الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-02-2014, 02:11 PM   #[46]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

وهذا هو شاعرها الجميل الدكتور تاج السر الحسن رحمه الله:
وهنا في حديث نقدي بديع عن القامة صلاح أحمد ابراهيم في ضيافة نجم الشاشة في التقديم أستاذنا ابراهيم أحمد عبدالكريم رحمهم الله جميعاً:



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 03:03 PM   #[47]
عبدالحكيم
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجيلى أحمد مشاهدة المشاركة
عبد الحكيم إزيك,

بما إنو إسمى مكتوب فخلينى أرد على بعض كلامك.


يازول والله نتسامر ونتحابب فى الله والانسانية ونغرف كلنا من بحر الجمال المفتوح بدون حدود فى الحياة, بس كمان الإنسان مايكابر, ومايمرر الغلط.
كل الاشياء الجميلة التى صنعت البزخ المعرفى المبزول حاليآ والمتاح إرتبطت فى الاساس بفكرة الصدق فى النقل وتدعيم الافكار المطروحة للنقاش على اختلافها.
اخونا عادل عسوم زول عندو مقدرات ماهينة على مستوى الكتابة والتدوين,
وانا هنا أعلن إعجابى ببعض كتاباته(المعرفة دى الواحد بكوسا فى أى مكان)
فقط على المرء أن يواجه النقد المقدم له بجديه ولايتركه يتراكم ليشكل عنه صورة والغة فى السوء.
فكرة الكتابة فى الاسافير أوسع وأرحب بكثير, والنقد الموجه للكتابات يمكن أن يثمر معرفة حقيقية موثقة من خلال التمحيص والتدقيق, فليس لأحد من فائدة ترتجى إذا تم تمرير المعلومات الخاطئة, وكلنا فى هذا الهم على قلب رجل ورجلة:girl_blum: أوحدين

إستحمار الناس ومقدراتا ومعارفا مسألة ماجميلة ياعبد الحكيم, وبتجيب للزول البتبع النهج دا كمية النقد الإيجابى, والذى يتبعه بالضرورة عك ولخبطة وجوطة فى حالة العزوف عن مواجهة المصير المحتوم للمعلومة المغلوطة.

الإنتداء سيستمر بك أو بدونى, والمعلومة التى كان الناس يسافرون لها اصبحت على بعد كليك, وجدت فى هذا الأسفير محاضرات من جامعات كنت أشتهى الجلوس فى مدرجاتها ومن أساتذة لم أحلم يومآ بالجلوس إليهم, يااخى عليك الله فى اجمل من إنك تكون قاعد فى بيتك وتسمع فى المحاضرات والنقاشات عن الطب والتاريخ والقانون والفلسفة وكل علوم الإنسانية وحضاراتها بنقرة ماوس!!

يااخى الكريم الزول المارق للمسألة دى ينجض شغلو, لأنو عندها قوانين صارمة فيما يتعلق بالنقل وإيصال المعلومة
ابننا الجيلي أحمد / حبابك ..
أظنك تذكرني جيدا .. وقد تداخلت معك اكثر من مرة ردا على بعض كتاباتك ..
على كل أكاد أجزم هنا أن هذا الرد ليس صادرا عن الجيلي أحمد مقارنة بالذي لا أقول عهدناه ولكن نقول الجيلي في تحسن : معليش اقبلها مني وقبل فترة شاهدت تاريخ ميلادك وجات صدفة وانا ادخل الرئيسية فخطر ببالي يا ايها الجيلي والله عمرك ده أنا قضيته جلوسا على كرسي ومن وراء طاولة .. فيا سبحان الله الواد مالي الدنيا ضجيج وهو بهذه السن فكيف إذا بلغ مبلغنا رأفت والسبعينيين ؟
كلام جميل انك تبحث وتتعلم وحتى عند عادل عسوم وكما قلت فالرجل ليس سهلا فهو مجتهد كذلك وباب المعارف واسع ومفتوح في هذا الزمان لمن أراد ..
ولكن دعنا نجيك في اصرارك على برهنة سرقة عادل عسوم .. ماذا تستفيد ونستفيد وقاعد تجهد نفسك في الجري وراء كل حرف يكتبه لتثبت انه مسروق ؟ كان ممكن تكتفي بأخذ المعلومة والبحث لتأكيدها لك أنت الجيلي لا للقوم وتشكره عليها لأنه طرحها هنا وزادك معرفة من مصدرها ..
على كل دعنا نتسامر وخذ هذه ولها صلة بالسرقات الأدبية : فهي منقولة وليست من دماغي وهكذا وصلت بالنقل .. للتسامر

عن أميَّـة ابن الوردي رحمه الله

ابن الوردي : هو الشيخ زين الدين عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس المعري

المعروف بـ (ابن الوردي)ويرجع نسبه لابي بكر الصديق رضي الله عنه كما قال في لاميته :

مع أني أحمـد الله علـى ... نسبي إذ بأبي بكر اتصل

ولد في معرة النعمان ( تابعة لمحافظة إدلب في سوريا اليوم ) زمن المماليك عام 689هـ وقيل أن

ولادته كانت عام 691هـ كما ذكر الزركلي .

كان عالما باللغة العربية والنحو والفقه والأدب والتاريخ كما تدل على ذلك مصنفاته المتنوعة

وكان معروفا بالزهد والورع وحسن الخلق وله مهابة في قلوب الناس .

تولى القضاء في منبج وشيزر وناب عن ابن النقيب بحلب في القضاء .. ثم ما لبث أن ترك ذلك
كله وعزل نفسه لمنام رآه , وله أبيات في ذم القضاء منها :

إني تركت عقودهم وقروضهم وفسوخهم والحكم بيـن اثنيـن
ولزمـت بيتـي قانعـاً ومطالـعـاً كتب العلـوم وذاك زيـن الديـن

ثم اشتغل بالتعليم والتأليف فشاع ذكره وطار صيته في الآفاق حتى وافاه الأجل .

