نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-2017, 10:12 PM   #[1]
imported_عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_عادل عسوم
 
افتراضي بين يدي (أسماء) و(كلمات).

كم أسائل نفسي ماهي هذه الأسماء التي علمها ربنا جل في علاه لأبينا آدم عليه السلام:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)31
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)32
(قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ)33 البقرة
أيُّ أسماء هذه هي ياتُرى؟!
لعمري إنها هِبَةٌ من الخالق لآدم وذريته تمايزهم وتُعْلِي بهم قدراً فوق الملائكة الأطهار!
لذلك فإن الذي يحسبها مجرد أسماء تُعَلَّم ثم تُقَال للغير قد فات وخَفِيَ عليه الكثير المثير!
إنها (حالة) تجعل من الإنسان حلقة أصيلة في سلسلة آلاء الله وعوالم (كن) التي في ثناياها قد اندغَمَت مفاتحُ الغيبِ ومعارفُ الخلقِ والفتقِ والرتق.
ثم ماهي تلك الكلمات التي
ابتلى بها الحق جل في علاه نبيه إبراهيم عليه السلام؟!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)124 البقرة
ياتُرى ماهي هذه الكلمات التي أتمها ابراهيم عليه السلام ليجعله الله إماماً للناس؟!
التفاسير جلها تقول بأنها الإبتلاءات التي قدرها الله على إبراهيم عليه السلام فنجح فيها -ومنها الحرق بالنار من قومه وذبحه لإبنه إسماعيل وتركه عليه السلام وأمه هاجر بواد غير ذي زرع في مكة الخالية حينها من الناس.
لكنني لا أجد هذا الرأي يوفي الإمامة -التي يريد الله جل في علاه وهبها لإبراهيم عليه السلام -حقها، إذ انا إن فسرنا الامامة بالنبوة والابتعاث فكم من أنبياء ورسل قد تخيرهم الله ولم يشأ جل في علاه أن يبتليهم مثل الذي شاءه لإبراهيم عليه السلام وبرغم ذلك فقد جعلهم رسلا وأنبياء ...
لذلك فإني أرى تلك (الكلمات) أشمل من ذلك وإن كانت الإبتلاءات المذكورة ما اتخذها الله العليم الحكيم إلا تمحيصا للنبي ابراهيم وإرهاصا لإمامة علي كل الناس تتعدد مقوماتها...
ولنا إن شئنا أن نتبين ماذا قال موسي عليه السلام عندما أراد الله جل في علاه أن يجعله إماما لقومه ورسولا نبيا وداعية لفرعون إلى الإيمان:
يومها طلب موسي عليه السلام من الله جل في علاه أن يرسل معه أخوه هارون الذي يعلم بأنه أفصح منه لسانا وقولا أي لغة وخطابا وليس قصورا خلقيا في قدرته علي الكلام وعيبا عضويا من تأتأة أو عاهة لسانية كما تقول عدد من التفاسير! ...
فالمعلوم بالضرورة إن شروط الإمامة تكون أسماها (القدرة علي فصل الخطاب) ، وليس الأمر بتعلم لألفاظ اللغة وفقهها وآدابها فقط بقدر ماهي موهبة يؤتيها الله لقلة من عباده فيلجون بخطابهم المبدع إلى قلوب الناس دونما متاريس...
ولعلي قد تبينت من خلال سبري لحال العديد من الموهوبين من الله بذلك أنهم يوهبون معها -أيضا - نعمة التفكر في ملكوت الله ، فيؤتيهم الله القدرة علي تمحيص ما حولهم وهم (يبصرون) إلى الأشياء من خلال زاوية تختلف عن الزاوية التي ينظر منها الآخرون، فيكون المآل من ذلك رؤي مستبصرة وخلوص موجب لايقدر عليه إلا الذي ناله من الله قربى وزلفى...
ولعلي أقول بأن هذه الحالة ماهي الاّ عطية ربانية للبعض تضفي عليه تفرداً وتميزاً في ضرب من ضروب العطاء البشري شِعْراً كان أو نثراً أو أداء صوتياً أو ضرباً من ضروب الفنون على مختلف أشكالها وألوانها...
