تلخيص ...خريف البطريرك ..لغابريل غارسيا ماركيز

[قرقاش]

[justify] الروايه [justify]هى فى المقام الاول سياسيه بطريقه خطيره ورهيبه فهى تحكى عن طاغيه ظلم شعبه كثيرا ولكن الاهم من ذلك انها تحكى لنا وتعرفنا ( كيف يتفرعن الفرعون ) وكيف يظهر الطاغيه فى حياه الناس وفى تاريخ الشعوب وكيف يعيش حياته وهو يمتص فى دماء الناس وكيف يخدع ويخدع ويخدع الناس كل الناس وكيف ينتقم من من يعتقد انهم اعداءه وكيف يغلف كل مافعله من انتقام وتعذيب وسرقه واغتصاب ونهب وجرائم بان ذلك كله لصالح الوطن ومن اجل الوطن ..ففى النهايه تكون هناك قناعه للطاغيه بانه هو الوطن هو فقط ولااحد سواه الى حد انه يهتف ( عاش انا ) او ان الشعب خائن ..
قد تكون هناك الكثير من المحاذير فى انزال بوست لهذه الروايه فى المنتدى وقد لاتكون .. لااعلم..ولكن ما اعلمه انه قد صدر امر بعدم انزال اى كتاب كاملا فى بوست بمفرده .. وانا ادافع عم هذا البوست واقول ان هذا البوست هو تلخيص للروايه ومن الممكن ان يفتح فيه بابا للنقاش .. و انا اتمنى من كل قلبى ان يقراء هذ الروايه اكبر عدد من ابناء بلادى فقد عشنا نحن مثل ذلك الظلم... وعشنا عصر الطاغيه الخاص بنا ... مثل الذى فى الروايه ويقينى انه من خلال القراءه سيتسطيع الكثير الناس اكتشاف اوجهه التشابه الكثيره بين الطواغيت برغم اختلاف المكان والزمان ..سيرى الناس فى ابطال الروايه .. نميرى ومنقستو والسادات وصدام وكثيرون كثيرون واتمنى ان يكون فى النشر واشاعه المعرفه بين الناس مايمكن ان يقيم سدا بيننا وبين اى طاغيه او مشروع طاغيه اخر قادم فى تاريخنا
نواصل....[/justify][/justify]

[قرقاش]

