا إلى حد التخوين والطعن في مصداقية نضاله الوطني من قبل المعارضين لأسلوبه، فعلى سبيل المثال تعاون غاندي مع بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ضد دول المحور، وشارك عام 1918 بناء على طلب من الحاكم البريطاني في الهند بمؤتمر دلهي الحربي، ثم انتقل للمعارضة المباشرة للسياسة البريطانية بين عامي 1918 و1922 وطالب خلال تلك الفترة بالاستقلال التام للهند. وفي عام 1922 قاد حركة عصيان مدني صعدت من الغضب الشعبي الذي وصل في بعض الأحيان إلى صدام بين الجماهير وقوات الأمن والشرطة البريطانية مما دفعه إلى إيقاف هذه الحركة، ورغم ذلك حكمت عليه السلطات البريطانية بالسجن ست سنوات ثم عادت وأفرجت عنه في عام 1924.

مسيرة الملح
تحدى غاندي القوانين البريطانية التي كانت تحصر استخراج الملح بالسلطات البريطانية مما أوقع هذه السلطات في مأزق، وقاد مسيرة شعبية توجه بها إلى البحر لاستخراج الملح من هناك، وفي عام 1931 أنهى هذا العصيان بعد توصل الطرفين إلى حل وسط ووقعت "معاهدة دلهي".


الاستقالة من حزب المؤتمر
قرر غاندي في عام 1934 الاستقالة من حزب المؤتمر والتفرغ للمشكلات الاقتصادية التي كان يعاني منها الريف الهندي، وفي عام 1937 شجع الحزب على المشاركة في الانتخابات معتبرا أن دستور عام 1935 يشكل ضمانة كافية وحدا أدنى من المصداقية والحياد.

وفي عام 1940 عاد إلى حملات العصيان مرة أخرى فأطلق حملة جديدة احتجاجا على إعلان بريطانيا الهند دولة محاربة لجيوش المحور دون أن تنال استقلالها، واستمر هذا العصيان حتى عام 1941 كانت بريطانيا خلالها مشغولة بالحرب العالمية الثانية ويهمها استتباب أوضاع الهند حتى تكون لها عونا في المجهود الحربي. وإزاء الخطر الياباني المحدق حاولت السلطات البريطانية المصالحة مع الحركة الاستقلالية الهندية فأرسلت في عام 1942 بعثة عرفت باسم "بعثة كريبس" ولكنها فشلت في مسعاها، وعلى أثر ذلك قبل غاندي في عام 1943 ولأول مرة فكرة دخول الهند في حرب شاملة ضد دول المحور على أمل نيل استقلالها بعد ذلك، وخاطب الإنجليز بجملته الشهيرة "اتركوا الهند وأنتم أسياد"، لكن هذا الخطاب لم يعجب السلطات البريطانية فشنت حملة اعتقالات ومارست ألوانا من القمع العنيف كان غاندي نفسه من ضحاياه حيث ظل معتقلا خلف قضبان السجن ولم يفرج عنه إلا في عام 1944.


حزنه على تقسيم الهند
بانتهاء عام 1944 وبداية عام 1945 اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل.

وتم ذلك بالفعل في 16 أغسطس/آب 1947، وما إن أعلن تقسيم الهند حتى سادت الاضطرابات الدينية عموم الهند وبلغت من العنف حدا تجاوز كل التوقعات فسقط في كلكتا وحدها على سبيل المثال ما يزيد عن خمسة آلاف قتيل. وقد تألم غاندي لهذه الأحداث واعتبرها كارثة وطنية، كما زاد من ألمه تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما عام 1947/1948وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالبا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة.

وفاته
لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير/كانون الثاني 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهز 79 عاما.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2006, 08:37 AM   #[7]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

[align=center][/align]

[align=center]نيلسون مانديلا[/align]


نيلسون مانديلاروليهلالا 'نيلسون' مانديلا (ولد 18 يوليو 1918) هو الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا وأحد أبرز المناضلين ضد سياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا.