واتهمه الصفدي في كتابه ( أعيان العصر ) أنه اختلس من شعره ( شعر الصفدي ) الشيء الكثير

وأستشهد على ذلك بأبيات لابن الوردي يقول فيها :


واسرق مـا أردت مـن المعانـي فإن فقـت القديـم حمـدت سيـري
وإن ساويـتـه نـظـمـاً فحـسـبـي مـســاواة الـقـديـم وذا لـخـيـري
وإن كــان القـديـم أتــم مـعـنـى فـهـذا مبلـغـي ومـطــار طـيــري
وإن الدرهم المضروب باسمي أحــب إلــي مــن ديـنـار غـيـري


وأورد بعدها أمثلة يستشهد بها على أن ابن الوردي يسرق منه المعاني .

قال ابن حجر رحمه الله تعالى في ( الدرر الكامنة ) :

{ وذكر الصفدي في أعيان العصر أنه اختلس معاني شعره وأنشد في ذلك شيئا كثيرا ولم يأت

بدليل على أن ابن الوردي هو المختلس بل المتبادر إلى الذهن عكس ذلك } .

مات ابن الوردي رحمه الله في الطاعون العام آخر سنة 749هـ بعد أن عمل فيه مقامة سماها النبا في الوباء .

والحديث عنه لايمل , ولايحصي مناقبه رحمه الله .


فلنتسامر مع أمية ابن الوردي .. نواصل



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالحكيم ; 11-02-2014 الساعة 03:08 PM.
عبدالحكيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 04:00 PM   #[48]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

آسيا وأفريقيا
كتب الفاتح محمد توم
سأدون لك عزيزي محمود وللأعضاء تتمات حول ( آسيا و افريقيا ) بقلم :المبدع صـــلاح الباشا....
نذكر وبكل الفخر والإعزاز إنفعال شاعرنا الأديب الكبير دكتور ( تاج السر الحسن ) والذي كتب تلك الرائعة في حق كفاح الشعوب وهو لايزال طالبا بعد في مرحلة ألجامعه التي درسها بالقاهرة في ذات الفترة التي كان عمالقة الأدب السوداني ينهلون العلم بالقاهرة – محي الدين فارس – الفيتوري- والراحل المقيم جيلي عبدالرحمن - .. غير أنه قد كتب ذلك النشيد أثناء العطلة بالسودان فيما بين مدينتي الأبيض وبارا .. فقد حصل الكابلي علي النشيد وأعجب به ايما إعجاب .. بل لم يكن تاج السر يعتقد بأن تلك المفردات تصلح للغناء .. لكن لأن الأستاذ كابلي قد أعجب جدا بمضامين العمل فإنه قد تملكه الإصرار والتصميم بأن يحوله إلي نشيد تصحبه الموسيقي والكورال .. وقد كان له ما أراد :

عندما أعزف ياقلبي .. الأناشيد القديمه
ويطل الفجر في قلبي .. علي أجنح غيمه
سأغني آخر المقطع .. للأرض الحميمه
للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو
لرفاقي في البلاد الاسيويه
للملايو .. ولباندونق الفتيه
لليالي الفرح الخضراء .. في الصين الجديده
والتي أعزف في قلبي لها ألف قصيده

كانت حركة عدم الإنحياز التي تبناها كل من الزعماء الراحلين ( جمال عبدالناصر – والزعيم اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو – والقائد الهندي البانديت نهرو ) تمثل آمالا عريضة لشعوب العالم الثالث الذي كان الإستقطاب الدولي الكبير وقتذاك يعمل علي إنحياز الدول لقطب من القطبين بعد الحرب العالميه الثانية حين ظهر المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفيتي ، في مقابل القطب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .. فكانت الحرب الباردة بين القطبين الكبيرين تغطي معظم مفاصل الأخبار السياسية العالميه قبل نصف قرن من الزمان ، أي منذ منتصف الخمسينيات وحتي تسعينيات القرن الماضي . ولتلك الأسباب قام اولئك الزعماء الثلاثه – ناصر وتيتو ونهرو- بتكوين كتلة عدم الإنحياز التي ضمت العديد من دول العالم الثالث وقتذاك حيث كانت همومها متشابهة وقضاياها متقاربه .. فكانت اندونيسيا في جنوب شرق آسيا هي التي وقع عليها الإختيار لإنعقاد اول مؤتمر ، حيث شهدت مدينة باندونق جلسات إنعقاد ذلك المؤتمر التاريخي ... وهنا نذكر طرفه حدثت إبان الجلسه الأولي للمؤتمر ، حيث كانت إدارة المؤتمر قد وضعت أعلام صغيرة للدول المشاركه علي طاولة كل وفد .. إلا السودان والذي لم يكن قد نال إستقلاله بالكامل عام 1955م حيث كان تحت الحكم الذاتي التمهيدي بزعامة الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري رئيس وفد السودان في المؤتمر ، وحينها إقترح عبدالناصر بأن ينضم الوفد السوداني إلي الوفد المصري وتحت العلم المصري ، غير أن الزعيم الأزهري كان قد إحتاط مبكرا لهذا الموقف ، فأخرج من جيب الجاكيت قطعة قماش بيضاء اللون ومصممة في شكل علم حسب المقاس المحدد ووضعها في مكان العلم .. وبهذا التصرف جلس وفد السودان مستقلا داخل القاعه .. بل كان خطاب الأزهري من أكثر الخطب التي نالت الثناء من كتلة عدم الإنحياز .. فلم تمر شهور قليله إلا وينال السودان إستقلاله من الإستعمار البريطاني.
وقد ظل ذلك النشيد ( آسيا وأفريقيا ) يحمل بين طياته اسماء الرموز الوطنية التي كانت تقود حركات التحرر الوطني من الإستعمار في القارتين آنذاك .. ومن النشيد حفظنا اسماء الزعيم الكيني جومو كنياتا .. والأندونيسي احمد سوكارنو .. والزعيم الهندي التاريخي المهاتما غاندي .. وشاعر الهند العظيم طاغور .. ومن النشيد تعرفنا علي تحرير قناة السويس وعلي كفاح شعب الجزائر .. وعلي قوة الجيوش المغربية .
ولايزال التاريخ يسجل كيف وقف الزعيم جمال عبدالناصر حين انشد أمامه الأستاذ الكابلي في الحفل الذي أقامه الرئيس الراحل الفريق إبر اهيم عبود إبان زيارة ناصر للخرطوم في عام 1960م .. حين أبدع الكابلي في أنشودة تاج السر الحسن :