[justify](((ذلك اليوم التاريخى)))
انقضت الصقور على شرفات القصر الرئاسى خلال نهايه الاسبوع فحطمت شباك النوافذ المعدنيه بضربات مناقيرها وحركت الزمن الراكد فى الداخل برفيف اجنحتها ومع بزوغ فجر شمس يوم الاثنين التاريخى استيقظت المدينه من سبات قرون عديده على نسمه رقيقه دافئه عندئذ فقط تجراءنا على الدخول دون مناطحه الجدران الحصينه... كما كان يرى اكثرنا اقداما ... ودون خلع المدخل الرئيسى كما اقترح اخرون اذ ان دفعه واحده كانت كاقيه لخلع الابواب الثقيله المصفحه عن مفاصلها لقد خيل الينا اننا ندخل اجواء عصر اخر اذ ان الهواء كان اكثر خفه فى الداخل فى مستقعات انقاض هذا العرين الرحب للسلطه شاهدنا مركز الحراسه تعمه الفوضى بعد هروب الحرس الرئاسى وشاهدنا الاسلحه المهجوره فى الخزائن كما شاهدنا طاوله خشب الابنوس الطوبله مع صحون فيها بقايا الاكل من غداء يوم الاحد الذى قطعه الذعر شاهدنا فى المؤخره الاسطبل وقد غدا مرابا للعربات وشاهدنا السياره الالمانيه التى كانت لاتسير الاوضجيج السارينات يسبقها ليفسح لها الطريق وشاهدنا عربه نقل الموتى اثر التطوير فى عمليات التاديب التى كان يحتاجها بعض المعارضون وشاهدنا سياره الليموزين التى تبدو كمن يسير فى نومه كلها كانت فى حاله جيده ومطليه بالوان العلم الوطنى لم نكن بحاجه الى خلع المدخل كما كنا ننوى فقد بدت البوابه الرئسيه وكانها تفتح بقوه ضغط الصوت فقط الامر الذى مكننا من الصعود الى الطابق الاول عبر السلم الحجرى ومن بهو الدخول وحتى غرف النوم الخاصه شاهدنا المكاتب والقاعات الرسميه شاهدنا لوحات بطوليه لقديسين وعسكريين ملقاه على الارض بين الاثاث المحطم شاهدنا قاعه الموسيقى وطاولات لعبه الدومينو محطمه شاهدنا اقفاص للطيور معلقه فى كل مكان وشاهدنا عبر النوافذ العديده المدينه وهى تتبدو كوحش قابعا فى براءه يوم الاثنين التاريخى الذى كان قد بداءت تعيشه حينئذ دفعنا بابا جانيا لينفتح على مكتب مخفى فى الجدار وهناك رائناه هو ببدلته العسكريه الخاليه من النياشين والشارات ولفافات ساقيه ومهمازه الذهبى على الكاحل الايسر كان اكبر سنا من كل الرجال ومن كل الحيوانات القديمه فى الارض وفى الماء .. كان ممدا على الارض وساعده الايمن منثنيا تحت راسه على هيئه وساده مثلما تعود ان ينام ليله اثر ليله كل ليالى حياه الطويله كطاغيه متوحد وعندما قلبناه لنرى وجهه ادركنا ان من المستحيل علينا التعرف عليه حتى وان لم تكن العقبان قد نقرت وجهه ذلك لان احدا منا لم يسبق له ان راءه قط رغم ان صورته كانت مرسومه على وجهه العمله وقفاها وعلى طوابع البريد .. وشهادات نقاوه الدم... وعلى احزمه الفتق.. وعلى واجهه كراسات الاطفال فى المدارس .. ورغم ان تمثاله المنحوت من الصخر مع شعار الوطن التنين والعلم الوطنى متقاطعين عند صدره كانت معروضه فى كل مكان وكل زاويه من انحاء الوطن وفى كل ساعه لقد كنا نعلم بانها لم تكن سوى نسخ منسوخه عن نسخ لرسوم سبق وان اعتبرت مشوهه عندما كان اباءنا يعرفون من يكون لانهم استمعوا الى روايات من ابائهم تماما كما سمع ابائهم عن ابائهم فعودونا منذ الطفوله على الاعتقاد بانه حى هناك فى بيت السلطه لان احدهم راى مصابيح النور المركز تضاءه ذات ليله من ليالى الحفلات ورغم ذلك كنا نعرف حق المعرفه انه هناك فعلا لان العالم كان يتواصل وان الحياه كانت تتواصل والبريد كان يصل .. وجوقه البلديه كانت لاتزال تعزف كل سبت مجموعه الفالس الساذجه فى ساحه الاسلحه وفى السنوات الاخيره عندما لم نعد نسمع لا اصوات بشريه ولاتغاريد عصافير واوصدت الابواب المصفحه الى الابد علمنا ان ثمه احد فى القصر الرئاسى اذ كنا نرى خلال اليل انوارا تشبه انورا الملاحه عبر النوافذ المطله على البحر حتى فجر يوم الجمعه من الاسبوع الماضى عندما بداءت اولى طيور العقبان تصل وترتفع من افاريز ملجاء العجزه الفقراء حيث تغفوء من الازل كانت تقبل من الداخل وتصل اسرابا متتاليه من اخر افق بحر الغبار هناك حيث سبق للبحر ان قام وظلت تحوم يوما كاملا فى دوائر بطيئه فوق بيت السلطه حتى اللحظه التى اصدر فيها ملك ذو اكليل وعرف احمر امرا خفيا فبداءت فرقعه الزجاج المحطم ونهايه ذلك الميت العظيم فذلك الولوج والخروج للعقبان من النوافذ كان امر لايمكن ان يحدث الا فى بيت لاسطوه فيه ولانفوذ مما شجعنا على الدخول بدورنا غير اننا وحتى تلك اللحظه لم نجروء على الاعتقاد فى موته اذ كانت هذه هى المره الثانيه الى يكتشف فيها فى مكتبه على هذا الشكل وحيدا مرتديا ثيابه ميت ظاهريا ميته طبيعيه خلال نومه [/justify]

[سمراء]

خريف البطريق من امتع الروايات لماركيز ،،،
اتابع معاك ياقرقاش

[قرقاش]

شكرا كتير ياسمراء ...دايما تجبرى خاطرنا ..الله يجبر خاطرك يارب ..