1 طفولته وصباه
2 النشاط السياسي
3 إعتقاله وسجنه
4 رئاسة المجلس الإفريقي ورئاسة جنوب إفريقيا
5 تقاعده
6 مرجع



طفولته وصباه
ولد روليهلالا مانديلا في قرية كونو، وفي عمر 7 سنوات أصبح أول فرد من عائلته يذهب إلى مدرسة، حيث تم إعطائه الإسم نلسون من أحد مدرسيه المبشرين. بعدها بسنوات توفي والده، وفي سن 16 توجه لمعهد كلاركبيري ليتعلم عن ثقافة الغرب. وأنهى المرحلة الأولى من الدراسة بسنتين بدل من الثلاث سنوات الإعتيادية.

وفي التاسعة عشر من عمره توجه إلى كلية ويسليان، حيث واجه الطرد من الجامعة على أثر أحتجاجات طلابية على سياسات الجامعة، وتابع دراسته بالمراسلة مع جامعة جنوب إفريقيا، وبعدها حصل على درجة البكلوريوس في القانون من جامعة ويتس.

النشاط السياسي
بدأ مانديلا في المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب إفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء، ذلك أن الحكم كان ينكر الحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية للأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا. في 1942 إنضم مانديلا إلى المجلس الإفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا.

وفي عام 1948، أنتصر الحزب القومي في الإنتخابات العامة، وكان لهذا الحزب ،الذي يحكم من قبل البيض في جنوب إفريقيا، خطط وسياسات عنصرية، منها سياسات الفصل العنصريK وإدخال تشريعات عنصرية في مؤسسات الدولة. وفي تلك الفترة أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة. في البداية كان يدعو للمقاومة الغير مسلحة ضد سياسات التمييز العنصري. لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل في عام 1960، وإقرار قوانين تحضر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة.


إعتقاله وسجنه
في عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكري للمجلس الإفريقي القومي. وفي اغسطس 1962 أعتقل مانديلا وحكم عليه لمدة 5 سنوات بتهمة السفر الغير قانوني، والتدبير للإضراب. وفي عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

خلال سنوات سجنه الستة وعشرين، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمز لرفض سياسة التمييز العنصري. وفي 10 يونيو 1980 تم نشر رسالة إستطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقي القومي قال فيها: "إتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري"

عرض عليه إطلاق السراح في عام 1985 مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، لكنه رفض. بقي مانديلا في السجن لغاية 11 فبراير 1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الإفريقي القومي، والضغوطات الدولة عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك كلارك الذي أعلن أيقاف الحظر الذي كان مفروض على المجلس الإفريقي. وقد تشارك نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك كلارك في عام 1993 في الحصول على جائزة نوبل للسلام.


رئاسة المجلس الإفريقي ورئاسة جنوب إفريقيا
شغل مانديلا منصب رئاسة المجلس الإفريقي (من يونيو 1991- إلى ديسمبر 1997)، وأصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا (من مايو 1994- إلى يونيو 1999). وخلال فترة حكمه شهدت جنوب إفريقيا إنتقال كبير من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية. البعض إنتقد فترة حكمه بسبب ضعف سياسات مكافحة الايدز، وبسبب علاقاته مع زعماء دول منتقدين في الغرب مثل معمر القذافي و فيدل كاسترو.

تقاعده
بعد تقاعده في 1999 تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم. وتلقى عدد كبير من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم. كان له عدد من الأراء المثيرة للجدل في الغرب مثل أراءه في القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكي جورج بوش، وغيرها.

في يونيو 2004 قرر نيلسون مانديلا ذو 85 عاما التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والإنتقال، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من عمرة بين عائلته


*** المراجع :
ar.wikipedia
ولا أستطيع للأسف وضع اللنكات لأنها تستولي علي الصفحة وهذا خطأ فني عندهم.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2006, 09:16 AM   #[8]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

شكرا السفير جمال محمد ابراهيم ، على لفت الانظار الى هذا المقال
فادونيس من اهل السهل الممتنع الذى لا يقاوم ،
وشكرا خالد علي هذه السياحة الممتعة في عوالم غاندي وجيفارا ومانديلا


