مابيــن جاكــوليـــــــــــن و ونســـــة الجلاكيــــــــن
فى صباحٍ رائع كروعة جاكولين، إحتضتنتى بكل إللفة وإتطمئنان، وكأنها تعرفنى منذ نعومة مخالبى بأدغال إفريقا، ثم سحبتنى من يدى برعاية كاملة الدسم إلى المقهى الجامعى، الذى يقع فى بدروم إحدى مبانى الجامعة، و يُسمى هذا المقهى بالمربوع السابع عشر، يا إللاهى !! لماذا يسمونه كهذا !!، فهذا الإسم يذكرنى دائماً بمغامرات الشياطين الطلتاشر والزعيم رقـم صفـــر.
أعلنت جاكولين عن دعوتها لىّ لتناول القهوة معها، وشرحها لى بعض المسائل فى إحدى البحوث العلمية.
كان كل شئ فى جاكولين جميلٌ ومرتب وكأن ترتيب الكون بداء من عند ملابسها وشعرها الاشقر داكن الشُقرة.
جلستُ على كرسى وثير وكنت امتع عيناى بجمال جاكولين وقوامها الحلو وهى بين الجية والذهاب لإحضار القهوة وعلبة السجائر والمنفطة، وكانت من الحين لحين ترمينى بإبتسامة أشبة بشروق الشمس من قلب النيل، أنستنى كل صباحتى البائسة بست النفر بائعة (الزلابية - اللقيمات)، التى كانت تضع تجارتها فى كل صباح امام دارنا، فإبتسمت فى سرى كثيراً وسبحت الله الذى أسرى بعبده جواً من ست النفر إلى جاكولين.
إتخذت جاكولين من المقعد المقابل لى مكاناً لها و بدأت فى إخراج بعض الاوراق من حقيبتها، حينها جاء زميلنا ماركو حاملاً قهوة بين يديه وسجارة فى شفتيه، رمى التحية علينا كما رمى جسده على مقعدٍ يسار جاكولين بصورة كافية توضح سهره ليلة امس فى الحفل الجامعى، ثم بداء يتجاذب معنا أطراف الحديث، حينها بداءت أطراف فخذيى جاكولين تُقاتل إسكرتيها القصير من أجل الحرية، فكانت جاكولين تتابع حديث ماركو بنفس الإهتمام الذى أتابع به أنا معركة فخذيها مع إسكرتيها القصير، فبحركة لا إرادية بداءت جاكولين فى هز وتحريك فخذيها مُعلنة الفتح المبين، فحينها صرخت أنا بأعلى سرى، هـ الأن كفى الله فخذيى جاكولين شر القتال، فتمنيت حينها لوفعل بنا حُكامنا العرب والافارقة كما فعلت جاكولين بفخذيها من أجل الحرية.
يسألنى ماركو سؤالٍ ما وانا غارق فى تصفح فخذيى جاكولين، فحقاً كانا كتابٌ رائع، تساعدنى جاكولين دون علمها فى قرأته صفحة صفحة بتحريكهما الدائم وإتساع مدار الرؤية إلى أن تبين لىّ اللحم الأبيض من الخيطِ الأسود، فبـيانئذن سرت فى جسدى حمى خمرية لذيذة اللذع.
حينها يستبدل ماركو سؤاله لى بسجارة بعد أن يئس من إجابة له منى، وكانه كان يعلم حوجتى لسجارته فى تلك الحمى أشد من حوجتى لسؤاله الذى لا اعرفه حتى يومنا هذا، تناولت السجارة من ماركو دون أشكره، ففخذيى جاكولين أنسيانى كل أنواع الشكر إلا لله خالق الجمال.
نهضت جاكولين من مقعدها بصورة سريعة مصحوبة بشهقة وكأنها تعلن نسيانها لأمرِ فى غاية الأهمية، فأخذت الملعقة وإتجهت صوب قهوتى التى كانت أمامى، ثم إعتذرت لى لانها لم تحرك الحليب مع القهوة.
إنكبت جاكولين على قهوتى، فأعلن صدرها أمام عيناى عن حربٍ أخرى جديدة، ذكرتنى بحروبنا فى إفريقيا الغبشاء، التى ما أن إنخمدت فى مكانٍ ما، وإلا إشتعلت فى مكانٍ أخر.