[قرقاش]

اول مره كانت مع بدء خريفه وكان الشعب لايزال على قدر كاف من الحيويه يجعله يحس بتهديد الاغتيال له حتى فى غرفه معزوله ومع ان الامر كذلك الا ان هذا لم يمنعه من الحكم كما لو ان قدره كان فى عدم الموت ابدا وذلك لان القصر لم يكن يشبه قصرا رئاسيا بقدر ماكان سوقا ينبغى فيه شق طريق مابين الجنود وجماهير حفاه كانوا يضعون سلال الخضار وصناديق الدواجن فى اروقه القصر مع وجود نساء ثرثرات مع اطفالهم وكانوا جميعهم ينامون منكبين على درجات السلالم فى انتظار معجزه الاحسان الرسمى كل ذلك كان مختلطا باحتجاجات الموظفين الدائمين الذين كانوا يجدون دائما من يضع لهم الرشاوى فى ادراج مكاتبهم دون ان يدرك احد من كان مع من و لا من كان اتيا من قبل من فى ذلك القصر المشرع الابواب حيث الفوضى الخارقه تمنع من تحديد مقر الحكومه اما سيد المكان فلم يكن يشارك فى هذا العيد الشعبى الحزين وحسب بل كان يحرض عليه ويقوده فما ان تضاء مصابيح حجرته حتى تعلو نوبه الصباح من الحراسه الرئاسيه قبل صياح الديكه كى تبلغ بدورها ثكنه (ديل كوندى ) المجاوره بالنهار الجديد وهذه بدورها تكرر التبليغ بدورها الى قاعده ( سان خيرونيمو) ومنها الى قلعه الميناء التى تكررها للنوبات الست المتعاقبه التى توقظ المدينه اولا ثم البلاد باجمعها ومنذ ان استطاع الوصول الى السلطه كان يوميا يراقب حلب الابقار فى الاسطبل ويقدر بيد كميه الحليب التى يتوجب ان تنقلها العربات الرئاسيه الثلاثه لتوزيعها على ثكنات المدينه وبعد الحاديه عشر كان يتوصل الى السيطره على انفعالاته الخاصه فى بدايه الصباح ليجابه مصادفات الواقع اما قديما وفى زمن احتلال المارينز فقد كان ينعزل فى مكتبه ليقررفى مصير الوطن مع قائد جنود الاحتلال ويوقع كل انواع القوانين والمراسيم بصما بابهامه لانه كان لايجيد القراءه ولا الكتابه ولكن بعد ان تركوه وحيدا مره اخرى مع وطنه وسلطته كف عن التبرم بالقوانين المكتوبه التى ليست سوى سخافات وشرع فى الحكم شخصيا بصوت حاد وفى كل زمان ومكان كاشفا عن هوس حاد بالجزيئات وعن حرص لايتصور مع من هو فى مثل عمره منزعجا من سياسين متعلمين ومتملقين بلاء حياء كانوا ينادون به ويرشحونه لان يكون قائدا اعلى للزلازل الارضيه والخسوف والكسوف والسنوات الكبيسه وقد كان يجرجر قدميه المفلطحتين فى كل انحاء القصر وهو يحاول ان يدير شوون الدوله و يحل مشاكل الخدم بنفس البساطه التى يامر بها قائلا انزعوا هذا الباب من هنا ...وضعوه هناك ... فيرفع الباب ويوضع حيث امر.. او يامر بانه اخرو ساعه الحائط عليها الا تعلن منتصف النهار فى منتصف النهار... بل فى الساعه الثانيه حى تبدو الحياه اطول ... وتؤخر الساعه وبدون تردد وبدون توقف …

[سمراء]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قرقاش
شكرا كتير ياسمراء ...دايما تجبرى خاطرنا ..الله يجبر خاطرك يارب ..

