[size=5]العزيز غيداء...
انت تربكيننى..وتكسرين بهذا التتشكل الفريد..كل استار الحواجز...وتعبرين كل الاسوار وتدكين كل الحصون..وانت تنثرين كل تلك المشاهد والرؤى فى تلاحق وتسابق وتواتر وتوزيع فريد..فلا استطيع ان ان اعبر فكل المعابير تتدفق وتمتلىء بابداع الحروف وقوام التشكيل وتعدد وصف المفردات..وتوزيع كل الالوان فى انسجام الاختلاط..لتعطى اللوحة كل الرونق الجذاب..وتتيح للفكر واللخيال امتطاء كل ذلك الزمن الاستغراء ..وتبح معايير العبور لانتقال الرحل الرحيل...
انت قد الجمتى قدراتى فى ان تشيد وتستبين وتخترق .بكل هذا الكم التسلسل والابداع والاتساق..
وكانى اركض فى خبل الجنون اتحلق واتعلق واتشابا فى طراد الطراد..وانا اسرع مثل تسابيح الصباح .وعيناى تشهق اصطفاق الموج عند الارتطام...انا فى تلك اللحظه مشوش الفكره الاقتناع...وخبب الهروله يجتاحنى..وفى مضيق الانزلاق اسمع وقع حوافر الخيل وهى تركض من مدار القلب على مضمار تمدد ذلك الاشتياق الدمع..فاتمنى الرحيل على غمامات السحاب كى ابلغ اسوار تلك المدينه..وتمنعنى اسوار الجدران من الاختراق فالابواب موصدة.ورفعت ارصفة العبور..وحال الخندق العميق من ان تعبر تلك الخيول فالهوة اتساع مترامى....حيز من تباعد وفراق...
لتظل هياكل الرؤيا فى رحم الاحساس قوائم ....لن تهزم..ولن تنكسر...فالزمن ضنين فى علاج نزف الجراح ..او بقايا صديد مترسب ..لا زال يخلف اذى محاق....فالرعشة هى اصابة .تتوجب العلاج...لكنها تبقى فىدياجيرعمق الهاجس مثخنة بوخز الجراح..ليبقى مسيل الدمعه هو الحزن السائل ينسكب ليشكو بقهر الدموع ما يخلفه عمق الجراح..ما اقسى حالات ذلك الانكسار حين تختلط وترتبك فى الاعماق تفاصيل الصوره وهى تتداعا وتسقط وتتبعثر قطعا متناثره..ليبقى محجل اللحون..تلك الصبابه الحزن,,فى ارجاء منهك لتفاصيل الرؤيا ..ليتنزل الضباب وغمام الستر ليغشى الملامح ويغير جزئية المشهد لكن يبقى التراكم عمق الذات هو ذلك النواح الدمع....
العزيزه غيداء..
ليت الدمع وحده يستطيع ان يغسل تراكم جبال الاحزان....فالشجون وليلها اكبر من كل غسيل وازاله ونسيان..لتجتمع كل المشاهد فى ليل افق الذكرى وتتركب تشكيل من لوحه..ستبقى بكل ما فيها ومن فيها..
العزيزه غيداء..
لك المنى والجمال..ربما اكون قد سرحت فى زمن اشجانى..فاذيت جمال الصوره التى رسمتيها بابداعك الفذ...
وتشكيلك التفرد والجمال..غوص فى اعماق نازفه يخرج دررا من لؤلؤ وعقيق..,زوانا ادلق اخر قنديل وذبابة الشمع فيه يحترق ويتراقص الضىء..فيه قيد الرؤيا يتصارع.على حزن الدمع الراحل بلا ميعاد..هل سيظل النهر يرسل خرير الماء..كما كانت قبل الميعاد
|