مصر يا أخت بلادي ياشقيقه
يارياضاً .. عذبة النبع وريقه
ياحقيقه
مصر يا أم جمالً .. ام صابر
مليء روحي .. إنت يا اخت بلادي
سوف نجتثُ من الوادي الأعادي
ولقد مُدت لنا الأيد الصديقه
وجه غاندي .. وصدي الهند العريقه
صوت طاغور المغني
بجاحين من الشعر.. علي روضة فني
يا دمشقُ .. كلنا في الفجر والآمال شرقُ

وأذكر هنا .. جلسه طويله جمعتني في القاهرة ذات مساء وبمقر صحيفة الخرطوم بحي جاردن سيتي حين كانت الخرطوم تصدر من الخارج .. كان حضورها الأستاذ الصديق فيصل محمد صالح مدير الخرطوم آنذاك ورئيس تحرير ( الأضواء ) حاليا ، و الزميله الصحفية المصريه الناشطه جداً ( أماني الطويل ) المهتمه بالشأن السياسي السوداني في الصحافة المصريه والزميل الصحفي الناشط ايضا ( فتحي الضو ) الذي هاجر إلي إستراليا فيما بعد .. فكانت أماني مندهشه حين قرأ لها الأخ فيصل مقاطع من أنشودة آسيا وأفريقيا ، وقد كان تعليق الأستاذة أماني بأنها لم تكن تعرف بأن أدباء ومطربي السودان كانوا فيما مضي يهتمون بقضايا الشعوب في ذلك الزمان البعيد .. بل لقد أعجبت جداً بمفردات ومضامين الشعر السوداني من خلال قراءات الأخ فيصل لها بعض مقاطع من أعمال الشاعر الدبلوماسي المهاجر ( محمد المكي إبراهيم) في رائعته ( لاخباء للعامريه ) التي تحمل الهم السياسي الرمزي في أجمل معانيه .
لكنني شخصياً .. لازلت أقف إجلالاً وإعجاباً لشعر دكتور تاج السر وقد كان في سن الصبا الباكر حين قال في قصيدته تلك

غير اني .. والسنا .. في أرض أفريقيا الجديدة
والدجي .. يشربُ من ضوء النجيمات البعيدة
قد رايتُ الناس في قلب الملايو
مثلما شاهدتُ .. جومو
ولقد شاهدتُ جومو .. مثلما إمتد كضوء الفجر يومُ

فماذا عساني أقول غير .. (ألف شكر لك منا يا تاج السر .. والف تقدير لك منا يا كابلي )
ولحديثنا من داخل سفارة الكابلي .. بقية من زمان الكابلي .. لأنه زمان الناس فعلاً .. ،،،،، """" انتهى مقال الأستاذ / صلاح """


حق للشعب السوداني أن يعتز بمثل هؤلاء .... هم مفخرة أمة بحالها
http://apap.ahlamontada.com/t6873-topic



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 04:02 PM   #[49]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي




التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 04:32 PM   #[50]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي




التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 08:16 AM   #[51]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

ولننتقل الى بديعة أخرى من بديعات الكابلي وهي (بت ملوك النيل) التي لي بين يديها وقفة باذن الله...
اليكموها:



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 08:37 AM   #[52]
عبدالحكيم
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

عادل عسوم / صباحات كابولية ..
مافي شك تسامرك مع الكابلي فاق الوصف وهذا بعض من ..
الكابلي وكما هو معروف نسبة لـ كابل بافغانستان حسب استمعت له مرة في التلفزيون وطاب له المقام منذ طفولته وصار سودانيا خالصا .. وهو رجل متمكن في العربية ..
تشكل ثقافيا من خلال نشأته في شرق السودان وفي فيلم تم تصويره وهو يتجول في شرق السودان يحكي ذكرياته مر من خلال بوابة سواكن المشهورة تاريخيا فذكر أن له ارثا في تلك البنايات ووقف على ذلك وهو يتوكأ ( دون عكازة ) .. وقد تقدم في العمر ..
كذا تثقف من خلال عمله بإدارة المحاكم وهنا لا تنسى محطته في مروي وقد غنى لتلك الفترة وكم شاف فيها كل جديد .. وليتك تعرج على ثقافات الكابلي وتحكي لنا عن مروي قديمها وجديدها :ـ



عبدالحكيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 09:13 AM   #[53]
عبدالحكيم
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

هذه الأيام أهلنا في السودان وخاصة في العاصمة القومية يتسامرون عن الضائقة المعيشية التي يعانونها وخاصة في الرغيف والغاز .. والسمر في العاصمة والحضر يختلف عن الولايات والبداوات فقد يكون في المركبات أو تحت عمود كهرباء أمام احد الدكاكين أو في ميادين الكرة بالأحياء أو حتى استادات الكرة باستاد الخرطوم أو بحري او الهلال والمريخ وفي الفسحات .. كل هذا يدل أن هناك فسحة للتسامر وضربا للهم بالفرح من خلال تعليقات منددة بالوضع والنظام ( الحكومة ) .. وينتظرون الفرج القريب من الله وتنفرج الحالة وينعموا بسمر بعيدا عن الهموم ..
فابن الوردي مر على هؤلاء وقال :