اللهم امين وخاطرك برضو قرقاش ....
بس دى الحقيقه والله
الرواية دى مميزة جدا لماركيز ..تقريبا اسميها زبدة الفكر الماركيزى
لانها دسمة ومليانه ابداع وفكر....
واصل انا اتابع القراءة بصورة جيدة معاك

[قرقاش]

سمراء ..شكرا للمرور واسف للتاخير ..
لاادرى ان كنتى قدج انتبهتى الى هذه الجمله العميقه فى المعنى فى سياق الروايه تقول الجمله ..(( لم نكن بحاجه الى خلع المدخل كما كنا ننوى فقد بدت البوابه الرئسيه وكانها تفتح بقوه ضغط الصوت فقط ))
المظاهرات فى امريكا الجنوبيه ..يخرج اليها لناس وهم حاملين ..الطناجر والصوانى والكمش وكل ما من شانه ان يصدر اصوات عاليه ..ويطرقون عليها وهم يتظاهرون ...
ولوسالتى نفسك ..اى سلاح كان يملكه الذين جعلوا من اكتوبر ثوره .. وماذا كان لدى اولئك الذين جعلوا من ابريل ثوره ..او اولئك الذين ازالوا شاوشيسكو اوالذين ازاحوا شاه ايران ..لاتجدى الا انهم كانوا يملكون حلاقيم فقط ...وقائد ذو عرف احمر ..
يالقوه الصوت ..سلاح رهيب ..عند الحرب ..
وسلاح رهيب يغزو النفس ايضا كموسيقى وكلمات جميله ...

[قرقاش]

