نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2017, 11:17 AM   #[61]
عبد المنعم حضيري
Guest
 
افتراضي

تمام يا عمدة

واصل ... دا عمل كبير وله فوائد مستقبلية



  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2017, 08:17 AM   #[62]
عبد المنعم حضيري
Guest
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عكــود مشاهدة المشاركة
الشكر ليك ابن الخالة والعم د فتح العليم

منو الزيك عاد يا مامان؟

د عبد الرحيم عبد الحليم
يا سلام

استاذنا عبد الرحيم عبد الحليم

على هذا التداعي النبيل الذي تفجرت الاشجان بين حروفه شلالا رويا
وسبق وقلت في زفرة سابقة ان مامان كان طوال عمره يشيد لنا طرق الكمال واضيف الان انه كان يكتنز كل هذا الالق الذي تفجر من كل الاقلام ... وكأن موته كان عصا موسى التى ضرب بها الجبل فتفجرت ينابيع الابداع تحبر الصفحات من شتى بقاع المعمورة بكثيف الود والشجن واللوعة وحتى الشعر ونقرشات الطنبور اخذت حظها ونصيبها من تلك الاشجان وتباريح الفراق الممض ...

كتبنا جميعا نؤبن الرائع مامان .. ونحت انت استاذنا عبد الرحيم بروح عبقرية امسكت ازميل فدياس وكان امامك تل مرمر ... تمثالا لمامان وكان اكبر ..
من كل الذرى ... ثم كان بثك لليل اسرار الهوى
ثم صغت *الحزن* ثوبا بابليا

رحم الله مامان رحمة واسعة وادخله الجنة بغير حساب

لك التحية استاذنا عبد الرحيم وعبرك لسعادة السفير عبد المحمود ودكتور فتح العليم
ولكل أحباب الراحل المقيم مامان

ولي عظيم الشرف في خوض بحر وقفتم انتم بساحله الاخر. وعذرا لقصر القامة.

ع.المنعم حضيري



  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2017, 08:54 AM   #[63]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم حضيري مشاهدة المشاركة
يا سلام

استاذنا عبد الرحيم عبد الحليم


ع.المنعم حضيري
مثلما يخلّف الفيضان، بعد انحساره ودماره الزرع، جروفاً بكر؛ يطعن المزارع باطنها بسلوكته ويبذر، فتتفجّر الأرض ثمراً شهيّا. هذا ما فعله رحيل مامان، وعِوضاً عن السلّوكة، فقد غرس الأدباء أقلامهم في محابر الوجعة فتفجّرت الصفحات شلالاً شجيّا. رحمك الله يا مامان فقد كنت ملهماً في حياتك وبعد مماتك.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2017, 10:15 AM   #[64]
عبد المنعم حضيري
Guest
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عكــود مشاهدة المشاركة
مثلما يخلّف الفيضان، بعد انحساره ودماره الزرع، جروفاً بكر؛ يطعن المزارع باطنها بسلوكته ويبذر، فتتفجّر الأرض ثمراً شهيّا. هذا ما فعله رحيل مامان، وعِوضاً عن السلّوكة، فقد غرس الأدباء أقلامهم في محابر الوجعة فتفجّرت الصفحات شلالاً شجيّا. رحمك الله يا مامان فقد كنت ملهماً في حياتك وبعد مماتك.

نعم

تسلم يا عمدة على السهل الممتنع اقصد الكربان البعد السلوكة اوجزت فعبرت

تحياتي

ع.المنعم حضيري



  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2017, 07:55 PM   #[65]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

