نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-2014, 01:01 AM   #[1]
سامي العطا
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي عندما يأتِي القَمَر.. تفتقر الظُلمة تغطيةُ الجِبالْ



سامي العطا

عباس انسان بسيط وُلد ونشأ في أحد الأرياف، حيث بساطة الحياة والمجتمع. كان له نصيب دراسه في احد الجامعات، تفتَـح عقلهُ عبر الانشطة الثقافية/السياسية داخل الجامعة وعرف معني مصطلحات كثيرة لم يسمع بها من قبل، أقحم نفسه في الحراك السياسي داخل الجامعة وإستطاع ان يساعد في انتزاع حقوق زملاءه المشروعة.. تخرج عباس في الجامعة وكان لا يحلم بوظيفة تسد رمق الحياة القاسية حيث زيادة الاسعار بالاضافة الي الفساد الذي عمَ البلد، وسياسة "التمكين" التي أصبح فيها الولاء محدداً أساسياً للظفر بوظيفة..فقط كان يحلم بقطع رأس الحية التي أوصلته الي هذا الحال البائس، جاء الي المدينة لعلها توفر بعض من طموحاته، وتقربه من رأس الحية التي يريد النيل منها عبر أي وسيله، بدأ يشارك مع بعض الشباب في بعض الفعاليات الداعية لاسقاط النظام، وكان يشتغل لاغتناء قوت اليوم لاحداث حراكه الذي يتطلع له..

فجأه عاد عباس الي بلدته نسبة لمرض والده بمرض مزمن اقعده عن عمله في الزراعة؛ وفقد جل ما يجنيه ابوه بعد الجبايات الكثيرة التي تفرضها الحكومة علي المزارعين، إختار غازي ان يحل محل والده في الزراعة لكي يساعد امه واخوانه/ته ووالده الذي يحتاج الي العناية الطبيه حيث يكلفه زيارة المستشفي أثنين/ثلاثة مرات في الاسبوع، والتي تكلفه ثمن باهظ جراء إيجار العربة التي تقلهم إلي المستشفي والتي تبعد عنهم ساعة زمن؛ بالإضافة الي مصاريف مقابلة الدكتور واقتناء العلاج. تكالبت عليه الهموم؛ وأصابه داء بيع الابقار والاغنام لتغطية هذه المصاريف، بعد تقاعس ديوان الزكاة في مساعدته بعد إبراز مواقفه السياسية ايام الجامعة..

أصر عباس، أن يجابه الحكومة عبر قريته الصغيرة، وبدأ يتبني قضاياهم ومعه صديقه خالد، خالد حاله مثل حال غازي تخرج في الجامعة ولم ينعم عليه بوظيفة ايضاً بسبب سياسة التمكين، ولم يختلف كثيراً عن غازي غير انه ينتمي إلي حزب سياسي، ودرس في جامعة مختلفه.. وكان احد القيادات الطلابية في الجامعة وسبق له أن ترأس اتحاد الطلاب وكان له حضوراً قوي في المنابر السياسية لكنه عاني كثيراً داخل حزبه، ولم يتاح له فرصه ليبدد طاقاته وافراغ كل خبرته، بالرغم من الجهد الذي بذله هو ورفاقه من استبداد اجهزة الحكومة عبر ادارة الجامعة، وادارات هلاميه اخري انشئت بغرض احكام القبضة علي معارضيها من الطلاب؛ في الوقت الذي فيه القيادات السياسية خارج الوطن، وكذلك كانت هناك بنت اسمها جليلة تخرجت ايضاً في احدي الجامعات ووتتفق معهم في كل مواقفهم القديمة، وكانت تعمل في مدرسة ابتدائية بقرية بالقرب من قريتهم تستوعب تلاميذ القري التي حولهم. وكان الحال لا يعجبها ولكنها لاتنتمي الي اي حزب كما غازي ويشاع في القرية ان لها إرتباط عاطفي به.

توفي والد عباس بعد صراع طويل مع المرض وعدم قدرته علي الايفاء بمصاريف العلاج، وهمت كل القري بالعزاء ومواساة غازي وأسرتهم الصغيرة وكان من ضمنهم شيخ عبدالجواد وهو من "ناس الحكومة" وينتمي الي تلك القرية ونائب الدائرة في "الكونغرس السوداني" كما يُعرَف عند عرب الخليج الوافدين عبر بوابة الإستثمار لدعم المشروع الاسلاموعروبي؛ ويعرف عنه انه متصالح دائماً مع الحكومات المتعاقبة.. وكانت زيارته في الاساس بغرض إنشاء "مجمع إسلامي" في المنطقة بتمويل احدي الدول الإسلامية الشقيقة كما يقول اخوانه في الحكومة. عزي عبدالجواد اسرة غازي واهالي القرية وانتهز الفرصة ليخبرهم بفائدة المشروع الذي جاء من أجله، ووجد عبدالجواد ترحيباً كبيراً من كبار المنطقة بحكم ان هذا المشروع يساعد في نشر تعاليم "القراّن الكريم" بالرغم من فقر المنطقة لأهم ابجديات الحياة وهي المياه، الصحة، والتعليم؛ بالإضافة الي سياسة الدولة تجاه المزارعيين.