يا أزمةُ اشتـدي لتنفرجـي

صبـراً لصـرفِ زمـانٍ قاطـعِ الحـجـجِ لَمْ يَدرِ مَا صحةُ الممشى مـن العـرجِ
يَـرعَـى اللِّـئـامَ ويَـغـتـالُ الـكِــرامَ ولايَخشَـى الـمَـلامَ بِقـلـبٍ غَـيـرِ مُختـلِـجِ
صَبـراً عَلـى صَرفِـهِ صَـبـراً فَرِحلتُـنَـا قَريـبـةٌ عَـنـهُ فَلْيَحْـتَـلْ عَـلـى الـمـهـجِ
مَــا بـالُـهُ لا يَــرَى قَــدْرَاً لِــذي شـيـمٍ سَمحِ اليَدينِ ويُعلي القدرَ مِـنْ سَمِـجِ
فَـيـا ذَوِي الفَـضـلِ رفـقــاً إنَّ وَقـتَـكُـمُ لَمْ يَدرِ ما الفضةُ البيضـا مـنَ السبـجِ
لا تعجـبـوا لارتـفـاعِ الجاهـلـيـنَ بـــهِ وخفضِكُـمْ بالرضـى منـكـم أو اللـجـجِ
فـهــذهِ كــفــةُ الـمـيــزانِ إذْ حـكـمــتْ تـقـابـلُ الـذهــبَ الإبــريــزَ بـالـصـنـجِ
جربْـتُ أهــلَ زمـانِـي واختـبـرْتُ فـلـمْ أجـدْ كريمـاً ولا عونـاً عـلـى الـحـرجِ
ولا مـحـبــاً لــــذي فــضــلٍ ولا ثــقــةٍ ولا أمـيـنـاً ولا عـــدلاً عـــنِ الـعــوجِ
ولا مصيـخـاً إلــى مــدْحٍ إذا مُـدحــوا ولا كريماً يخـافُ الهجـوَ حيـثُ هُجـي
مـنْ أجــلِ ذلــكَ قــدْ جانـبْـتُ أكثـرَهُـمُ وقـلـتُ يــا أزمــةُ اشـتـدي لتنفـرجـي
فإنَّهمْ عنْ سبيـل الصـدقِ قـد عَرَجـوا فاعذرْ فليسَ على العرجانِ مِنْ حرجِ
زيـادةُ الفضـلِ عيـنُ النقـصِ عنـدهُـم وكـثـرةُ الـمـالِ فيـهـمْ أرفــعُ الـــدرجِ
فـصـافِ أعـدلَـهُـمْ قـــولاً وأصـدقَـهُـمْ فِي الودِّ وافتـحْ لـهُ بـابَ الهَـوى يلـجِ
فَلا تُزاحـمْ عَلـى الدُّنيـا الكـلابَ فَمَـنْ يـزاحــمِ الـكـلـبَ فـيـمـا نـالَــهُ يُــهِــجِ
مـا شاقَنِـي فِـي زمانِـي قـربُ غائـبـةٍ رَنَّـــتْ ولا راقـنِــي ذو مـنـظـرٍ بَـهــجِ
ولا مـرادي وصـالُ المـردِ إذ خَطَـروا ولا ازدهـانِــي بِـخــدٍّ نـاعــمٍ ضــــرجِ
ولا سـبـانـي ســنــا هَـيـفــاءَ مـقـبـلـةٍ عـجــزاءَ مـدبــرةٍ بالـجـعـدِ والـدعــجِ
ولـيــسَ ذاك لجـهـلـي بـالـجـمـالِ إذنْ لكنَّـنِـي مــن بـحـارِ الـهـمِّ فِــي لُـجــجِ
يا نفسُ صبراً فعقبِى الصبـرِ صالحـةٌ لا بـــدَّ أن يـأتِــيَ الـرحـمـنُ بـالـفـرجِ





عبدالحكيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 07:08 PM   #[54]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحكيم مشاهدة المشاركة
عادل عسوم / صباحات كابولية ..
مافي شك تسامرك مع الكابلي فاق الوصف وهذا بعض من ..
الكابلي وكما هو معروف نسبة لـ كابل بافغانستان حسب استمعت له مرة في التلفزيون وطاب له المقام منذ طفولته وصار سودانيا خالصا .. وهو رجل متمكن في العربية ..
تشكل ثقافيا من خلال نشأته في شرق السودان وفي فيلم تم تصويره وهو يتجول في شرق السودان يحكي ذكرياته مر من خلال بوابة سواكن المشهورة تاريخيا فذكر أن له ارثا في تلك البنايات ووقف على ذلك وهو يتوكأ ( دون عكازة ) .. وقد تقدم في العمر ..
كذا تثقف من خلال عمله بإدارة المحاكم وهنا لا تنسى محطته في مروي وقد غنى لتلك الفترة وكم شاف فيها كل جديد .. وليتك تعرج على ثقافات الكابلي وتحكي لنا عن مروي قديمها وجديدها :ـ
http://www.youtube.com/watch?v=G38GAjg5FPU
ياااااه
الحديث عن مروي ذو شجون ياأخ عبدالحكيم
كم آسى بأنني قد ولدتُ في كسلا ولم أولد وأعيش طفولتي هناااك في الشمال...
ولان كانت كسلا قد رتت على وجداني بيد من حنو لا أنكره الاّ ان (حنية) أهلي الشايقية لها فوت لا ينكره الاّ مكابر...
مروي هذه كتبت عنها من قبل وقلت:
يمكننا بأن نتلمس القدرة على العطاء لانسان هذه المنطقة يشاركه في ذلك أبناء عمومته من المناصير والبديرية وبعض من الهواوير والحسانية ممن ساكنهم فأضحت (الأمالة) من بعد التشكل الوجداني قاسما مشتركا بينهم جميعا...
هذا هو أنسان المنطقة ...
أناس أضافوا الكثير الى خارطة الأبداع في هذا الوطن الواحد ...برغم شظف العيش وأهمال الأستعمار ثم الحكومات! ...
ولا غرو بأن الحضارات على عمومها تعول على المكون البشري باعتباره أهم الدعامات للأرتقاء والنجاح ...
واليوم نحمد الله كثيرا أذ يبارك في صبر أنسان هذه المنطقة ...فهاهي مشاريع التنمية (العملاقة) قد بدأت تبشر بصبح جديد.؟..
هي مشاريع يرجى منها بأن ترتقي بأنسان المنطقة بأكثر من ذي قبل ...فتزيد بالتالي من زخم أضافاته المشهودة:
شعرا...
أدبا...
فنا...
ثقافة...
سلاما...
وأنتاجا من تمر وقمح وفواكه طيبة!...
أفلا يكون في ذلك أثراء للسوح والفضاءات في هذا الوطن الواحد؟!...
لقد تبلور لدى أهل هذه المنطقة على مر العصور سمت ثقافي متميز ...قوام ذلك شعر رصين شمل كل أغراض الشعر العربي المعروفة ...وزاد عليها أغراضا أخرى مثل الشعر القصصي والشعر المسرحي ...أما الشعر الوصفي وشعر الحنين فقد بذوا فيه الآخرين كثيرا مما أدى الى أستقطاب شرائح وقطاعات كبيرة من غير أهل المنطقة ليتفاعلوا معه تقديرا وأعجابا لما وجدوا فيه من صدق الأحاسيس والأجادة في تلمس مواضع الأدهاش في النفوس!...
ويأتي من بعد ذلك الايقاع الثلاثي المميز ...
هذا الايقاع الذي أستقاه الشايقية عن جيرانهم النوبة ومن بين عدد آخر من الايقاعات الرديفة ...هو يبدو للمستمع اليه أيقاع فقير في أطاره الفني وضيّق في مساربه اللحنية وسياقاته ...وهو لم يسلم حتى من أزجاء النقاد الفنيين عندما أسموه بالايقاع (الأعرج)!...
هذا الأيقاع قد ابدع فيه الشايقية أيما أبداع وبذّوا فيه كل الأثنيات التي تواجد لديها ...ان كان في المغرب العربي أو في سلطنة عمان أو لدى بعض شعوب أمريكا اللاّتنية ...
ولقد استمعت لموسيقي يوناني مشهور (أسمه ياني) أعجب بأيقاع الدليب ونال بسببه عددا مقدرا من الجوائز من بعد أداء الفرقة لعدد من المقطوعات !...
ولنعرج الى الالحان لنجد مئات الآلاف من الأغاني من لدن بندة ...مرورا بالنعام آدم ثم بلاص والمعاصرين من مغنيي المنطقة حيث نجدها تنبني على (ذات الايقاع) دونما ادنى مشابهة أو ازدواجية بين تلك الألحان وبعضها الآخر... وهذا لعمري ثراء مابعده ثراء لايقاع الدليب!
ما أود قوله هو...لأن أشتهرت بعض الدول أو الشعوب برقصات فلكلورية أضحت تنال بها أعجاب الآخرين ...فان الصورة الملحمية لمقاسمة (الكورس) للغناء مع المؤدي ...مضافا اليه الاسلوب الايقاعي الراقص لحركة (الصفاقين) ...ثم تناغم حراكهم مع رقص المرأة التي تتوسطهم ...وهي ترقص بكامل قوامها وكأنها تحاكي النخلة في ميسانها وتهدل(جريدها) ...دونما تركيز على مواضع الأثارة في جسدها كما يحدث في رقص النساء عند الآخرين ...لهو كفيل برفد العالم بلوحة رائعة الجمال حريّ بها أن تجد مكانها اللاّئق (يوما ما) بين صور التعبير الفني والفلكلوري العالمي !

