[align=center]دنيا العقل الباطن (15)[/align]
رسالة العقل الباطن (الأولى) :
من العقل الباطن
إلى الذي يُسمي نفسه العقل الواعي :
سلام عليك يا توأم روحي .
يا جالساًعند منضدة الحُكم و في كرسي الرئاسة .
أظني قد قطعت عليك صفاء المُتعة ، وحلاوة الاسترسال .
لا يُعقل أن تكون الساحة لمُمثل الادعاء وحده، يملأ الدنيا ضجيجاً،
وهو يعلم أن الدولة تدفع راتبه ويُعامله القضاة بلُطف وتهذيب . ففي ختام الجلسة ستغادر أنت المحكمة إلى مكتبك الوثير . تُدير أجهزة التكييف أو التدفئة وتطلب القهوة ثم تُتلفن للأسرة . تسأل عن الصغير والكبير .فأنت من بعد ساعة زمان ستتوسط مائدة العصر سيداً ! . تستطعِم ولا تشكُر . تنظر سيدة الدار وهي المُتعددة المواهب : طبخ ونظافة وترتيب وديكور وتربية أطفال و حاضنة ووجه حسن وجسد أهلكه العُمر الذي قضاه في مصنع الزوجية !
أين أنا يا تُرى ؟
أذهب بقيدي مع القُساة إلى محبسي !
أي عدالة هذه ! .
عجبت أنا كثيراً.. أي والله .. عجبت كثيراً ! .
يقولون ظُلم ذوي القربى أمرَّ.
لا أعرف كيف أبدأ ؟
أرى القاضي مُقطباً حاجبيه ، ونفسه تُحثه أن يرجُمني بالنفي قبل أن أبدأ !
سيدي
سأبدأ من حيث لا يخطُر على بالك :
أنا و المحبة الإنسانية :
أتذكر حديثك عني أن المحبة تنتظر في زيل القائمة !
أتذكُر رُجولتك تلهث عند اكتمال تكوينها تطلُب النصف الآخر ؟
أتذكر سيدي الزلزال الذي عصف بكَ عند رؤية أحلامك تتجسد في امرأة من أول نظرة ؟
تصببت عَرقاً أيها النبيل الذي تدَّعي التماسُك . هربت جسارتك وتداعت الفتوة. تلعثم اللسان الناطق الفصيح !.
أتذكر كيف أجلست جُثتك العظيمة بلا حِراك ، وظهرت أنا للعلن أول ظهور فاقع لي في دُنياك . تحدثت أنا إنابة عنك إلى المحبوبة الأولى.. لقد كُنت أمام من أحببت أول مرة طفلاً وديعاً غارقاً في الدهشة .
علت البراءة وجهك ووجهي . تطلعت لقُرص الوجه الصبوح . العينان قاتلتي وقاتِلتَك . ُيكشِفان عريي أمام الدُنيا .
أنا الذي كثَّف لك حلاوة الدُنيا في امرأة صغيرة وقفت في وجهك ذات صُدفة !
زال عنكَ الجاه والسلطان ، وأصبحت كورق الورد ترقبه شمس النهار و يُحركه النسيم .
وكما تقول أنتَ دوماً : سنواصل
23/03/2006 م
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الشقليني ; 23-03-2006 الساعة 05:32 PM.
|