لكني اري في مقال ادونيس مغزى ابعد من مجرد مقارنة بين شخص غاندي وجيفارا
ارى ان المقال يومئ ضرورة الى مراجعة فكرة الثورة في الفكر اليساري الثوري وتحديدا الفكر الماركسي
كما يرمي المقال في نفس الوقت الى ايصال رسالة الى حركات التحرر الوطني مثل حماس التي لا تفرق في حماسها الثوري الجامح بين اعمال المقاومة واعمال الارهاب والترويع والرعب .
المقال على صغر حجمه وبغض النظر عن اختلافنا او اتفاقنا معه ، ذو دلالة كبيرة جدا .



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2006, 01:35 PM   #[9]
عالم عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

أستاذنا السفير جمال
دعوتنا إلى مائدتك، بكرمك المعهود بقولك:
اقتباس:
(كتبت أنا هوامش أو خربشة على متن نص الشاعر العظيم . .
أرجو أن تشاركوني القراءة و أن نتداخل حوله ، مع مودتي
(
ها نحن نلبي الدعوة، على استحياء، على قلة زادنا، لذا فلتكن مشاركتنا من باب الحب المحض(فهذا مجالكم، ونحن مجرد عابرين، في كلام عابر!)
وددت لو أنزلت نص أدونيس بحاله، ففيه آراء وأفكار عديدة، ويشكل رؤيته المتكاملة حول الموضوع، مما يعين المتداخل من تقديم رأي موضوعي على هامش هوامشك البديعة.
شكراً لخالد الحاج مرتين:
على توفير معلومات مهمة متيسرة لكل من غاندي وجيفارا، للاستعانة عند المداخلة، ثم لرأيه الصائب النافذ حين أشار إلى مانديلا كأنموذج بمقام الاثنين، غاندي وجيفارا.
واستئناساً برأي خالد الحاج، اسمح لي بأن أرى الأمر على نحو مختلف!
مع كل الاحترام للرموز الثلاثة المذكورة، غاندي - جيفارا – مانديلا فلا أظن أنها نماذج تصلح حالياً للخروج من الأزمة! فطبيعة الأزمة وأشراطها مختلفة وتحتاج إلى عناصر تغيير جوهرية وجديدة، وغير مسبوقة!
إن أي استنساخ لأي من هذه الرموز الثورية لا مستقبل لها، ولا بد أن يتخلق القائد من رحم الظروف ومعاناة التجربة، دون الاستناد إلا لقواه الذاتية التي تستصحب ظرفها التاريخي وتتجاوز التجارب السابقة.
ومع ميلي إلى رأي أدونيس في أنموذج غاندي (في جهاده الخنوع، حسب تعبيرك)، وتقديري لرأيك في جيفارا (الذي يشعل في العشب الخامل نار التمرد، كما تقول)، فثمة درب آخر، غير درب مانديلا(وفق رؤية خالد الحاج، وهو في رأيي مزج بينهما في عبقرية ثورية رائعة)!
ثورية جيفارا، فندها أدونيس، وأوضح أنها ستنتهي إلى شكل من أشكال القهر، وهذا واضح، وبالتالي فهي في المآل أقل إنسانية للمتبصر، مع علو درجتها، ولك أن تقرأ قوله كما نقله خالد الحاج:
([mark=#FFFF00]الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن..
لا يهمني اين و متى ساموت بقدر ما يهمني ان يبقى الثوار يملئون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء[/mark].)
ميلي لغاندي ينبعث من أن الأسلوب المسالم(أو جهاده الخنوع، كما أسميته بقسوة!)، فيكمن في بعده الإنساني العالي، فهي ليست ثورة الفقراء ضد الأغنياء، ولكن ثورة ضد الظلم و القهر، بأدوات إنسانية، لا يقاومها إلا من حدد لا إنسانيته، وهو بهذا الوعي أقرب إلى العصر و الرقي و التقدم، وإن كان بطيء المفعول باهظ التكلفة! كما أن أسلوب غاندي هي بث الإحساس الإنساني في الثائر فيتفاعل ويتفاعل معه المجتمع كله، كل بدرجة وعيه وإدراكه وتيقنه من صدق من معه من الرفاق، وإن استغرق وقتاً، و بالتالي هي ليست حركة صفوة من الثوار، أو مجموعة من الأفراد، أو حتى طبقة مقهورة أو غيرها! وإذا كان الأمر كذلك، تراني مع أدونيس)
اقتباس:
أرفض العنف بأشكاله جميعاً. مهما كانت أهدافه. مهما كانت مسوّغاته. سواء كان فردياً أو جماعياً.
ثم إنني أفضل، في كل عمل تحرري، أن يشارك الشعب كله في النضال، لا أن يقتصر هذا النضال على مجموعة من الأفراد، أياً كانوا.)
(2)
بالطبع أنا لا أنكر الأثر الخارجي الذي تحدث عنه سعادة السفير جمال حين قالهنا أصاب كبد الحقيقة، إذ العامل الخارجي هو المؤثر في مسيرة العرب في القرون الأخيرة و القرن الحالي بوجه ٍ خاص).
لكن، في تقديري، أن الركون إلى أن مصائبنا تأتي من الخارج يحتاج إلى ضبط، فلا يخفى أن أعداءنا مهمتهم تحطيمنا وإضعافنا باستمرار، فهذا عملهم وقصدهم فبهذا صاروا أعداء، طالما يمارسون هذه المهمة، أما دورنا ففي تحييد مهمتهم هذه وتعطيلها، فنحن أيضاً نفعل بالمثل، بالنسبة إليهم! وأي ضعف يعترينا،( من خلاف أو فرقة أو غفلة أو استرخاء)، يسهل لهم المهمة بالطبع فنحن الملومون في المقام الأول وينبغي النظر إلى الأمور من هذا الجانب، باعتبار أن العدو، بداهة، سيستغل الثغرة، ضربة لازب!
والسؤال ليس ما فعله أو يفعله الآخرون بنا، ولكن لماذا نسمح للآخرين بأن يفعلوا بنا ما يفعلون؟
لي عودة