http://www.tawtheegonline.com/vb/showthread.php?t=12457
أواصل بحول والله



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 09:49 PM   #[55]
عبدالعزيز خطاب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر يوسف مشاهدة المشاركة
المداخله دي ،،، يعلم الله مداخله فخيمه ومعتدله تحديداً الحتات المعلمه بالأحمر التخييييييين دي ياخ ،،، ديني انا ياخ سنه يااااا ولد




لا إله إلا الله محمد يا رسول الله ،،، وقال لكم صاحب البوست أن تسامرووووووووووووووا ،،، وليس تنابزوووووووووو ،،،

وجملة إدارة عاطلة عن الذائقة والقدرة علي التقييم السليم دي ،،، شييييييييييييينه خالص خالص ،، شينه بالجد جد يعلم الله ،،، وقبيحه كمان

والجمله الأكتر حيرة هي الجملة الأخيرة البتقول ،،
( سيأتي اليوم الذي يُراجع فيه ذلك وتسحب عنك هذه المكتبة التي لا تستحقها )

لا لا ياخ مباااااااااااااااالغة والله ،، وكأننا في سوح السودان ذو الحكم الديكتاتوري الكيزاني القبيح السنيح اللديح ده ياخ ،،،
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ،،،






قالوا ليكم تسامرووووووووووووووا ،، ما تِتزارروووووووووووا







قالوا ليكم تسامرووووووووووووووا ،، ما تِتزارروووووووووووا ،،،، أحي يا وجع بطني ياخ

شكراً ليك يا عبد الحكيم ،،، قول البوست وَصَل لكِن منو البقنع الجماعه ديل ياخ
يا ناصر يا صاحب

عمرتك مقبولة يارب

انت دحين ود الخير جاب بيت الشعر (المثل) البقول

عين الرضى عن كل عيب كليلة
وعين السخط تبدي إليك المعائبا



عبدالعزيز خطاب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 11:09 PM   #[56]
ود الخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ود الخير
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز خطاب مشاهدة المشاركة

عين الرضى عن كل عيب كليلة
وعين السخط تبدي إليك المعائبا
دي أنسب
عنز المك منو البقول ليها تك

عادل يكتب والبعض يتهم ونحن نقراء ! والأمانة تغض الطرف حتى عن الاشياء ذات السبق والإصرار!!



أحذفوا لينا كمان حذفنا يملأ حياتنا مسرة وحذفكم يملأ حياتنا حنان*










*هذا البيت هدية لكل شاعرٍ بسياسة الكيل بمكيالين!














غايتو ربنا بيسألكم من الحذف أبو مكيالين دا!!!



التوقيع: Qui s'engage sur le chemin arrive
من مشى على الدرب وصل.
ود الخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2014, 06:32 AM   #[57]
عبدالحكيم
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر يوسف مشاهدة المشاركة
[SIZE=4]شكراً ليك يا عبد الحكيم ،،، قول البوست وَصَل لكِن منو البقنع الجماعه ديل ياخ
[/COLOR]
أخونا / ناصر يوسف
صباح التسامر والتسامح والابتسامات ..
اشكر لك تسامرك وأنت دوما تدعو للتآلف والتلاقي .. ومدخلاتك دائما مستصحبا فيها خالد بصورته المصاحبة عرفانا وتذكيرا بالرجل فله الرحمة ..
الجماعة على قناعات بما يحملونه من فكر وكل واحد بل وكل شخص بقناعاته يستميت ويدافع دونها حتى يقف يوما ما عندها فلربما ندم لاحقا .. وعندما تصل مرحلة الخصومة والشد والجذب والمد والجزر فلا يتوقع الوصول بها إلى بر الأمان إلا من رحم ويصاب المراقب والمتابع بالملل .. وأظنك كذلك ودعوتك لغائبين في بوستك الأخير وحددت أشخاص كانوا هنا كتابة وعطاءا وفجأة توقفوا فندعوهم الاستجابة لنداءك ياخ ..
ولمثلك وبك نتسامر ونقول لهم تسامروا مع : عثمان حسين




عبدالحكيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2014, 08:57 PM   #[58]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

ويتواصل الحديث عن (فيكي يامروي) فأقول:
لقد استمعتُ الى الدكتور الكابلي وهو يتحدث عن سنواته التي قضاها في مروي فوجدته يتحدث عنها بقلب مستهام ومحبة بائنة...
ولعلي من الأوفق لي أن أورد هذا الاثراء البديع الذي أورده صديقي وزميل المنبر في منتدى القرير الأستاذ عمر الشيخ محمد حسن للقاء وافاضة تمت مع الدكتور كابلي عن ذكرياته في مروي:
الكابلي في مروي
"فيك يا مروي !! "


الكابلي يسرد حديث الذكريات عن مناطق مروي و الدبة إبان فترة عمله هناك في الخمسينيات ..



محكمة دنقلا الجزئية التي كان يعمل بها الأخ الحبيب والشاعر الفذ مولانا الطيب العباسي. وبعد حوالي الأربع سنوات من عودتي جاء رجل وسيم الطلعة إلى مكتبنا بالمستخدمين يسأل عني وقال لي بلهجة لم تخل من الحدة بأنه قد جاء ليسألني سؤالاً محدداً مباشراً وهو ما الجديد الذي وجدته في مروي كما ورد في اغنيتي «فيكي يا مروي شفت كل جديد» قلت له هل نتعرف على بعضنا البعض؟ قال بانه طبيب واسمه فلان الفلاني وإنني قد أضعت من عمره سنتين بالتمام والكمال لأنه وبناءاً على ما ورد في أغنيتي طلب أن يُنقل إلى مروي للعمل بمستشفاها ليرى هذا الجديد الذي يغري بالرؤية قلت له إنهم الناس الذين عرفتهم الى جانب التجربة المفيدة التي خرجت بها من مروي في مقتبل عمري.
من القرارات التشجيعية الحكيمة التي إتخذتها الادارة البريطانية آنذاك أن من ينجح في شهادة «كيمبردج» أو «اكسفورد» من الموظفين ويقبل بجامعة الخرطوم يتقاضى مرتبه كاملاً طيلة فترة درآسته وكأنه مازآل يعمل في وحدته أو مصلحته. كنت أمني النفس بدراسة القانون .. الأمر الذي يستلزم الهدوء والتفرُغ للمذاكرة وكان مطلبا عسيراً لي بالخرطوم بعد أن ظهرت موهبة الغناء وتكالب الاصدقاء على الإستماع والجلسات الغنائية الخاصة. كنتُ وقتها أعمل بمكتب التركات لغير المسلمين بالقضائية وكان يعمل معنا العم العزيز حسن حمدي رحمه الله بعد تقاعد على المعاش وكان قد عمل تقريباً في أكثرية محاكم السودان بما جعلني أطلبُ منه ترشيح بلد أجد فيها ضالتي وهي التفرغُ للدرس والمذآكرة فقال دون تردد.. عليك بمروي وبالفعل ذهبتُ الى قلم المستخدمين وطلبتُ النقل إلى مروي.
لم أجد ما ذهبت من أجله لأنني إصطحبتُ معي موهبة الغناء ولكنني وجدتُ جامعةً كبرى قل أن يجد الإنسان في مُقتبل عمره لها مثيلاً .
المفتش حسين احمد شرفي والقاضي مولانا صالح محمد علي عتيق والقاضي الشرعي مولانا عوض الله صالح وفي المساحة المفتش باب الله.. والشاعر الفذ مهدي محمد فرح الذي لحنت له اغنية «يا حليلكم» وكان يُنادي بالاستاذ حتى عندما جاء ليعمل برئاسة المساحة بالخرطوم لغزارة علمه فهو من الرواد الذين تلقوا دراسةً بانجلترا في المساحة الجوية وكان ومازآل ضليعاً في اللغتين العربية ودآرجُها وحيدر المشرف على «الميز» وكانت تُضبطُ الساعة على موعد وصوله وخروجه من مكتب المساحة.. ومفتش المساحة نورالدين.. وفي المستشفى الدكتور حسن كشكش.. وفي المجلس الأستاذ ابراهيم يوسف شقيق الإعلامي الأشهر الاستاذ أبوعاقلة يوسف وهو الذي مدني بقصيدة الأستاذ عباس محمود العقاد «شذى زهر ولا زهر».. وفي قسم البساتين الاستاذ ابراهيم بساتين.. وفي المشاريع الزراعية الحكومية الاستاذ خير الله وكان مسؤولا عن تجارب القرير حيث الناظر المهيب ود. بشير اغا الذي غنى لوالده الشاعر حسونه شاعر الشايقية الاكبر «غنيت ليك يا ود بشير بتخت كرسيك قدام كرسي المدير ود عضام راجلا شكله غير» اذ كان مهابا وفي بسطة من الجسم.. وفي المشاريع الخاصة الأستاذ حران ثم الاستاذ المربي الكبير مصطفى ابوشرف ناظر المدرسة الوسطى وصاحب الذكريات الطريفة وكذلك الاستاذ حامد عمر الامين.. وفي المديرية الباشكاتب سعد.. وفي النقل الميكانيكي العم عبدالرازق وابراهيم منزول صاحب الدعابة والبديهة الحاضرة الى جانب العديد ممن يضيق عن ذكرهم المجال رحم الله من غادر منهم الى