((( نسخه اخرى من صاحب الجلاله …)))
وجاء الخبر .. ياصاحب الجلاله مركبه رئاسيه مزوره تزور قرى الهنود الحمر وتعقد الصفقات التجاريه الرابحه نيابه عنك وخلف المركبه هناك ضابطان مزيفان على فرسيهما يجنيان ثمن النعمه والبركات ذهبا صافيا تصور ياصاحب الجلاله اى انتهاك للحرمات هذا .. اما هو فلم يصدر اى امر ضد المحتال ولم يطلب سوى الاتيان بهدا الشبيه المزور خفيه الى القصر ويجب ان يكون راسه مغطى بكيس من القنب لتفادى اى التباس... وكم شعر بنفسه مهانا... عندما اكتشف انه امام صورته تماما ونظيره فى كل شى .. سحقا هذا الرجل هو انا.. قال
وفى الواقع قد كان الشبه الى حد الالتباس هذا باستثناء نبره فى الصوت وهى الميزه التى لاينجح الاخر فى تقليدها البته ورغم ذلك لم يامر باعدامه بالرصاص فورا بل احتفظ به كشخص يظهر بدلا عنه فى الاماكن التى من المحتمل ان تكون فيها خطوره عل حياته ومنذ ذلك التعين تعرض شبيهه ( باتريسيو اراغونيس ) الى ست محاولات اغتيال لم تترك فيه اثرا بل انه تعلم عاده صاحب الجلاله فى جر قدميه المفلطحتين بفعل عده ضربات من المطرقه وتعلم عاده خلع واعاده المهماز الذهبى ويالها من خدعه... ذلك الثرثار السعبد الذى كان فيما مضى نافخا للزجاج عند ابيه صانع الرجاج صار الان حين يمثل بديل لصاحب الجلاله يكون رجلا متاملا نكد المزاج لايهتم بما يقال له وانما يتقصى ظلال العيون لسبر مالا يقال ولم يكن يجيب على سوال قط قبل ان يسال وانت مارائك..؟ الرجل المرح الخاص اصبح نشيطا الى حد الانهاك ومشاء ليس يكل وشديد البخل وايضا طماع وتخلى عن كل ميوله الوراثيه كان يجابه اخطر مخاطر السلطه ويضع احجار الاساس فى الاماكن التى لن يوضع فيها حجر ثانى ويقطع شرائط التدشين فى اراضى معاديه وذلك لانه رضى للابد ان يكون و ان يعيش قدرا ليس قدره وهو امر قام به ليس طمعا او اقتناعا به وانما لان فيه ضمان لحياته وحظوه العيش مثل الملوك دون ان يتحمل افه ان يكون كذلك..
وهكذا اصبح ( باتريسيو اراغونيس ) رجل السلطه الاول الرجل المحبوب اكثر وربما المهاب اكثر وهكذا تفرغ صاحب الجلاله الحقيقى كى يهتم اكثر بقواته المسلحه وكما كان تماما فى بدايه عهده ليس لان القوات المسلحه كانت دعامه نظامه كما كنا نعتقد وانما بالعكس لانها كانت عدوه الطبيعى الاكثر خطوره عليه لذلك كان يحمل الضباط على الاعتقاد بان ضباطا اخرين يراقبونهم كان يبعث البلبله فيما بينهم ليمنعهم من التامر كان يمد الثكنات بثمان رصاصات فاسده من كل عشره رصاصات وكان يحتفظ بالرصاصات الجيده فى متناول يده مقفلا عليها بمفاتيح تظل معلقه فى حماله مفاتيحه التى لا نسخه لها والخاصه بالابواب التى لايمكن لغيره ان يفتحها وعندما يفعل ذلك يكون فى حمايه الظل الهادى الذى سبق لصاحب الجلاله ان وصفه قائلا .. شريكى مدى الحياه رودريغو دى اغيلار المدفعجى الخبير وخريج الاكاديميه والذى كان ايضا وزيرا للدفاع وقائد حرس القصر ومدير مخابرات الدوله وواحد من الناس النادرين المسموح لهم بالتغلب على صاحب الجلاله فى لعبه الدومينو فلقد سبق له ان فقد ساعده الايمن حين كان يحاول ابطال مفعول عبوه من الديناميت وضعت فى طريق مرور سياره الرئاسه فى محاوله فاشله لاغتيال صاحب الجلاله كان صاحب الجلاله يشعر بالاطمئنان بفضل حمايه الجنرال رودريغو دى اغيلار وارشاد باتريسيو اراغونيس بحيث صار يكثر من الظهور كل يوم ويتجراء على النزهه فى المدينه بصحبه مرافق واحد فى عربته القديمه الخاليه من الشعارات فيتامل عبر ستائرها كاتدرائيه الحجاره المذهبه والتى اعلن بمرسوم انها اجمل كاتدرائيه فى العالم ويرصد البيوت القديمه المبنيه من الحجر والاسمنت بقناطرها الاتيه من عصور نائمه ونباتات عباد الشمس المتجهه صوب البحر والشوارع المبلطه فى حى نواب الملوك بروائحها الغريبه والانسات الداكنات وهن يغزلن الدنتيلا بذوق متناه مابين اصص القرنفل وعناقيد الجهنميه المعرشه فى الشرفات المضاءه وكان يخترق متاهه السوق البابليه وموسيقاها القاتله وشعارات اليانصيب وعربات البائعين وكان يصل الى الميناء حيث الرصيف بالوانه