عالم عباس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2006, 12:24 PM   #[10]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

سعادة السفير جمال،

بين غاندي وجيفارا بحور وغابات، سنوات رسمها تاريخ لئيم أنعم على القلة القليلة من الشعوب وأجحف على الغالبية منها.
بين غاندي وجيفارا يقف كلٌ منا تتنازعه قيمه الأخلاقية وتعاليمه السماوية، قيم الرفق والمحبة، قيم طول الاناة والصبر، وفي المقابل لا ينفك التاريخ يفعل فعله، يصيبه بالعجز ويوغل في جراحه.
بين غاندي وجيفارا يقف العامل والمفكر في كل بلد..
في بلادي وقف من عارض مقاومة الاحتلال بالسلاح، ووقف من قاوم بالسلاح، انتصر الثاني فدحر العدو الذي ظن الجميع أنه لا يُقهَر. ويقف اليوم من يقول إن هذه المقاومة لم تعد تجدِ وآن لها أن تنكفىء.
في فلسطين هناك جيفارا على درجات، وغاندي على درجات.. كيف نختار أين نقف وكيف نتفاعل؟! أَنظر الى ابن العشر سنوات يقف أمام الدبابة الإسرائيلية ويرميها بحجر. لا أستطيع كبح إعجابي بروحه النضالية واستهزائي بنفسي الانهزامية.
الحجر لا يهزم الدبابة عسكرياً، لكن الحجر فعل ثورة، فعل رفض، فعل مقاومة، فعل نضال.
قد يقول قائل إن من اختار غاندي يختار الانهزام والخنوع. ليس صحيحاً. الثورة قد تكون فكرية، قد تكون بالقلم، بوسائل الإعلام، حتى بالمظاهرات الشعبية اللاعنفية.. لكن حتى ذلك قد لا ينفع أحياناً.
ثورة النفوس تحتاج الى ترجمة، نعم ترجمة غير عنفية، لكن ترجمة ثورية، جيفارية بطريقة أو بأخرى.
الشيء الأكيد أن عملية التغيير ليس لديها معايير واحدة. لكل بلد ظروفه ولكل شعب قيوده ويختلف أسلوب كسر هذه القيود وفكّها بحسب نوعها.
فكرياً أميل الى الأستاذ عالم عباس، وأفهم عندما يختار الفيلسوف أدونيس، غاندي، ولكن إن تجردت من عواطفي وتربيتي أجد نفسي معجبة بجيفارا فعلاً وممارسة، وبغاندي فلسفة حياة وعيش.
نعم يصعب الفصل، فأجد نفسي أتبنى تلك الفقرة الاخيرة من مقالك الرائع:
الذي أراه ، عزيزي القاريء ، هو أننا في حاجة لشيء من غاندي و شيء ٍ من جيفارا . . ثم كثير من امعان النظر في كياننا الداخلي ، فنعي ما بنا من علل ، فقد يكون أول طريق الإصلاح و الترميم هو تشخيص العلة ، في الباطن و في الظاهر ..