الدار الرحيبة والعافية لمن بقي منهم بيننا في الحياة. كانت مجموعة أولئك الموظفين أسرةً وآحدةً بكل ما حملت معاني الأسرة المتلاحمة من معنى، حتى في حالآت الطلاق النادرة التي تنشأ يتم إحتوآؤها وإرجاع الأمور إلى الصُلح والوئام عن طريق هذه المجموعة الخيرة لإن الجميع أهل للزوجة والجميع أهل للزوج وللتدليل على تلك الروح المعطاءة وإنعكاساتها على العمل أسوقُ هذه القصة في العام 1957م ... حيثُ تقررت زيارة مجلس السيادة آنذاك لمنطقة مروي / دنقلا. .. إجتمع رؤساء الوحدآت لوضع برنامج لإستقبال المجلس الموقر الزآئر. وعلى الرغم من حداثة عمري كانوا يسمحون لي ربما بفضل الفن بحضور جلساتهم.
قالوا بأن إقامة حفل شاي ومآدب أمر بديهي ولا جديد فيه إذن لابد من التفكير في أمر يتسم بالجدة المفيدة .. فاستقر الرأي على أن يكتب كل رئيس وحدة عن وحدته بمعاونة موظيفه إحصاءاً تاريخياً عن وحدته يشمل منطقة ( مروي/ دنقلا ) منذُ العام 1900م وحتى تاريخه.
تم العمل بهمة منقطعة النظير ثم طلبوا من الاخ الحبيب مبارك عبدالوهاب رحمه الله أن يكتُب مقدمةً شعريةً لذلك الجُهد .. وكان وقتها ناظراً للمدرسة الصغرى بكريمة وهو يزورُ مروي أمسيات الخميس من أجل الغناء والسمر .... وبعد أن قام مولانا الشيخ عوض الله صالح بالمُرآجعة اللغوية بعثوا بشخصين إلى الخرطوم لطباعة المادة المكتوبة وعادا بكتاب حمل عنوان «المفتاح للشمالية». لا أذكُرُ عدد النسخ المطبوعة التي ربما فاقت المائة نسخة ولكن المؤكد أن من تصفح ذلك الكتاب «في ذلك الوقت» يكون قد تعرف على إحصاء دقيق للتعليم والصحة والأحوآل الشخصية والأرآضي وتعدآد النخيل والمشاريع الزراعية الحكومية والخاصة وأعمال المساحة الى آخره في منطقة (مروي/دنقلا ) منذ العام 1900م الى العام 1957م. وأثناء حفل الشاي الفخيم تم إهداء نسخة من ذلك الكتاب لكل من أعضاء مجلس السيادة الزائر والآن كم أتشوقُ للعثور على نسخة من ذلك الجُهد الجهيد الذي يحكي عن نجاحات العمل العام في ظل المحبة والوئام والشعور الحقيقي بالمسؤلية تجاه الوطن.
وربما كان مثل هذا التلآحُم الاسري سمةً مشتركةً بين مجموعة الموظفين في أكثرية المُدُن الصغيرة بالسودان ولكن بالنسبة لمروي في ذلك الوقت فقد تخطى الأمر مجموعة الموظفينإلى إقامة علاقات طيبة مع موآطني مروي والمناطق المجاورة. وقد علمتُ بأن مولانا صالح عتيق عندما تسلم موقعه كقاض مقيم بدأ بمسح إجتماعي تعرف عن طريقه على أهل مروي كبيراً وصغيراً بل على موآقع المواطنين في القرى المجاورة وملامح البيئة والتقاليد. وقد سعدت أيما سعادة بصدآقتي ومعرفتي بالأحباب محمد عبيد رحمه وسيد احمد خطاب ومحمد عبدالقادر والعم الصادق القمّش واحمد من الله والضكير وعازف العود ابراهيم حسن ومحمد عبيدالله والحلاق العم بابكر الذي اخبرني بأنه كان يقوم في شبابه بحلاقة شعر رأس جاكسون باشا.. ومن نوري العمدة لاحقا محمد احمد كنيش ومن قنتي العم العمدة احمد ابوشوك الذي كلما ذكرته عضضت أصابع الندم لأنني لم أكتب ما كان يحدثني به من أشعار حسونه وتاريخ منطقة الشايقية وسير بعض الموظفين المصريين الذين تركوا في المنطقة ذكريات حسنة ومن كرمكول العمدة سعيد ميرغني وكان رجلاً كريما كلما ذكرتُه طافت بخيالي صورة الكريم الذي وصفته أغنياتنا التراثية بـ «عوج الدرب» لانه كلما سمع صوت سيارة مارة بالطريق العام ليلاً يطلبُ من أبنائه الخروج السريع بالفوآنيس وبطاريات الإضاءة جلبا لتلك السيارآت لإكرام وفادة رآكبيها وأحيانا يلحُ على مبيتهم .. ثم من الدبة ذلك الرجل المهيب الذواقة للغناء العم الناظر احمد سعيد.. ومن كريمة الرجل الكريم ا لموسر محمد الحسين كرار والاخوة الحارث منصور والتيجاني حسون وعلي عثمان رحمة وعشرات العشرات ممن يضيق عن ذكرهم المجال. هذا ولا بد لي من أن أذكُر الفنان «بنده» صاحب الصوت الجهوري وقدإستمعت إليه باعجاب كبير وهو يغني على آلة «الدلوكة» الإيقاعية العديد من أغنيات أهلنا الشايقية وبينها أغنية «بوبا عليك تقيل» التي ضمنتها أغنيتي «فيكي يا مروي» وهي اغنية تراثية.


