فى قمة شعوري !!! النور يوسف

Camera .. ZOOM !!! معتصم الطاهر

حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ الكِتَابَة !!! عبد الله جعفر

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-2009, 01:58 PM   #[1]
دفع الله حماد حسين
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي دفع الله حماد حسين

[align=center]
" صباحية عامل تنظيف: للشاعر أسامة الخواض"

"وكلما آخيت عاصمة رمتنى بالحقيبة"
محمود درويش
وقبل أن ترمى تلك العاصمة الشاعر محمود درويش بالحقيبة كانت بالنسبة له المحطة الأخيرة " بيروت خيمتنا الأخيرة" ولكنها الآن تفتح زراعيها لتحتضن الغازى المحتل:

" أرى مدنا تتوج فاتحيها
تصدر المقاتلين كى تستورد الويسكى"

كان درويش يتوق إلى ان تصبح بيروت الخيمة الأخيرة للفارس المتعب والذى كانت تتقاذفه المنافى.
إن العواصم لاتستقر على حال ولا الشاعر على إستعداد لكى يبدل جلده كما تفعل الحرباء، فالإنسان المسافر فى داخل الفنان يهجس دائما بالرحيل حتى لو توفرت له كل أسباب الدعة فيظل هاجس السفر يقض مضجعه ويلح عليه أن أحمل عصا الترحال حيث إرتياد العوالم الجديدة لإستكناه ماوراء هذه العوالم وقد حاول شاعر السودان التيجانى يوسف بشير فى الثلاثينات من القرن الماضى السفر إلى ارض الكنانة للإستزادة المعرفية ولكن ضيق ذات اليد قد قعدت به عن بلوغ مبتغاه وعن تحقيق حلمه الثقافى المعرفى فقد كان يتوق إلى الوقوف على شاطىء المنبع ولما لم يتحقق حلمه ظل يردد متحسرا:
كلما أنكروا ثقافة مصر كنت من صنعها يراعا وفكرا
جئت فى حدها غرارا فحيا الله مستودع الثقافة مصرا
نضر الله وجهها فهى ما تز داد إلا بعدا على ويسرا


لكن " ليت السفائن لا تقاضى راكبيها عن سفار " كما يقول بدر شاكر السياب وهو طريح الفراش فى المشفى الأميرى بالكويت وهو يتطلع إلى الضفة الأخرى من الخليج حيث مراتع الصبا فى بلاد الرافدين أما هو

"غريب على الخليج"
ليت السفائن لا تقاضى راكبيها عن سفار
واحسرتاه فلن أعود إلى العراق
وهل يعود
من كانت تعوزه النقود؟ وكيف تدخر النقود
وأنت تأكل إذ تجوع؟ وأنت تنفق ما يجود
به الكرام على الطعام؟
لتبكين على العراق
فما لديك سوى الدموع
وسوى إنتظارك ، دون جدوى للرياح وللقلوع.

أما الإنسان المسافر داخل الشاعر أسامة الخواض فقد جاء فى زمن عولمة الأحزان والأحادية القطبية وشاءت الصدف أن تكون أولى محطاته بيروت وأن يلتحق بمبنى " الجفنور" كعامل نظافة ويشاكه فى العمل صديقه الفنان التشكيلى عمر دفع الله.
إذن لوحتنا الآن تضم فنانا وشاعرا يقومان بنظافة الفندق لإستقبال النزلاء من ذوى اليسار فى تلك المدينة التى إحتضنت فى السابق أرتالا من الشعراء والأدباء والفنانين والهمت العديد منهم والقائمة ستطول إذا ما حاولنا إستعراضها فقد كان ذلك قبل نشوب الحرب الأهلية اللبنانيةوقبل أن تهاجر المطابع إلى لارنكا فى قبرص وغيرها من الأماكن الآمنة . قبل ذلك كان الأدباء من كل الدول العربية يقصدون بيروت لطباعة أعمالهم الأدبية وللقاء النقاد والمترجمين . جاء أسامة الخواض إلى بيروت الجديدة التى غاب عنها وجهها القديم واندثر‘ فماذا وجد فى بيروت الشائهة:

فى بيروت
مستشفى وجامعة
ورافعة وخافضة
وقابضة وباسطة
وشوملة
وعولمة لأحزان الخليقة

رأس بيروت حيث يقع مستشفى الجامعة الامريكية ويفصل سارع "بلس" بين مبنى الجامعة الامريكية ومستشفاها , وعلى بعد أمتار قليلة فى موازاة شارع " بلس " يوجد شارع الحمراء الذى طبقت شهرته الآفاق والذى كانت مقاهيه ومطاعمه قبلة الشعراء والأدباء والفنانين فى ما مضى والذى توجد به القاعة الزجاجية حيث يقام معرض الكتاب السنوى والذى تتبارى دور النشر بعرض الجديد والقديم.
ومن بين معالم ذلك الشارع مبنى " البيكاديلى" حيث تصدح فيروز كل مساء حتى فى أيام الحرب كانت فيروز تعطر ذلك الشارع الخرافى ملهم الفنانين وقبلتهم ذلك الشارع الذى كان يستدرج الفنانين من اقطار الأرض إلى القدوم إلى بيروت قبل أن تتفجر الصراعات الطائفية والمذهبية وتحيل ذلك الشارع
غلى ركام وخرائب ينعب فوقه البوم حيث يفكر قاطن بيروت الشرقية كثيرا قبل عبور الخط الأخضر وكذلك قاطن بيروت الغربية ولما يقال الداخل مفقود والخرج مولود. يتم الخطف والتصفية الجسدية على الهوية بدم بارد
وقد راح ضحية تلك الفوضى العديد من المفكرين على راسهم العالم: حسين مروة صاحب موسوعة النزعات المادية فى الفلسفة العربية والإسلامية. دخل عليه مسلحون فأردوه قتيلا دون أن يرف لهم جفن.
مرّ الشاعر أسامة الخواض ببيروت وهى خارجة من من حرب أرهقتها وارقتها وتركت بصماتها على حياة البيروتيين على شكل نوب غائرة.
وطأت أرجل الشاعر بيروت وهى تشك فى كل طارق وتحمل الغرباء الوزر الأكبر فى ما ألم بها فما زالت المخلية البيروتية تختزن اصوات زخات الرصاص بين الفرق المتنافسة بين الأزقة والحوارى وهدير المدافع على الخط الأخضر الذى يفصل بيروت الغربية من بيروت الشرقية.
جاء الشاعر وقد تفرق اسلافه الشعراء فمنهم من غيبه الردى ومنهم من "رمته بالحقيبة" ومنهم من بقى على الأرصفة يجتر أحزانه. إذن فقد إنفض السامر وإنفرط العقد النضيد.
أقفرت مقاهى بيروت من البياتى وخليل حاوى
ونزار قبانى ودرويش والماغوط والفيتورى وادونيس ...الخ.
الشعر فى بيروت اليوم سلعة كاسدة لا أحد يحفى بها فى شارع الحمراء وما عليك يا أسامة الخواض إلا إنتظار الأسطورة الفينيقية – عنقاء تخرج من بين الرماد –وقد يعينك على الصمود فى وجه جفاف الحياة الرفيق الفنان فى زمن لايعرف " محبرة الألوان " هذا زمان سيادة فوهات البنادق ولترفع التحية – أن شئت – لشخصك:

صباح الخير لى
لأسامة الخواض فى هذيانه العدمى
لقرينه المشّاء فى نسيانه العدمى يبحث عن وطن
صباح الخير للإثنين
ينفصلان
يتحدان
يفترقان
فى لغز بهيم لا يُحد
ذلك المسمى بالأبد
صباح الخير "للجفنور " فى إيقاعه المترف
صباح الخير يا كيس القمامة
صاحبى
وملاطفى
ومؤانس
فى عزلتى
صباح الخير للمنفى.

ولأنك جئت بيروت فى هذا الزمن الردىء وما تحمله من شعر يُعد سلعة خاسرة ، ولن يرد عنك غائلة الجوع غير كيس القمامة فى منفاك وحتما سينأى بك عن ذل السؤال: " عولمة لأحزان الخليقة".
عولمة الأحزان تلوح فى الأفق ، تدق الأبواب ، هى جزء من الهموم اليومية للمثقف العضوى حيث يتم التصدى لها بمختلف الاشكال. هى بالطبع لاتقف مكتوفة الأيدى فترسانتها تدور.
جاء أسامة الخواض فى هذا الزمن العربى الردىء، زمن طغيان العولمة المؤمركة، جاء إلى سويسرة الشرق – بيروت – فوجدها أفرغ من فؤاد أم موسى ، خلت شوارعها ممن كان يثرى ساحاتها بالإبداع فى شتى فنون المعرفة حيث صارت فوهة البندقية هى اللغة السائدة وإن بدأت تنحسر عندما وطاتها أقدام الشاعر ‘ هو الآن يسير فى شوارعها لعله يجد قبسا أو يشتم رائحة مفردات السلاف التى علقت بشوارعها فى قديم الزمان . بيروت اليوم ما عادت بيروت التى حلم الشاعر بمعانقتها ومعانقة أنفاس أجداجه من الشعراء والذين لازالت أنفاسهم تتردد فى جنباتها:

أهاجر مثل أسلافى إلى حلم بعيد
أقتفى أنفاسهم
واحس بنبضهم على الصخر العنيد.