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2006, 12:26 PM   #[11]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


الأخ خالد

ألف شكر لك على هذه المعلومات القيّمة.
هي حقاً غنية ومهمة.



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2006, 01:36 PM   #[12]
عبدالعزيز خطاب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الأخ والصديق سعادة السفير الجميل جمال

الحب كله والأشواق أمنيات

وددت أن أسجل مرورى بهذا المقال الفيض وكم إمتلأت روحى رثاء على ما آل اليه حالنا فى هذا الزمان من خنوع وهزيمة وإنكسار ..
نعم رحم الغيب مازالت حبلى .. ولكن!!

هل سننتظر طويلا؟؟

وهل ثورية جيفارا وإنسانية غاندى وإزدواجهم عند مانديلا يصلحوا لهذا الزمن ؟؟

أصبح العدو منظمات دولية ومعاهدات عليها تواقيعنا وقوات تستخدم كل المباحات والمحرمات دوليا وإنسانيا .. والقوة صوتها يعلو بالنهيق ولا يمكن الضعيف أن يقل إن أنكر الأصوات لصوت الحمير!!..

شكرا لك أخى الصديق جمال والشكر للأخ خالد على ما آتى به من معلومات وشكرا جميلا للأخوة عجب الفيا وعالم عباس وريم نوفل على مداخلاتهم القيمة..

إنه بوست حقا قيم
مودتى كاملة
عبدالعزيز خطاب



عبدالعزيز خطاب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-05-2006, 07:43 AM   #[13]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

تحياتي لأساتذتي عالم عباس ومنعم
وتحية للأخت ريما نوفل وعزيز خطاب
يبدو أن سعادة السفير منشغل حبتين ولا بأس أن تسمحوا لي ببعض "التطاول" في مقام الأساتذة هنا


اللاعنف عند غاندي هل هو خنوع وإدارة للخد الأيسر؟

المتمعن في مسيرة المهاتما غاندي يجد أن وصف نضاله المدني بالخنوع فيه نوع من التجني والتبسيط إن جاز لي ويقلل كثيرا من عمق فلسفة غاندي من وراء الفكرة.
عندما طرح غاندي فكرة اللاعنف لم يكن طرحه يخلو من فلسفة عميقة ذات جذور متشعبة في التأريخ والمعتقد والتجارب الخاصة.

أزعم والله أعلم أن غاندي ...

(1) درس غاندي في إنجلترا وعايش الشعب الإنجليزي في حياته اليومية وأظنه إلي حد ما كان يخاطب بدعواه إلي اللاعنف ذاك الشعب ويفصل بينه وبين نظام الحكم "الحكومة" ومن يعيش في أوروبا يعلم أن هذه الشعوب تقاد بالميديا .

(2) عاش غاندي فترة في الجنوب الأفريقي وتركت هذه التجربة أثر كبير عليه فالنظام العنصري "الأبيض" في جنوب أفريقيا كان حينها لا يفوقه في البشاعة إلا النظام اليهودي في دولة إسرائيل.
(3) وضع غاندي في إعتباره حالة الشعب الهندي ونسيجه المتفرد من حيث الاختلاف الاثني والعقائدي والفقر كسمة تضم كل سكان شبه القارة الهندية وقد ترك انفصال كل من باكستان وبنقلاديش جرح غائر في دواخل المهاتما .

