وشيء فشيء.. راحت اسطورة الفتى حكيم ورسالته المقدسة تخفت وتبهت
ولم تعد تتناقلها الاجيال بذات الشغف واصبح منظره على الضفة أمر مألوف كمنظر الشمس والقمر والنهر ذاته
ولم يعد يثير الدهشة ولا الاهتمام فقد بدا وكأنه شيء مسلم به ككل تفاصيل الحياة التي تمضي دون ان نهتم لها
او نفكر في حقيقتها واسبابها ومدى اهميتها
وشيء فشيء .. تبدلت أحوال الجهة المسؤولة عنه وتبدل المفوضين فيها الى أشخاص لا يقدرون اهمية ما يفعله
على الضفاف .. وتلاشى الدعم المقدم من الناس وحل مكانه مخصصات من خزينة المدينة راحت تتضاءل
كل يوم حتى اصبحت مجرد اسم لا يسمن ولا يغني من جوع ووجد الفتى المرسل نفسه بعيدا منعزلا عن الناس و العمران
يقضي ايام طوال بلا زاد او انيس .. يعصف به البرد والجوع والمرض وليس هناك من يهتم لامره او يقضي حوائجه ..
اهترء ماعونه وامتلاء بالثقوب ولم يجد من يبدله له او يعينه على ترميمة واصلاحه ,,,
والأسوأ من ذلك انه ومع ذلك التقدم الملحوظ تم ردم الضفاف لتوسيع رقعة العمران اميالا كثيره,, فازداد كلي محيطها عظما
فتضاعف عليه العمل ... وتضاعف جوعه ورهقة وبؤسه تبعا
وبهذا اصبح منسوب المياة يعلو يوما بعد يوم ..حتى غمر الشوارع و المباني القريبة من النهر ...
فاستجاب الاثرياء لتلك الظاهرة بأن امنو منازلهم بصرف الكثير من الاموال في بناء الاسوار الشاهقة وردم الماء وحفر القنوات
بينما وقف الفقراء عاجزين امام الطوفان المقبل ,,,, فتناقلت وسائل الاعلام اخبار حزينة متفرقة عن حالات غرق لطفل
كان يلعب في منطقة قرب النهر ..او شيخ كان في طريقه الىمسكنه بعد الفجر .. او نسوه كن يتنزهن على الضفاف
وكذالك تتباعت انباء الخسائر الفادحة الذي تكبدها اصحاب المنازل و المصانع القريبة للضفة بسبب الماء..الفائض ..
|