والله جل في علاه يتخير من عباده من يشاء لذلك وذاك لعمري إصطفاء ما بعده إصطفاء دون النبوة!...
وهؤلاء هم من نجدهم يؤثرون في حراك حياة الناس ومسار الحضارات إذ يضفون إيجابا كثيفا ويرفدون الناس بعطاء مميز يرقى بالثقافة والأدب والتنوير والذائقة والوجدان الى ذُراً سامية ومراقٍ ماكان يتسنى للأمم والحضارات بلوغها لولاهم...
فكم من حضارات بادت ولكن بقيت منها أسماء لشخوص مافتئوا أحياء في ذاكرة التأريخ ولهم بصماتهم في ذائقة ووجدان الناس على مر العصور من بعد موتهم!...
وكم من دُوَلٍ وأقطار ظلت في غياهب النسيان لولا فرد منها حباه الله تلك الهبة الإلهية فإذا به يحيل مواتها حياة وسكونها زخماً لا يكاد يهدأ ضجيجه!...
هذه لعمري هي ال(أِمامة) التي تنبغي وتحيق بكل أهل المواهب والابداع فينا يا أحباب...
هذه العطية تحتاج إلى عناية وصقل وتعهد يرتقي بها أكثر ويجعل الرفد منها أينع وأعظم أثراً...
فكل أمر لا يُتَعَهَّدُ يكون مصيره الموات والانكفاء والذبول كما هو حال الحياة طُرَّا ، فكم من موهوبين قد دفنت موهبتهم ولم تر النور لاعتبارات عديدة لامجال للإحاطة بها في هذه المساحة...
ولعلي أختم بأمر قد تبينته في العديد من موهوبينا ومبدعينا ممن افاء الله عليهم بتلك العطية فأقول:
هذه ال(هِبَة) تنمو وتترعرع وتصل الى ذروة وعنفوان ثم تشيخ وتذوي من تلقائها تماما كما يحدث لابن آدم خلال أطوار حياته طفولة وشباباً ثم كهولة وشيبة!...
فكم من شعراء وأدباء ومبدعين قد نضب معينهم أو ضعف وذبل وأضحت بضاعتهم مزجاة بعد أن كانوا ملء السمع والبصر من خلال أعمال مجيدة وبهية تأخذ بالألباب وتشبع الوجدان!...
لقد تبينت ذلك من خلال أعمال العديد ممن نعلم ممن أفاء الله عليهم بتلك العطية ولا أخالني أحتاج الى بيان لأمثلة وتعداد لأسماء منها من ذهب الى ربه ومنهم من ينتظر...
لذلك فإني لناصح كل من وهبه الله تلك الهبة والعطية أن لايتقاعس عن العطاء وأن لايتملكه الكسل والتسويف لأنه لامحالة آتيه يوم لا يجد في نفسه ما كان يجده في نفسه من قدرة تحيل الأحرف الى فصوص من لؤلؤ يزين سوحا وفضاءات،
أو أزاهر ملونة من أحرف يشكِّلُ بها لوحة وبيان ،
واذا بصوت المغنين قد شاخ ، وإذا بقدرة أهل التشكيل على التشكيل قد ذوت ، وإذا بالألون تتوه بها الدروب مابين الفرشاة والأشكال في أنامل الرسامين ، وإذا بكل مبدع (عاطل) عن كل ابداع!!!
ولنا أن نسبر غور هؤلاء لنتبين كل ذلك:
1-الطيب صالح رحمه الله خلال مساره الأدبي ...
2-الفيتوري رحمه الله خلال مساره الشعري...
3- محجوب شريف رحمه الله...
4-راحلنا وردي رحمه الله خلال مساره الفني...
5-عثمان حسين رحمه الله كذلك...
ومن الأحياء كثر!
أهو قدر الله فينا؟
فالجسد منا يشيخ...
والحب فينا يشيخ...
والأمم والحضارات تشيخ! ...
(يتبع)
adilassoom@gmail.com



التوقيع:
[frame="7 80"].

سُكْنايَ حيثُ يحكي النيلُ عن حضارةٍ عظيمة
يشُقُّ صدرَ أرضنا السمراء في عزيمة
وينحني تأدباً في (البركل) الذي يلي كريمة
عادل عسوم
www.marawinews.com
[/frame]
imported_عادل عسوم غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 04:36 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.