[29/11, 22:36] ثامر موبايلي: *الشاعر محمد سعيد دفع الله يكتب عن مامان*

*(٥)*

أبدأ اعزائي كتابتي هذه بما وعدت به في المرة السابقة، وهي القصيدة التي انبعثت من رسالة (مامان) التي اوردتها وآمل ان تكونوا محتفظين في اذهانكم بما جاء فيها:
يا (مامان) عساهو (قريرنا) بى خير وانبساط وسرور
بختـك إنت عـاد واللهِ تمشـي ليهـو في كـلْ دور
كيفن حالنا نحن اليومنا.. بل فَدْ ساعه تسـوْى شهـور
مشتاق داير اعود لـ(قريرنا) اشوف أهلاتنا ليـها أزور
ذاكر لى عهودي أنا فيهـو كـونو انسـاها ما منظـور
وكيـف أنسـى الليـالي الحلـوه قضينـاها بالطنبـور
وكتن كـان نَرُسَّ الصفقـه والرقصـات تكـون بالدور
ما فيش زول تنطّـو الرقصـه ابداً مافـي زول معذور
واليـدّوْ العصايي وَقِعْتـو ياهـو على الرقيص مجبـور
(بلدي) و(رترتو) ولا (العرضه) حتى (الجيرك) ندّيهو دور
ناس (عبدالرسول) (علي طه) مافـيش زول بيشكي فتـور
(حامـد) وامـا (ود الخير) يبـدِّع في الرقيـص مشهـور
وأيـام الجزيري جميلــه ننــزل نمشـي في طـابـور
بالـ(صادقاب) نـروح مرات.. وبالدّرِبْ الهنـاك محـدور
نتحـاوم نكـوس في اللوبـي كـان (بتيخـه) كان عجّـور
واحـد من هنـاك تلقـاهو صـاقـع أحسـن (البــاندور)
معقـول تلقى واحدي سليمـي بى ويـن يـاخي كلّـو جِقور
كمـان شـوف التِّـبِـشْ باللهِ مليـان متـردم بالـ(بــور)
أليست هذه القصيدة جزءاً من جواب (مامان)؟، 
اعتدت في حياتي السابقة بـ(القرير) أن احمل عصاً حتى صارت معلماً من شخصيتي، وهي التي ترد بهذه القصيدة، وكان الذي بيده العصا يبدأ الرقص ثم يختار الذي يليه بتسليمه العصا، أما المذكورون هنا فهم الاخوان عبدالرسول رزق الله (المدرّس) وعلي طه خليفة وحامد احمد العبيلي –رحمه الله- وصلاح الخير عطاالله.
تعبير (اليدّوْ العصايي) يعني الذي يعطونه او يسلمونه العصا. 
كلمة (الباندور) هي (البنضورة) (الطماطم) جاءت بحسب ما كان ينادي بها ماراً بـ(الحلة) أحد الذين كانوا يزرعونها فيما يبدو لي في اراضي العمدة محمدصالح ود بشير أغا، وأظنه كان من غير اهل (القرير) حسب لهجته ونطقه للكلمة.
أما (البور) فهي حشرات سوداء او خضراء باهتة، نتنة للغاية، وكنا نسميها (الفسّايه)، تظهر موسم زراعة الخُضَر وتضر بها ايّما ضرر.
بعد هذا الاسترسال في القصيدة وبيان بعض جوانبها، ارجو ألا أكون اثقلت عليكم واصبتكم بالملل.
نرجع الى (مامان)، فهو يا أخوني كما ظهر من رسالته السابقة التي بعث بها لي كان من الممكن ان يصير اديباً مشهوراً لأنه من طينة هؤلاء ولكنه للأسف كان مسكوناً بهموم اسرته وعموم اهله وبلده، هماً جعل الأولوية عنده ان يبحث عما يصلح الحال وهو المال ولكن عندما لم يتمكن من وجود وظيفة بوطنه وهو خريج كلية الاقتصاد - جامعة الخرطوم- كان الخيار المر الهجرة رغم حبه للحياة التي رسمها في رسالته تلك.. ولكن للضرورة احكام.. وما يجبر الإنسان الى المر إلا الأمَرُّ.. وهجرة (مامان) وعمله هناك اخذا منا اديباً وشاعراً.. قلت اديباً والرسالة تثبت ذلك وهناك كثير من كتاباته تؤكد قدرته الأدبية.. ولعلي اورد هنا بعض ابيات كان ارسلها لي عبر الجوال رداً على رسالة معايدة شعرية بعثت بها له ولبعض الاهل والاصحاب في عيد الاضحى ونحن في الغربة قلت فيها:
يا عيد تعال قالدْنا.. اشـتـقـنا للأفــراح
اسعِد قلوبنا شِويْ .. عوّض زمـانا الـراح
سنوات بطيئه مشت .. جرحاً يجيبلو جـراح
افتـح لنا الأبواب .. يـا رب بـلا مفتـاح
عنزتنا دي العرجا .. لامتين تـؤوب لمـراح
وتحل محـل الآه .. نغمـة قليـب صـدّاح
وقد جاءتني ردود كثيرة من الاصحاب ولكن نحن بصدد ابيات (مامان) التي جاءت هكذا:
نمشي وهناك نَسْـدُرْ .. دُغشاً نسـيم فـــوّاح
لى (ود عِجِلْ) بى فوق .. اطفالنا ضاجّي صياح
خرفـانّـا تسمع بـاع .. جاهزات في كلّ مراح
راصين صفوف وصفوف.. صلّيـنا عيـدنا فلاح
نحمـد إلـهنا كتـير .. التـمّ ليــنا افــراح
(شربوتنا) في الأزيار .. نشـرب نعبـي اقـداح
ضاحكين ومسرورين .. همّـاً قـبيـل انــزاح
آه آه.. وآه يانــاس .. ما تطلقـولنـا سراح؟!!
بين (فوحه) و(البطحا).. النــاس عميـرن راح
* (ود عِجِل) مكان المقبرة مقابل لحي (القلعة) جهة الخلاء، عنده تقام صلاة العيدين وبقية ملامح الاحتفاء بالعيد، كان قديماً فضاءً متسعاً تنظر من عنده الى ما بعد قوز (أم شديرة) جهة (الكري) والى (تمر مديني) (مدينة) جهة حي الشاطي ثم حتى (تمر مبيوع) و(النمرة والحواشات) جهة (دكّام) ولا شك ان قبل (الخمسينيات) كان النظر يمتد الى ابعد مما ذكرت.
المقبرة الآن احيطت بالمساكن من جهاتها الأربع وهذا ما كان ينبغي ان يحدث، كان الأوجب على الأقل ان تترك جهتها من ناحية الخلاء لتتاح فرصة امتداد المقبرة، فالموت مستمر وفي ازدياد مع تمدد السكن وكثرة الناس مع القادم من الزمن، ولعلي اتساءل هل فطن المسؤولون بالبلد الى هذا وتعلموا من اخطاء السابقين، وتركوا في خططهم المستقبلية مساحات كافية لمقبرة، ومدارس وأندية وميادين كرة بل (استاد) الى آخر ما هناك من مرافق تحتاجها البلد فيما بعد؟؟!! 
* (فوحة) هي (منفوحة) وقد درج سائقو السيارات بالسعودية على المناداة للركاب بـ(فوحة).. وبها سكن جمعية ابناء القرير، اما (البطحا) (البطحاء) فهي سوق كبيرة يرتادها السودانيون خصوصاً لتجهيز حالهم عند السفر او تلبية طلبات الأهل بالسودان.
وكنت قد رددت عليه:
واللهِ يا (مـامـان) .. قولك اكيـده وصاح
وما دمنا في ده الحال.. ما اظنو يوم نرتاح
ياخويا ما نمرق؟! .. عــدّينا للرحــراح
خايف الغرق في الكير.. او لفحة التمـساح
شوف كم سنين خَفَسَنْ .. لا لبّسونا وشـاح
خدمه وعمـل بالجَدْ .. لا مال يكون ارباح
كلّم رفاقتـك ديـل .. وبالخاص (ابو وضّاح)
(ابو وضاح) صديقنا الاخ محمد العباس الحسين من ابناء مقاشي.
هذا (مامان) ان اراد كتابة الشعر، فهو يملك مكونات الشعر ويمسك بكل خيوطه ولكنه، يذهب لحفظ وغناء اشعار الآخرين.
(مامان) مفطور على حب الادب عامة، شعراً ام نثراً، يحب اهلهما ويقدرهم ايما تقدير ويبذل في سبيلهما، وله مع عموم الشعراء والفنانين مواقف نادرة فيها خلاصة دفق الحب والاهتمام بالآخر، اما مع شعراء وفناني المنطقة فهذا امر استثنائي، وهو قارئ نهم ولذلك قام بشراء كمية من الكتب بل امهات الكتب وعانى في بذل مالها والحصول عليها وترحيلها رغم كبر حجمها وثقل وزنها حتى اوصلها لنادي (الإخلاص) .. تلك المكتبة الضخمة افردت لها غرفة بكاملها، ولكن للأسف الشديد ذهبت مرة للنادي ودلفت لغرفة المكتبة فهالني ان وجدتها فارغة خاوية تماماً تشكو الوحدة والعنكبوت!!! 
مرة اخرى اخاطب من يديرون دفة النادي بأن هذا الامر غير مقبول البتّة.. ويقلقنا ألا يجد العقل غذاءه في النادي! ويكتفي من فيه بمتابعة التلفزيون او لعب (الكُتشينة) (الكُشتينة) والضُمنة وما الى ذلك من وسائل الترفيه وتزجية الوقت. 
(مامان) يهتم بالثقافة عموماً لهذا كان ضمن عدد من رفقاء زمانه شعلات اضاءت برحات النادي، ولكن انا اتحدث عن (مامان) بعينه رداً على سوال اخي (صديق) .. وارجو منه أقصد (مامان) ان يكتب عما قدموه من نشاطات ويذكر ما يستطيع من اسماء شاركت في صنع ذلك الحراك الثقافي الذي كان يجذب كل سكان (القرير) وبالذات في الأعياد حتى وصلنا مرحلة ان نقدم ليلة ساهرة كاملة في نادي تنقاسي السوق، وارجو ان اتمكن من العودة لهذه الليلة مستعيناً ببعض الاخوان لأن ذاكرتي ما عادت تسعفني بما أريد. 
(مامان) كان من المهتمين بالجريدة الحائطية في النادي.. رحم الله تلك الايام النضرات، وكان يشارك ممثلاً بارعاً وكاتباً لنشرات فكاهية لا يجيد حبكها إلا هو.. لعل (مامان) يتحفنا بواحدة في هذا المنتدى ليرى من لم يحضروا ذلك العهد الزاهر إحدى قدرات (مامان)..
أخي (مامان) لماذا لا تكتب عن تلك الحقبة الباهرة وزملائك المبدعين ايام الثانوية والجامعة، وانتم بـ(القرير) تثيرون فيها حراكاً يملأ جنبات (القرير) بما يقدم فى مسرح نادي الإخلاص؟ فيا لخصوبة تلك الحقبة ويا لجمالها وانشطتها المتلاحقة.. لماذا ماتت هذه الاشياء وتلك القدرات في شباب اليوم؟؟ ألا يوجد طلاب ثانويات وجامعات بالبلد؟؟ 
ياأعزائي اعلموا ان اسلافكم طوّروا الحياة الثقافية بـ(القرير) وعليكم ان تقوموا بدوركم فلا تخذلوا بلدكم.. وعليكم ان تعيدوا للنادي بريقه وألقه، واعلموا ان عليكم ان تسوقوا الناس الى فضاءات جديدة بما تقدمونه عبر مسرح النادي.. 
هذا النادي ايها الاعزاء كانت تُقام به ليالٍ ساهرة مستخدمين الرتاين التي توضع في صفائح حديد قُطع جانب منها،(الى حد ما تشابه صفائح تصفيح الشتل، فقط يخلّص جانبها المقطوع الى آخر الصفيحة)، فحين العرض توجّه فتحة الصفيحة تجاه المسرح فيتجه كل الضوء لمن بداخل المسرح فيمكن للجمهور رؤيتهم، وفي حالة توقف العرض توجّه الفتحة تجاه الجمهور فـ(يجهره) الضوء فلا يرى ما يجري بالمسرح حتى تُفتح الستارة المكوّنة من الملايات او البطاطين التي نحضرها من منازلنا والمربوطة في حبل يجره المسؤول عن حركة الستارة... كانت تقام بالنادي حفلات الفنانين التي من خلالها تدعم خزينة النادي او يذهب دخلها للروضة او العيادة أو المدارس...إلخ. وكانت السينما من اسبوع لآخر وتأتيه فرق الممثلين من الخرطوم وغيرها، شاهدنا فيه ابو قبورة وتور الجر وابو دليبة والبعيو وغيرهم.. حتى الراقصة (عفاف) قُدّمت فيه والتي كان لحضورها دوي ليس كدوي النحل انما الرصاص، لأنها كانت ترقص بأسلوب لا ادري كيف اسميه، أهو الرقص المصري ام العربي ام ماذا..؟ كان امراً غريباً جداً.. وربما قبيحاً عند كثيرين لكنه حدث.. واحدث نقلة في اذهان الناس الذين ما دروا سابقاً ان هناك رقصاً كهذا.. وهاجت الدنيا وماجت رضاً واستقباحاً لكن الاهم أن هذه الضجة حرّكت العقول.
المرة القادمة (مامان) مغنياً بالصف وذكرى بعض الأغاني.. ومع تباشير عيد الأضحى المبارك سوف يأتيكم الابن عدي ببقية الرسائل التي وصلتني شعراً رداً على أبياتي في عيد الاضحى التي ذكرتها في حديثي هذا، وقد اتيت منها فقط بأبيات (مامان).
واختم بما كان يختم به الأخ الفنان عيسى برّوى حفلاته:
(يا حبايبي انا ودّعتـكم ** في رعاية الله ربّـكم).
[29/11, 22:38] ثامر موبايلي: *الشاعر محمد سعيد دفع الله يكتب عن مامان*

