:: كــاتب نشــط::
|
الاخت ام راشد لكى التحيه هذا جزء من موضوع كتبته عند وفاة الفريق على صديق الذى كان على راس الامن فى ايام نميرى . وسأواصل واعطيك بقيه القصه التى بدأت منذ كورس اللغه , واظن ان لى القدح المعلى فى سبب اعتقالى وطردى من تشسلوفاكيا .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فعندما حضر النميرى الى براغ فى صيف 1970 مصحوباً بوفد ضخم من الوزراء والصحفيين والحرس والمريدين . كان الفريق رحمه الله عليه على صديق معه . كما كان معه الشهيد جوزيف قرنق وزير شئون الجنوب وقتها . الاستاذ فاروق ابو عيسى كوزير للخارجيه . احمد سليمان الذى كان فى طريقه ليتقلد منصب سفير السودان فى الاتحاد السوفيتى , خالد حسن عباس عضو مجلس قياده الثوره وآخرين .
وقتها كان السفير فى براغ هو مصطفى مدنى ابشر شقيق زوجه فاروق ابو عيسى والذى صار وزيراً للداخليه فى ايام نميرى . وهو متزوج بابنه الدبلوماسى العالم الكاتب جمال محمد احمد . وكان القنصل قمر الانبياء رحمه الله عليه الذى توفى فى حادث سير فى بولندا . والسكرتير كان الشاعر محمد المكى متعه الله بالصحه , والذى صار صهراً فيما بعد لمصطفى مدنى ابشر .
براغ وقتها كانت تعج بالسودانيين من مبعوثين وسياسيين فلقد كانت باريس الشرق . وكان المناضل ابراهيم ذكريا سكرتيراً عاماً لاتحاد النقابات العالمى . وهو زميل الشهيد الشفيع وقاسم امين وعبد القادر سالم وسلام والقرشى وكل عظماء مدرسه الصنائع فى عطبره , كما كان المناضل قاسم امين يسكن فى براغ وقتها . وجامعات ومعاهد براغ كانت تغص بالمبعوثين من الاذاعه والتلفزيون , وزاره الماليه , وزاره التجاره ,والتعاونيات , وجامعه الخرطوم والمعهد الفنى . ويأتيها شيخ الامين ممثل مزارعى الجزيره ووزير الصحه فى حكومه اكتوبر . وكل قطاعات المجتمع السودانى .
كنت انا وقتها اسبح عكس التيار . وكنت انادى بمناصره نضال جنوب السودان وحق تقرير المصير . كما كنت اثير كثيراً من المشاكل السياسيه فى معهد اللغه وفى الجامعه . وكنت اعترض على اقحام اسم الاتحاد السوفيتى فى كل صفحه فى القانون الدولى وكنت اقول ان الاتحاد السوفيتى دوله من مائه وخمسين دوله وان الاتحاد السوفيتى قد تكون قبل خمسين سنه والقوانين العالميه ترجع الى الدوله الرومانيه واليونانيه , حتى الدوله البابليه . ووقفت فى مؤتمر طلابى وطالبت بادانه التدخل الروسى فى تشسلوفاكيا والدبابات لم تزل فى الشارع . والقضاء على حكومه الاكساندر دوبشك ومطالبته بالحريات . كما لم اخلو من بعض العناد والاندفاع .
وعندما اصطدمنا بالطلبه الشيك فى عده معارك . قررت الجامعه نقل كل الطلاب الاجانب الى داخليه واحده مشتركه بعيداً عن المجمع الجامعى . ولاول مره بعد الحرب العالميه الثانيه قدنا مظاهره مكونه من الطلبه الاجانب متجهه نحو القصر الجمهورى . كما قمنا باعتصام فى مكتب عميد الكليه المرهوب الرفيق اسفيراك . وانتهى الامر بطردى واعتقالى ومضايقات من الشرطه . ورفض مفتش البوليس يوسف المسئول من الاجانب اعطائى جوازى لاغادر تشسلوفاكيا . وبما اننى كنت ادرس على حسابى . فلقد رفض البنك صرف فلوسى لعده شهور . بدعوه ان الحساب باسم محمد على شوقى ابراهيم بدرى والاسم المدون فى الجواز والبطاقه الشخصيه هو شوقى ابراهيم بدرى هذا بعد سته سنوات من المعامله مع البنك .