بدأت أتابع المعركة الجديدة المثيرة، فنهدين جاكولين كانا فى قمة الروعة والشجاعة و يستحقان المتابعة، بدأت جاكولين تحدثنى بأننا سنبداء الشرح بعد قليل، فكنت اُجيبها بسرى، الأن لا شئ يحتاج للشرح فكل معانى الجمال فيك وأضحة الطلاسم.
بدأت جاكولين فى تحريك القهوة و عيناى معلقةٌ على صدرها، فكانت مع كل دورة للملعقة داخل القهوة، تدور بى الذكريات الاف الكيلومترات صوب أدغال أفريقا، إلى أن جائنى صوت حاج ابوعاقلة من أعلى التل بطرف حلتنا، وأنا مع صديقى أبودومة أسفل التل نرعى الأغنام ونسترق السمع.
والله يا الطاهر أخوى، صفحتى البجاى دى، توجع فينى جنس وجع، الليل كلو تنتح وتسوى فى التح التح التح مِتل طاحونة ناس حاج عوض، لمن النوم طار من عويناتى.
هكذا كان حاج ابوعاقلة يشكى اللآمه للطاهر، فتدخل حاج ابوزيد لافحاً الرد عليه: خلى بالك ياحاج ابوعاقلة يكون عندك إلتهاب فى قناة فالوب، حينها نظر حاج ابوعاقلة لحاج ابوزيد مغتاظاً مرحاً ورد عليه بشئٍ من المناكفة الجميلة: إنت دحين يا ابوزيد أسى السعلك منو !!! أنا سألت حكيمنا الطاهر دا، قرأها فى بلاد برة مع الخواجات، إنت فوق كم!!!، يا ولادة الدفِس البلا نفِس، ما تارك ذى وجاى يا حاج ابوزيد بلا عَلام، وللا مو ياهوى كدى يا اُستاذ الضو؟، أنت و الطاهر وحدكم الفينا الضقتو طعم العَلام، الطاهر قراء الدكترة وإنت قريت الفلفسة، سؤالئذن أخرج اُستاذ الضو من جيب جلبابة علبة سجاير بينسون كُتب عليها صنع خصيصاً للسودان فسحب منها سجارة وقدم ايضاً للطاهر اُخرى، بداء أستاذ الضو فى الإجابة على حاج ابوعاقلة: آى ياحاج ابوعاقلة ، لكن ......، فقبل أن يكمل قاطعه حاج ابوعاقلة مواصلاً حديثه: لا ما لكن وللاحاجة، إحنا حقنا فوق روقاب ابواتنا، عدوها كلها مُساسكة حريم وشراب مريسة وطلعونا فى الأخرة بلا عَلام.
يواصل اُستاذ الضو حديثه ضحكاً لحاج ابوزيد: لكن ياحاج ابوزيد، إنت القال ليك مرض حاج ابوعاقلة دا إلتهاب فى قناة فالوب منو؟؟ والكلمة دى دحين ذاتها جبتها من وين؟؟ وحفظتها كيفين ؟؟ وعارفها وللا سكات؟؟ غايتو ياحاج ابوزيد عليك جنس مِحن!!!!، يرد حاج أبوزيد قائلاً: والله الكلمة دى سمعتها من بناتى، قالن بت حاجة علوية عندها شيتن مِتل شكية ابوعاقلة دى، وقالن ودوها لى عند الحكيم وقالهن عندها إلتهاب فى قناة فالوب، وأنا دحين ختيت بالى بالحيل للكلمة دى، لأنى قلت إمكن دا مرض سرطان جديد دخلنا فوق الحلة، حينها يجحظ حاج ابوعاقلة عيناه ويهاجم حاج ابوزيد قائلاً: إتسلطنا على النبى!!! كاتلنى مالك ياحاج ابوزيد !!!!
يتدخل هنا الطاهر ضاحكاً ومُهدئاً لحاج أبوعاقلة قائلاً له: ماتخاف ياحاج ابوعاقلة،إنت براك عارف حاج ابوزيد دا من زمنو الصغير قالوا بلفح الكلام، دا ماهو سرطان وللاحاجة، بعدين ياحاج ابوزيد قناة فالوب دى اللِت الحريم وبس !!! يعنى تابعة للرحم والولادة، حينها يضرب حاج ابوعاقلة مُناكفاً حاج ابوزيد بحقة الصعوط على رأسه قائلاً له: يلفحك اللفيح ياحاج ابوزيد أخوى، كان جايب لى مرض الحريم!!!! شكيتك على الله!!!