*(٦)*

السلام عليكم ايها الاعزاء.. ولا ادري ان كان في العيد باقٍ لأقول كل عام وانتم والوطن الصغير والكبير بألف خير.. 
كنت قد انتهيت في المرة السابقة الى ان الأخ مامان يملك كل مقومات كتابة الشعر وأنه لو اراد لصار شاعراً مشهوراً لكنه اكتفى بأن يكون ناشراً لأشعار الآخرين إلقاءً وغناءً وفهماً ومعرفةً بامتياز.. فربحنا نحن معشر الشعراء عنصراً مؤثراً ودافعاً للتجويد.. وقد اوردت أبياتاً رد بها على رسالة مني في معايدة أضحى مر علينا في ديار الاغتراب.. استشهد بها على قدرته إن اراد كتابة الشعر..
وبمناسبة هذا العيد الذي أخذ جل الناس ان لم يكن كلهم الى البلد من جميع الجهات والمناطق ولم أكن بينهم فقد ارسلت رسالتين هاتفيتين شعريتين قصيرتين، الأولى للأخ التاج علي حامد الذي كان يقول لي إنه يريد ان يعيّد بالبلد ليزيل عن قلبه وعقله وكل احاسيسه ما ران عليها من امتداد البعد والشوق للبلد، والثانية للأخ يحيى فضل المولى الذي بعث لي برسالة لوم وعتاب..
قلت للتاج:
يا التاج سلام مطبوق طبوق .. وفي العيد عساك بلّيتَ شوق
شوقاً مخزّن من زمون .. فيض من مشاعر وفي العروق
فـوق عـز بتقدل لا تِحِتْ .. ومـرّات كمـان طالع لفوق
وسـط الأهل وبين العزاز.. جـايين جماعات فـوج وروق
يا بختـكم وميـن زيّـكم .. في العاصمه غالبنـا المـروق
بلّغ سلامي وقـول لهـم: يدعـولنا نرجـع شـان نـروق
وعلمت ان الأخت لبنى محمد وداعة قد انزلتها في المكتبة جزاها الله كل خير ولها مني جزيل الشكر والتقدير لهذا الاهتمام.
أما يحيى فقال:
مالك ماب تبارك العيد..
قايل نفْسك انت بعيد..
أم درمان دي جدعة إيد.. 
ومشتاقين نحن شديد..
ويدّيك الصحه ربي يزيد..
فرددت عليه:
البعـيِّد زول عندو عيد .. ماهـو لاقيهو حُمّـدسـعيد
والسّمِعْـنَا آيحيى وأكيد .. القـرير اتملا تـب شـديد
جوهو ناس سافل والصعيد .. والقريب ياخوي والبعـيد
وحتى للفارقو مـن وِلـيد .. إلا اخـوك أب حظاً عنـيد 
قصدو يحْضر ومكتوف بقيد .. وفي البيحصل ما ليهـو إيد
أسألـوا اللـّهْ يمكن يفيـد .. وبى دعـاكم احضرلي عـيد
معذرة لهذه المقدمة التي فرضها العيد الذي لم أحظ بقضائه في التي قلت فيها:
يا السمحه سمّوك القـرير.. والناس تجيك من وين ووين
وانا قمتَ مِنّك شِنْ اقول .. غير ده المسطّر في الجبين
يا درّة الوطن العـزيز.. يا النادره يا الما ليـك وزين
عشمي ومناي ارجع واجيك .. أنا غير هواك مِتْل السجين
*واسمحوا لي بأن أحادث الاخوة الذين عقّبوا فأشكرهم ولكني ارغب منهم الكتابة عما يعلمونه من خلال معرفتهم لمامان.. وبالمناسبة ارجو ان تقبلوا مني جميعاً مخاطبتكم بـ(الأخ او الأخت) سواء اكبر مني سنّا او اصغر، وبعلاقة رحم او معرفة..
فأبدأ بالأخ علي محمداحمد(ابو رنس) شاكراً له وشاحه الذي ألبسه لمامان وسؤاله إن كان قد تم تكريم مامان في القرير؟ 
أقول إن مامان لم يكرم وأرجو ألا يحيجه الزمن لمثل هذا التكريم الذي نشاهده يقام بين حين وآخر وفي طياته معنى حاجة المُكرّم مادياً.. أسأل الله ان يغني مامان عن مثل هذا، ولعلي اشير الى ان مامان لم ينل حتى بعض الحقوق الممنوحة في القرير مثل فداني امتداد مشروع القرير، فلعل منتداكم يحرص على مخاطبة المسؤولين في القرير ان كنتم حقاً ترجون تكريمه.
اما الاخ عبدالمنعم حضيري فعليه ان يشارك بفعالية ولا يكتفي بمثل ما كتب، فهو انسان ذو قدرات موسوعية ومعارف جمة وله مع مامان معايشات ومعايشات تسمح له بتزويدنا بكم هائل من المعلومات فلا تبخل على المنتدى أخي حضيري.
الأخ خالد عبدالرحيم الأسطى.. ارجو ان تربط كفاحك مع الآخرين لينال مامان ما يرجوه في القرير ليكون عوناً على رجوعه..
الأخ عبدالله الجزولي.. لك كل الود والمحبة على كريم سجاياك وتقديرك الذي يشع من أحرفك التي تلامس الاحاسيس ولكني ايضاً ادعوك للكتابة عن مامان فأنت تستطيع الاضافة.. 
الأخ بابكر محمداحمد.. كتاباتك التلغرافية هذه لا نرضاها وانت من عاش في القرير سني عمرٍ ندية.. تملكك المعلومات التي تزود بها المنتدى في موضوع مامان وفي غيره.. فلا تكن كعيسى البخيل الذي هجاه شاعر فقال فيه:
يقتّر عيسى على نفْسه ولو .. استطاع تنفّس من منخر واحد
وإلى اخي وشريكي في الاحساس والسكن في المهجر فتح الرحمن سيد عثمان (فتحي).. هل اشكرك فأكون كمن يشكُر او يشكّر نفسه؟ 
حدثنا يا فتحي عن مامان الذي تعرفه في الرياض-المملكة العربية السعودية-. 
مهاتفتك لي طالباً الاستمرار في كتابتي عن مامان تدفعني لأواصل ولكني في حاجة الى مشاركة الآخرين التي تزودني بطاقة الكتابة، فهلّا فعلتم؟!
الأخ عوض عبدالله.. لك عميق شكري على ما سردته، فهذا الذي أرمي اليه وأوده من بقية الاخوان.. أن يتفرعوا بالمادة الى مناحٍ أخرى، فيضيفوا لنا معلومات جديدة أو حتى يسوقونا في طرق جديدة تساعد في جلب مادة لم نذكرها.. واصل أيها العزيز.. 
أعود يا اعزائي لاتابع الكتابة عن (مامان) معللاً النفس وسائلا الله أن اوفق.. ويسوقني الحديث تجاه (مامان) مغنياً بالصف وقد يتشعب الموضوع، لكن رسالة (مامان) التي عرضت بعضها اظنها تعطينا ملامح تلك الفترة واثر (مامان) فيها وبالتالي اثره فيما أكتب.