لقد ذكرت في أكثر من لقاء بأن فترة عملي بمروي أتاحت لي العديد من المعارف التي إتسمت بالجدة التي تُتيحُها المعايشة وبينها أن أهلنا في منطقة الشايقية يغلبُ عليهم حب الفن الذي برعوا فيه شعراً وغناءاً مع حب أكيد للسلم والحياة الحلوة الهادئة على الرغم مما أشتهروا به من شجاعة حتى من قبل ملاقاة جيش اسماعيل باشا عند غزو محمد علي باشا للسودان في الربع الأول من القرن التاسع عشر. وفي أول محاضرة تراثية لي بمدرسة المؤتمر الثانوية العليا بأم درمان في العام 1960م أوردتُ ما قالته مهيرة بت عبود قبل أن تُطلق زغرودتها الشهيرة أنذاك ببدء المعركة بين قومها والجيش الغازي «غنيت بالعديلة لي عيال شايق البكسو الضعيفة وبلحقوا الضايق» الى آخر الاغنية. ومما لمسته كذلك الحيطة والحذر عند بدآية التعرف وعندما يتمُ الإطمئنانُ تُصبح وآحداً منهم. وكإحصاء للقضايا التي كانت ترد إلى المحكمة يُمكن القول بأن النسبة الغالبة كانت لقضايا الأراضي لشُح الأرض المزروعة وأذكرُ أن الموآطنين كانوا يهتمون كثيراً بالانتصار المعنوي أكثر من إهتمامهم بالكسب المادي.
وقد تسمعُ أحيانا شخصاً يقول: « ناس فلان خسروا القضية» فيرد عليه آخر في تهكمية: « هو ناس فلان عندهم زولاً بيتحدث؟». أودُ أن أذكر إجرآءاً إنسانياً وضعته الإدآرة البريطانية في عمل المحاكم آنذاك وهو أن تنتقل المحكمة بملفاتها إلى بعض المناطق كقنتي والدبة ودنقلا لنظر القضايا التي تقع ضمن صلآحيتها وحين تتخطى الصلآحية سُلطات القاضي المقيم يقوم قاضي المديرية المقيم بالدامر بمثل تلك الجولآت فنصحبه بملفاتنا الى تلك المناطق وذلك رحمة بالمواطنين اذ لم تكن هنالك المواصلات المتوفرة هذه الايام الى جانب عدم توفر فنادق أو نزل بــ «صنب» وهي مروي في تلك الايام.
مروى
فيك يا مروى شفت كل جديد
فيك شفتة عيون لعبو بى شديد
وأنكويت بالنار من زهور فى خديد
مهما زآد وجدى ما بسي الريد
لانو قلبى حنين وبعشق التغريد
بى محاسن الكون بى جمال الغيد
يلا نمشى النيل فى .... أواخر الليل
بين رمال ونخيل يغنى لينا جميل
بوبا عليك تقيل القمر بوبا
يا مريسيل ... يا مريسيل .. يامريسيل تعال نوصيك
فى الرمال الصيد بلاقيك
لو بعزمك ويعتلق بيك
قولو حالف ما بباريك
وما بدليها التهمة فيك
القمر بوبا عليك تقيل
جيت مارى العصير
لقيتة تملا فوق بير
الرقيبة قزازة عصير
العيون متل الفناجيل
الزرآق فوقة تقول حرير
الضمير عاج التكارير
السنون برآقن يشيل
وانتى ريحتك ريحة الفرير
والا بت السودان أصيل
ياقمر بوبا عليك تقيل
شوف فلانة الواردة وحواء دخلت
سكنت قلبى من جوه
واتغابت فوقو الخوه
تحكى خطو الريمه العايرة
على نغم الساقية الدايرة
تغنى ليها تقووووووول
والله ظلم دا اللينا ظلم
يا ناس القوز علينا ظلم
الشال السيدة وخلا حرم
سفر التلات والله عدم
سعينا الريد جنينا حكم
وقلنا الحب والله قسم
متين يا الساقية نترُك النوح
يجينى قميرى يقولى روح
نزور الشوفتو ترد الروح
حبيبى السادة خفيف الدم
فيك يا مروى شفنا كل جديد
فيك شفنا جمال كل لحظة يزيد
يربى وجدانى وبى حلاتو أشيد
وإن نسيت ما نسيت يوم لقيت الصيد
ساهى فى حسنو وبى غناهو سعيد
كم أضاع صبرى
يالحلة تنورى .. الليلة.. يا الحلة تنورى
يا بنية تنورى إنتى حاااشاك تتغيرى
قسمى الشبال كترى لى قلوب الناس كبرى
ويا عيونى إتصبرى




التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2014, 09:40 PM   #[59]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

التحية لك والقومة ليك أستاذنا الفاضل دكتور كابلي على هذا الحديث الحميم عن أهلنا الشايقية...
بالله عليكم توقفوا بين يدي (توصيفه) للمكارم البهية التي حكى عنها:
اقتباس:
ومن كرمكول العمدة سعيد ميرغني وكان رجلاً كريما كلما ذكرتُه طافت بخيالي صورة الكريم الذي وصفته أغنياتنا التراثية بـ «عوج الدرب» لانه كلما سمع صوت سيارة مارة بالطريق العام ليلاً يطلبُ من أبنائه الخروج السريع بالفوآنيس وبطاريات الإضاءة جلبا لتلك السيارآت لإكرام وفادة رآكبيها وأحيانا يلحُ على مبيتهم

أين هذا من ال(تنميط) الفج الذي مافتئ البعض يجهدون في الصاقه زوراً وبهتانا في أناس كرام!
وعن الشجاعة وسمت الرجال فدونكم حديثه هذا:
اقتباس:
القرير حيث الناظر المهيب ود. بشير اغا الذي غنى لوالده الشاعر حسونه شاعر الشايقية الاكبر «غنيت ليك يا ود بشير بتخت كرسيك قدام كرسي المدير ود عضام راجلا شكله غير» اذ كان مهابا وفي بسطة من الجسم..

أما الذي ينبغي للناس أن يتوقفوا بين يديه ملياً فهو هذا:
اقتباس:
وكإحصاء للقضايا التي كانت ترد إلى المحكمة يُمكن القول بأن النسبة الغالبة كانت لقضايا الأراضي لشُح الأرض المزروعة وأذكرُ أن الموآطنين كانوا يهتمون كثيراً بالانتصار المعنوي أكثر من إهتمامهم بالكسب المادي.

هذا لعمري تاج حريٌّ بأهلنا الشايقية أن يعتمروه على رؤسهم!
التحية لك أستاذنا الفخيم الكابلي وأنت تسوق الحديث حميمية وصدقاً عن أناس كم غمطهم الآخرون وكم أزجوهم وهم يعضون على القيم بالنواجز وعلى الوطنية ب(ضرس العقل) برغم الظلامات والتهميش...
ليس الأمر أمر (عنصرة) أو قبلية بقدر ما هو تثمين
لحديث حميم...
بدر من وجدان كريم...
لرجل عظيم...
فالقومة ليك ياكابلي
القومة ليك...



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2014, 09:55 PM   #[60]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي





التعديل الأخير تم بواسطة عادل عسوم ; 13-02-2014 الساعة 09:58 PM.
التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:07 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.