لقد ألم بالشاعر داء الترحال الذى كان ديدن اسلافه الذين حملوا مشاعل الثقافة العربية وافسلامية إلى مجاهل أفريقيا‘ وها هو اليوم يعود فى هجرة عكسية :

ولكننى أنا المشّاء البس جبة الزّهاد
أفتش عن يقين ضاع فى ترب البلاد
وعن بهاء ضاع من أيام عاد.

أسامة الخواض فى تجواله يبحث عن " اليقين " وعن " البهاء "، مرتديا جلباب زاهد وهو ليس كالشاعر الفرنسى " رامبو " الذى رمى ريشة الفنان وغادر بلاده إلى إثيوبيا وعدن وصمت عن كتابة الشعر ويتهمه البعض بأنه عمل فى تجارة الرقيق الأبيض أو بغيرها.
أسامة صاحب قضية فى جلباب زاهد يحمل الخرطوم بين حناياه وظلت الخرطوم هاجسه فى الحل والترحال‘ فى الصحو والمنام:

أنا لست رامبو كى أرى وطنى سرابا
ولكننى أنا المشّاء احمل وردتى الخرطوم من منفى إلى منفى
واصرخ، إنها الخرطوم، تركض فى مسامى
وإنتصارى وإنكسارى.

ويؤلمه أن تتحول الخرطوم المسالمة، ملتقى الثقافات العربية والإسلامية والأفريقية الزنجية التى صهرت كل تلك الثقافات فى بوتقة واحدة وانتجت إنسانا منسجما ومتسقا مع نفسه ومتفاعلا مع محيطه العربى والأفريقى . اما الآن بعد مجىء الإنكشاريون الجدد أصبحت الخرطوم موئلا يضج بالأفغان العرب . لقد فتح لهم الباب ليلجوا اليها عبر بوابات الإستثمار وغيره :

هذه الخرطوم ما خلقت لأفغان العرب
ما دهنت لتجار المنابر
ما زهت بجلافة الريفى والوعاظ
وما بسطت لتكديس السلاح.

ومن منفى إلى منفى تتناص مع أقوال كثير من الشعراء فذاكرة الشعر العربى مليئة ب / من منفى إلى منفى/ من مقهى إلى مقهى/ من مبغى إلى مبغى/من مشفى إلى مشفى/....الخ.
ونعنى بالتناص تولد النص من نصوص أخرى، أى تداخل النص مع نصوص أخرى أو إعادة إنتاج لنصوص أخرى، فقد ورد نص / من منفى إلى منفى/ لدى العديد من الشعراء ولامانع من إعادة إنتاجه لإحداث الزخم المطلوب فى اللوحة الشعرية,
وتبقى مدينة الخرطوم عند أسامة الخواض ك/جيكور/ عند شاعر العراق بدر شاكر السياب، ويحدث ذلك عندما يفقد الإنسان " دفء العشيرة فى بلاد تكاد تموت حيتانها من البرد" كما يقول الطيب صالح فى " موسم الهجرة إلى الشمال".

[/align]



دفع الله حماد حسين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2009, 02:56 PM   #[2]
ناصر يوسف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر يوسف
 
افتراضي

[align=justify]دفع الله حماد حسين

يا أخي حباب مثل هذا القلم هنا

وكفي

وما بين أسامه الخواض ودرويشنا

خيط رفيعٌ

يوهطُ فينا العواصم الآمنات

شكراً لك ومرحباً بك وكفي

فلربما آتيك في بعض الآتي من زمان

لأدون بحروفي صوب اتجاه هذه المخطوطة بوعي أكبر
[/align]



التوقيع:
ما بال أمتنا العبوس
قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس
زي الأم ما ظلت تعوس
يدها تفتش عن ملاليم الفلوس
والمال يمشيها الهويني
بين جلباب المجوس من التيوس النجوس
ناصر يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2009, 07:38 PM   #[3]
دفع الله حماد حسين
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي دفع الله حماد حسين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر يوسف مشاهدة المشاركة
[align=justify]دفع الله حماد حسين

يا أخي حباب مثل هذا القلم هنا

وكفي

وما بين أسامه الخواض ودرويشنا

خيط رفيعٌ

يوهطُ فينا العواصم الآمنات

شكراً لك ومرحباً بك وكفي

فلربما آتيك في بعض الآتي من زمان

لأدون بحروفي صوب اتجاه هذه المخطوطة بوعي أكبر
[/align]
الأخ ناصر يوسف

لك الشكر على إهتمامك بما نكتب عن قبيلة الشعراء
ألا توافقنى بأن التكنولوجيا خذلتنا فى تثبيت العنوان" صباحية عامل تنظيف لأسامة الخواض"
فهل من مساعدة " يا ابومروّة"



دفع الله حماد حسين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:04 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.