من لم ير (مامان) يغني في الصف فقد فاته ان يرى فناناً يعرف معنى ما يؤديه ولذلك يكون تفاعله من كل كيانه، وصادق مشاعره، فهو يطرب نفسه اولاً ثم مَن حوله، غناء خالصاً لوجه الفن، لا تخالطه رغبة العطاء والنيل المادي، مثله مثل صاحبه الذي ذكره في الرسالة (ود مسعود).. تخيلوا (عثمان سليمان مسعود) بكل ذلك الزخم الفني عالي الجودة متنقلاً بين ضفتي النيل حاملاً بين حنجرته وانامله عبق الفرح الفريد.. (عثمان) ذاك الذي اطرب الناس لأنه ايضاً كان يدري ما يصدح به لا كمن قيل فيهم (فلان يهرف بما لا يعرف).. لم يتقاض مالاً طوال ابداعه الممتد مساحة وزمناً إلى ان ابتعد.. (عود لينا يا عثمان الفرح).
هذه (تخريمة) لكنها كانت عن جزء من (مامان) عساه يكتب عنه.
انظروا الى (مامان) وقد توسط الصف، ومن يتوسط الصف تلك الأيام يعني انه قائده وربانه، وصل لذلك بملكاته المتعددة التي تظهر متتالية، هاهو قد اخذ صفه ورصه امام مجموعة البنات ما بين الرتينتن في جانبي الدارة، انتظاراً لخروج البنت التي سترقص، وهاهي قد وقفت وبدأت في اصلاح طرحتها بعد ان رفعتها فوقها قليلاً ثم وضعتها علي كتفيها وقد انسدل شعرها متدلياً فاحماً فطافت في اذهاننا تلك اللوحة البديعة لعمدتنا (الدابي) مشبهاً لها بفرخ أوزة اراد ان يطير ولكن جناحيه الصغيرين لم يسعفاه فاتجه الى النيل وسبح فيه.. والنيل هنا (دارة الرقيص).. قال العمدة:
(صغيّر دابو هبْهب ريشو قام .. نفض جنحينو غلبو يطير.. وعام)
هنا اخذ مامان صفه (تار لا ورا).. وفي دواخله الوان من مشاعر الغناء وقد استحضر بعض ابيات من قصيدة شاعرنا (عبدالله كُنّة) من (الكَرَد): 
(جانا عام بى صدرو.. وزين
يا خلايق تـِرّوا .. وزين
صفقوا ولا تفتروا .. وزبن).. 
كان (مامان) مخلصاً وصادقاً في ترجمة ما يحفظ من الأغاني، فهاهو وقد ساق الصف للأمام في (نطّة).. وطلب من زملائه ان (يدبّـلوا) النطة (القفزة).. وبدا صدره امامه بارزاً ..وانطلق صوته صادحاً:
(آه انا قلبـي اتحقق مصيـرو .. ياهو الموت عديل تب مافي غيرو
شبيه الندّى مزروع في (قريرو) .. محروس ديمه ماب يبرح غفيرو
يلمع خدّو يضوي الليل ينيرو .. و(مامان) غنّى نشـوان بى عبيرو
ود عينيهو ماب يرحم اسيرو .. سال سيفو وبعيـــد جادع جفيرو)
وكأني اشاهد (مامان) وهو يؤدي البيت الأخير وقد اشار بيده اليسرى وكأنه يرمي بجفير السيف بعيداً عنه.. وقد وصل الصف مداه يقوده (مامان) مماثلاً لصف (الرهو) محلقاً في السماء وقد برز فيه قائده وتأخر قليلاً الجانبان.. يصل (مامان) ليختم بالقفزة (النطّة المدبّلة) مكرراً معها: (آهـ آهـ) انا قلبي اتحقق مصيرو..
لو كان الطيب صالح (رحمه الله) حاضراً تلك الأيام لرسم لوحة فيها غناء (مامان) من خلال قلمه الشفّاف وقدرته على تصوير ما يراه بالاحرف.. يا سلام .. اين انت يا(علي الرفاعي) ويا ود ود طه (طارق) وغيركما؟؟؟ ابدعوا لنا تلك الأيام النواضر وما كان يجري فيها في كتابات تبقى للأجيال.. تحكي ما كان يدور زمان..
* نظرت في كراسة اعتراها القِدم فوجدت مطلع القصيدة فيه (اتوكد مصيرو)
وليس (اتحقق).. ومؤرخة 22/6/1971م.. تذكروا تاريخ رسالة (مامان) في نفس السنة. 
واسمحوا لي بوقفة هنا اعيد فيها ذكرى هذه القصيدة.. اذكر انني كتبتها بعد عودتنا من (لعبة).. وبعد ايام كان سفري فقلتها لـ(مامان) ونحن جالسين ليلاً عند دكان الوالد – رحمه الله – فوق ذلك (الحجر) الذي أحكم الوالد وضعه في ركن الدكان وثبّته تماماً وكان غرضه منه ان يستخدمه كبار السن بالصعود عليه ليتمكنوا من القفز والركوب على ظهر الحمير.. 
ثم سافرت وعدت في اجازة وفي كريمة نزلنا من القطار لنستغل احد اللواري المنتظرة للركاب، فقابلني زميل الدراسة ودفعتي الاخ (عوض الكريم ابراهيم علي طه) (الأستاذ حالياً).. وكان انساناً فناناً وشاعراً، ومما قال:
( في العصريه لو مرّينا .. النـاس شـِن بقولـو علينا
من عامـرابنا اتبارينـا .. بي فوق الحفـير عـدّينا
قاصدين زهرة الياسمينا .. لا دايريـن نشيـل بى ايدينا
لا دايرين نناضمو جدينا .. بس شوفـة العيـون تكفينا)
ومن شعره ابيات مطلعها:
داير احكيها قصة حبي .. بالدم والدموع متكتبي
أذكر ان (عوض الكريم) قال لي انه عرض البيت على (عمدتنا الدابي) فأضاف له في حينه:
ابكن يا عيوني وكبّي .. فضّي الفيكي تاني وعبّي
ثم استرسل الأخ عوض الكريم بعد بيت (الدابي):
فوق حاجبك تنطي تشبي .. تاني من المحال تنطبّي
ولعلنا نصل الى ما كتبه الأخ (عوض الكريم) من اشعار اهملها مثله مثل الأخ (مصطفى أحمد العوض) وآخرين.
قلت ان عوض الكريم قابلني في كريمة وقد قال لي: (يازوووول.. دي شنو الاغنية المرقتها دي؟ والله ماسكي البلد).. وكان يقصد (اهـ انا قلبي اتحقق مصيرو...).. وفي (القرير) تأكد لي قوله، ولا شك ان (مامان) كان مصدر نجاحها.
تُحكى طُرفة عن الأخ الفنان (النعام آدم) قيل انه سؤل عندما غنى:
(مامان غنى نشوان بى عبيرو): (مامان) ده شنو؟ فرد: طير في الجنة. لا أدري مدى صحة ذلك، لكنه إن قال وهو لا يدري فعلاً حقيقة كلمة (مامان)، فتلك اجابة ذكية للغاية..لأن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.. 
الى اللقاء أعزائي لأحكي لكم اسباب كتابة أغنية: 
(يا مامان تعال غنينا قول فوق حرفو .. جيب نغماً على الشادن غلبني انا وصفو)