وعندما طالبت من الملحق الثقافى الاستاذ عثمان محجوب عثمان ان يساعدنى كانت سكرتيرته تزعم انه غير موجود . وتواجد حضور ابن عمتى الاستاذ ابراهيم مجدوب مالك والذى تربطه صداقه بالسفير مصطفى مدنى فنحن جيران فى الحى . والعم مدنى ابشر من جلساء واصدقاء والدى . الغريبه ان السفير مصطفى مدنى اخبر ابراهيم مالك بأن المشكله اكبر من مضايقات البنك والطرد ..... الخ لاننى متهم باننى عميل للسى أى ايه .
ولم يكلف السيد السفير / الوزير نفسه بمحاوله الدفاع عنى او مساعدتى ولقد كنت مخطئاً فى ان اتوقع مساعده من رجل نسب قصيده نزار قبانى ( مات ابى ) لنفسه . ولقد قرأها فى تأبين بابكر بدرى سنه 1954 ونشرت فى كتاب تأبين بابكر بدرى كقصيده للسيد السفير . ونزار قبانى لم يكن معروفاً الا للقليلين وقتها فى السودان .
وبعد مكالمه تلفونيه مع السكرتيره فى السفاره عرفت بان السيد الملحق الثقافى غير موجود . وعندما اقتحمت مكتبه بعد خمسه دقائق ارتفع صوتى فأتى السيد السفير مستفسراً , وانتهى الامر بمواجهه وطلبت ان اعطى شهاده لا ازال احتفظ بها تؤكد اننى نفس الشخص معنونه للبنك .
فى هذه الدوامه ذكر الامر للفريق رحمه الله عليه على صديق . فقال على رؤوس الاشهاد ... الولد ده تدونى ليه اشيلو حسه دى فى طيارتى دى على كوبر طوالى .
الا اننى تمكنت من مغادره تشسلوفاكيا ودخلت السويد بدون فيزا . ثم تحصلت على فيزه دخول بعد ان انضممت لجامعه لوند وتحصلت على شهاده بنك من السودان ثم تحصلت على اقامه واذن عمل وعملت لمده سنتين كحمال فى ميناء مالمو . وفى بعض الاحيان كنت اتذكر الفريق على صديق الذى كان ضابطاً فى الامن وقريباً من نميرى . وكنت افكر ما هو مصيرى او مسار حياتى . اذا لم يوضع اسمى فى القائمه السوداء فى السودان . ؟؟
لقد قال المربى محمد توم التجانى وهو صديق لاخى كمال ابراهيم بدرى . ( اخوك شوقى جابو اسمو فى القائمه السوداء محظور قالوا بيدعو لاستقلال الجنوب . اخوك ده مالو مع العبيد ديل . ) .
لقد فكرت كثيراً فى الفريق على صديق وبين جوالات الاسمنت وبالات القطن وبراميل عصير البرتقال المثلج كنت افكر فى السودان واتذكر رجل الامن على صديق . وكثيراً ما احس بأنه قد اسدى الى خدمه خاصه عندما انظر الى ابنائى وبناتى . انا احب السودان . ولست من النوع الذى يمكن ان يتفرنج . لم اتذوق الخمر الى الآن ولم ادخن . لا اذهب الى الباليه او احب الاوبرا ولا امارس الدبلوماسيه ولا استطيع ان انافق حتى اذا اردت . اذا انا فى المكان الخطاء . لمدة سبعه وثلاثين سنه فكرت فى كل هذه الاحداث وتذكرت على صديق وكنت اقول لنفسى . هل كنت سأكون رجل اعمال فى السودان او سائق شاحنه . او صاحب فراشه او موظف . جالساً فى حوش كبير اراقب احفادى فى امدرمان ام هل كنت سأكون الآن ميتاً فلقد ذهب الكثير من ذملاء الصبا .
هل كانت حياتى ستكون مختلفه اذا لم يأت الفريق على صديق الى براغ ؟ . هل فكر فى على صديق مره , ام كنت انا احد الارقام التى مرت عليه فى عمله ؟ .
لقد كانت والدتى تتألم عندما عرفت اننى لا يمكن ان ارجع الى السودان فى سنين مايو الاولى , كما تألمت عندما ذكر لها بعض النساء باستخفاف بان ابنها قد صار عتالى فى السويد , فقالت قصيده قصيره مرتجله اذكر منها ..
مالو شوقى ما راجل دخل مينا
وما مده ايدو وقال لراجل ادينا
شوقى ....
|