على تخوم عالم د. إشراقة حامد الشعرى
[align=center]على تخوم عالم د. إشراقة حامد الشعري
شكلت قصيدة النثر حضورا فى خارطة الشعر العربى رغم كثرة روادها فمنهم من إمتلك ناصيتها فأجادها ومنهم من مزج بينها وبين قصيدة التفيعيلة أو ما يعرف بالشعرالحر أو الحديث الذى يتصارع على أبوته العديد من شعراء العربية على راسهم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة.
االحداثة تعنى الثورة الدائمة أما شكل االكتابة الأدبية وخاصة فى الشعر فلا يهم كثيرا إذا ما كانت القصيدة عمودية موزونة ومقفاة ام كانت شعر تفعيلة أم كانت قصيدة نثر. المهم هو المحتوى وباب الحداثة يضم الكثير من عيون الشعر العربى الكلاسيكى القديم الموزون والمقفى مثلما يضم باب التقليد الكثير من قصائد شعر التفعيلة وقصيدة النثر.
هانذى أعترف
غريبة أنا في هذا العالم
أعترف
بان وميض عمري شاخ
وأحلامي لا تنبض
وقلبي أنهزم
د. إشراقة حامد :20002
تعترف الشاعرة هنا وتقدم صورة مبسطة لحالة الغربة والضياع يعيشها صاحب كل حس وجد نفسه فى هذه العوالم االتى أبسط ما تقود إلى حالة من العزلة عن المحيط الذى ألفه الإنسان.والتى أجبرت العديد من المبدعين على الخروج من االمدينة/ الوطن حتى يستطيعوا التنفس والتحليق فى بيئة لاتحد من حريتهم وتضع العراقيل أمام إبداعاتهم بما تضعه لهم من خطوط حمر إن تخطوها كان مصيرهم ما وراء الشمس.
و يظل السؤال قائما –هل تفعل الغربة فعلتها بتلك النفس الجياشة وهل يستطيع الأنسان ان يتنسم غيرغبير الهواء الذى ألفه – وغيرعبير مراتع الصبا الغر؟ ومن يمر بتلك التجربة لابد أن تنكسر فى داخله الدواة ويندلق حبرها ليروى فيافى الغربة الجرداء فتنبت جراحا يستطيل ظلها ويحجب ضوء الشموس حيث تكف الأحلام عن النبض وتشيخ النفس فى شرخ الشباب وينفذف الإنسان فى وهدة لا قرار لها ويظل يناضل من أجل الصعود إلى السطح ويظل كسيزيف يصعد بالصخرة وما يكاد يدرك القمة حتى تتدحرج الصخرة إلى السفح.
فمنذ أن رحلت نذرتنى مدينتي
للحزن
للتعب
مدينة تحتضن في أرصفتها الأطفال المشردين
وبائعات الشاي والفقراء
ومن يرحل يترك فراغا فى أمكنة مختلفة يملأه غيره. وفى اللحظة التى يسرج فيها خيول الغربة تسلمه الغربة إلى بؤس لانهائى وإن أعطته ما تبقى من فتات موائدها وتظل رياح العدم تملأ تلك الأشرعة بالهواء الغير نقى ويظل يحلم بالعودة الظافرة. وحين يسترجع اللحظات التى غادر فيها مدينته/ الوطن تنتصب أمامه خيام البؤس التى تعتصر المعدمين من اطفال الشوارع وسكان الكرتون وفى الطرف الآخر شوارع المنشية والقصر وغيرها من الأبناء والبنات الغير شرعيين كنتاج لنكاح غير شرعى بين السلطة والثروة.
ويظل البعض يناضل للأحتجاج بالكلمة على الوضع الغريب بينما يستسلم البعض لذلك الفتات ويعتبره غاية المنى وتتأرجح الفئة الثالثة كما يقول الفكر المعتزلى - بين المنزلتين.
لكنما الدفاتر القديمة حيث العزاء والعودة إلى الجذور لاهربا من الواقع ولكن البحث عن صفحة الفجر الجديد حيث العشق يندغم فى مسامات الحقيقة. هنا العشق يقتحم وينسرب فى كل المسامات ولا يقف خجولا يستجدى وتستخدم الشاعرة هنا مفردة شاعرية ذات ظلال أخاذة – يعاشقنى – هنا يستوى العشق ويلتحم العاشقن فى الفضاءات الممتدة اللانهائية . وكان هنا تحمل الأبدية مثلما تحمل لم يعد….
بذاكرة طفولتي أبعثر دفاتري القديمة
وأفتح صفحة الفجر
حين كان يعاشقنى في مسامات الحقيقة
هذا الفضاء كان ممتداً ومشرعاً لأبحر صوب عينيك ولا منتهى
هل الشوارع تحفظ الود لمن عبرها ذات يوم وهى تقذف كل يوم العديد من البشر وكل يحمل احلامه وآلامه. هنا لن تعاشق الشوارع من عبرها ويظل العشق فى إتجاه واحد – حوار طرشان- واليوم لا احد يعرف أحد فما عليك إلا أن تعترف بغربتك وتلجأ الى أوراقك والمحبرة لتنزف على الورق وكما يقول جيلى عبد الرحمن ( فيا لالوبتى الخضراء ما أشقى يجف النبع والذكرى لدى الإنسان).وعند د إشراقة/ حين لم تعرفنى مدينتى/ على الرغم من أنها حينما غادرت حملت معها الشوارع والأطفال المشردين والفقراء ضمن ما حملت من زاد للرحلة وكانت كل ما يهتاجها الحنين إلى الشوارع التى ذرعتها ذات يوم فى تلك المدينة / الوطن تبعثر الدفاتر القديمة علها تجد ما يشفى الغليل وبخفف من آلام الغربة.
غريبة أنا في هذا العالم
في غرفة طفولتي
في الشوارع التي تسكعنا وتظاهرنا بها
واحتضنتني بأحلامي وأحزاني
هدهدتني طفلة وحفزتني صبية
في ذات الشوارع حسيت غربتي
وضياعي حين لم تعرفني مدينتي
وحين تاهت عنى ملامحها الأليفة
تستخدم الشاعرة مفردة دارجة / فى ذات الشوارع حسيت غربتى/. بدلا عن أحسست. دعا الشاعر والناقد حمزة الملك طمبل إلى استعمال الكلمات العامية ذات الظلال الشاعرية واستخدمها التيجانى يوسف بشير فى قصيدته ( على قبر حبيب) عادة كسر القبر:
أأنت عوفيت ياجيوب وذلك قبر الحبيب يكسر. [/align]
|