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-12-2017, 07:44 PM   #[66]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

*الشاعر محمد سعيد دفع الله يكتب عن مامان*

*(٧)*

اتصل بي الأخ صديق الحسين ليحثني على مواصلة الكتابة وكأنه لا يدري ما نحن فيه وخصوصاً أنا، وأظنني أقنعته وشكوت من أن مشاركة الآخرين قليلة إذ اني أكتب مادة طويلة لو شئت قسّمتها في عشر مرات من مقاس كتابات الاخوان الذين شاركوا.
وعليه سأتوقف حتى أحس أن لكتاباتي صدى وردود فعل تقنعني بأن أكتب من جديد، فأين الذين طلبت منهم أن يسهموا وغيرهم ومامان حيّز واسع يتيح للكل الكتابة. كما أن مامان وعد بالكتابة عن فترته ومن زاملوه تلك الفترة، وأين السر عثمان وأين واين وأين...إلخ. يا زملاء مامان في القرير البلد وفي الجمعية وفي العمل والسكن والغربة والدراسة وووووو أين أنتم؟
واشير لمن تداخل شاكراً ومطالباً بمواصلة الكتابة وهم: الإخوان بابكر، منعم حضيري، مامان، البلك،(عوض والفاتح عبدالله)، محمد خليفة، ود حمري، وفتحي.
أما أخي فتحي فليعذرني على اتصالي به وهو الذي قلت في السابق (شريك المشاعر والسكن ولا أريد ان اشكره فأكون كمن يشكّر نفسه) أو شيء كهذا. 
اواصل يا ايها الأفاضل ما انقطع فأبدأ بما وقفنا عنده، : اسباب كتابة أغنية:
(يا مامان تعال غنينا قول فوق حرفو .. جيب نغماً على الشادن غلبني انا وصفو)
هذه الأغنية لها علاقة خاصة بـ(مامان) وعندما عدت الى الكراسة المكتوبة فيها وجدتها قد صُدّرت بهذه الجملة (إثر رسالة من الأخ عبدالرحمن محمد صالح – مامان). واكتب بعض ابياتها وانا هذه اللحظة اعود لتلك (اللعبة) التي كنا قبل بدايتها مجتمعين ومعنا (مامان) بجوار النادي مكاننا المعهود ومنه توجهنا لها، وكان مغنيها الأخ عثمان اليمني المبدع في (غناء الرقيص) واذكر انه كان يغني في اغنية مطلعها:
(قوقن يا قميريّات .. ستات الرقيص جايات) وأحياناً يقولقوقن يا قميريات .. ستات الرقيص عايمات) وبـ(الدارة) كان هناك تنافس محموم بين راقصتين، كل واحدة تزيد من ابداعها لتتفوق.. وأذكر ان القصيدة كانت رجعاً لصوت تلك الحفلة في الوجدان:
(يا مامان تعال غنّـينا (جُر) فوق حرفو.. جيب نغماً على الشادن غلبني انا وصفو
عام بصديـرو زي وزينه موجـهْ تدفّو .. خجّ الداره كلْ زول ما عِرف وين صفّو)
ومنها:
(وكتن ماع حَتَل في رقيصو سخّن كفـّو .. جرجر توبو كلْ لحظات يقيف ويلفّو
الواقفين جميع في الداره عِـرقو وجفّـو .. دايـرنّك تعيد الرقصه لو يتكفّـو)
اخواني الاعزاء (صديق وهاشم) اقدر لكما اتصالاتكما المتعددة لأواصل السرد والأمر والله عندي صعب لهذا اقبلوا جميعكم ما تسعفني به ذاكرتي الخربة، وانا حقيقة انتظر من (مامان) ان يعدّل ويقوّم ما جاء هنا.
كنت احب ان يتغنى (مامان) باشعاري لأنه يمنحها مكنوناته وفيض مشاعره المتدفق.. ومن اكثر ما تمنيت ان يتغنى به، قصيدة (عرجون تميرة) فهي من اغنيات (الدارة) (حلبة الرقص) .. ومنها:
(انتنت عرجـون تميـره .. وقايمي قوم عِز في (قريره)
شايلي ناجحي وماها صيره .. ليل نهار غنّـايا طيـره
رمّـت الجَـدْلات حريره .. ومال جسيم ناعم فطيـره
عينـهْ سيّـافه الشهيـره .. ساوّي قلبي عديـلْ جفيره
خدّها الزهـره النضيره .. ومـازج الصنـدل عبيـره
زيّن التفـاح صديـره .. و(ياحسن) وصّف ضميـره)
أذكر أن شاعرنا محمد بادي (العكودابي) قال عند سماعه للبيت الأخير: يعني ده تخصص الدابي؟!
رغبت أن يغنيها مامان في الصف كما اعتدنا قديماً لأنه كان سيعرف لماذا قلت:
(يا حســــن وصّـف ضميره).. فهو الحافظ لأغنيات واشعار عمدتنا.
كما أن الدابي قد خاطب مامان في بعض قصائده مثل:
مشـارع الهـم كتـير أنا واردِا .. حتى بالآهـات رئـاتي مقـددا
من صغير درفون مصيبتي مجلّدا .. أكلي من زقّوم شرابي من الرّدا
زهره يا (مامان) مندِّي مفرهدا .. خَـرْقِ عاده جمالهْ.. يوسف جابدا
(ملحوظة: أنا احاول كتابة القافية بحروف رويٍّ متشابهة حسب النطق والأمر لا يخفى على أحد)..
كما يورد الدابي اسم (مامان) في قصيدة أخرى:
سمحه واللهِ جميله صِح .. ليـها قلـب الزول ينْشَـرِح
الى ان يقول:
غنّي يا (مامان) لا تَنِـحْ .. خَـلّو كان ينْـدَمِل الجَـرِح
يعلم ان (حسن الدابي) ابدع في وصف الضمير (الخصر) ومما جاء في اشعاره...(طي حجاب فلاته جوفَهْ)..(الضمير فيهو الإيد تحوق)..(ضامر هافه حَـلَقة قيد) .. (هافَهْ قبضةْ إيد قالوا صِح) و(لفّـة خاتم ضميره) في الاغنية الشهيرة (شتيلة قريرة)..التي شوهها مغنو اليوم الذين لا يعرفون من ادائها إلا جَـــــــرّة صوتهم ثم انقطاعه مع قطع في الصفقة والايقاع.. ارجعوا لسماع ذلك.. وهم يكررون هذا مع مطلع كل بيت، ما هكذا تؤدى يا أعزائي .. وأنا اورد حديثي هذا لأني ارغب في تقديم الأغنية في ابهى صورها واكملها لأنه من العيب ان نقدم عملاً كهذا اصبح سمة وعلامة لفننا، من العيب ان نقدمه ناقصاً او مخلوطاً، وهؤلاء الاخوان يصدق فيهم قول الشاعر العربي قديماً الذي لم يعجبه فعل (سَعْد) حين أورد إبله الماء وهو ملتف بـ(شملة) فقال:
(اوردها سعْدٌ وسعْدٌ مشتمل.. ما هكذا يا سعدُ تورد الإبل)..
يا اعزاءنا.. سألتكم بالله ان تستمعوا لها من الأصل الثابت عبدالرازق بنده او النعام ادم، ففي ذلك فائدة لكم قبل الآخرين، كما انكم اضفتم لها ما ليس منها، وانما من قصيدة اخرى كاملة هي (حرام يانوري) قيلت بمناسبتها وزمانها ومنها:
حـرام يانـوري ردّيـها.. غزالتي القالو شلتيها
دي صيده قريرنا واديها.. طفل بى دمّـو يفديها
زهـور وورود حواليها.. ربوعك مابتطيب ليها
والقصيدة طويلة متعددة المقاطع والقوافي ولكنها في غرضها وخاطب فيها شاعرنا الدابي نوري وأورد اسمها حوالي ست مرات.. والذين يتغنون بـ(شتيلة قريره) واوردوا فيها ابيات من هذه الأغنية حذفوا جزءاً من ابياتها المكملة لها..
والله يؤلمني هذا كثيراً لأن الوصول للنص الصحيح سهل ومتاح فأبناء الشاعر موجودون بين (الفنانين) وغناء بندة والنعام موجود، فلماذا يحدث هذا الأمر؟؟؟ هل من يجيب؟
** (ذكّروني فيما بعد أن اورد نص (شتيلة قريره) كاملاً واكتب ما حكاه لي عمدة شعرنا (حسن الدابي) عن كيفية وصولها لـ(بندة).
الغناء (فن) ومسؤولية ومعرفة واحساس وايصال مشاعر ووووووو وليس فقط (أكل عيش).. كما قال احدهم (درب العيشي ما فيهو نبيشي) .. ولكن يكون فيه نبيشة ان كان كما ذكرت. 
أسأل الله ان يمد في اعمار الجميع ويحفظكم.. 
معاكم سلامة.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-12-2017, 03:02 PM   #[67]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

*كتب الاستاذ مامان المغفور له بإذن الله*👇🏻

كثيرون طلبوا مني أن أكتب عن السر مرات ومرات للعلاقة الوثيقة التي تربطني به.. ولكني أقف حائرا من أين أبدأ..يقال أن عبد الله بن المقفع صاحب كتاب كليلة ودمنة سئل إن كان يقرض الشعر أم لا، فقال: ( *ما يأتيني لا يرضيني وما يرضيني لا يأتيني*) وهو نفس شعوري حول الكتابة عن السر عثمان والتوثيق له.

*السر عثمان.. عاشق القماري*

باختصار.. السر عثمان رجل كتب عليه أن يكون عاشقا ويظل عاشقا ليترجم لنا ذلك العشق كلاما ينقط عسلا..اليس هو القائل( *قلبي اتحش حش بالريد*)؟ يعشق الوطن الكبير السودان ويعشق الوطن الصغير القرير ويعشق الوطن الأصغر ومراتع الصبا..حي الشاطي.. يعشق أم درمان ويموت في الموردة ، يعشق البركل ويموت في نوري .. يعشق النخيل ويعشق المنقة والبرتقال .. يعشق النيل .. يعشق جزيرة الطاهر ويعشق بيوضة.. يعشق لفة ود أب شنب وكبري حرسنا وكبري المنقولة.. ويعشق تمر مديني وتمر مصريي.. يعشق شجر الأراك ويعشق أراك ود سورج .. يعشق مترة مبيوع وساقة العوضاب .. يعشق دوم المهاجر ويطرب لطمبور أب خبتة وغناء الخدير وزمبارة فنقلت .. ويعشق ترعة ود الحاج ودكان الجاك .. يعشق مركب شادلي وباص جاهوري ولوري ود الكعين .. وسفنجة حسن العوض.. يعشق الاشميق المبلول .. يعشق ريحة فول أحمد مبارك.. يعشق سبيل آدم .. يعشق دوم المهاجر وسيال ولاد مسود والمسكيت.. يعشق المدرسة البيضا وسوق العمدة وكول بوكس ود الحسونة.. يعشق الموية العكرة وريحة التراب ويعشق زهور البرسيم وريحة الصارقيل ويعشق الحلافي وعراجين التمر وريحة البرم ويعشق القمري..

وهو موضوعنا في هذا المقام.. ومن منا لا يعشق القمري؟.. هل استمعتم لصوت القمري في ساعة القيلولة .. ألم تستمتعوا بتلك السيمفونيات التي تضاهي سيمفونيات بيتهوفن الشهيرة.. صوت القمري وهو في مقيله على جريد التمر يختلف عن صوته حين يطير بين تمرة وأخرى.

