كوينا البحر ..... المدرسه البريطانيه

[شوقي بدري]

كوينا البحر ..... المدرسه البريطانيه

المثل السودانى يقول كوى البحر فى صرته . اشاره للانسان الذى يقوم بعمل غير مجدى .
بالرغم من الذباب والكتاحه والحر وانعدام البنزين كان الاوربيون يرجعون من السودان وهم يعجبون بالانسان السودانى وروعته وكرمه ونجدته . وعندما خرج الانجليز من الخليج وسلطنه عمان والكويت واليمن الجنوبيه , نصحوهم بان لا يستخدموا اى بشر سوى السودانيين . وتسابق الجميع للفوز بموظفين سودانيين .
ما حدث مع المدرسه البريطانيه شئ لا يمت لاخلاقنا السودانيه . وكنا نسخر من المصريين لانهم لا يحترمون الغريب ويستهدفون الضعيف عندما يكونوا فى موقع قوه . ويمارسون الدونكيشوتيات .
المدرسه رجعت الى اهلها ونحن قدمنا لها خدمه عظيمه . وستكون قصتها فلماً عما قريب وستحصد ملايين الدولارات . ولم يستفد السودان اى شئ بل شوهنا سمعتنا بيدنا . فالسودان الذى عرف بالاتزان والالتزام بالقانون . سمح للمتشددين بان يمتشقوا السيوف والفؤوس والماشيتات . وكأننا فى رواندا . والانقاذ التى لا تسمح بالمظاهرات صارت تشجع هذه البربريه والهمجيه . بل يتكرم الامن بحمايه هؤلاء المتشددين وهم يرتكبون جريمه حمل السلاح الابيض . وقديماً كان حمل سكين فى المدن السودانيه يعرض صاحبها لمصادره السكين والغرامه او السجن .
هل تعلمنا من مصر والدول الاخرى ففى كتاب الكاتب المصرى الذى نشاء فى السودان لويس عوض ( سنوات العمر ) صفحه 313 يقول عندما تتدهور العلاقه بين مصر واى دوله اخرى يعامل مواطن الدوله معامله غير كريمه فى مصر . فى بدايه حكم عبد الناصر قبض على ممثلى فرنسا وقدموا للمحاكمه بسبب حرب الجزائر وهم ماتى واندرى ميكيل بلليفييه وسأل رئيس المحكمه رئيس البعثه الاقتصاديه الفرنسيه ( هل توافق على سياسه الحكومه الفرنسيه فى الجزائر ؟ . فقال يا سيدى الرئيس , انا بوصفى ممثل لبلدى اوافق على سياسه بلدى . وهذا ليس من اختصاص السلطه القضائيه بل السلطه السياسيه .) .
كما اعتقل مدرس خجول وسجن لمده طويله . هو مدرس الادب الانجليزى فى مدرسه المنيا . اسمه سوينبرق بتهمه الجاسوسيه .
البريطانى ممثل السودان فى مصر قبل استقلال السودان وفى كتابه ظلال على الرمال اشاد بالسودانيين بطريقه تقارب الهوس وكان يبدى حباً واعجاباً مبالغاً فيه . ذكر انه بعد النظام الناصرى كان فى طريقه الى السودان فوجد مضايقات جمه واضطر لدفع رشاوى لكى يسمحوا له بارجاع كتبه . وعندما قدم التصريح الخاص بنقل مصاغ زوجته الى السودان عطله موظفى المطار بامور فارغه حتى تجاوزت الساعه الثانيه عشر ليلاً بدقائق ثم قالوا له ان التصريح الصالح لاربعه وعشرين ساعه قد صار غير صالح . فاضطر لترك مصاغ زوجته لمسؤول بريطانى آخر . وكان هذا عملاً بطولياً بدون شك ساعد فى سقوط الامبراطوريه البريطانيه .
فما اشبه الليله بالبارحه . هذا كان فى ايام الدكتاتوريه الناصريه . وقبل اكثر من نصف قرن . هل رجعنا الى الوراء؟ . واغلب رجال اعلامنا وقفوا مؤيدين او مزعورين ولم يقف اعلامنا مع المدرسه المسكينه الا من رحم ربى . هل صرنا كالاعلام المصرى امثال محمد حسين هيكل الذى زار السودان فى العشرينات وشتم السودانيين بوصفهم عبيد لانهم اقترفوا جرم بناء خزان مكوار . وكانت مصر تقول ان الرى السودانى يضر برى مصر . وهذا الهيكل وبعده الهيكل الآخر الذى لا يزال يجعجع وعير السادات بان امه سودانيه وهذا شرف لن يبلغه اى من الهيكلين . فالاثنين كانا فى يوم من الايام من المدافعين عن اتفاقيه ثروة تشمبرلين التى تبسط سيطره الانجليز على مصر .