هنا يسال حاج ابوعاقلة دكتور الطاهر بمرحه المعروف مبتسماً و مغيراً مجرى الحديث: لكن إنت دحين يا الطاهر أخوى بمناسبة الحريم دى، كدى النسعلك مسعول من الخير، حريم النصارى القريت معاهن ديل، شِيتن مِتل شِيت حريمنا ديل !!؟؟
اُستاذ الضو ضاحكاً: والله ياحاج ابوعاقلة عليك جنس مِحن !!
حاج أبوعاقلة: لا والله، لكن عِلا من زمان كان نفسى أضوق حق حريم النصارى ديل، يبقى لى الغُلف ديل نجيضات وحريفات بالحيل وبعرفن للرجال كويس وخصوصاً للفحل المِتلى انا دا.
حاج ابوزيد مناكفاً أبوعاقلة كالعادة: دحين مِتل دا الكان مُخليك زمان مُبارى سعيدة الحلبية يا ابوعاقلة أخوى!!!؟
حينها يستعدل حاج ابوعاقلة جلسته ويشهق كمية كبيرة من الهواء يحتزنها بين رئتيه، وكأن الحكومة قررت إدخال الهواء ضمن قائمة المواد التموينية، وحين تذكر ابوعاقلة أيامه مع سعيدة الحلبية، أخرج ما إختزنه بين رئتيه من هواء بشدة وكأن الحكومة تراجعت عن قرارها، قائلاً لصديقه حاج ابوزيد: إييييييييك، دا ما كان زمناً تانى، تانى مابجى راجع!!!! ياحليل زمن سعيدة الحلبية، بالله الولية مابتشبع!! هدت حيلى وكسرت رُكبى، الله يطراها بالخير والله ماقصرت معاى تب، وحاتك ياحاج ابوزيد للعرقى والعشاء كانت تجهزهم لىّ.
حاج ابوزيد: كل شئ كان بحقو يا ابوعاقلة أخوى وللا مايهو كدا!!، عِلا الطاهر الحكيم دا من زمان كان زولاً محترم ومهذب وماهو زول فارغة حتى لمن كان براهو فى بلاد الخواجات .
ابوعاقلة مستنكراً حديث حاج ابوزيد: صحِى دحين الكلام دا يالطاهر أخوى!!!! مالك !! ماك مطهر!!؟؟.
فقبل ان يدافع الطاهر عن نفسه، تسلقنا انا وابودومة إلى اعلى التل من الجانب الأخر بحيث لايرانا أحد، لان إسماعيل موظف الإدارة إقترب الى جلسة ناس حاج ابوعاقلة من حيث كنا نجلس أنا وابودومة.
فقبل أن يصل إسماعيل، يلوح إليه اُستاذ الضو من بعيد يحيه: مرحب مرحب إسماعيل.
حاج ابوزيد: بِــس الجنى المسعول فى الكهرباء والموية دا أصلى ما درتو، قالوا كافر بالله والرسول.
حاج ابوعاقلة: صِح بالحيل، سامع الجنيات قالوا مُلحد.
الطاهر: براحة ياجماعة، مافى داعى للكلام دا، الزول دا قرب مننا.
إسماعيل يحيى الجميع: عساكم بخير ياجماعة، بالمناسبة ياستاذ الضو، الليلة مابتجى الإجتماع؟، لانو عاوزين نناقش امور جمع التبرعات للجمعية الخيرية وبعض الامور الخاصة باللجنة الجديدة.
اُستاذ الضو: إن شاء الله بجى عليكم.
إسماعيل: سمعت ياستاذ الضو بالمذابح الاخيرة دى!!؟؟، ياخى العالم كله بقى خراب وحروب نيران.
يقاطعه حاج ابوزيد: قدر الله
إسماعيل معترضاً على رأى حاج ابوزيد: باقى نحنا طوالى فى قصة قدر الله دى!!! لوكان الكلام دا صاح وفعلاً فى قدرة إللاهية ذى ما الناس بتقول، طيب وووين إسم السلام دا!!؟؟ مايجى نازل ويحكم البلاد دى!!؟؟
يخالفه الطاهر الرأى: إستغفر ربك يازول!! النضمى الما فى محله دا مافى ليه داعى!!