حاولت تتبع قصائد السر التي ذكر فيها القمري.. واليكم محصلتي:

هاهو يسأل الجلابة عن المحبوب سؤال الضهبان:

*ما شفتوه لى فد مرة*
*فى عش فاضى*
*فوق راس تمرة*
*طار جوز قمرى*
*منو......وفرً*

وفي قصيدة *(المشتهنك)*

*القمري من بعد الألم والحسرة والنـوح والجــراح*
*بعد الدموع السايلة دايماً وعمرو في كفكيفــا راح*
*في يوم رجوعك جفنو من بعد السهـر دابو استـراح*
*فوق السبيط زوزا ورقص ..* *طربان يزغـرد للصباح*
*رسَّل غنيواتاً حُنان ..*
*في روعة صفَّق بالجنــــاح*

وهو هنا يشهد النجمة أنه (سهران وحيد) ثم يقول:

*حزن القرير فى تمرو ما خدر جريد*
*فلق الصباح القمرى ما رسل نشيد*
*فر وبعد يا خلة ليهو زمن عديد*
*ترنيمتو ديك يا حليلا كان ليها بيجيد*

ويودع ليل مأساته في هذه القصيدة الى غير رجعة ، ويجر النغم وتقوقي به قمرياته:

*واهديك من قليبى الحابى كل كلماتى*
*حتى القلتو قبالك كمان والاتى*
*ليك جاري النغم قوقنبو قمرياتى*
*منتشى ديمة من نفحة عبير زهراتى*

في قصيدة *(قلبي ولهان)* يجعل ناس البلد جميعهم يحبون الدباس فيكون كأنه حمام الحرم ، يقول:

*غرد الكون كله مفتون باسمة ترقص غيدو*
*فى التمر فوق تسمع القوق ده الدباس بنشيدو*
*فى البلد طاف ما جفل خاف ما الخلوق بتريدو*

أما القصيدة الآتية فهي بكاملها للقمري الذي فارق خميله وحل
محله الغراب المشؤوم:

*يا صحاب قمرى حليلو*
*من زمان فارق خميلو*
**
*مالو فى العش ساب خليلو*
*دون وداع فى يوم رحيلو*
*فر سايق الشوق دليلو*
*ما اتعرف شقيش سبيلو*
**
*الدموع زادو البشيلو*
*فى الطريق يرون غليلو*
*يسرى دايح جن ليلو*
*حنن الكافر حويلو*
**
*هد بى ترحالو حيلو*
*زاد كتر فى السفرة ويلو*
*يا حليلو غنا وهديلو*
*لي يجى النسام يشيلو*
**
*منى كل الهم يزيلو*
*ما اتلقالى محال مثيلو*
*كنت بلقى وكت مقيلو*
*حاضنو شايلو جريد نخيلو*
**
*جم صغارو طرب يميلو*
*وديمة يرشفو سلسبيلو*
*الا اه ..اه يا حليلو*
*جا الغراب حلق بديلو*

وهذه قصيدة أخرى يطلب من القمرية أن تردد غناها لأن (قلبي لم حبيبو)

*غنى يا قمرية رددى لى غناكى*
*قلبى لم حبيبوصدى على جناكى*
*عودى بعد الهجرة وامرحى دام هناكى*
*وابنى عشك تانى وانسى لكل عناكى*

*لى صغيرك لمى ولى زمن ضناكى*
*باقى من فارقتى طرفو تملى باكـى*
*شوفى حاضن شوقو شافك هش جاكى*
*ناسى جرحوالدامى ضايق دار يراكى*
*فوق غصونك قوقى واطربى لى سواكى*
*تلقى قلبوغناكى حافظو يشيل وراكى*
*بالفرح طار رك جنبك فوق علاكى*
*نط بارك ليكى عاد حقيق مناكـى*
*وانت عاد باركيلو ربى يزيد صفاكى*
*مدى ايدك ليهو ليك تسلم يداكى*
*هنى زغردى ليهو وارقصى زين براكى*
*شوفى كيف فى الدارة بشر حام براكى*
*هاكى ودى بشارة لى اصحابو هاكى*
*قولى مبسوط ديمة تب ما شفتو شاكى*

وهذا من الدوبيت (رغم أن السر لم يشتهر به):
*غنى القمرى فوق عرجونو سوا القـوق*
*ذكرنى الحبيب زود على الشـــوق*
*عارف قلبى بى نار الغرام محـــروق*
*كاتلو المن قريرو رحل سكن بى فــوق*

وللسر قصيدة أخرى عنوانها *(قمري رحل)* مطلعها:

*قام دون وداع ساب الاهــــل*
*فى سفرة لازاد لا عــدل*
*يا صاح وين قمرى رحـل*
*كان هادى من قومةالجهـل*
*فى روقة لانقة وزعـــل*
*فى روعة زوزا على النخــل*
*جنبو المدين نقط عســل*

والدباس في قصيدة *(تمري المانجض دفيقو)* يشارك الشاعر أحزانه ويواسيه:

*حزنان الدباس فى فريقنا ما طول نهار افراحــــــــو*
*يبكى معايا حتى الدابو ما اتعلم يفر لجنـــــــــــاحو*
*قال لى لا تئن يا خلى اكتم ناس كتير ما بــــــــاحو*
*شوف حمد سعيد من صبرو متقلد عذابو وشاحو*

وفي قصيدة مطلعها: *(ذكراك لو تسافر باقية بعدك يحلو لى ترديدا)* يقول:

*اسراب القمارى الطاشة فى الروض ما سمع تغريدا*
*زى تحنانى ليك والله طال بيها الحنين لوليدا*
*طارت مابترك ظنيتا بالشوق دار تموت وحيدا*
*ديمة اهاتى زى اهاتا ..تنهيداتى زى تنهيدا*

وفي *(الخرطوم بدونك)* يتأسف على أعشاش القماري التي عصفت بها الهبايب يقول:

*طافت بين ضفافا*
*كايساكي المراكب*
*وقُمريَّات تنادت للعُش في المغارب*
*والعُش … يا حِليلِنْ .. عَصَفَـتْـبُو الهبايب*

واختم بـ *(حروفك مطر):*

*حروفك .. حروفك*
*رحيل الكآبة .. ونجوع الألم*
*فراق العذاب والأسف والندم*
*حقيقة البداية*
*بداية الحقيقة*
*معالم طريقا*
*بداية البداية*
*نهاية النهاية*
*محطة تلاقي البشاشة .. السرور والنغم*
*مواسم اخضرار الأمل والعشم*
*هديل القماري التَّقوقي وتغنِّي وتشد الوتَرْ*



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-12-2017, 09:54 PM   #[68]
اشرف السر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية اشرف السر
 
افتراضي

احترم اقدر كل المراثي من كلمات واشعار قيلت في حق مامان
فهو أهل لها وأكثر...................
حسب احساسي بروح مامان - الذي لم اتشرف بلقائه..
فإن رسالته
هي رسالة محبة وجمال وخير وتفاؤل....
أكتب لكم الان وانا استمع لمقطوعتين له.. نفحني بهما الأخ عكود....
فلنجعل احتفاءنا الوجودي بمامان من نفس روح رسالته..
لنحتفي به
وبحبه للحياة..
وللجمال والخير
وكل ما هو في منفعة الانسان...
فلتكن دموعنا عليه شمعات تضيء لآخرين سبل الحياة..
وليظل مامان نبراساً.... يدل الحيارى...... يعلمهم كيف تعاش الحياة..
ألا رحم الله مامان.... وجعل البقاء لآثاره ورسالته...............



التوقيع:

اشرف السر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-12-2017, 08:49 AM   #[69]
عبد المنعم حضيري
Guest
 
افتراضي

عبدالرحمن مامان .. والرحيل المر
د. توفيق الطيب البشير


يقول الله تعالى " كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" صدق الله العظيم
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " إنما الصبر عند الصدمة الأولى"

سادتي ... ليس هناك أمر أصعب واشق من الكتابة عن الفراق سوى الفراق نفسه ، وليس كل الفراق فراق ، فهناك من نفارقه ونأمل في أن يعود، وهناك من نفارقه فلا يبقى بعده أمل للعودة .. وبين هؤلاء وأولئك أناس ترسم الصدمة بفراقهم سحباً كثيفة من الأحزان والآلام، وتمتلئ النفس المكلومة ببعدهم عذابات وجراحات ... وكأنما أمثال هؤلاء أعهدوا ألا يتركوا للنفس قلباً يفيق ولا روحاً تحلق.
مامان هذا الرجل النوعي ... متعدد المواهب .. كثير المناقب ... هذا الرجل الشهم المثالي الهميم، ذو الأخلاق العالية والصفات النادرة .. هذا الرجل القدوة .. هذا الرجل الذي ما علمنا عليه من سوء ليس كسائر الذين افتقدناهم .. وهم على كثرتهم وعميق أثرهم لم يزعزعوا صبرنا ويضعفوا عزمنا بالقدر الذي فعله هذا الرجل الكريم ... الرجل الذي يخلو تاريخه من كل عداء ويسلم سجله من كل عيب!.