من كتابات محمد حسين هيكل ما نشر فى جريده الاخبار القاهريه فى عدد 23 يوليو 1928 بعد اغاله الملك فؤاد للنحاس رئيس وزراء الوفد الذى بداء كمناضل قفز على ضابط امن وجزبه من صهوه جواده وصار ثرياً توظف زوجته اهلها والمحاسيب ويتقبلون الرشاوى ويسيطرون على بيع القطن المصرى . ( انه لشرف النعال وانها لكرامه الاوحال , وانها لامانه المحتال , وانها لصيانه دستور الدجال ....... الا تخشى ان يتلطف معك صاحب الجلاله ويسألك اين استقالتك ؟ فبماذا تجيب ايها النتن القذر؟ ) محمد حسين هيكل رئيس تحرير جريده السياسه . هذا كان مستوى الاعلام المصرى . اما هيكل الآخر فلقد غير ردءاه وصار بوقاً للدكتاتوريه . ووافق على تكميم الصحف وحريه الرأى . وعندما وضع ناصر ولى نعمته ومعلمه ومن اعطاه فرصه فى الصحافه مصطفى امين يوسف فى السجن . لم يكتب الا ان مصطفى امين تصله الفاكهه فى السجن والشعب المصرى لا يجد الفاكهه ويجب ان يحرم منها . هل وصلنا نحن فى السودان الى هذا المستوى يا رجال اعلام السودان .
لا يذكر اسم سيدنا على ابن ابى طالب كرم الله وجهه الا ويقال على ابن ابى طالب اسد الله الغالب . هل الاسد ملاك .؟ انه حيوان مفترس وباطش وبشع . هل فكرنا فى هذا ؟. وحتى اذا كانت المعلمه تقصد الاساءه فالمعقوليه تقول ان لا نستجيب لاستفزازها وان لا نجر لمعركه دونكيشوتيه . عندما اكتشف ضابط طبيب الشلالى الذى صار رئيساً للسلاح العسكرى وقاتله جنود حزب الامه فى الغزو الليبى . والقوا بجثته تحت كبرى امدرمان , ان محلج الذى كان فى مستشفى السلاح الطبى وتفوح منه رائحه الخمر ووجد العرقى فى ثيرموس الشاى اصر على عقاب محلج وطرده من المستشفى . فقال محلج باستفزاز . دى عيونك ولا عيون اختك . فصعد الدكتور الشلالى رحمه الله عليه الامر . فقال له احمد عبد الوهاب ( الكلام ذى ده مع العساكر مفروض تتجاهلوا وتعمل انك ما سمعته , لانو معركه ذى دى انت كضابط كبير بتكون خسران . ثم ثانى محلج ده ( تفشكى ) . شغله بصلح البنادق والسلاح , بداء فى الجيش ده نص تعيين ولد صغير , ليه اكثر من خمسه وثلاثين سنه فى الجيش . لو طردناهوا بكره انت بتصلح بنادق . )
دى حكايه الغلبا راجلها قامت تأدب حما . السودان الآن يواجه تحديات فى الداخل . المعروف انه بعد الفيضانات والامطار الغزيره تأتى امراض معينه . اولها الملاريا نسبه لانتشار الباعوضه والذباب وحمى الوادى المتصدع , لان الناموس يكثر وينقل الفايروس من الحيوانات الى الانسان . كما يكثر المرقوت والقمل والقراد . وهنالك الحمه الراجعه والقارضيا ويكثر الزباب وتنتشر الدستناريا . واللشمينيا التى تسببها الذبابه الرمليه والكلزار , وهنالك لعنه اخرى وهى ان الجرد الصحراوى بكل انواعه من العتاب وسارى الليل وخلافه تفقس بعد سنه من الامطار الغزيره وسنشاهد فى السنه القادمه اسراب مهوله من الجراد . ماذا عملت الحكومه لتفادى الكارثه . ؟ هؤلاء اللذين خرجوا ممتشقين السيوف والاسلحه البيضاء والخضراء الم يكن من الاجدى ان يستنفروا لبناء المساكن التى سقطت بسبب الامطار والفيضان وسوء تخطيط الشوارع والمجارى ؟ هل نحن قد انجزنا كل شئ طالبنا به الله ورسوله , هل نشرنا العدل والامن ووفرنا القوت للجميع , ام هذا هروب من واقعنا , ام هو محاوله شغل الناس بالفارغه . ؟ .
عندما تأتى اسراب الجراد ويموت الناس جوعاً سيكون عندنا العذر الكافى . فلقد كنا نمتشق السيوف ونشارك فى غزوه المدرسه البريطانيه .
التحيه
شوقى ....