(4) فلسفة اللاعنف عندي غاندي لم تكن تخلو من تجذر في المعتقد فالناظر بتمعن للديانات والمعتقدات الآسيوية من هندوسية وبوذية وحتى المسيحية "عدا الإسلام" يجد أن التسامح واللاعنف مكون أساسي لها، أذكر أني شاهدت فلم (تبت) وهو فلم يحكى عن حياة الدالاي لاما والحياة في التبت وأعتقد أنه من أروع ما أنتجته هوليوود من أفلام وأذكر أن المهندس الزائر للدالاي لاما وهو وهو بعد طفل شرع في تشييد دار للسينماء بناء علي طلب الدالاي وحين شرع العمال في حفر الأساس اكتشفوا وجود ديدان في الأرض والحياة في أبسط صورها مقدسة عند البوذيين فكان الحل نقل جزء من الأرض في حجم نصف إستاد كرة قدم إلي مكان آخر فقط للحفاظ علي حياة ديدان الأرض فتأملوا !

(5) أخيرآ في الكثير من الأحيان العنف يولد عنف أكبر ويأتي بنتائج يمكنني أن أصفها بالوبال علي بسطاء الناس ويكفي أن نتخيل المسيرة السلمية التي قادتها النقابات في أبريل 85 في الخرطوم ضد نظام نميري تخيلوا لو تحولت إلي عنف؟ كيف يواجه شعب أعزل جيش مسلح بالدبابات ؟ وما يحدث في فلسطين هو نموذج آخر يؤكد ما ذهبت إليه . لكن غاندي لم يترك الأمر هكذا حتى يجتهد الآخرون في تفسير نواياه إذ قال :


اقتباس:
وقد أوضح غاندي أن اللاعنف لا يعتبر عجزا أو ضعفا، ذلك لأن "الامتناع عن المعاقبة لا يعتبر غفرانا إلا عندما تكون القدرة على المعاقبة قائمة فعليا" *، وهي لا تعني كذلك عدم اللجوء إلى العنف مطلقا "إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إخصاء عرق بشري بأكمله". فالهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي هي إبراز ظلم المحتل من جهة وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه.

وحدد لها أساليب ووسائل :


اقتباس:
أساليب اللاعنف
وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.

وشروط يجب توفرها لنجاح سياسة اللاعنف :


اقتباس:
شروط نجاح اللاعنف
يشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.
والله أعلم .

***************************
*
"الامتناع عن المعاقبة لا يعتبر غفرانا إلا عندما تكون القدرة على المعاقبة قائمة فعليا"

من هنا قامت دعوة (الإعتراف والتسامح) في الجنوب الأفريقي كمحاسبة لمن أجرموا في حق الشعب في زعمي المتواضع فقد كان مانديلا والوطنين الأفارقة في قمة نصرهم وصار الحكم في يدهم مما يمكنهم البطش بمن أجرم والتنكيل به ولكنهم إختاروا الإعتراف ثم المسامحة حفاظآ علي نسيج إجتماعي كان هشآ حينها.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-05-2006, 01:13 PM   #[14]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي

الأخوة المتداخلين ... و أولهم عمدتنا خالد و أمير الشعر أخي عالم .. و أخي عجب الفيا و العزيز عبد العزيز و العزيزة ريما ...
لكن أرف يا خالد أنك عذرتني .. فلست والله بنافر عن المنتدى ...
لكنها المشغوليات ، أخذتني بعيداً عنكم ... هلا سامحتم غيابي ...
غير أني سعدت بما جاء منكم من تعليقات ، و ذلك كان القصد . لقد رميت بحجر في موضوع أدونيس ، و قلت ستكون المداخلات أكثر ثراءا من الأصل و من التعليق الأساسي ..
ربما أعود .. اليكم بتعليق ...



جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-05-2006, 03:57 AM   #[15]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي



عزيزنا الكاتب الأديب
جمال محمد إبراهيم
تحية لك ، تغطس دوماً و تأتي ومعك لؤلؤة
يتعب من أجلها طلاب الصيد الصعب .