عبدالرحمن محمد صالح مامان ... هذا الرجل الذي أينما وقع نفع .. وحيثما أجاب أصاب ! لا تكاد تراه إلا وهو مبتسم ابتسامة العزيز القنوع. لا أذكر كيف كان أول لقائي به لكنني بالطبع أعرفه منذ أن تغنى باسمه الكبار وذاع ذكره في الأمصار. وكثيراً ما كلمني عنه أخي وصديقي الاستاذ السر عثمان، وحينما وجهت وجهي تلقاء الرياض كان الاستاذ السر يقول لي يكفيك أن فيها "مامان" . أرجح أنني التقيته لأول مرة في دكان الراحل عبدالله محمد خير في البطحاء حيث كان هذا المكان العزيز موضع لقاء المبدعين بجميع مشاربهم. لم أكن حينذاك قد تجاوزت أسبوعي الأول بالمملكة، وكان هو كذلك حديث عهد بالرياض، فقد جاء من جدة ليعمل في قسم العلاقات العامة ببنك الرياض.

نعم التقينا صدفة لكن تصادقنا عنوة .. لم نفترق بعد ذلك لا صيفاً ولا شتاء ... كانت محادثاتي الهاتفية معه من أطول المحادثات وقتاً، وأعظمها فائدة.. وكنت عندما أزوره في البيت أرى ذلك الطنبور العريق على الجدار فأحسبه واحداً من الآثار التي يحتفظ بها بحكم تفرده .. ونظرته المتميزة للأشياء الثمينة ، ولكن نقل إلى سمعي أحد الأصدقاء أن هذا الرجل هو أفضل من يعزف على آلة الطنبور فكانت دهشتي أن عزف لي يومها يالمشتنهك في غيابك بالنا بيك ضم انشغل، والنوم وراك يبقالنا شر، فارق عيونا خلاس رحل ... فتحدث الطنبور بالقوة نفسها التي نطقت بها تلكم الكلمات، ثم أردف ذلك بأغنية عذاب الغربة أضناني ومتين يا بلسمي الشافي .. متين أرجع والاقيكي وأنوم في حضنك الدافي ... وعزف معها مقاطع أخرى من أغاني الأستاذ محمد سعيد دفع الله والراحل حسن الدابي لم تكن أقل براعة وتميزاً ... حينها أدركت أنني أمام رجل جمع بين جمال الموهبة وموهبة الجمال ! .

في بداية العام 2000م، اجتمعنا شخصي والاستاذ سيد أحمد المصباح والمهندس علي عثمان والراحل مامان، واتفقنا على إنشاء شركة تعمل في مجال الاستشارات وفي غضون يومين كان الراحل مامان قد أعد لنا عرضاً في منتهى الدقة والمهنية، وقال هذه "مسودة للمراجعة" فكان الإجماع قد انعقد على أنها "نسخة نهائية" لا تحتاج إلى حذف ولا إضافة ! تلك الشركة لم تر النور لكنها كانت حلما يرافقنا منذ ذلك الحين وحتى رحل عنا مهندسها وفارس أحلامها مامان يرحمه الله.

في العام 2009 م ، حضرتني فكرة إنشاء منتدى التوثيق، فكأن هو أول من خطر ببالي ... أخبرته بالهاتف فكبر وصاح قائلاً ... ابدأ اليوم ولا تتأخر وأنا أرافقك في التنفيذ! وكان منذ أن أنشأنا المنتدى ثم تطور إلى موسوعة التوثيق الشامل، وإلى أن توفاه الله عضواً رئيساً في هيئتها الاستشارية وأحد قبطانها المتميزين.

اشترك الراحل مامان في سودانيزاونلاين منذ تأسيسها، وفي منتدى القرير منذ تأسيسه إن لم يكن هو من أشار إلى ذلك، وفي منتدى البركل وفي سودانيات وفي موسوعة التوثيق ، وكتب عشرات بل مئات المواضيع هنا وهناك لكنه لم يشارك قط في موضوع لا يستحق القراءة، ولا كتب قط في موضوع لا يستحق الكتابة.. لم يكن يكتب مجاملة ولا من أجل رفع عدد المشاركات كما يفعل كثيرون .. كان ينتقي نخباً ويختار نخباً ويكتب بمهنية ومسئولية .. وكان أكثر ما يشغل تفكيره الأخبار التي تأتي عن فقير مظلوم أو طفل متميز مضاع أو امرأة مسكينة مغلوبة. لذا فتجد معظم كتاباته عن الطلاب المتفوقين وستات الشاي وعظماء القرية الذين ضحوا بحياتهم من أجل تلك الأصقاع وماتوا دون أن ينعاهم الإعلام أو تحزن عليهم الصحف.. ولم يكتف مامان بهذا ، بل كان أكثر ما يشغله هو المجتمع السوداني برمته، والاقتصاد السوداني بكلياته، والحياة السودانية بغضها وغضيضها، مآلات ومستقبلاً . وأما الحديث عن البلد وأهلها ومجدها وسيرتها وتراثها وحضاراتها فقد كان له نصيب الأسد في أقواله وأفعاله ومجالس أنسه.

عمل مامان لسنوات طويلة في شركة عبداللطيف جميل وخرج منها بتجربة ناجحة مكنته من التفوق المهني في مجال المبيعات، ثم التحق ببنك الرياض وخرج منه بتجربة متميزة مكنته من التفوق المهني في مجال العلاقات العامة، ثم قرر أن يعمل بعيداً عن قيود الوظيفة فقرر مصمماً العمل مع شركة فوريفر التي تعمل عبر آلية التسويق الشبكي فكان له أن حقق نجاحات كبيرة وعالمية، وكان دائما يقول لي عبارته الجميلة "Think big" وبالفعل فإن مامان لم يكن بحجم الوظيفة التي تركها ولا بحجم القيود التي تفرضها، بل كان أكبر بكثير من مكتب وطاولة وحاسوب وطابعة !

عملنا سوياً في أكثر من استشارة، هو يقدم خطط العمل والتسويق، وأنا أقدم التحليل المالي ودراسات الجدوى للمشاريع .. وأذكر أن مستثمراً كويتياً جاء يريد الاستثمار في المملكة وطلب منا عمل خطة تسويقية في مجال المسالخ .. اتصلت بمامان وشرحت له حاجتنا لمستشار تسويق يعد خطة العمل وخطة التسويق ، فوافق على العمل معنا في الفريق، وكانت هذه المرة الخامسة التي نستضيفه معنا لعمل خطة عمل أو خطة استراتيجية أو خطة تسويقية .. أعد مامان خطة العمل والخطة التسويقية فقدمناهما للمستثمر الذي أقسم أنه لم ير في حياته عملاً أعظم من هذا العمل ، وقال إنه سبق له التعامل مع شركات أجنبية ولم تقدم له ما أراد مثل ما قدم له الراحل مامان ... وعلى ما أصابه من انبهار كلف المكتب فوراً بإعداد دراسة الجدوى للمشروع والتي كانت من نصيبي! فقلت له "نحن بي جاه الملوك نلوك"! فأي إبداع هذا؟ وأي تميز أعظم من هذا ؟ بل وأي شهادة أعظم من هذه ؟ .

مات مامان! لكنه لم يكن يعلم أن الله جلت قدرته قد حقق له أعظم أمنياته، وهو أن تقطع به المسافات ليدفن في وطنه السودان! ما كنت أتوقع أن مثل مامان سيرتاح يوماً في قبره إذا دفن خارج الوطن ، وكيف وهو لا يعرف شيئاً أغلى من وطنه ولا يحب شيئاً كحبه لوطنه! لذا سخر الله له رحلة العلاج في القاهرة بعد أن شرعتُ معه في تدبير السفر للهند، فسخر الله له ذلك الرجل الشهم الصديق الوفي السفير عبدالمحمود عبدالحليم الذي أصر على تحويل المسار للقاهرة ، ولولا ذلك لكان من أموات مقبرة أم الحمام أو ضواحي بومبي ! وقد اختصته أرادة الله بموت في يوم الجمعة ودفن في وطنه الذي يعشقه! وهاتان نعمتان ختم الله له بهما حياته الطيبة الزكية.