[Fanar]

منذ سقوط العرب الذي بدأ بسقوط الدولة العباسية وقيام الدولة العثمانية والعرب مصابون بعقدة البطولة كنيجة للصدمة الناتجة عن عدم استيعابهم لإنحدارهم المريع موقهم الريادي في مصاف الامم الي انحدارهم للصفوف الأخيرة ، فبعد ان كانو قادة صاروا مقادين وبعد أن كانوا غزاة صاروا مغزيين ، بل صاروا بعد ذلك "عالم ثالث".. اللهم لا شماتة

لكن لم يستطع العرب امتصاص الصدمة ومحاولة استعادة موقعهم الريادي حسب المنطق النهضوي بتجاوز الماضي مع الاستفادة من دروسه ومحاولة فهم واستيعاب الواقع الحالي لبناء مستقبل افضل ، لكنهم بدلا من ذلك.. ظلوا في موقهم الذي سقطوا فيه محدقين في الماضي يحلمون ليل نهار باستعادته من جديد ..ولعدم اهتمامهم باعتبارات الواقع الحالي حسب المنطق النهضوي.. ظلوا مقيدين بتفكير الأزمنة الغابرة..يحلمون بالبطل.. الذي يعيد لهم المجد السالف.. ثم جاء الاستعمار ايضا ليعزز عقدة البطل في النفوس

تتالت الأزمنة و تعاقبت القرون وأخذت الشعوب تتسابق في اللحاق بركب الحضارة بالاستجابة لمتطلباتها.. والعرب يحلمون بالبطل
لكن للحق فإن العطش البطولي العربي لم يكن مستمرا ابدا .. فقد كان يرويه من حين لحين بطل تصوغه السياسة أو اخر يصوغه المجتمع .. أو كثيرون يصوغهم الإعلام الموجه
لم يكن اولهم جمال عبد الناصر .. ولن يكون اخرهم اسامة بن لادن .. وبالطبع لن ننسى سعد زغلول و محمد الدرة .. صدام حسين نفسه.. تحول بقدرة قادر من مجرم الى بطل بعد اعدامه

العرب مرضى بالبطولة والبطل فإما ان يكون امامهم بطل يشبع في انفسهم هواجس البطولة واما ان تكون امامهم قضية يعيشون من خلالها دور البطولة (العقدة)

في زمان عبد الناصر.. وأيام القومية العربية كان هناك ما يملأ هذا الهوس العربي ..
أما في زمن بن لادن .. وأيام القومية الدينية فلا بد ان يختلق لها العرب بطولات تناسبها

ولكل زمان .. أبطاله و بطولاته ياعزيزي

[الفاتح]

يسعد أيامك .. شوقي
من بين الإشكاليات التي نواجهها أننا شعب عاطفي وإنفعالي في آن فيما يخص ردود أفعالنا تجاه الخطاب الديني غض النظر عمًا يحتويه من صبغة سياسية, ومآل الحال السياسي يفصح عن أننا لا زلنا أسرى ذلك الخطاب ومن يصيغونه.
الشيئ الذي أعلمه أن الشعب الإنجليزي شعب مهذب ويحترم الآخر , ناهيك أن من ألصقت بها التهمة معلمة لديها منهاجها وسايكولوجيتها في التعامل مع الطفل.
نعم أنها تعاملت بحسن نية في هذا الموضوع , ومن ثم قدًمت خطاب إعتذار لأولياء الإمور , لكن أليس كان من الأجدى لأستاذه/ ساره الخواض أن تتعامل مع هذا الموضوع بوعي أن تناقشها ولو, ذلك أبسط الإيمان كانت حينها ستضيف رصيداً لها/لنا , لكن أن تسرًبها للإعلام المهووس فذلك مسلك يتنافى وروحها التربوية ويدل على أنها متواطئة ذلك أنها قدًمت لهم موضوعاً يلوكونه , ولن يكون هناك :" ما يستفاد من هذا الدرس " بالنسبة للتلاميذ الذين لم تفارقهم الدهشه , وربما تطالهم عصا القرارات بالإختيار الإجباري للمدارس الحكومية حيث المناهج الباهتة: فنون عسكرية وغيرها.

[رأفت ميلاد]

سلام أستاذنا شوقى بدرى

أرفق لك كيف يرانا غيرنا
أتمنى من يسمع أن يعيد السمع واضعآ فى حسبانه كيف وصلنا لهذا الدرك .. متأملآ مقالة شوقى بدرى قبل أن يبدأ بالغضب لسودانيته التى كانت محفوظة ودمرت بفعل فاعل .. وأصبحنا تندرآ مثل إيران وأفغانستان والسعودية .. هذه الدول التى كنا نتندر بهم . ونصاب بالإندهاش مثل غيرنا بما يحدث هناك ..

أصبحنا نحن "هناك" نفسها

من الذى أساء إلينا والى العقيدة الإسلامية غير هؤلاء الأوباش

[flash=http://www.youtube.com/v/9NhWT0_SRZc&rel=1]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]