إسماعيل يحرك رأسة يمنةً ويساراً مستغرباً فى حديث الطاهر: إنت حالتك الفاهم يادكتور!!!، على العموم أنا اسى مستعجل شوية، عشان ماشى أحضر بعض الاوراق للإجتماع، خلاص لبعدين ياستاذ الضو!.
ابوزيد متحولقاً: أعوذ بالله من الأفندى دا، والله صِح دا كافر عديل وبى وش الدرب.
حاج أبوعاقلة: غايتو نضميهو دا يبقى لى كُتر عديل كدى، ويخربنى كان فهمته منو شئ، لكن دا ما المهم عندى، المهم عندى يا الطاهر اخوى، خلنى مع نسوان النصارى ديل، دحين يالطاهر اخوى صحى شِيتهن دا أفطح؟؟، والله أنا كان الله ودانى هناك، كان أسوى البدع والعجب العُجاب، وكان مامصدقنى كوسو درب سعيدة الحلبية وين وأسألوها من أسد الليل، هيع.
أبوزيد ضاحكاً: إنت الليلة مالو نضميك دا يبقى لىّ كُتر كُتر يا ابوعاقلة اخوى!!؟؟ دحين الولية عندها أيام الإجازة وللاشنو!!؟؟ بعدين ماقلنا ليك الطاهر ماهو زول فارغة.
الطاهر ضاحكاً مُعلقاً: ابوعاقلة دا من زمان أصلو كدى، بريد مِتل الحكى دا، والله، الله يخليك يابوعاقلة عمرك مابتتغير، لسة ياك ابوعاقلة الزمان، زول المرح والنكتة.
ابوزيد يبداء مرة اُخرى فى شغبه اللذيذ مع ابوعاقلة: لكن يا ابوعاقلة اخوى يبقى لى إنتَ ذاتك كِملتَ تب!!؟؟
ابوعاقلة مُدافعاً عن فحولته: أفو أفو، أنا بكمل!!! أنا ازرق زراق المابنضاق، قايلنى مِتلك آآلعِيفة!!؟
حاج ابوزيد: أفو أنا....
يقاطعه حاج ابوعاقلة حاجراً رأيه: أسكت أسكت، أفو شنو البتقولها إنت كمان، إنت قايل زولتك الزمان تنكوشة الزرقاء ماكان بتحكى لى بخيابتك، فضحتنا الله يفضحك!!
يواصل حاج أبوعاقلة حديثه للطاهر: عِلا يالطاهر أخوى، حق حريم النصارى ديل كان كان لقيت لى فرِد لحسة بى لسانى دا والله ما كان باباها!!!
ينفجر الجميع ضاحكاً ويعلق حاج ابوزيد: دا شنو يااا العفِن !!
حاج ابوعاقلة: والله مانى عفِن، عِلا من باب العِلم بالشئ وللا الجهل به ياخوى ابوزيد، وبالتالى عشان نعرف فرقو شنو من حق حريمنا ديل.
حاج ابوزيد: إنت دحين كان ماك عفِن، حق حريمنا ديل ضقتو بخشمك دا وللا كلام ساكت!!؟
ابوعاقلة: والله الحق يتقال يا ابوزيد اخوى، لسة ماضقتو بخشمى دا، عِلا اقولكم كلام، أنا والله حق حريمنا ديل كان ما الخُمرة والدلكة ديل، كان يبقى لى طعمو مِتل حجر البطارية.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أذن الأذان
اُستاذ الضو: الله يجازى مِحنك يابوعاقلة، الليلة قطعتَ مصارينا بالضحك، ياللاكم ياجماعة الصلاة، وخلو النضمى الكُتر دا، باقى أذان المغرب أذن.
وحين هَمَ الجميع بالإنصراف إلى الصلاة، بداء ابودومة بالتدحرج من أعلى التل، ثم لحقته انا متدحرجاً شيئاً فشيئ إلى أن إستطدمت اُذنى بصوت جاكولين وهى تغلق الكتاب مُعلنة لىّ إنتهاء الشرح.
حينها أغلقتُ أنا جاكولين فى عقلى وقلبى وضميرى مابين اُمنيات حاج ابوعاقلة ومابين أدب وتهذيب الطاهر فى بلاد الفِرنج.
التعديل الأخير تم بواسطة Osman Hamad ; 28-12-2005 الساعة 03:27 PM.
|