والتحية لكل الأحباء هُنا

كتبت عن رؤية أدونيس بين جيفارا وغاندي ، واستأنست بنـزهة أخانا
في المحبة خالد الحاج ، حتى عرجت بنا خَمرَكَ إلى سماوات شاعرنا المَجدول بالمحبة عالم عباس وهو يرتدي إزاراً ويدلُف علينا ونقف في بهوه الفياض نقرأ .

من يقرأ يقف كثيراً ، فكأن الجميع قد فتحوا صفحة من التاريخ ماذا يفعل من لا يملكون مصائرهم .
أين هي عِبر التاريخ ، وكيف يخرجون من أزقته أكثر مراساً على نـزع
الحق من قبضة من لا يستحِق ، وإحقاق الحقوق لمن يستحقونها؟ .

نحن في زمان إعادة إنتاج الاستعمار بقسوة من جديد . سياط القهر ،
اليوم لن تكون كالأمس ، فاليوم الدنيا قد رَقَتْ في مَراقي الإنسانية
منـزلة عالية القطوف فوق مدارك الذين يُغمضون أعينهم ، و من العسير أن ترضى الجمهرة بالقهر القديم . يحتاج السارق لخداع وسياسة لنيل أغراضه دون ضغائن ، لكن اليوم بيزنطة كالحة تُمسك سياط العهد الاستعماري القديم دون أن يرمش لها جفن .
لغاندي زمان ولجيفارا زمان وللكثيرين الذين لم يذكرهم التاريخ
أزمنة متلألئة .

هذا موضوع كبير ، وكثيف . في الأربعينات والخمسينات والستينات
كان( للكلاشنكوف ) فعله ولحرب العصابات فعلها ، واليوم الحرب بغرائب العلم و وحوش التكنولوجيا التي لا ترحم .حاملُوها أيضاً لا يعرفون الرحمة الإنسانية ، فالقاذفة تنطلق من على البُعد ولا يُدرك الصانع فداحة ما يصيب الحاسوب الذي بين يديه من دماء مُهدرة ،غير أرقام ثم إرسال !!! .

قاذفة من مكان بعيد ، و بدقة مُتناهية يتم الإرسال و تصل لعمق خمسين متراً تحت الأرض ، ثم يأتي من بعد الكشف الإعلامي عن نسف الفقراء : ( أسف في وسائل الإعلام ) !! .

من جهة أخرى أترى هل الأجساد التي تموت بين أجساد من لا ذنب لهم هو الحل ؟
هل أن مجموعة قليلة بأصابع اليد يمكنها أن تموت بين أجساد لا ذنب لها يمكنها بفعل الإعلام حمل قضية للنظر أم لنهايتها ؟
ومن جهة أخرى من يستمع اليوم لجمعيات الإنسانية التي تجول الدنيا .. يوجد فعل ولكن هل غيرت موقفاً لمُعتدٍ ؟
من يسأل عن أكثر من ثلاثمائة ألف ماتوا بيد المُحتل في العراق ، في حين عمَّ الحصار الكوني على المال ودفاتر السفر ، وعمَّ القتل المُباح والأسْر سنوات بلا حقوق في بلدان تدعي الحقوق ، كل ذلك بسبب مقتل ثلاثة ألف وبضع في مبنيي التجارة العالمية . أين الحق وأين القهر؟؟؟!!

أكثر من ثمانين صحافي حمل آلة تصويره اغتيلوا قصداً !!

لقد تغيرت لُغة القهر ، وتغيرت وسائل الرد على القهر .
ذبح أبرياء على الانترنت صوت وصورة ببشاعة تفوق الوصف ، وتصل كل الدنيا !!.
السجن سنوات مع التعذيب بوسائل مستحدثة تُمارسها دول تدعي حماية الإنسان دون تقديم لمحاكمة ، وتجاوز قوانين القضاء !!! .

لتلك الغرائب أبجدية ولُغة جديدة تحتاج الكثير من المباحث للمعرفة ، ومن ثمَّ يكون الحُكم .
شكراً للجميع .




التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:51 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.