مرت ثلاثة ايام علي وفاة والد عباس وتم رفع "الفراش" بعد تلاوة القراَن الكريم والدعوة له بمقام طيب في قبره ولاحقاً في جنة عرضها السماوات والأرض، قرر خالد وعباس وجليلة بتنظيم حملة توعوية تهدف الي المطالبه بضروريات الحياة، والعزف علي وتر عدم حوجتهم الي الـ "مجمع الاسلامي"، تسربت هذه الاحتجاجات من شيخ عبدالله الذي يعمل "مرشداً" عند الحكومة، وتم توقيف غازي وجليله وخالد بواسطه جهاز الأمن الذي تحدث افراده الي أهالي المنطقة بانهم "شيوعيين" و"علمانيين كفره"؛ تم اقتيادهم الي جهة غير معلومة معصوبي الوجه، تعرضوا الي ضرب وسباب عنيف اقتيدوا بعدها الي احد بيوت الاشباح وهمّ الضابط بالتحقق معهم فرداً فرداً، وسأل عباس:
إسمك،
قبيلتك،
لونك السياسي،
إنتماء خالد وجليله السياسي؟؛ اجاب عن السؤالين ولم يجد للثالث جواباً وكذا الرابع، وكذلك تم استجواب خالد وجليلة بنفس الأسئلة، ويصحبها لكمات قوية في الوجه.
في اليوم الثاني تم استجواب غازي مرة اخري بنفس الطريقة وهذي المرة كان معهم جهاز لتسجيل الادلاءات، وتم التركيز علي إجابات النفي، والتي تحمل في محتواها كلمة "لا" وسحبها لإثبات العكس، وبها اعتبر غازي احد المعترفين بانتمائهم حسب واثناء استجواب خالد الذي كانت اجوبته تدل علي ثباته، وانتهج إعتراف عباس "المزعوم" كوسيلة ضغط علي جليله للاعتراف هي الاخري علي خالد بعد ضربهم لها بـ "سيطان العنج" وإغتصابها. ومن ثم اخذها الي غازي "حبيبها" الذي وجد مقيداَ ينزف دماَ من كثرة الضرب؛ للاعتراف بتفاصيلهم وانتماءهم الي العلمانيين بعد الشروع في تكرار اغتصاب جليله مرة اخري امام اعينه؛ الشي الذي دعا غازي الي انه سوف يعترف بأي شي حتي وان لم يكن كذلك بسبب تاثره بما حل بـ " جليله" وعلي اثره تم فك قيده واُخذ يستجوب وحيدأ؛ ومورست عليه ضغوطات كثيرة علي اثرها تم "تجنيده" ليصبح زميلاً الي عبدالله ، وتعهد ان يمدهم بكامل المعلومات عن تحركات خالد، وان يدعم مشروع المجمع الاسلامي وان يتحدث عن محاسنه الكثيرة علي المنطقة.

جاء عبدالجواد بصحبة ذلك الخليجي للبدء في تشييد المجمع الذي يقع بالقرب من النيل وبه منتجع سياحي للترفيه عنهم بعد الفراغ من عملهم داخل المجمع. تضجر خالد كثيراً وخفض صوت عباس وجليله، ولكنه لم يجد ما يسانده، مما دعاه ان يغادر قريتهم الي العاصمة مخلفاً ورائه خيبة رجاء علي غازي وجليله؛ واصطحب معه الصادق شقيق عباس والذي تخرج من الجامعة حديثاً وكان له مواقفه الرائعة داخل الجامعة وينتمي الي احد الاحزاب السياسية؛ واصبح عباس مديراً لاعمال شيخ عبدالجواد، اولاً لان عبدالجواد لايعرف الكتابه ولا القراءة، وثانيا اللعب علي القانون الذي يمنع تملك النواب علي شركات خاصة؛ مكافأة له علي موقفه مع جهاز الامن في خطته لرصف طريق استثمار عبدالجواد بالورود.

نواصل..



التوقيع: تريان بملامحك ومشتهيك
سامي العطا غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:09 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.