الاسفنجيه وحيث بارجه المارينز القديمه وهى تبدو اكثر طولا واكثر عتمه من ذى قبل وشاهدته زنجيه المرفاء وهى تبتعد كى تفسح الطريق للسياره المجنونه فشعرت بانها اصيبت اصابه قاتله برؤيه شيخ كان يتامل المرفاء بالعينين الاشد حزنا فى العالم انه هو صرخت مرتاعه ( فيفا الماتشو) وهتفت( فيفا) صرخ الرجال النساء الاطفال الذين كانوا يهرعون ركضا من الخمارات والمطاعم الصينيه الحقيره كانوا يصرخون( فيفا ) وايضا صرخ اولئك الذين شكلوا بالخيل حاجزا واوقفوا السياره لمصافحه يد السلطه وكانت العمليه ذات فعاليه غير منتظره بحيث انه بالكاد تمكن من ابعاد يد مرافقه المسلحه فى الوقت الناسب وهو يؤنبه بصوت متوتر لاتكن احمق ايها الملازم دعهم يحبونى وظل شديد التحمس لاندفاعات المحبه تلك واندفاعات اخرى مشابهه فى تلك الايام الى حد ان الجنرال رودريغو دى اغيلار وجد صعوبه فى صرفه عن تلك الفكره اللعينه فكره الخروج فى نزهه فى عربه مكشوفه كى يتمكن رعايا الوطن من رؤبته اذ انه لم يشك فى تلقائيه اقتحامه الاول للميناء ان كان تلقائيا فعلا فان الاقتحامات الاخرى كانت منظمه من قبل اجهزته الامنيه بالذات حتى يجاروه بدون مخاطر وكانوا كثيرا مايقولون له احذر سيدى الجنرال الوطن بحاجه الى سيادتك فكان يجيب لامدعاه للهلع ايها الكولونيل فهولاء الناس يحبوننى كان صاحب الجلاله يتسلق الطرق الساحليه الصخريه فى عربته الرياسيه حتى يبلغ البيت المعلق فى ذروه المرتفع الصخرى وهناك كان يقضى فتره مابعد منتصف النهار فى لعبه الدومينو مع الديكتاتورين القدامى لبلدان اخرى من القاره كانوا يصفونهم سابقا فى اوطانهم بانهم اباء لاوطانهم وهم اليوم مخلوعى التيجان ولقد وفر لهم صاحب الجلاله الماوى طيله سنوات عديده ولقد بداوء يشبخون متحدثين مع انفسهم محتضرين وهم اموات اصلا فى بيت الطمانينه هذا الذى شيده من اجلهم ولقد استقبلهم جميعا وعلى نفس الصوره واحدا بعد الاخر اذ كانوا ياتون دائما فى الفجر مرتدين لباسهم العسكرى بالمقلوب وفوق ملابس النوم مع صنوق يحتوى على االاموال المنهوبه من الخزانه العامه لبلادهم وعلبه اوسمه و البوم صور تظهر كل واحد منهم اثناء الاستقبال الرسمى كما لو كان الامر يتعلق بتقديم اوراق اعتماد ويظل الواحد منهم يحكى بعد ذلك عن ذكريات صوره قائلا انظر ياصاحب الجلاله هذه صورتى انا لما كنت ملازم اول وهنا كان يوم التخرج وهنا كان يوم الاحتفال بالعيد الخامس ععشر لثورتنا التى كانت مظفره لولا خيانه الشعب لى اما صاحب الجلاله فكان يهبهم الجوء السياسى دون ادنى اهتمام او تمحيص فى وثائقهم لان بطاقه الهويه الوحيده لرئيس مخلوع يجب ان تكون برايه هى شهاده وفاته ..ثم انه يستمع باذدراء مماثل الى الخطبه القصيره المزيفه اتقبل حسن ضيافتكم الكريمه بينما يكون الشعب هناك فى البلاد التى جاء هاربا منها ناهبا ثروتها يطالب بمحاسبه المغتصب وهى الصياغه الابديه للاحتفالات التبجيليه الساذجه التى سمعها من قبل المغتصب الذى يدوره سمعها من قبل مغتصب المغتصب كما لو ان اولئك المغفلين لم يتعلموا بان الذى يسقط فى السياسه ينهار الى الابد كان يوؤيهم جميعا لمده شهور فى القصر الرئاسى ويجبرهم على لعب الدومينو حتى اخر فلس معهم اختطفوه من بلادهم ثم ياخذ الواحد منهم الى النافذه التى تطل على البحر ويقول له … انظر هناك الى ذلك البيت الضخم الذى يشبه عابره محيط جانحه فى ذروه الصخور حيث اهبك هناك غرفه حسنه التهويه وغذاء طيب ووقتا ممتعا وايضا متسعا من الوقت من اجل النسيان مع رفاق سوء طالع اخرين .. وكان يزورهم ليس رغبه فى لعب الدومينو مع تلك الزمره ولكن ليستمتع بلحظه حقيره فى كونه ليس مثلهم ولا فى مثل حالهم وكان يطمئن نفسه بذلك كان واثقا من محبه شعبه له دون ادنى تطير الى حد انه علق ارجوحه للنوم فى فناء قصر الضاحيه حيث كانت تعيش امه بندثيون الفاريدو ويقضى القيلوله تحت ظلال التمر هندى بدون مرافقين متنهدا قائلا اماه ان الوطن هو اجمل الاختراعات لكن لم يكن قط ينتظر اجابه من الشخص الوحيد الذى تجراء على توبيخه بسبب رائحه البصل الزنخه تحت ابطئيه ..