لا أستطيع القول أكثر من هذا فنحن لا نزال في عمق الصدمة، ولابد لي من عودة ، لكنني اكتفي ههنا وأدعو الله أن يتغمد حبيبنا وصديقنا ورفيق عمرنا عبدالرحمن مامان بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهمنا وأهله وأهل بيته وأحبابه الصبر الجميل .. "إنا لله وإنا إليه راجعون"



  رد مع اقتباس
قديم 06-12-2017, 09:33 AM   #[70]
عبد المنعم حضيري
Guest
 
افتراضي

أمسكت بقلمي وعجزت عن ان أمسك بدموعي وهي مني أقرب فبفقدك يا مامان انفرط عقد كل شيء وتداعت ذكريات سنين طوال تجاوز طول ابتساماتك فيها عمر كثير ممن يعيشون بيننا ولو قضيت بقية عمري احصي فيه عدد المرات التي رأيتك فيها متجهم الوجه عبوسا لما ذكرت مرة واحدة فأنت ممن اختصهم الله باضفاء الترويح والحبور على نفوس الآخرين
المواقف والمحطات كثيرة فقد تعارفنا ونحن اطفال يفع على أعتاب المرحلة الاولية في مدرسة دكام ثم التقينا في جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد بعد ان تفتقت مواهبه الفنية وذاع صيته بين الركبان حيث كانت اغاني السر ومحمد سعيد تملأ الآفاق وكان له اسهام فاعل ونشط في كثير من الجمعيات والروابط وكان بحسه الانساني والمجتمعي يبادر بترتيب جلسات فنية وترويحية لطلاب الجامعة لكسر ضغوط الدراسة والبعد عن الاهل.
ثم تشاء الاقدار أن تتهيأ لنا أسباب اللقيا والزمالة مرة اخرى في السعودية التي سبقني إليها لنعمل في بنك الرياض بجدة ثم الرياض لاحقا لبدأ مشوار علاقة أخرى ونحن في عنفوان الشباب وأشهد الله أنك لم تكن تشغل نفسك أو تملأ اوقات فراغك مثلنا في جلسات لعب الورق أو مشاهدة المباريات أو التشدق بأحادث في السياسة لم نجني منها ولا البلاد شيئا وإنما كنت تستثمر اوقات الفراغ فيما ينفع من تطوير قدرات أو اكتساب مهارات ومعارف جديدة في شتى مناحي الحياة وكنت على الدوام رجل مجتمع وصاحب مبادرات لدعم الشباب والخريجين وحفزهم للتسلح بالمهارات قبل الولوج لساحات العمل
وقد كانت لنا هموم وطموحات مشتركة منها تخصيص جائزة سنوية للمتفوقين من أبناء القرير لم يكتب الله لنا فيها التوفيق.
إن ما كان يجمعني بالمرحوم ليس وقفا علي ولكنه كان شيئا مشتركا بين الكثير من اهله وأصدقائه ومعارفه ولكن ربما اتيحت لي فرص اوسع للتواصل والتعامل معه وما بيني وبين مامان لا يحصيه الا الملك الديان ورغما عن ذلك ترددت كثيرا في الكتابة عني لانني على يقين بأن ما ساكتبه لن يعبر عما يختلج في نفسي من مشاعر وما أكنه لمامان الفذ من ود والفة وتقدير يعجز اليراع عن خطه والشيء الآخر ان ما من أحد غير الله يجروء لحصر ما اختصه الله به من خصال فقد كان مستودعا للجود والكرم والاحسان والفكر وأهل مروءة وشهامة وعفة وتواضع وإقدام ومثابرة وأمانةوغيرها وغيرها.
ولأن كنت أحسب انني من بين الذين يستقبلون التعازي في الفقيد إلا انني أعي جيدا بأن الجميع هم على قدر المستوى من الاحقية وربما أكثر ولهم أرفع اسمى آيات العزاء دون ذكر لاسماء ولاسرته المكلومة أقول الله نسأل أن يلهمكم الصبر الجميل
والسلام عليكم ورحمة الله

أحمد الطاهر محي الدين



  رد مع اقتباس
قديم 06-12-2017, 09:41 AM   #[71]
عبد المنعم حضيري
Guest
 
افتراضي

عشق مامان للطنبور يسري فيه كله وسبب لو الدرادر (قصة حقيقية) قبل حوالى ثلاثة اعوام قررت ان ازور مامان في داره واسلم عليه واراه بعد وصولي السعودية .. واتصلت بصديق الجميع الفتي المشاغب زمان والاستاذ والجد الان استاذ الاجيال واحد منافذ ثقافتنا على العم جون او سام كما يقولون.. سيف الدين عبد الغفار ..قلت له بي شوق عجيب لرؤية مامان وانا لا زلت لا اخبر مداخل ومخارج الرياض تلك المدبنة الواسعة واضفت له والله انا عندي ظ¥ رخص قيادة لكن بخاف من سياقة السعوديبن التي لم ار مثلها في السودان وامريكا وقطر.. سيف الرجل الهمام قال لي انا ذاتو عايز ازوره.. وتواعدنا وركبت معه في سيارته بعد ان ضربنا موعدا مع مامان ..فقابلنا بكل ترحاب وعاد بنا الى سبعينات القرن الماضي ومروي الثانوية.... وبدا يقص لنا حكاياته مع الطمبور وحبه لهذه الالة.. لم يقطع حديثه الا ذهابه لداخل شقته واحضر لنا شايا بي لبنا مقنن..فاحت رائحته ارجاء صالونه.. وقال مداعبا دة لبن نعاج مقنن مش زي الشاي البتشربوه كل يوم.. بعد ان صب الشاى ومعه خبيز بلدي جمييل.. جلس علي كرسيه وتناول طمبورا مجلدا كان يتكئ على جانب الكرسي.. خربش فيه..تم وضعه وتبسم.. فقال هذا الطمبور عملته في الرياض..كلفه ظ¥ ريال فقط..قال كان يسير في السوق ووجد رجلا يبيع التحف وهناك صحنا مقلوبا قديما..فسالته عن ثمنه فقال بي ظ¥ ريال.. فاخذته وانا اكاد اطير من الفرح..لان هذا الصحن القديم يصلح ليكون طمبورا.. وبالفعل جلدته وشوفوهو الان كيف جميل وحنين..كنت استمع لمامان ليس لجمال عزفه ولا للصحن الذي ب ظ¥ ريال ..ولكن لحب هذا الفنان لالة الطمبور وكيف انه معطونا من اخمص قدمه والى شعر راسه بحب الطمبور.. وخشيت حينها ان يسبب الطمبور الدرادر لمامان.واحد في السوق.. يفكر في شراء انتيك ليعمل به طمبور في بيئة تبعد عن القرير الاف الاميال.. ايقنت من يومها ان الطمبور هو كل شئ في حياته وان قتلت العيون بعض الشعراء ولم يحيين قتلاهم فان الطمبور قد قتل مامان حبا واحياء للكثيرين حبا وحنا والقا وابداعا ودوزنة .. كيف لا نحزن لمرضك يا صديق الجميع ويا قائد الركب وكيف لا نسهر لسهرك..وكيف لا تسقط دمعاتنا...وكيف لا نتدافع نحوك..وقبل كل ذلك كيف لا ندعو لك بالشفاء ليل نهار. مامان علم وعالم ورقم وفهم ومامان انسان وفنان وود بلد ظل وسيظل هو كما هو.. عودا حميدا وشفاء وطهرا ودمت لاسرتك الصغيرة ولاهلك وللقرير ولمروي الثانوية ولكل محبيك من اهل وعشاق الفن من حمد سعيد لا عند السرير ولكل عشاق الثقافة والادب والحنين والحب.. عبد الهادي تميم..الرياض 24/10/2017



  رد مع اقتباس
قديم 08-12-2017, 08:12 AM   #[72]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشرف السر مشاهدة المشاركة
احترم اقدر كل المراثي من كلمات واشعار قيلت في حق مامان
فهو أهل لها وأكثر...................
حسب احساسي بروح مامان - الذي لم اتشرف بلقائه..
فإن رسالته
هي رسالة محبة وجمال وخير وتفاؤل....
أكتب لكم الان وانا استمع لمقطوعتين له.. نفحني بهما الأخ عكود....
فلنجعل احتفاءنا الوجودي بمامان من نفس روح رسالته..
لنحتفي به
وبحبه للحياة..
وللجمال والخير
وكل ما هو في منفعة الانسان...
فلتكن دموعنا عليه شمعات تضيء لآخرين سبل الحياة..
وليظل مامان نبراساً.... يدل الحيارى...... يعلمهم كيف تعاش الحياة..
ألا رحم الله مامان.... وجعل البقاء لآثاره ورسالته...............
سلام يا أشرف،

صدقت في وصفك مامان، وأنت من تواصل معه ولم تلتقيه.
مامان كان رمزاً ومنارة يُهتدى بها؛ لذا فقد رسخ في وجدان أجيال متعاقبة من معارفه، ولذا كان الحزن عليه كبيراً جداً.

كان إنساناً بحق.


رحمه الله رحمة واسعة وأحسن إليه.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2017, 02:18 PM   #[73]
imported_أسعد
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

في عليين مع الشهداء والصديقين
احسن الله عزاكم اخي عبدالمنعم



imported_أسعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-12-2017, 06:47 AM   #[74]
عبد المنعم حضيري
Guest
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسعد مشاهدة المشاركة
في عليين مع الشهداء والصديقين
احسن الله عزاكم اخي عبدالمنعم
تسلم يا اسعد .

وبركة بالطلة



  رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 12:00 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.